تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: لمسات بيانية فى القرآن الكريم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    8

    افتراضي لمسات بيانية فى القرآن الكريم

    هذه بعض لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي

    ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى (هذا بلاغ للناس) سورة ابراهيم آية 52 و(بلاغ) سورة الأحقاف آية35؟
    كلمة بلاغ في سورة الأحقاف هي خبر لمبتدأ محذوف وتقديره هذا بلاغ. ففي سورة الأحقاف سياق الآيات التي قبلها والمقام هو مقام إيجاز لذا اقتضى حذف المبتدأ فجاءت كلمة بلاغ ولم يخبرنا الله تعالى هنا الغرض من البلاغ . أما في سورة ابراهيم فإن الآيات التي سبقت الآية (هذا بلاغ للناس) فصّلت البلاغ والغرض منه من الآية (ولا تحسبن الله غافلاً عمّا يفعل الظالمون) آية 42.

    (هل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب) سورة ثم الآية (فقالوا خصمان بغى بعضنا على بعض) وقوله تعالى (هذان خصمان اختصموا في ربهم) سورة ، لماذا جاءت الخصم مرة مفردة ومرة مثنى وجمع؟
    الخصم تأتي للمفرد والجمع (هل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب) مثل كلمة بشر والفلك وضيف وطفل، وربما تأتي للتثنية (هذان خصمان اختصموا في ربهم) .يقول المفسرون هما فريقان كل فريق له جماعة فلمّا جاءا يختصمان جاء من كل فريق شخص واحد يمثّل الفريق والمتحدثان هما أصحاب المسألة (خصمان). كما في قوله تعالى (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) فكل طائفة لها جماعة عند الصلح يأتي من كل طائفة من يفاوض باسمها لكن إذا وقع القتال بينهما يقتتل كل الأفراد، فإذا اختصم الفريقين يقال اختصموا وإذا اختصم أفراد الفريقين يقال اختصموا. وكذلك في كلمة بشر (أبشراً منا واحده نتبعه) وقوله تعالى (بل أنتم بشر مما خلق). وكلمة طفل قد تأتي للمفرد وجمع وقد يكون لها جمع في اللغة (الأطفال) وقد استعمل القرآن هاتين الكلمتين.

    ما الفرق بين البأساء والضرّاء من حيث المعنى في القرآن الكريم؟
    البأساء هي الشدّة عموماً ولكن أكثر ما تُستعمل في الأموال والأنفس. أما الضرّاء فتكون في الأبدان.

    - ما الفرق بين كلمتي عباد وعبيد في القرآن؟
    كلمة عباد تضاف إلى لفظ الجلالة فالذين يعبدون الله يضافون للفظ الجلالة فيزدادون تشريفاً فيقال عباد الله كما ورد في سورة الفرقان (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً {63})، أما كلمة عبيد فهي تُطلق على عبيد الناس والله معاً وعادة تضاف إلى الناس والعبيد تشمل الكل محسنهم ومسيئهم كما ورد في سورة ق (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ {29}). العبد يُجمع على عباد وتاعبد يُجمع على عبيد.

    ما دلالة كلمة (لنريه) في سورة الإسراء؟
    قد يحتمل المعنى أن الرسول r أُعطي الرؤية الإلهية وتعطلت الرؤية البشرية وربما يكون سبحانه وتعالى قد أعطاه رؤية قوية أكثر من قدرة البشر بدليل أنه رأى القافلة ورأى موسى وهو يصلي في قبره ورأى جبريل عليه السلام. والله أعلم.

    في سورة يوسف الآية (ليسجنن وليكوناً من الصاغرين) جاءت لفظة (ليكوناً) بالتنوين لماذا؟
    في (ليكوناً) هذه ليست تنوين وإنما هي نون التوكيد الخفيفة إذا وُقف عليها يوقف عليها بالألف ويجوز أن تُرسم بالتنوين. وفي كلمة (ليسجنن) هذه نون التوكيد الثقيلة وهي مؤكّدة أكثر من الخفيفة وقد دلّت في المعنى أن دخوله السجن آكد من كونه من الصاغرين

    - لماذا ذكر ( شعيب) في سورة الشعراء بينما ذكر (أخوهم شعيب) في سورة هود؟
    شعيب أُرسل إلى قومين هما قوم مدين وهو منهم فعندما ذهب إليهم قال تعالى (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ {84}) وأصحاب الأيكة ولم يكن منهم وليسوا من أهله فلم يذكر معهم أخوهم شعيب لأنه ليس أخوهم (كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ {176} إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ {177}). وكذلك في القرآن الكريم لم يذكر في قصة عيسى أنه خاطب قومه بـ (يا قوم) وإنما كان يخاطبهم بـ (بني إسرائيل) لأنه ليس له نسب فيهم أما في قصة موسى فالخطاب على لسان موسى جاء بـ (يا قوم) لأنه منهم.

