تفسير قول الله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم . غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
صفية الشقيفي
المسائل اللغوية
أ: المسائل البلاغية :
1: تعدية فعل " هدى "
2: دلالة الأمر في قوله { اهدنا }
ب: المسائل الصرفية
1:همزة أنعمت :
2: اشتقاق {المستقيم }
3: اشتقاق {الذين}
4: اللغات في صراط
5: اللغات في " عليهم "
ج: الإعراب
1: إعراب { الصراط }
2: إعراب " صراط "
3: إعراب { غير }
4: إعراب آمين
د: مسائل متفرقة :
1: معنى الصراط في اللغة.
2: معنى { غير } لغةً.
3: " لا " تأتي زائدة إذا سُبقت بجحد.
4: معنى آمين
أ: المسائل البلاغية :
1: تعدية فعل " هدى "
قالَعَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَالأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والهدايةفي اللغة الإرشاد، لكنها تتصرف على وجوهيعبر عنها المفسرون بغير لفظ الإرشاد،وكلها إذا تؤملت رجعت إلى الإرشاد، فالهدىيجيء بمعنى خلق الإيمان في القلب، ومنهقوله تعالى:{أولئكعلى هدىً من ربّهم}[البقرة: 5] وقولهتعالى: {واللّهيدعوا إلى دار السّلام ويهدي من يشاء إلىصراطٍ مستقيمٍ} [يونس: 25] وقولهتعالى: {إنّكلا تهدي من أحببت ولكنّ اللّه يهدي منيشاء}[القصص: 56] وقولهتعالى: {فمنيرد اللّه أن يهديه يشرح صدره للإسلام} [الأنعام: 125].
قالأبو المعالي: فهذهآية لا يتجه حملها إلا على خلق الإيمانفي القلب، وهو محض الإرشاد.
قالالقاضي أبو محمد رحمه الله: وقدجاء الهدى بمعنى الدعاء، من ذلك قولهتعالى: {ولكلّقومٍ هادٍ}[الرعد: 7] أي: داعوقوله تعالى: {وإنّكلتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ}[الشورى: 52] وهذاأيضا يبين فيه الإرشاد، لأنه ابتداءإرشاد، أجاب المدعو أو لم يجب، وقد جاءالهدى بمعنى الإلهام، من ذلك قوله تعالى: {أعطىكلّ شيءٍ خلقه ثمّ هدى}[طه: 5].
قالالمفسرون: معناه«ألهمالحيوانات كلها إلى منافعها». وهذاأيضا بين فيه معنى الإرشاد، وقد جاء الهدىبمعنى البيان، من ذلك قوله تعالى: {وأمّاثمود فهديناهم}[فصلت: 17].
قالالمفسرون: «معناهبينا لهم». قالأبو المعالي: معناه: دعوناهمومن ذلك قوله تعالى: {إنّعلينا للهدى}[الليل: 12] أي: عليناأن نبين، وفي هذا كله معنى الإرشاد.
قالأبو المعالي: وقدترد الهداية والمراد بها إرشاد المؤمنينإلى مسالك الجنان والطرق المفضية إليها،من ذلك قوله تعالى في صفة المجاهدين: {فلنيضلّ أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم}[محمد:5] ومنهقوله تعالى: {فاهدوهمإلى صراط الجحيم}[الصافات: 23] معناه: فاسلكوهمإليها.
