قَالَ أبو جعفر التُّستريّ:((حَض نا أبا زُرْعة - يعني الرازيّ - بماشهران، وكان في السَّوْق، وعنده أبو حَاتِم، ومحمد بن مسلم، والمنذر بن شاذان، وجماعةٌ من العلماء فذكروا حَدِيثَ التلقين وقوله :"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله"، قَالَ: فاستحيوا من أبي زُرْعة، وهابوه أنْ يلقنوهُ فقالوا: تعالوا نذكرْ الحديثَ.
فَقَالَ محمدُ بنُ مسلم: حَدّثنَا الضحاكُ بنُ مخلد عَنْ عبدِ الحميدِ بنِ جَعْفر عَنْ صالح وجَعَلَ يقولُ: ولم يجاوزْ.
وَقَالَ أبو حَاتِم: حَدّثنَا بُنْدارُ قَالَ: حَدّثنَا أبو عَاصم عَنْ عبدِ الحميدِ بنِ جَعْفر عَنْ صالح ولم يجاوزْ.
والباقون سَكَتوا.
فَقَالَ أبو زُرْعةَ - وهو في السَّوْق-: حَدّثنَا بُنْدار قَالَ:حَدّثنَا أبوعَاصم قَالَ:حَدّثنَا عبدُ الحميد بنُ جَعفر، عَنْ صالح بنِ أبي عَرِيب، عَنْ كَثير بنِ مُرّة الحضرميّ، عَنْ مُعَاذ بنِ جَبَل قَالَ: قَالَ رسول الله :"مَنْ كَانَ آخرُ كَلامهِ لا إله إلا الله دَخَلَ الجنة"، وتوفي رحمه الله))([1]).
زاد أبو حَاتِم:((فَصَارَ البيتُ ضجةً ببكاءِ مَنْ حَضَرَ)).
وَقَالَ أحمدُ بنُ إسماعيل ابن عمّ أبى زُرْعةَ:((سمعتُ أبا زُرْعةَ يقولُ - في مرضهِ الذي ماتَ فيه -:اللهم إنّي أشتاقُ إلى رؤيتك، فإنْ قَالَ لي: بأيّ عملٍ اشتقت إلىّ؟ قلتُ: برحمتكَ يا ربّ)).
_________________________
([1])أي: نزع الروح.