    ما اللمسة البيانية في استخدام (لا أقسم) في القسم في القرآن الكريم؟ (لا أقسم بيوم القيامة) (لا أقسم بهذا البلد)
    ام يرد في القرآن كله كلمة (أقسم) أبداً وإنما استخدم لفظ (لا أقسم) بمعنى أقسم و(لا) لتأكيد القسم. فقد يكون الشيء من الوضوح بمكان بحيث لا يحتاج لقسم وفي هذا تعظيم للشيء نفسه. وقد تعني (لا أقسم) أحياناً أكثر من القسم (زيادة في القسم).

    ما الفرق بين كلمة (المخلَصين) بفتح اللام وكلمة (المخلِصين) بكسر اللام؟
    المخلَصين بفتح اللام تعني من أخلصه الله لعبادته وطاعته، أما المخلِصين بكسر اللام فتعني من أخلص نفسه لعبادة الله وطاعته.

    ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى: (لا تقتلوا أولادكم خشية إملاق) سورة الإسراء وقوله تعالى (ولا تقتلوا أولادكم من إملاق)؟
    في الآية الأولى في سورة الإسراء الأهل ليسوا فقراء أصلاً وعندهم ما يكفيهم ولا يخشون الفقر ولكنهم يخشون الفقر في المستقبل إذا أنجبوا بأن يأخذ المولود جزءاً من رزقهم ويصبح الرزق لا يكفيهم هم وأولادهم ويصبحوا فقراء فخاطبهم الله تعالى بقوله نحن نرزقهم وإياكم ليطمئنهم على رزقهم أولاً ثم رزق أولادهم ولهذا قدّم الله تعالى رزقهم على (إياكم) لأنه تعالى يرزق المولود غير رزق الأهل ولا يأخذ أحد من رزق الآخر. أما في الآية الثانية فهم فقراء في الأصل وهمّهم أن يبحثوا عن طعامهم أولاً ثم طعام من سيأتيهم من أولاد فالله تعالى يطمئن الأهل أنه سيرزقهم هم أولاً ثم يرزق أولادهم أن الأهل لهم رزقهم والأولاد لهم رزفهم أيضاً

    ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى (واصبر نفسك) سورة الكهف وقوله تعالى (وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها)سورة طه؟
    اصطبر جاءت في الصلاة لأنها مستمرة كل يوم وزيادة المبنى تفيد زيادة المعنى والصلاة كل يوم في أوقاتها وتأديتها حق أدائها وإتمامها يحتاج إلى صبر كبير لذا جاءت كلمة (اصطبر) للدلالة على الزيادة في الصبر.


    ما اللمسة البيانية في استعمال كلمة (اليم) في قصة سيدنا موسى مع فرعون؟
    اليمّ كلمة عبرانية وقد وردت في القرآن الكريم 8 مرات في قصة موسى وفرعون فقط لأن قوم موسى كانوا عبرانيين وكانوا يستعلون هذه الكلمة في لغتهم ولا يعرفون كلمة البحر ولهذا وردت كلمة اليمّ كما عرفوها في لغتهم آنذاك.

    - ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى في سورة الأنعام (مشتبهاً وغير متشابه) وقوله تعالى (متشابهاً وغير متشابه)؟
    قوله تعالى (مشتبهاً وليس متشابه) تفيد لفت النظر إلى قدرة الله تعالى وهذا يفيد اللبس والإلتباس، أما في قوله تعالى (متشابهاً وغير متشابه) فهذا للتشابه وقد وردت الآيات في الإبل عامة ولا داعي للفت النظر إلى القدرة الإلهية هنا. فنفي التشابه ينفي الإشتباه من باب أولى، والتشابه قد يكون في جزئية معينة والإشتباه هو الإلتباس لشدة التشابه.