قالالقاضي أبو محمد رحمه الله: وهذهالهداية بعينها هي التي تقال في طرقالدنيا، وهي ضد الضلال وهي الواقعة فيقوله تعالى: {اهدناالصّراط المستقيم}علىصحيح التأويل).[المحررالوجيز: 1 /؟؟]
قالَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍالقُرَشِيُّ(ت: 774 ه):ـ(والهدايةهاهنا: الإرشادوالتّوفيق، وقد تعدّى الهداية بنفسهاكما هنا{اهدناالصّراط المستقيم}فتضمّنمعنى ألهمنا، أو وفّقنا، أو ارزقنا، أواعطنا؛{وهديناهالنّجدين}[البلد: 10] أي: بيّنّاله الخير والشّرّ، وقد تعدّى بإلى، كقولهتعالى: {اجتباهوهداه إلى صراطٍ مستقيمٍ}[النّحل: 121]{فاهدوهمإلى صراط الجحيم}[الصّافّات: 23] وذلكبمعنى الإرشاد والدّلالة، وكذلك قولهتعالى: {وإنّكلتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ}[الشّورى: 52] وقدتعدّى باللّام، كقول أهل الجنّة: {الحمدللّه الّذي هدانا لهذا}[الأعراف: 43] أي: وفّقنالهذا وجعلنا له أهلًا. ). [تفسيرابن كثير: 1/ ؟؟؟]
2: دلالة الأمر في قوله { اهدنا }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {اهدنا}رغبة لأنها من المربوب إلى الرب، وهكذا صيغة الأمر كلها، فإذا كانت من الأعلى فهي أمر). [المحرر الوجيز: 1 /84-88]
ب: المسائل الصرفية
1:همزة أنعمت :
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ)( و{أنعمت}مقطوع الألف، لأنك تقول " يُنعم"، فالياء مضمومة، فافهم ). .[معاني القرآن: 1 /11]
2: اشتقاق {المستقيم }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وإعلال مستقيم أن أصله مستقوم نقلت الحركة إلى القاف وانقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها). [المحرر الوجيز: 1 /84-88]
3: اشتقاق {الذين}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والّذين جمع الذي، وأصله «لذ»، حذفت منه الياء للتنوين كما تحذف من عم، وقاض، فلما دخلته الألف واللام ثبتت الياء. و«الذي» اسم مبهم ناقص محتاج إلى صلة وعائد، وهو مبني في إفراده وجمعه معرب في تثنيته. ومن العرب من يعرب جمعه، فيقول في الرفع اللذون، وكتب الذي بلام واحدة في الإفراد والجمع تخفيفا لكثرة الاستعمال). [المحرر الوجيز: 1/ 88]
4: اللغات في صراط
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ)و"الصراط" فيه لغتان، السين والصاد، إلا أنا نختار الصاد لأن كتابها على ذلك في جميع القرآن[ ... ] وأهل الحجاز يؤنثون "الصراط" كما يؤنثون "الطريق" و"الزقاق" و"السبيل" و"السوق" و"الكلاّء"، وبنو تميم يذكّرون هذا كله، وبنو أسد يؤنثون "الهدى").
[معاني القرآن: 1 /12]
5: اللغات في " عليهم "
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):( (عليهُم) و(عليهِم) وهما لغتان؛ لكل لغة مذهبٌ في العربية.
فأما من رفع الهاء فإنه يقول: أصلها رفعٌ في نصبها وخفضها ورفعها؛ فأما الرفع فقولهم: "هم قالوا ذاك"، في الابتداء؛ ألا ترى أنها مرفوعة لا يجوز فتحها ولا كسرها، والنصب في قولك: "ضربهم" مرفوعة لا يجوز فتحها ولا كسرها؛ فتركت في "عليهم" على جهتها الأولى.
وأما من قال: "عليهم" ؛ فإنه استثقل الضمّة في الهاء وقبلها ياء ساكنة، فقال: "عليهم" لكثرة دور المكنيّ في الكلام، وكذلك يفعلون بها إذا اتصلت بحرف مكسور مثل"بهم" و"بهم"، يجوز فيه الوجهان مع الكسرة والياء الساكنة، ولا تبال أن تكون الياء مفتوحاً ما قبلها أو مكسوراً؛ فإذا انفتح ما قبل الياء، فصارت ألفاً في اللفظ لم يجز في "هم" إلا الرفع؛ مثل قوله تبارك وتعالى: {وردّوا إلى اللّه مولاهُم الحقّ}ولا يجوز: "مولاهِم الحقّ"، وقوله: {فبهداهُم اقتده}لا يجوز "فبهداهِم اقتده".
ومثله مما قالوا فيه بالوجهين إذا وليته ياء ساكنة أو كسرة، قوله: {وإنّه في أمّ الكتاب}و{حتّى يبعث في أمّها رسولاً}يجوز رفع الألف من "أمّ" و"أمها"، وكسرها في الحرفين جميعاً لمكان الياء والكسرة، مثل قوله تّبارك وتعالى: {فلأمّه السّدس}، وقول من روى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أوصى امرأً بأمّه، فمن رفع قال: الرفع هو الأصل في الأمّ والأمّهات، ومن كسر قال: هي كثيرة المجرى في الكلام؛ فاستثقل ضمةً قبلها ياء ساكنة أو كسرة، وإنما يجوز كسر ألف "أمّ" إذا وليها كسرة أو ياء؛ فإذا انفتح ما قبلها فقلت: "فلان عندَ أمّه"، لم يجز أن تقول: عند إمّه، وكذلك إذا كان ما قبلها حرفا مضموما لم يجز كسرها؛ فتقول: "اتّبعتُ أمّه"، ولا يجوز الكسر.
