قال تعالى: وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أي: ما نفعكم جمعكم واستكباركم، فالغِنا في الآية معناه: النفع،والغنا فيه خمس لغات: ـ

1- الغِنا: بكسر الغين والمد، وهو المطرب قبّحه الله.

2-الغَنا: بفتح الغين والمد، وهو النفع.

3-الغِنى: بكسر الغين والقصر، وهو ضد الفقر.

4-الغَنى: بفتح الغين والقصر، مصدر غَنَى يغْنِي غنًى وهو الإقامة، ومنه قوله تعالى: كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ وقوله: كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا .

5-الغُنى: بضم الغين والقصر، مصدر كالغُنية وهو اقتناء الشيء والاستغناء به عن الناس.

وأما الغُنا بضم الغين والمد فلا يوجد في اللغة.

قوله تعالى: فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ "مدينين" أي: محاسبين، والدين الجزاء والحساب، ومنه: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ومعنى الآية: إن كنتم لا تؤمنون بالبعث والجزاء والحساب فردّوا الروح إلى مكانها من الجسد إن كنتم صادقين في تكذيبكم بالجزاء والحساب.

قال تعالى: لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ "لعلّ" تأتي في القرآن لمعنيين:

1- قال بعض العلماء: هي على الترجي، ولكن الترجي بحسب ما يظهر للناس، أما الله فهو عالم بما كان فلا يصدق عليه الترجي، كقول موسى وهارون فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى أي: على رجائكما وعلم بني آدم القاصر، أما الله فهو عالم بأنه لا يتذكر ولا يخشى.

2- قال بعض العلماء: إن كل "لعل" في القرآن مشتملة معنى التعليل بمعنى لأجل، وعليه بمعنى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ أي: لأجل أن تتذكروا وتتعظوا بآياتنا وغرائب صنعنا وعجائبنا.