    -
    تعقيب علي الإجابة وملاحظة


    وردقوله تعالي (متشابها وغيرمتشابه ) في الآية141من سورة الأنعام دلالة علي التنوع. ومما يؤكد هذا المعني قوله تعالي قبلها( مختلفا أكله) وهذا من فضل الله علي الناس لأن طبيعتهم لاتصبر علي طعام واحد . وهذا يستوجب الشكر بإخراج زكاة الزروع والثمار بقوله تعالي (وآتوا حقه يوم حصاده )
    أما قوله تعالي (مشتبها وغير متشابه)فقد وردت في الآية99فقد وصلت شدة التشابه إلي حد بعيد حتي يراه البعض غير متشابه وهذا يؤدي إلي الإلتباس .وطالما أن الأمر فبه التباس احتاج الأمر إلي لفت نظر الإنسان (انظروا إلي ثمره إذا أثمر وينعه.أن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون )
    ملاحظة أخيرة: ( وقد وردت الآيات في الإبل عامة )لعله خطأمن جامع المادة العلمية أو الناشر. فالآيات في الزروع والثمار.


    الخصم تأتي للمفرد والجمع (هل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب) مثل كلمة بشر والفلك وضيف وطفل، وربما تأتي للتثنية (هذان خصمان اختصموا في ربهم) .يقول المفسرون هما فريقان كل فريق له جماعة فلمّا جاءا يختصمان جاء من كل فريق شخص واحد يمثّل الفريق والمتحدثان هما أصحاب المسألة (خصمان).فإذا اختصم كلأ الفريقين يقال اختصما وإذا اختصم أفراد الفريقين يقال اختصموا.
    كما في قوله تعالى (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) فكل طائفة لها جماعة عند الصلح يأتي من كل طائفة من يفاوض باسمها لكن إذا وقع القتال بينهما يقتتل كل الأفراد، وكذلك في كلمة بشر (أبشراً منا واحده نتبعه) وقوله تعالى (بل أنتم بشر مما خلق). وكلمة طفل قد تأتي للمفرد وجمع وقد يكون لها جمع في اللغة (الأطفال) وقد استعمل القرآن هاتين الكلمتين.


    ما اللمسة البيانية في استعمال
    صيغة المضارع مرة وصيغة الماضي مرة أخرى
    في قوله تعالى (من كان يريد الآخرة) و (من أراد الآخرة)؟




    استعمال فعل المضارع مع الشرط إذا كان مضمونه يتكرر.
    أما استعمال فعل الماضي فالمضمون لا يتكرر أو لا ينبغي أن يتكرر.
    كما نلاحظ ذلك في قوله تعالى
    (ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد)
    ينبغي تكرار الشكر لذا جاء بصيغة الفعل المضارع (يشكر) أما الكفر فيكون مرة واحدة
    و لا ينبغي أن يتكرر فجاء بصيغة الماضي في قوله (كفر). كذلك في قوله تعالى
    (من قتل مؤمناً خطأ) المفروض أن القتل وقع خطاً فلا يتكرر أما في قوله تعالى
    (من يقتل مؤمناً متعمداً) هنا تكرار للفعل لأنه قتل عمد.


    ما الفرق بين قوله تعالى في سورة البقرة؟
    (ليس البِرَّ أن تولوا وجوهكم) بفتح الراء وقوله تعالى
    (ليس البرُّ بأن تأتوا البيوت من ظهورها) بضم الراء في كلمة البر؟




    البرَّ بالفتحة في الآية الأولى هي خبر ليس مقدم و المصدر المؤول أن تولوا هو الإسم،
    أما في الآية الثانية فكلمة (البرُّ) بالضم هي إسم ليس والخبر شبه الجملة (بأن تأتوا)



    ما الفرق من الناحية البيانية
    بين قوله تعالى (خالدين فيها) وقوله (خالدين فيها أبدا)؟