وكذلك إذا كان ما قبلها حرفا مجزوما لم يكن في الأمّ إلا ضم الألف؛ كقولك: "منْ أمّه" و"عنْ أمّه". ألا ترى أنك تقول: عنْهُم ومنْهُم واضربْهُم، ولا تقول: عنْهِم ولا منْهِم ولا اضربْهِم، فكل موضع حسن فيه كسر الهاء مثل قولهم: فيهِم وأشباهها، جاز فيه كسر الألف من "أمّ" وهي قياسها، ولا يجوز أن تقول: كتب إلى إمّه ولا على إمّه؛ لأن الذي قبلها ألف في اللفظ وإنما هي ياء في الكتاب: "إلى" و"على"، وكذلك: قد طالت يدا أمه بالخير، ولا يجوز أن تقول: يدا إمّه، فإن قلت: جلس بين يدي أمّه، جاز كسرها وضمها؛ لأن الذي قبلها ياء، ومن ذلك أن تقول: هم ضاربو أمّهاتهم؛ برفع الألف لا يكون غيره، وتقول: ما هم بضاربي أمّهاتهم وإمّهاتهم؛ يجوز الوجهان جميعاً لمكان الياء، ولا تبال أن يكون ما قبل ألف "أمّ" موصولاً بها أو منقطعاً منها؛ والوجهان يجوزان فيه؛ تقول: هذه أمّ زيد وإمّ زيد، وإذا ابتدأتها لم تكن إلا مرفوعة، كما كانت "هم" لا تكون إلا مرفوعة في الابتداء، فأما "هم" فلا تكسر إلا مع حرف يتصل بها لا يفرق بينه وبينها مثل" بهم"). [معاني القرآن: 1/ 5-6]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :(ولك في (عليهم) ضم الهاء وكسرها، تقول: الذين أنعمت عليهُم وعليهِم، وعلي هاتين اللغتين معظم القراء، ويجوز (عليهمو) بالواو، والأصل في هذه الهاء في قولك: "ضربتهو يا فتى" و "مررت بهو يا فتى" أن يتكلم بها في الوصل بواو، فإذا وقفت لخط: ضربته ومررت به.
وزعم سيبويه أن الواو زيدت على الهاء في المذكر كما زيدت الألف في المؤنث في قولك: ضربتها ومررت بها، ليستوي المذكر والمؤنث في باب الزيادة.
والقول في هذه الواو عند أصحاب سيبويه والخليل أنها إنما زيدت لخفاء الهاء؛ وذلك أنّ الهاء تخرج من أقصى الحلق، والواو بعد الهاء أخرجتها من الخفاء إلى الإبانة، فلهذا زيدت، وتسقط في الوقف، كما تسقط الصفة والكسرة في قولك: أتاني زيد، ومررت بزيد، أي أنّها واو وصل فلا تثبت لئلا يلتبس الوصل بالأصل.
فإذا قلت: "مررت بهو يا فتى" فإن شئت قلت: "مررت بهي" فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، أعني الياء المنكسرة فإن قال قائل: بين الكسرة والواو: الهاء، قيل الهاء ليست بحاجز حصين، فكأن الكسرة تلي الواو، ولو كانت الهاء حاجزا حصينا ما زيدت الواو عليها. وقد قرئ (فخسفنا بهي وبدارهي الأرض)، و(بهو وبدارهو الأرض)، من قراءة أهل الحجاز.
فإن قلت: "فلان عليه مال"، فلك فيه أربعة أوجه: إن شئت كسرت الهاء، وإن شئت أثبت الياء، وكذلك في الضم: إن شئت ضممت الهاء، وإن شئت أثبتّ الواو، فقلت "عليهِ" و"عليهي"، و"عليهُ" و"عليهو" مال.
وأما قوله عزّ وجلّ: {إن تحمل عليه يلهث}وقوله: {إلا ما دمت عليه قائماً}القراءة بالكسر بغير ياء في " عليه" وهي أجود هذه الأربعة، ولا ينبغي أن يقرأ بما يجوز إلا أن تثبت به رواية صحيحة، أو يقرأ به كثير من القراء، فمن قال: "عليهُ مال" (بالضم) فالأصل فيه: "عليهو مال"، ولكن حذف الواو لسكونها وسكون الياء واجتماع ثلاثة أحرف متجانسة، وترك الضمة لتدل على الواو، ومن قال "عليهو" فإنما أثبت الواو على الأصل، ويجعل الهاء حاجزا، وهذا أضعف الوجوه؛ لأن الهاء ليست بحاجز حصين، ومن قال: "عليهِ مالا" فإنما قدر "عليهي مال" فقلب الواو ياء للياء التي قبلها، ثم حذف الياء لسكونها وسكون الياء التي قبلها، كما قلبت الواو في قوله: "مررت به يا فتى". ومن قال: "عليهي مال"؛ فالحجة في إثبات الياء كالحجة في إثبات الواو ألا ترى أن "عليهي مال" أجود من "عليهو مال".