    هناك قاعدة في القرآن الكريم سواء في أهل الجنة أو في أهل النار، إذا كان المقام مقام تفصيل الجزاء أو في مقام ذكرالإحسان في الثواب أو الشدة في العقاب يذكر (أبدا) وإذا كان في مقام الإيجاز لا يذكرها.
    في سورة النساء آية 57 (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً) هذه الآية ورد فيها تفصيل للجزاء فذكر فيها أبدا، أما الآية 13 من سورة النساء (تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ليس فيها تفصيل فلم يذكر فيها (أبدا).
    كذلك في سورة البيّنة لم يذكر مع الكافرين (أبدا) لأنه لم يفصّل في عقابهم (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) آية 6، وذكرها مع المؤمنين لأنه فصّل الجزاء لهم (جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ) آية 8،
    فالتفصيل زيادة في الجزاء فيضيف قوله (أبداً) إكراماً إلى ما هم فيه من إكرام وكذلك في العذاب. والخلود عند العرب تعني المكث الطويل وليس بالضرورة المكث الأبدي.
    وقد وردت خالدين فيها أبداً في أهل الجنة 8 مرات في القرآن الكريم ووردت في أهل النار 3 مرات

    وهذا من رحمته سبحانه وتعالى لأن رحمته سبقت غضبه




    في سورة الضحى قال تعالى





    ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)





    لماذا اختيار كلمة (فحدث) ولم يقل (فأخبر)؟



    الإخبار لا يقتضي التكرار يكفي أن تقول الخبر مرة واحدة فيكون إخباراً أما التحديث فهو يقتضي التكرار والإشاعة أكثر من مرة، وفي سياق الآية يجب أن يتكرر الحديث عن الدعوة إلى الله مرات عديدة ولا يكفي قوله مرة واحدة. ولهذا سمي الله تعالى القرآن حديثا (فليأتوا بحديث مثله). فمعنى (فحدث) في هذه الآية هو المداومة على التبليغ وتكرارها وليس الإخبار فقط فيمكن أن يتم الإخبار مرة واحدة وينتهي الأمر





    وفي تسلسل الأحاديث في كتب السنة نلاحظ أنهم يقولون: حدثنا فلان عن فلان ويكررون ذلك مرة أو مرات عديدة حتى يصلوا إلى أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فالرسول الكريم يخبر بالحديث ثم يتناقله الصحابة فيما بينهم ويستمر تناقل الحديث حتى يعم وينتشر .



    لماذا جاء ترتيب الآيات على هذا النحو؟ ( فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر، وأما بنعمة ربك فحدث ).



    أثار هذا الترتيب الكثير من الأسئلة عند المفسرين لماذا رتبت الآيات على هذه الصورة لأنه لا يرد بنفس تسلسل الآيات السابقة (الم يجدك يتيما فآوى، ووجدك ضالا فهدى، ووجدك عائلاً فأغنى).



    لنستعرض الآيات واحدة واحدة: أما اليتيم فلا تقهر جاءت بنفس تسلسل الآية (ألم يجدك يتيما فآوى) نفس النسق.



    , أما السائل فلا تنهر كان من المفروض أن تأتي مقابلة للآية (ووجدك عائلا فأغنى) لكنها جاءت في مقابل الآية (ووجدك ضالاً فهدى)



    ( وأما بنعمة ربك فحدث )،كان يجب أن تقدم باعتبار النعمة دين ويجب أن تكون مقابل ( ووجدك ضالاً فهدى )



    لكن الواقع أن ترتيب الآيات كما ورد في السورة هو الترتيب الأمثل، كيف؟ اليتيم ذكر أولا مقابل اليتيم ، ثم ذكر ( وأما السائل فلا تنهر ) قلنا سابقا أن السائل يشمل سائل العلم والمال وهنا اخذ بعين الاعتبار السائل عن المال والسائل عن العلم فهي إذن تكون مقابل (ووجدك ضالاً فهدى) وأيضاً (ووجدك عائلا فأغنى) لان السائل عن المال يجب أن لا ينهر والسائل عن العلم يجب أن لا ينهر أيضاً وعليه فان الآية جاءت في المكان المناسب لتشمل الحالتين ومرتبطة بالاثنين تماما.



    ( وأما بنعمة ربك فحدث )، هي في أنسب ترتيب لها فان كان المقصود بالنعمة كل ما أصاب الإنسان من خير في الدنيا فلا يمكن أن نتحدث عن النعمة إلا بعد وقوعها وليس قبل ذلك. والآيات السابقة تذكر نعم الله على الرسول فاقتضى السياق أن يكون التحدث بالنعمة آخراً أي بعد حدوث كل النعم على الرسول صلى الله عليه وسلم.



    وإذا كان المقصود بالنعمة الدين، فيجب أن يكون التحديث في المرحلة الأخيرة لأن على الداعية أن يتحلى بالخلق الكريم وفيه إشارة أن الإنسان إذا أتاه سائل عليه أن يتصف بهذه الصفات قبل أن يبلغ الناس عن النعمة (الدين) فعليه أن لا يقهر يتيماً ولا ينهر سائلاً ولا يرد عائلاً وقد جاءت هذه الآية بعد إسباغ النعم وهو توجيه للدعاة قبل أن يتحدثوا أن يكونوا هينين لينين فقد قال تعالى (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) فعلى الداعية أن يتحلى بالخلق الحسن ولا ينهر سائلاً.



    وكذلك جعل التحديث بالنعمة (وأما بنعمة ربك فحدث) جاءت بعد ( وأما السائل فلا تنهر) لان كل داعية يتعرض لأسئلة محرجة أحيانا تكون لغاية الفهم وقد تكون لنوايا مختلفة فعليه أن يتسع صدره للسائل مهما كانت نية السائل أو قصده من السؤال وعلى الداعية أن لا يستثار وإلا فشل في دعوته وقد يكون هذا هو قصد السائل أصلاً





    من الدروس المستفادة من هذه السورة إضافة إلى ما سبق انه يحسن للإنسان تذكر أيام العسر والضيق لأنه مدعاة للشكر ومدعاة لمعاونة المبتلى أيضاً لذا يجب التذكير بالماضي وما يتقلب فيه المرء من نعم ليشكر الله تعالى عليها مهما كان في ماضيه من أذى أو حرج أو ضيق فلا بأس أن يتذكر أو يذكر به حتى يشكر الله تعالى على نعمه فيكون من الشاكرين لله تعالى.



    .



    ما الفروق الدلالية بين فعل سار ومشى؟

    السير غير المشي في اللغة ويقال سار القوم إذا امتدّ بهم السير من جهة إلى جهة معينة . والسير في القرآن الكريم يكون لغرض وإلي جهة ما وهو إما للعظة والإعتبار أو للتجارة
    أو غير ذلك كما في قوله تعالى (فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله) سورة القصص
    فالسير هنا ممتد من مدين إلى مصر وهو ليس مشياً.
    وقد يكون معنى السير السير لفترة طويلة للعبرة والإتّعاظ كما في قوله تعالى
    (قل سيروا في الأرض ثم انظروا) وقد ورد هذا المعنى للسير في 11 آية قرآنية
    (أفلم يسيروا في الأرض) (قل سيروا في الأرض فانظروا) والسير هنا هو الإمتداد
    وكما قلنا يكون في القرآن الكريم إما لمسافة طويلة بغرض التجارة
    وإما لغرض العبرة والإتّعاظ.
    أما المشي فهو مجرد الإنتقال بالحركة وليس بالضرورة توجّه إلى هدف محدد
    كما في قوله تعالى (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا).

    ما اللمسة البيانية في كلمة (عليهُ) بضم الهاء
    في قوله تعالى (ومن أوفى بما عاهد عليهُ الله) في سورة الفتح؟

    وقد ورد هذا الأمر (أي الضم) مرتين في القرآن كله في هذا الموضع وفي سورة الكهف
    (قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ )
    والقياس أن يقول أنسانيه بالكسر
    أولاً : عليهُ بضم الهاء هي لغة قريش وكذلك يقولون فيهُ
    أما سائر العرب فيقولون عليهِ وفيهِ وإليهِ وبهِ..
    ثانيا :قوله تعالى (عليهُ الله) في سورة الفتح ليس للموضوع علاقة بكون عليه
    حرف جر لكن هناك أكثر من سبب لاختيار الضم في عليهُ
    أولها أن الكلام في صلح الحديبية والعهد الذي كان بينهم وبين الرسول وهو عهد على الموت
    فكان الضم في عليهُ يؤدي إلى تفخيم لفظ الجلالة لتفخيم العهد فأراد سبحانه أن يتسق
    ويتناسق تفخيم العهد مع تفخيم لفظ الجلالة حتى لا يُرقق لفظ الجلالة بالكسرة.
    والأمر الثاني أن الضمة هي أثقل الحركات بالإتفاق وهذا العهد هو أثقل العهود
    لأنه العهد على الموت فجاء بأثقل الحركات مع أثقل العهود.