وأجود اللغات ما في القرآن وهو قول: {عليه قائماً}والذي يليه في الجودة "عليهُ مال" بالضم، ثم يلي هذا "عليهي مال" ثم "عليهو مال" بإثبات الواو، وهي أردأ الأربعة.
فأما قولهم {عليهم}فأصل الهاء فيما وصفنا أن تكون معها ضمة، إلا أن الواو قد سقطت، وإنما تكسر الهاء للياء التي قبلها، وإنّما يكون ما قبل ميم الإضمار مضموماً فإنما أتت هذه الضمة لميم الإضمار، وقلبت كسرة للياء.
وإنّما كثر "عَلَيْهِمْ" في القرآن و(عليهُم)، ولم يكثر (عليهمي) و(عليهمو)؛ لأنّ الضمة التي على الهاء من "عليهم" للميم، فهي أقوى في الثبوت، ألا ترى أن هذه الضمة تأتي على الميم في كل ما لحقته الميم نحو "عليكُم"، و"بكُم"، و"منكُم"، ولا يجوز في عليكم: "عليكِم" (بكسر الكاف) لأن الكاف حاجز حصين بين الياء والميم، فلا تقلب كسرة، وقد روي عن بعض العرب: "عليكِم" و "بكِم" (بكسر الكاف)، ولا يلتفت إلى هذه الرواية، وأنشدوا:
وإن قال مولاهم على جل حادث.......إن الدهر ردوا بعض أحلامكم ردوا
بكسر الكاف وهذه لغة شاذة، والرواية الصحيحة: فضل أحلامكم، وعلى الشذوذ أنشد ذلك سيبويه.
فأما "عليهمو" فأصل الجمع أن يكون بواو، ولكن الميم استغنى بها عن الواو، والواو تثقل على ألسنتهم، حتى إنه ليس في أسمائهم اسم آخره واو قبلها حركة، فلذلك حذفت الواو، فأمّا من قرأ "عليهموا ولا الضالين" فقليل. ولا ينبغي أن يقرأ إلا بالكثير، وإن كان قد قرأ به قوم؛ فإنه أقل من الحذف بكثير في لغة العرب.
[معاني القرآن: 1 /51-54]
6: اللغات في آمين
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :(وقول القائلين بعد الفراغ من الحمد، ومن الدعاء " آمين " فيه لغتان، تقول العرب: أمين، وآمين، قال الشاعر:
تباعد عني فطحل إذ دعوته......أمين فزاد اللّه ما بيننا بعدا
وقال الشاعر أيضاً:
يا ربّ لا تسلبني حبّها أبدا.......ويرحم اللّه عبدا قال آمينا
ومعناه: اللهم استجب، وهما موضوعان في موضع اسم الاستجابة، كما أن قولنا: (صه) موضوع موضع سكوتا.
وحقهما من الإعراب الوقف؛ لأنهما بمنزلة الأصوات إذ كانا غير مشتقين من فعل إلا أن النون فتحت فيهما لالتقاء السّاكنين،
فإن قال قائل:إلا كسرت النون لالتقاء السّاكنين،
قيل:الكسرة تثقل بعد الياء، ألا ترى أن "أين" و"كيف" فتحتا لالتقاء السّاكنين ولم تكسرا؛ لثقل الكسرة بعد الياء). [معاني القرآن: 1 /54]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ومن العرب من يقول «آمين» فيمده، ومنه قول الشاعر:
آمين آمين لا أرضى بواحدة ......حتى أبلغها ألفين آمينا
ومن العرب من يقول «أمين» بالقصر، ومنه قول الشاعر: [جبير بن الأضبط]
تباعد مني فطحل إذ رأيته ......أمين فزاد الله ما بيننا بعدا
). [المحرر الوجيز: 1/ ؟؟؟]
ج: الإعراب
1: إعراب { الصراط }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والصّراط نصب على المفعول الثاني). [المحرر الوجيز: 1 /84-88]
2: إعراب " صراط "
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): (صراط الّذين أنعمت عليهم}نصب على البدل)..[معاني القرآن: 1 /11]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فأما المعرفة والنكرة. فإن أبدلت معرفة من نكرة قلت: مررت برجل زيد ومررت بذي مال أخيك. قال الله عز وجل: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم * صراط الله}. فهذا بدل المعرفة من النكرة.
وفي المعرفتين قوله: {اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم}.
وفي بدل النكرة من المعرفة قوله: مررت بزيد صاحب مال، ومررت بالرجل رجل صالح. قال الله عز وجل: {كلا لئن لم ينته لنسفعاً بالناصية * ناصية}.
فأما المضمر والمظهر فكقولك: زيد مررت به أخيك. وتقول: رأيت زيداً إياه، وأخوك رأيته زيداً، والمضمران: رأيتك إياه. فهذا ضرب من البدل.
والضرب الآخر أن تبدل بعض الشيء منه؛ لتعلم ما قصدت له، وتبينه للسامع. وذلك قولهم: ضربت زيداً رأسه. أردت أن تبين موضع الضرب منه، فصار كقولك: ضربت رأس زيد.
ومنه: جاءني قومك أكثرهم. بينت من جاءك منهم. قال الله عز وجل: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً}من في موضع خفض؛ لأنه على من استطاع إليه سبيلاً.
ومن ذلك إلا أنه أعيد معه حرف الخفض: {قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم}.كان أيضاً جيداً كالآية التي ذكرنا قبل. فهذان ضربان.
والضرب الثالث أن يكون المعنى محيطاً بغير الأول الذي سبق له الذكر لالتباسه بما بعده، فتبدل منه الثاني المقصود في الحقيقة. وذلك قولك: مالي بهم علم أمرهم، فأمرهم غيرهم. وإنما أراد: مالي بأمرهم علم. فقال: مالي بهم علم وهو يريد أمرهم. ومثل ذلك: أسألك عن عبد الله متصرفه في تجارته؛ لأن المسألة عن ذلك. قال الله عز وجل: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه}لأن المسألة عن القتال، ولم يسألوا أي الشهر الحرام? وقال: {قتل أصحاب الأخدود * النار ذات الوقود} لأنهم أصحاب النار التي أوقدوها في الأخدود). [المقتضب: 4 /294-297] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ):(وقوله: "على صراط" فالصراط: المنهاج الواضح، وكذلك قالت العلماء في قول الله عزّ وجل: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}).[الكامل: 2/669]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ):(والبدل على أربعة أضرب:
فواحد منهاأن يبدل أحد الاسمين من الآخر إذا رجعا إلى واحد، ولا تبالي أمعرفتين كانا أم معرفة ونكرة، وتقول: مررت بأخيك زيد، لأن زيدًا رأسه. لما قلت: ضربت زيدًا، أردت أن تبين موضع الضرب منه.
فمثل الأول قول الله تبارك وتعالى:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}. وقوله:{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ}. و{لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ}.
ومثل البدل الثانيقوله: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}«من» في موضع خفض، لأنها بدل من الناس، ومثله، إلا أنه أعيد حرف الخفض:{قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ}.
والبدل الثالثمثل ما ذكرنا في البيت، أبدل: "شمائله" منه، وهي غيره، لاشتمال المعنى عليها، ونظير ذلك: أسألك عن زيد أمره. لأن السؤال عن الأمر وتقول على هذا: سلب زيد ثوبه، فالثوب غيره، ولكن به وقع السلب، كما وقعت المسألة عن خبر زيد، ونظير ذلك من القرآن: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ}. لأن المسألة إنما كانت عن القتال: هل يكون في الشهر الحرام? وقال الشاعر وهو الأخطل:
إن السيوف غدوها ورواحها......تركت هوازن مثل قرن الأعضب
وبدل رابع،لا يكون مثله في القرآن ولا في الشعر، وهو أن يغلط المتكلم فيستدرك غلطه، أو ينسى فيذكر فيرجع إلى حقيقة ما يقصد له، وذلك قوله: مررت بالمسجد دار زيد، أراد أن يقول: مررت بدار زيد، فإما نسي، وإما غلط، فاستدرك فوضع الذي قصد له في موضع الذي غلط فيه). [الكامل: 2/ 905-907]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :(وقوله عزّ وجلّ: {صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين (7)}
صفة لقوله عزّ وجلّ: {الصراط المستقيم}،). ). [معاني القرآن: 1 /51]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{صراط الذين}بدل من الأول.
). [المحرر الوجيز: 1/ 88]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({]. وقوله: {صراط الّذين أنعمت عليهم}مفسّرٌ للصّراط المستقيم. وهو بدلٌ منه عند النّحاة، ويجوز أن يكون عطف بيانٍ، واللّه أعلم.
.). [تفسير ابن كثير: 1/ ؟؟؟]
يتبع