    ما الفرق من الناحية البيانية
    بين فعل حضر وجاء في القرآن الكريم

    الحضور في اللغة يعني الوجود وليس معناه بالضرورة المجيء إلى الشيءيقال (كنت حاضراً إذ كلّمه فلان) بمعنى شاهد وموجود وهو نقيض (الغياب) ويقال كنت حاضراً مجلسهم، وكنت حاضراً في السوق أي كنت موجوداً فيها.أما المجيء فهو الإنتقال من مكان إلى مكان، ولهذا نقول الله حاضر في كل مكان دليل وجوده في كل مكان.
    وفي القرآن يقول تعالى (فإذا جاء وعد ربي جعله دكّاء) سورة الكهف بمعنى لم يكن موجوداً وإنما جاء الأمر. وكذلك قوله تعالى (فإذا جاء أمرنا وفار التنور) سورة هود.
    إذن الحضورة معناه الشهود والحضور والمجيء معناه الإنتقال من مكان إلى مكان.
    إذن ما الفرق الآن من الناحية البيانية بين قوله تعالى (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ
    الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ ) سورة النساء {18}) () وفي سورة المائدة: (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ ){106}) وقوله تعالى في سورة البقرة (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي ) {133}) وفي سورة المؤمنون (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ {99}) وفي سورة الأنعام (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ {61})

    القرآن الكريم له خصوصيات في التعبير فهو يستعمل كلمة (بررة) للملائكة وكلمة (ابرار) للمؤمنين. حضور الموت يُستعمل في القرآن الكريم في الأحكام والوصايا كما في آيات سورة البقرة وكأن الموت من جملة الشهودعلي الأحكام والوصايا (إن ترك خيراً الوصية) (ووصية يعقوب لأبنائه بعبادة الله الواحد).
    أما إن يتحدث عن الموت نفسه أو أحوال الناس في الموت فيستعمل في الكلام مجيء الموت كما في آية سورة المؤمنون يريد هذا الذي جاءه الموت أن يرجع ليعمل صالحاً في الدنيا فالكلام إذن يتعلق بالموت نفسه وأحوال الشخص الذي يموت. وكذلك في آية سورة الآنعام. كمايستعمل الفعل جاء مع الأجل(فإذا جاء أجلهم) وعن سكرة الموت (وجاءت سكرة الموت) ولا يستعمل هنا حضر الموت لأن كما أسلفنا حضر الموت تستعمل للكلام عن أحكام ووصايا بوجود الموت حاضراً مع الشهود أما جاء فيستعمل مع فعل الموت إذا كان المراد الكلام عن الموت وأحوال الشخص في الموت

    ماللمسة البيانية في الجواب على الآية في سورة المؤمنون
    (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ {86} ُ)؟ بقوله تعالى
    (سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ )في استخدام كلمة (لله) بدل (الله)
    وفي سورة الرعد جاءت الآيات (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ )


    لماذا اختار الله تعالى (الله) مرة و(لله) مرة؟ لأن السياق في آية المؤمنون كان في السؤال عن الملكية (قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {84} سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) وقوله في نفس السورة أيضاً (قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {88} سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ {89}‏) إذن السؤال عن الملكية فيكون الجواب (لله) ولأن السياق كله في الملكية جاء بلام الملكية.
    أما في سورة الرعد (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ {16}). فالسياق في مقام التوحيد وليس في مقام الملكية وإنما عن الذات الواحدة لذا جاء الجواب (الله).

    ما دلالة استخدام صيغة المبالغة
    في قوله تعالى (وما ربك بظلاّم للعبيد)
    علماً أن صيغ المبالغة لا تنفي الحدث؟


    يتساءل السائل عن أن الآية تنفي أن يكون الله تعالى ظلاّماً فهل هذا النفي يشمل أن يكون ظالماً حاشاه سبحانه؟. حقيقة التعبير أنه إذا كثر المظلومون نأتي بصيغة المبالغة ظلاّماً أما إذا ظلم شخصاً واحداً مرة فيكون ظالماً والملاحظ في الآية أن الله تعالى قال وما ربك بظلاّم للعبيد أي جاء بصيغة الجمع في كلمة العبيد والعبيد جمع كما قال في آية أخرى (علاّم الغيوب) باستخدام الغيوب وهي جمع . إذن عندما يجمع يستخدم صيغة المبالغة كما في الآيتين .وإذا أفرد ُيفرد الصيغة كما قال تعالى (عالم الغيب) .ولم يقل تعالى عالم مع الغيوب، وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى (خالق بشراً) خالق لبشر واحد . ولم يقل خلاّق إلا عندما اقتضى المبالغة في السموات والأرض (بلى وهو الخلاّق العليم).
    وهناك رأي آخر أن هذه ليست صيغة مبالغة وانما من اساليب النسب لأن صيغة فعّال تأتي للنسب.كما يقال في اللغة (لبّان -نجار ) للنسب . والمعني ليس الظلم من عمله

  2. #2
    الطريق الي المجهول Guest

    افتراضي رد: لمسات بيانية فى القرآن الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وقد وردت خالدين فيها أبداً في أهل الجنة 8 مرات في القرآن الكريم ووردت في أهل النار 3 مرات

    وهذا من رحمته سبحانه وتعالى لأن رحمته سبقت غضبه هكذا نعيش في هذه الدنيا رب رحيم ..................ولولا رحمته لكنا...........

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    اللهم باركـ لنا في شـامنا
    المشاركات
    792

    افتراضي رد: لمسات بيانية فى القرآن الكريم

    ما شاء الله . اللهم بارك

    أخوي مناضل : موضوعك أعجبني جدا جدا ولا أعرف كيف أصف العجب .؟!
    لكن أخي : هل هذا من كتاب ؟؟ أو من مجلة ؟؟ أو من كلام مشائخ فكتبته ؟؟؟

    أنا عندي أشياء كثيرة بلاغية ولعلي إن شاء الله أضع كثيرا منها في المجلس العلمي!
    لكن انتظروا حتى أنتهي منه .

    بارك الله فيك والأشياء البلاغية تدل على عظمة الله وأنه كلامه وأنه لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله حتى ل درس كل علوم اللغة العربية بشرقها وغربها وشمالها وجنوبها حتى ولو لم يدع فجة إلا فجها لا ولن يستطيع وربي

    واعتبروا يا إخوان وانظروا إلى من يكذب القرآن أو يحرفه أو يقول هو كلام مخلوق كالمستشرقين . انظروا إلى حماقتهم وقلة عقلهم . فنحن بنعمة كبيرة تستحق كل ثانية حمدا لله تعالى وشكرا له ولن يبلغ غاية المدح في الله عزوجل

    الأشياء البلاغية تدل على انفراد الله وحده وأن الله لم ينزله لقوم موسى ولا لقوم عيسى إنما أنزله لأفصح العرب وأعلمهم باللغة العربية أنزل القرآن الكريم يتحداهم أن يأتوا بسورة فضلا أن يأتوا بآية . والله إن القرآن الكبيرة لمعجزة كبيرة خالدة باقية ثابتة إلى يوم القيامة إن شاء الله .

    ونسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح لا الطالح
    ونسأل الله أن نكمل جميعا حفظ القرآن الكريم ونعمل به .

    آمين آمين

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    8

    افتراضي رد: لمسات بيانية فى القرآن الكريم

    بارك الله فيك يا أخي
    استخرت هذا الموضوع من الموقيع الآخر بأن جلب إهتمامي
    ولا أدري بالضبط من أي المرجع كتابا
    ولكن أعرف أنه لفاضل صالح السامرائي و له كتاب باسم
    لمسات بيانية في نصوص من التنزيل
    أتوقع هذه الأسطر من هو الكتاب
    أسأل الله العلم الذي ينفعنا والعمل الذي يثمر في الجنة
    سلام الله عليكم و رحمته وبركاته

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    3

    افتراضي رد: لمسات بيانية فى القرآن الكريم

    جزاك الله خيرا كثيرا.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    9

    افتراضي رد: لمسات بيانية فى القرآن الكريم

    كتب الله لكَ الأجر أخي الكريم مناضل
    و زاد شيخنا الفاضل علما و تقوى

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •