تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 89

الموضوع: تحت العشرين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,303

    افتراضي تحت العشرين

    تحت العشرين - 1150


    من سمات الشاب المسلم

    - من سمات الشاب المسلم أنه يعظم شعائرَ اللهِ، ولا يتجرأ على انتهاك الحرمات، {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} (الْحَجِّ: 32).
    - من أعظم سمات الشاب المسلم توحيده لله، وإقراره بربوبيته؛ فلا يشوب عقيدتَه شيءٌ من الشرك والأباطيل والبِدَع والخرافات، بل قلبُه معلَّق بربه، متوكِّل عليه، يعلم أن الله وحدَه مالكُ النفع والضر، والعطاء والمنع؛ فلا يأتي شيئًا يُخالِف منهجَ التوحيد، ولا يرتكب أمرًا ينافي الاعتقادَ الصحيحَ، وهو حَذِرٌ فَطِنٌ لا يرضى ما يُفسِد عقيدتَه ويلوِّث فطرتَه.
    - ومن سمات الشاب المسلم أنه يتخلَّق بأخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي هي أخلاق القرآن: قال -تعالى-: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4).
    - ومن سمات الشاب المسلم أنه بار بوالديه، رحيم بهما، محسن إليهما، قال -تعالى-: { إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء: 23).
    - الشاب المسلم لا يرفع صوته على شيخ مُسِنٍّ، ولا ضعيف مسكين؛ لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا».
    - ومن سمات المسلم استزادته من العلم النافع كما قال -تعالى-: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}(طه: 114)، ليَدفَع الجهلَ عن نفسه، ويعمل على بصيرة، فكلما ازداد العبد علمًا بالله كان أكثرَ صلةً به وأقوى إيمانًا، وأصلبَ عقيدةً، وأبعدَ عن الشكوك والوساوس والأوهام.
    من أخطر مشكلات الشباب: الصحبة السيئة
    إن الصحبة السيئة من أخطر المشكلات التي تواجه الشباب؛ ولذا يقول النبي- صلى الله عليه وسلم -: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»، ولخطورة ذلك يوضح النبي- صلى الله عليه وسلم - صفات الصديق الطيب فيقول: «لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقيٌّ» (رواه الترمذي), ويحذر القرآن من مصاحبة الأشرار وترك مصاحبة الأخيار؛ فقال الله -تعالى-: {وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيْدُ زِيْنَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتََّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف 28)؛ فالصحبة السيئة تجلب المفسدة في الدنيا والندم في الآخرة، كما قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً(27) يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً} (الفرقان: 27- 29) فالمنكرات التي يقترفها الشباب إنما هي من نتائج الصحبة السيئة.
    الحب في الإسلام
    مشاعر الحب من الأمور التي لا يستغني عنها الإنسان الباحث عن الاستقرار النفسي؛ لذا حرص الإسلام على ضبط هذه المشاعر بما يُحقِّق للنفس السعادة والاطمئنان، ومن أنواع الحبِّ في الإسلام ما يلي:
    (1) حبُّ الله ورسوله
    وهو من شروط الإيمان، ولا يكتمل الإيمان إلا به: «ثَلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلا لِلهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ».
    (2) حبُّ العلماء والصالحين
    كما في الحديث السابق: «وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلا لِلهِ»، وقِيلَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: الرَّجُلُ يُحِبُّ القَوْمَ ولَمَّا يَلْحَقْ بهِمْ؟ قالَ: «المَرْءُ مع مَن أحَبَّ».
    (3) حبُّ الوالدَين والأقارب
    يُفطَر الإنسان على حبِّ والدَيه لإحسانهما إليه، وعطفهما عليه، وقيامهما بتلبية احتياجاته حتى أصبح كبيرًا قادرًا.
    (4) حبُّ الزوجة والأولاد
    حيث إنّه يميل ويسكن إلى زوجته بالفطرة، وكذلك الولد.
    (5) حبُّ كل ما يحبه الله
    من الأقوال والأعمال والقُرُبات؛ فكلَّما ازدادت محبة العبد لها، ازدادت مكانته ومحبَّته عند الله.
    وقد وعَدَ الله -تعالى- المتحابِّين فيه بأنّهم يستظلُّون بظلِّ عرشه يوم القيامة؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «سبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ» -وذكر منهم-: «وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللهِ».
    الأخوة الإيمانية مواقف لا تنسى
    - ما كان عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ينساها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم تخلّف عثمان - رضي الله عنه - عن بيعة الرضوان، فيضع النبي يده الأخرى قائلًا: وهذه يد عثمان.
    - وما كان كعب بن مالك - رضي الله عنه - ينساها لطلحة - رضي الله عنه - يوم أن ذهب إلى المسجد متهللًا بعد أن نزلت توبته، فلم يقم إليه أحد من المهاجرين إلا طلحة - رضي الله عنه - قام فاحتضنه وآواه بعد غياب واقتسم معه فرحته.
    - وما كانت عائشة -رضي الله عنها- تنساها للمرأة التي دخلت عليها في حديث الإفك، وظلت تبكي معها دون أن تتكلم وذهبت.
    - وما كان أبو ذر - رضي الله عنه - ينساها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم تأخر عن الجيش، فلما حطّ القوم رحالهم ورأوا شبحًا قادمًا من بعيد وأحسن النبي - صلى الله عليه وسلم - الظن بأبي ذر - رضي الله عنه - أنه لن يتخلف؛ فرجا أن لو كان الشبح له، وظل يقول: كن أبا ذر، فكان.
    آية وهداية
    - قال ابنُ نوحٍ -عليه السلام لأبيه-: {سَآوِي *إِلَى *جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ}؛ هذا عَقْلٌ.
    - فقال نوحٌ: {لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلا مَنْ رَحِمَ}، هذا وَحْيٌّ.
    - {وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ} هذه نتيجةٌ.
    - فمَن قدَّم عقلَهُ على الكتاب والسُنَّةِ غرِقَ في بحار الأهواء والبدع، وكان من الخاسرين.
    الحكمة ضالة المؤمن
    - لا تكن كالذباب لا يقع إلا على الجرح، فإياك والوقوع في أعراض الناس، وذكر مثالبهم، والفرح بعثراتهم، وطلب زلاتهم.
    - العفو ألذ من الانتقام، والعمل أمتع من الفراغ، والقناعة أعظم من المال، والصحة خير من الثروة.
    - العبادة هي السعادة، والصلاح هو النجاح، ومن لزم الأذكار، وأدمن الاستغفار، وأكثر الافتقار فهو أحد الأبرار.
    من أعظم أسباب فساد المجتمعات
    اعلم أن من أعظم أسباب فساد المجتمعات: البعد عن شريعة رب العباد؛ فالله -عز وجل- هو خالق الخلق، وهو أعلم بما ينفعهم ويضبط سلوكهم ويصلح مجتمعاتهم، {أَلا يَعلَمُ مَن خَلَقَ وَهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ}، وكلما تجاوز البشر حدهم بتغيير أحكام ربهم، غلبت شريعة الغاب، وزاد ظلم الانسان لأخيه الإنسان.
    ها نحن أولاء قد عُدنا
    ها نحن أولاء قد عُدنا إلى المدرسة مرةًّ أخرى لتعود الهمَّةُ النشاط من جديد، من خلال:
    < البُعد عن قرناء السوء، واستبدالهم بصحبة أهل الخير.
    < المحافظة على الصلوات الخمس.
    < المحافظة على وِرد القرآن والأذكار (ولو مع تخفيفه).
    < الاجتهاد في التحصيل الدراسي بالمدرسة.
    < الاجتهاد في مشاركة الأنشطة المدرسية.
    منقول


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,303

    افتراضي رد: تحت العشرين

    تحت العشرين - 1151


    واجب الشباب تجاه القرآن


    مع كثرة الفتن وتتابعها في زماننا، وانفتاح أبواب الشهوات على مصارعها أمام الشباب خصوصًا ؛ كان لابد من توجيه كل شاب إلى أهم أسباب النجاة والعصمة، إلى حبل الله المتين، وصراطه المستقيم، ألا وهو كتاب الله الذي من تمسك به فلن يضل أبدًا، فالشباب اليوم أحوج ما يكون إلى معرفة كيف يتعامل مع القرآن الكريم؟
    (1) الإيمان بالقرآن والتصديق به
    يجب على العبد المسلم الإيمان والتصديق بالقُرآن؛ وذلك لِما فيه من بيانٍ لأصول العقيدة الثابتة، كتوحيد الله -تعالى-، وإثبات نُبوّة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإثبات اليوم الآخر؛ فمَن صدَّق به، وبما جاء فيه، فقد أفلح ونجا في الدُّنيا والآخرة، ومَن كذّب به، فقد كفر وعَرَّض نفسه للهلاك.
    (2) تلاوة القرآن حَقّ التلاوة
    اهتمّ السَّلَف الصالح -رضي الله عنهم- بالقُرآن الكريم في جوانبه جميعها، ومن واجب المُسلمين تجاه القُرآن الحِرص على تلاوته، وتجويده، وتدبُّر معانيه، وفَهْمها، من خلال الاهتمام بعلم التجويد، ومعرفة أحكامه؛ سواء بالاستماع إلى مَن يُجيد تلاوته، أم بقراءته على شيخٍ مُتقِن.
    (3) تدبُّر القرآن الكريم
    تدبُّر القُرآن الكريم من أفضل الطاعات، والعبادات؛ لأنّ الإنسان يفهم من خلال تدبُّره المقصود من كلام ربّه -عزّوجلّ-، وهذه إحدى الغايات التي أُنزِل القرآن لأجلها، قال -تعالى-: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}.
    (4) العمل بالقرآن الكريم
    العمل بالقُرآن يكون باتِّباع أحكامه، والالتزام بأوامره، وآدابه، وقد سُئِلت عائشة -رضي الله عنها- عن خُلُق النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فأجابت بقولها: «كان خلقُه القرآنَ»، أي أنّ أخلاقه كانت تطبيقاً عمليّاً لشرائع القُرآن الكريم وأحكامه.
    (5) تعظيم القرآن ومَحبّته
    يُعَدُّ تعظيم القُرآن من أعظم حقوقه، ويكون تعظيمه تعظيمًا للقاء الله -تعالى-، ولِما جاء فيه من البَيِّنات والإعجاز، وفي ذلك اعترافٌ بفَضله على الناس؛ فهو سببُ إخراج العرب من الجَهل إلى العِلم، ومن الظلام إلى الحضارة والمعرفة.
    (6) تعلُّم القرآن وتعليمه والدعوة إليه
    العلم بالقُرآن وتعليمه من أفضل العلوم، والجَمع بينهما أكثر كمالاً؛ لأنّ نَفعه يتعدّى إلى غيره؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ»، وهذه من صفات المؤمنين الصادقين المُتّبِعينَ الأنبياء، ومن حُقوق القرآن التامّة حَقّ تعليمه الأبناءَ، والزوجة، وأهل البيت.
    شباب الصحابة والقرآن
    لقد كان الحرص الذي تمتع به شباب الصحابة -رضوان الله عليهم- على القرآن الكريم مدعاة لأن يفوقوا غيرهم؛ حتى أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - باستقراء القرآن من أربعة، ثلاثة منهم من الشباب وهم: معاذ بن جبل، وعبدالله بن مسعود، وسالم، -رضي الله عنهم- جميعًا، قال - صلى الله عليه وسلم -: «استقرؤوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود فبدأ به، وسالم مولى أبي حذيفة، وأُبَيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، قال: لا أدري بدأ بأبي أو بمعاذ».
    الفتى المعلم
    قال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: كنت غلاماً يافعًا أرعى غنمًا لعقبة بن أبي معيط، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر - رضي الله عنه - وقد فرا من المشركين، فقالا: يا غلام هل عندك من لبن تسقينا؟ قلت: إني مؤتمن ولست ساقيكما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «هل عندك من جذعه لم ينز عليها الفحل؟» قلت: نعم، فأتيتهما بها، فاعتقلها النبي - صلى الله عليه وسلم - ومسح الضرع، ودعا فحفل الضرع، ثم أتاه أبو بكر - رضي الله عنه - بصخرة منقعرة فاحتلب فيها فشرب وشرب أبو بكر، ثم شربت، ثم قال للضرع: أقلص فقلص، فأتيته بعد ذلك فقلت: علمني من هذا القول قال: «إنك غلام معلم»، قال: فأخذت من فيه سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد» وهو الذي استقرأه النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن، كما في الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: «اقرأ علي» قال: قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: «إني أشتهي أن أسمعه من غيري»، قال: فقرأت النساء حتى إذا بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً} قال لي: «كف، أو أمسك» فرأيت عينيه تذرفان.
    فوائد من دروس الشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر

    خطورة مرحلة الشباب
    الشيخ. عبدالرزاق عبدالمحسن البدر
    ينبغي على كلِّ شابٍ أن يرعى لهذه المرحلة مكانتها، وأن يدرك خطورتها، وأن يزُمَّ نفسه فيها بزمام الشرع؛ فإن الشباب في الغالب يصحبه سفهٌ وطيش واندفاعٌ وعجلة، فإذا لم يروِّض الشاب نفسه بصحبة الشيوخ وملازمة العقلاء واستشارة أهل الحلم والألباب، فإنه يُهلك نفسه غاية الهلكة في شبابه، وكم من شاب بسبب طيش الشباب وسفهه وعجلته أهلك نفسه وغيره! ولهذا جاءت النصوص منبهةً على خطورة هذه المرحلة وعظم شأنها ووجوب اغتنامها والحذر من إضاعتها والتفريط فيها.
    احذر أن تكون من هؤلاء!
    نجح أعداء الإسلام في سلْب عقول كثير من الشباب المسلم، وطمس هويته، وقطع الصلة بينه وبين الجيل الفريد، وهذا أمر نراه رأي العين، لا يحتاج إلى بيان؛ فالناظر إلى أحوال هؤلاء اليوم يصاب بالدهشة وخيبة الأمل؛ حيث يجد أمامه شبابًا ليس له هدف، همّه الأول إشباع رغباته وشهواته، ويسعى لتضييع أوقاته.
    الأمر لا يقف عند مجرد الحفظ
    ولم يكن الأمر لدى شباب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في تعلم القرآن واقفًا عند مجرد حفظه وإقامة حروفه، بل كانوا يتعلمون أحكامه وحدوده؛ فالحفظ وسيلة إلى ما بعده من المداومة على التلاوة والقراءة، والتدبر والوقوف عند المعاني، ومن ثم أخذ النفس بها، والالتزام بما دلت عليه، كما قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: «كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهنَّ حتى يعرف معانيهنَّ، والعمل بهنَّ».
    الاقتداء بشباب الصحابة
    إذا كانت الأمة بأسرها مطالبة باتباع الرعيل الأول، والسلف الصالح (أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم )؛ لسلامة دينهم وعقيدتهم ومنهجهم، ولشهادة الله لهم ورضاه عنهم؛ فإن شباب اليوم أحوج ما يكونون إلى الاقتداء بشباب الصحابة -رضوان الله عليهم- في كل أحوالهم عموما، وفي تعاملهم مع القرآن خصوصا؛ ففي ذلك السلامة من الفتن، والانتصار على الشهوة، وعلو الهمة، ورفعة الدرجة في الحياة وبعد الوفاة.
    فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
    إن التشبه بالكرام فلاح

    غزوة بدر والعمل الجماعي
    قَالَ الحُبَابَ بْنَ الْمُنْذِرِ في غزو بدر للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْت هَذَا الْمَنْزِلَ؟ أَمَنْزِلاً أَنْزَلَكَهُ اللهُ لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَقَدَّمَهُ وَلا نَتَأَخَّرَ عَنْهُ، أَمْ هُوَ الرَّأيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ؟ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «بَلْ هُوَ الرَّأيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ» . فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ بِمَنْزِلِ، فَانْهَضْ بِالنَّاسِ حَتَّى نَأتِيَ أَدنَى مَاءٍ مِنْ الْقَوْمِ (أي المشركين)، فَنَنْزِلَهُ ثُمَّ نُغَوِّرَ (نُخَرِّبَ) مَا وَرَاءَهُ مِنْ الآبار، ثُمّ نَبْنِيَ عَلَيْهِ حَوْضًا فَنَمْلَؤُهُ مَاءً، ثُمَّ نُقَاتِلَ الْقَوْمَ، فَنَشْرَبَ وَلا يَشْرَبُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَدْ أَشَرْت بِالرّأْيِ». (رواه ابن إسحاق) نستخلص من هذا الموقف فوائد عدة:
    1- العمل الجماعي يُساعد على إضافة تجارب وخبرات كل فرد إلى موارد الفريق، ومن ثم تزداد القدرة الإجمالية للعمل.
    2- تشجيعُ القائد للأفكار الجديدة التي يطرحها أفراد الفريق.
    3- الشورى تكون فيما لا نصَّ فيه، لقول الحُبَابِ: «أَمَنْزِلاً أَنْزَلَكَهُ اللهُ لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَقَدَّمَهُ وَلا نَتَأَخَّرَ عَنْهُ، أَمْ هُوَ الرَّأيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ» .
    4- من فوائد الموقف المهمة: حُسن العَرضِ وإبداءِ الرأي لدى الأفراد، وحُسن الاستماع لدى القائد.
    منقول


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,303

    افتراضي رد: تحت العشرين

    تحت العشرين - 1152


    واجب الشباب تجاه القرآن




    الحفاظ على الهوية ...مقصد مهم للمؤمن، فهويتنا هي ديننا، وعقيدتنا، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ومنهجنا الإيماني العظيم.
    والأمم جميعها تسعى للحفاظ عليها، فهي التي تحقق ذاتها، ومقوماتها هي العناصر التي تجتمع عليها الأمة.
    والهوية الإسلامية هي الانتماء إلى الله ورسوله، وإلى دين الإسلام وعقيدة التوحيد، التي أكمل الله لنا بها الدين، وأتمَّ علينا بها النعمة، وجعلَنا بها الأمة الوسط وخيرَ أمة أخرجت للناس.
    وبهذا تميز الأمة الإسلامية عن غيرها، تمييزا يشمل كل جوانب الحياة، فقد بيَّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم جميع مناحي الحياة خيرها وشرها، ودلَّنا على الخير فيها وحذَّرنا من الشر، كما في حديث أبي الدرداء: «ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائر يقلب جناحيه في السماء إلا وأعطانا منه علماً»، وهذا مصداق قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، وتحقيقاً لقوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}.
    والهوية هي مصدر العزة والكرامة للأمة {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}، فهي تربط بين أبنائها برباط وثيق من الأخوة والمحبة، فهم كالجسدٌ الواحد، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، قال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثلُ الجسد؛ إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له سائرُ الجسد بالسهر والحمى» متفق عليه.
    إذن فالحفاظ على هويتنا الإسلامية من أهم الواجبات التي يجب أن نحافظ عليها ونتمسك بها ونسعى لتعزيزها،
    الذين يطيلون الآمال
    قال الشيخ ابن جبرين -رحمه الله-: في ذكر الموت ما يزهد الإنسان في الدنيا ويرغبه في الآخرة، ويحثه على الاستعداد للموت قبل نزوله، حتى يأتيه أجله وهو على أتم استعداد، ولا يأتيه وهو مفرط أو مقصر، وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال «الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني»؛ فإن الذين يطيلون الآمال ويتوهمون أنهم سيعيشون كذا وكذا، وأنهم سوف يكتسبون ويتصدقون ونحو ذلك، هؤلاء قد تقطع عليهم آمالهم فلا يحصلون على ما أملوا.
    الشباب وإثراء الحضارة الإسلامية
    كان للشباب المسلمين قديماً دور حيوي في إثراء الحضارة الإسلامية، فكانت أعمارهم تتفاوت بين العشرين والثلاثين عاماً، عندما كانوا رواداً وقادةَ حرب وملوكاً وعلماء وفلاسفة، ومن أبرز هؤلاء الشباب هارون الرشيد وهو أشهر خلفاء العباسيين في العصر الذهبي الإسلامي؛ ففي عمر 15 عاماً كان قائداً للجيش العباسي، وتولى الخلافة في العشرين من عمره، وأيضاً محمد بن قاسم الثقفي في عمر 17 عاماً فتح بلاد السند (باكستان اليوم)، وعبدالرحمن القرشي (صقر قريش) ففي عمر 25 عاماً أقام إمارة أموية في الأندلس (إسبانيا اليوم) حتى جعلها مقرا لملكه، أما عبدالرحمن الناصر لدين الله في عمر 23 عاماً تولى حكم الأندلس، واستمر حكمه 50 عاماً، أسس مدينة الزهراء واتخذها عاصمة له، وتميز عهده بالنهضة العمرانية، أما السلطان محمد الفاتح، ففي عمر 14 عاماً حكم الدولة العثمانية (اسطنبول اليوم)، وفي عمر 21 عاماً أعد جيشاً مكوناً من أكثر من ربع مليون جندي وفتح القسطنطينية.
    قصة وعبرة
    الساعي في الخير
    يحكى أنَّ رجلا في بلاد الهند قديمًا سرق قطيعا من الخراف؛ فقبضوا عليه ووشموا على جبهته بـ(س.خ) أي سارق خراف، ولكن الرجل قرر التوبة والتغيير!
    في البداية تشكك الناس منه، لكنه أخذ يساعد المحتاجين ويمد يد العون للجميع (الغنى والفقير)، ويعود المريض، ويعطف على اليتيم، وبعد سنين مر رجل بالقرية فوجد رجلا عجوزاً موشوماً، وكل من يمر عليه يسلم عليه ويقبل يده، والرجل يحتضنهم.
    وهنا سأل الرجل أحد الشباب عن الوشم الموجود على جبهة هذا العجوز ما معناه؟
    فقال الشاب: لا أدرى، لقد كان هذا منذ زمن بعيد وهو يعني: (الساعي في الخير).
    العبرة من القصة
    - إنّ ما يبدو لك أحياناً وكأنه النهاية، كثيراً ما يكون بداية جديدة، المهم أن تصدق الله في التغيير.
    - ليست للكلمات أي معنى سوى المعاني التي نعطيها لها.
    - السبيل الوحيد لجعل البشر يتحدثون خيراً عنك، هو قيامك بعمل طيب.
    من طرائف الحكمة
    الإسلام لا يأبى أن نقتبس النافع، وأن نأخذ الحكمة أنّى وجدناها، ولكنه يأبى كل الإباء أن نتشبه في كل شيء بمن ليسوا من دين الله، وأن نطرح عقائد الإسلام وفرائضه وحدوده وأحكامه، لنجري ونلهث وراء قوم فتنتهم الدنيا واستهوتهم الشياطين.
    اتجاه معاكس
    عندما تدخل مواقع التواصل وتشاهد ملايين المسلمين غاضبين لأحوال الأمة ومآسيها وللمسجد الأقصى وما يحدث فيه، ثم تدخل المسجد لصلاة الفجر ولا ترى إلا خمسة أشخاص فقط أغلبهم من كبار السن، حينها تدرك أن النصر بعيد عن هذه الأمة، قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: «اليهود لا يخافون إلا من رجوع المسلمين إلى منهج السلف أبي بكر وعمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهم أجمعين.
    غزوة بدر والعمل الجماعي
    قَالَ الحُبَابَ بْنَ الْمُنْذِرِ في غزو بدر للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْت هَذَا الْمَنْزِلَ؟ أَمَنْزِلاً أَنْزَلَكَهُ اللهُ لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَقَدَّمَهُ وَلا نَتَأَخَّرَ عَنْهُ، أَمْ هُوَ الرَّأيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ؟
    قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «بَلْ هُوَ الرَّأيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ» .
    فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ بِمَنْزِلِ، فَانْهَضْ بِالنَّاسِ حَتَّى نَأتِيَ أَدنَى مَاءٍ مِنْ الْقَوْمِ (أي المشركين)، فَنَنْزِلَهُ ثُمَّ نُغَوِّرَ (نُخَرِّبَ) مَا وَرَاءَهُ مِنْ الآبار، ثُمّ نَبْنِيَ عَلَيْهِ حَوْضًا فَنَمْلَؤُهُ مَاءً، ثُمَّ نُقَاتِلَ الْقَوْمَ، فَنَشْرَبَ وَلا يَشْرَبُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَدْ أَشَرْت بِالرّأْيِ». (رواه ابن إسحاق)
    نستخلص من هذا الموقف أن العمل الجماعي يُساعد على إضافة تجارب وخبرات كل فرد إلى موارد الفريق، ومن ثم تزداد القدرة الإجمالية للعمل.
    - تشجيعُ القائد للأفكار الجديدة التي يطرحها أفراد الفريق.
    - الشورى تكون فيما لا نصَّ فيه، لقول الحُبَابِ: «أَمَنْزِلاً أَنْزَلَكَهُ اللهُ لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَقَدَّمَهُ وَلا نَتَأَخَّرَ عَنْهُ، أَمْ هُوَ الرَّأيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ» .
    منقول






    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,303

    افتراضي رد: تحت العشرين

    شباب تحت العشرين - 1153
    الفرقان






    من واجبات الشاب المسلم - حفظ الدين بحفظ العلم وتبليغه

    إن حفظ العلم وتبليغه واجب على كل مسلم، والشباب المسلم يقع على عاتقهم العبء الأكبر في ذلك؛ فهم الأقدر على الحفظ وطلب العلم وضبطه وتبليغه، وقد سطع نجم الكثير من شباب الصحابة في هذا الميدان؛ فهذا عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- يسارع ويبادر في طلب العلم اغتنامًا منه بوجود كبار الصحابة -رضي الله عنهم-.
    وفي رواية عكرمة بيان لحال ابن عباس في طلب العلم، فعن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت لرجل من الأنصار: يا فلان، هلم فلنسأل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنهم اليوم كثير، فقال: واعجبًا لك يا ابن عباس، أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من ترى؟ فترك ذلك، وأقبلت على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه، وهو قائل، فأتوسد ردائي على بابه، فتسفي الريح على وجهي التراب، فيخرج فيراني، فيقول: يا بن عم رسول الله ما جاء بك؟ ألا أرسلت إلي فآتيك؟ فأقول: لا، أنا أحق أن آتيك فأسأله عن الحديث، قال: فبقي الرجل حتى رآني، وقد اجتمع الناس علي، فقال: «كان هذا الفتى أعقل مني».
    من فوائد دروس الشيخ عبدالرزاق البدر صفات من يقتدى بهم
    قال ابن القيم -رحمه الله- في الكلام على قوله -تعالى-: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف: 28)، فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر: هل هو من أهل الذكر أو هو من الغافلين؟ وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي؟ فإن كان الحاكم عليه هو الهوى، وهو من أهل الغفلة، وأمره فرط لم يقتد به ولم يتبعه، فإنه يقوده إلى الهلاك، ومعنى الفرط قد فسّر بالتضييع، أي: أمره الذي يجب أن يلزمه ويقوم به، وبه رشده وفلاحه ضائع قد فرط فيه، وفسّر بالإسراف، أي: قد أفرط، وفسّر بالهلاك، وفسّر بالخلاف للحق، وكلها أقوال متقاربة، والمقصود أن الله -سبحانه وتعالى- نهى عن طاعة من جمع هذه الصفات.
    الصدق أساس شخصية المسلم
    من أهمّ الأخلاق التي دعانا ديننا الحنيف إلى التَّخلُّق بها، وتحرِّيها، خلق الصدق، وللصدق مظاهر متعدّدة في حياتنا، فهو يظهر في حديث الفرد، كما يظهر في تصرفاته وأفعاله، والصدق قيمة أساسية من مكونات قيمة الاحترام؛ إذ لا يكتمل احترام الفرد بغير الصدق مع الله، ثم مع نفسه والآخرين، فالصدق ليس مجرد صفة فردية، بل هو خلق يؤثر في الناس، ويؤثر على النفس في الدنيا، وأما في الآخرة، فهو منجاةٌ لصاحبه من النار، وفوزٌ برضوان الله وجنته، ويكفى الصادقين فخرًا أن الصدق هو الصفة التي اشتهر بها سيد الخلق محمد - صلى الله عليه وسلم - (الصادق الأمين)، وهذه القيمة هي أساس شخصية الإنسان المسلم.
    من صفات الشاب المسلم
    قال الشيخ: عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: الشاب المسلم مطيع لربه -تعالى-، فلا يسمع أمراً من الشرع إلا ويكون أول المستجيبين له، ولا نهياً إلا ويكون أول المبتعدين عنه، وقد استحق مثل هذا الشاب الثواب الجزيل يوم القيامة في أن يكون في ظل عرش ربِّه -تعالى-، في وقت تدنو الشمس بلهيبها فوق رؤوس الخلائق، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ» (متفق عليه).
    شبابنا وطلب العلم
    على الشباب أن يستغلوا ما أنعم الله به عليهم من صحة وفراغ في طلب العلم، وتربية النفس وتهذيبها وتعويدها على الطاعة، وقد نبَّه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - إلـى غفلة الكثير من الناس عن هذه النعم؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «نعمتان من نعم الله مغبون فيها كثير من الناس: الصحة والفراغ»، قال ابن بطال: (كثير من الناس) أي أن الذي يوفق لذلك قليل أهـ. فكثير من الشباب يتوفر لديهم أوقات كبيرة؛ إذ لا مسؤولية عليهم ولا أعباء أسرية تلاحقهم، وهم في مرحلة توقُّدِ الذهن وحضور البديهة وفي قمة النشاط العقلي، فما أجمل أن يتوجه هؤلاء الشبيبة إلى طلب العلم الشرعي والنهل من كنوز الكتاب ومعين السنة المطهرة، وميراث سلف الأمة وتاريخهم.
    علمني شيخي
    علمني شيخي أن كل الحواجز التي نضعها بينَنا وبين القرآن أوهام، وأن كل الأعذار التي تثنينا عن نيلهِ واهية، وأن من اعتقد أن القرآن يأخذ من وقته فذاك لم يعرِف حقيقةَ القرآن، ومن بخِل على القرآن بالوقت والجهد فإنما بخِلَ على نفسه بالهداية والسَّعد، وإني قد وجدتُ ما علّمَني حقّا.
    احذر أن تكون من هذا الصنف!
    احذر أن تكون من الشباب المنحرف في عقيدته، المتهوِّر في سلوكه، المغرور بنفسه، المنغمر في رذائله، الذي لا يقبل الحق من غيره، ولا يمتنع عن باطل في نفسه، أناني في تصرفه، كأنما خلق للدنيا وخلقت الدنيا له وحده، شباب عنيد، لا يلين للحق، ولا يقلع عن الباطل، شباب لا يبالي بما أضاع من حقوق الله، ولا من حقوق الآدميين، شباب فوضوي، فاقد الاتزان في تفكيره، وفاقد الاتزان في سلوكه وتصرفاته، شباب معجب برأيه، كأنما يجري الحق على لسانه، فهو عند نفسه معصوم من الزلل، أما غيره فمعرض للخطأ والزلل ما دام مخالفا لما يراه.
    قالوا عن النجاح
    في الحياة
    - لا توجد حدود لما يمكن أن تفعله أو تمتلكه في الحياة؛ فأنت أقوى مما تتخيل.
    - يجب عليك الآن فعل الإجراءات التي من شأنها أن تدفعك نحو طموحاتك وأهدافك.
    - المماطلة ستؤخر تقدمك فقط.
    - يجب أن تصبر وتثابر وتستمر حتى تحقق هدفك.
    - يجب أن توسع باستمرار معرفتك ومهاراتك، فكلما تعلمت أكثر، أصبحت أكثر نجاحًا.
    - يجب أن تحيط نفسك بأشخاص إيجابيين يدفعونك نحو النجاح.
    - السلبية سوف تؤخرك وتمنعك من تحقيق أهدافك.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,303

    افتراضي رد: تحت العشرين

    تحت العشرين - 1154

    الفرقان


    من حقوق الصديق في المجالس

    جميل جدا أن تكون العلاقة بين الأصدقاء والمزاح في إطار الحدود، ولكن الأجمل احترام المشاعر في المزاح، ولا سيما في المجالس العامة، ومن الملاحظات التي يجب تجنبها مع الصديق ولا سيما في المجالس عدم احترام المشاعر، ولا سيما في الأمور التي قد تضايقهم أو تغضبهم.
    وهذا أمر خطير قد يؤدي إلى القطيعة أو التنافر، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تَحاسدُوا، وَلا تناجشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلا تَدابرُوا، وَلا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا، المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم: لا يَظلِمُه، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنا ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مرَّاتٍ بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المُسْلِمَ، كُلّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حرامٌ: دمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ» رواه مسلم.
    ومن الأدب مع الصديق ألا تمازحه في شيء يذكره بموقف سيئ أو بشيء أنت تعلم أنه يغضبه أو يؤذيه، وتأتي في المجلس تمازحه به، وإذا فعلت وتسببت بأذاه او بغضبه فأنت آثم لا محاله، قال الله -تعالى-: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}.
    ومن الأدب مع الصديق: عدم تقديم النصيحة له أمام الجميع؛ لأنه لن يقبل منك حتى ولو كنت على حق، قال الشاعر:
    تعمدني بنصحك في انفرادي
    وجنبني النصيحة في الجماعة
    فإن النصح بين الناس شيء
    من التوبيخ لا أرضى استماعه
    فحافظوا على ود بعضكم، وأفصحوا بحبكم لبعض، وهذه الدنيا قصيرة وما سميت دنيا الا لدناءتها، وهذه الدنيا ممر وليست مستقرا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا».
    نصيحة لمن أراد أن يتغير ليتقدم
    - أولا: لا تصاحب إلا الشخصية الجادة الحريصة على وقتها.
    - ثانيًا: اجعل جزءًا كبيرًا من قراءتك خاصا بسير الكبار الذين أثَّروا في الناس.
    - ثالثًا: اصبر وتجلَّد؛ فإن المتعجل مكانه في ذيل الأمم.
    - رابعًا: لا تملّ من التطوير والتدريب والاطلاع، فالتوقف يجعلك تعيش في زمن متأخر.
    - خامسًا: تواضع مهما ارتفعت، وابذل وقتك لمن يستحق، ولا تنس أنك عبدٌ لله.
    - سادسًا: الدعاء المستمر بالتوفيق مع الاهتمام الخاص بالصلاة.
    مفهوم الأخوة الإيمانية
    هي الرابطة القائمة على وحدة الدين؛ فهي أسمى الروابط؛ لأنها تقوم على أساس الإيمان بالله، وترتكز على المحبة في الله. قال -تعالى-: {إِنَّمَا الْمُومِنُونَ إِخْوَةٌ}
    أسس الأخوة الإيمانية
    - هي القائمة على المحبة الخالصة لله -تعالى- لا تشوبها مطامع الدنيا.
    - هي نعمة من الله لا يقصد بها إلا مرضاة الله -تعالى.
    - الأخوة الإيمانية شرط في كمال الايمان.
    - تقوم على التعاون على البر والتقوى.
    - تقوم على التواصي بالحق والصبر.
    - أساسها المناصرة والتأييد والمؤازرة في الحق.
    - قوامها الدعاء بظهر الغيب وحب الخير.
    أعمال تنافى حقوق الأخوة
    السخرية والاحتقار: حرم الله -تعالى- احتقار المسلم أخاه، والاحتقار من حقر يحقر بمعنى ذلَّ، فالحقر يعنى الذلة والتصغير والتقليل والاستهانة بالآخر، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ}.
    التنابز بالألقاب: والتنابز هو التداعي بالألقاب المكروهة، كأن ينادى الشخص بأقبح أسمائه ازدراءً له وتعيرا به، فقد نهي الله -تبارك وتعالى- عن ذلك؛ فقال: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
    سوء الظن قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}، وقال - صلى الله عليه وسلم -: « إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث».
    - التجسس: قال -تعالى-: {ولاتجسسوا}.
    - الغيبة: حرم الله -تعالى- الغيبة، وهي ذكر المسلم أخاه بما يكره في غيابه، قال -تعالى-: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}
    الصحابي الذي لقب بحميِّ الدَّبَرِ
    فإن هذا اللقب (حميُّ الدَّبَرِ) وهو (زنابيرُ النَّحلِ)، أطلق على الصحابي الجليل عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح - رضي الله عنه - أحد السابقين الأولين من الأنصار، وهو خال عاصم بن عمر بن الخطاب.
    ولقب بهذا اللقب لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بعث عشرة من أصحابه عليهم عاصم بن ثابت؛ فلما كانوا بالرجيع، ذُكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان؛ فنفروا لهم بمائة رجل رامٍ؛ فاتبعوا آثارهم؛ فلما أحس بهم عاصم وأصحابه -رضي الله عنهم- لجؤوا إلى مكان مرتفع؛ فأحاط بهم القوم، فقالوا انزلوا ولكم العهد والميثاق ألا يقتل منكم أحد، فقال عاصم:لا والله لا ننزل في ذمة كافر، اللهم بلغ عنا نبيك السلام؛ فقاتلوهم، فقتل منهم سبعة منهم عاصم وأسر ثلاثة.
    وحين قتل عاصم أراد المشركون أخذ رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد (امرأة من قريش بمكة)، وكانت نذرت أن تشرب في قحف رأس عاصم الخمر؛ لأنه قتل ابنيها يوم أحد وبعض أشراف قريش يوم بدر؛ فمنعهم الدبر(زنابيرُ النَّحلِ) من الاقتراب منه فقالوا: دعوه حتى يمسي فيذهب عنه ثم نأخذه؛ فبعث الله الوادي (أي بسيل جارف)؛ فاحتمل عاصما فلم يجدوه.
    وكان عاصم قد عاهد الله عهدا ألا يمس مشركا، ولا يمسه مشرك بعد ما أسلم، فكان عمر بن الخطاب يقول حين بلغه أن الدبر منعه: حفظ الله العبد المؤمن: كان عاصم قد وفي له في حياته، فمنعه الله منهم بعد وفاته كما امتنع منهم في حياته.
    الإسلام النعمة المغفول عن شكرها
    إن مثل المسلم، كمثل رجل مسافر، سلك الطريق الصحيح الموصل إلى مطلوبة (المكان الذي يريد الوصول إليه)، فهو وإن تلكأ في سيره وتباطأ إلا أنه سيصل إلى وجهته، وإن مثل غير المسلم كمثل رجل ضل الطريق من الأساس، فهو وإن اجتهد في السير وأسرع، فلن يزيده اجتهاده إلا بعدا؛ فالمسلم الموحد -وإن أخطأ وعصى- يغفر الله له بفضل توحيده، وأما غير المسلم وإن عمل أعمال الخير، فإنها لا تنفعه في الآخرة بشؤم شركه بالله العلي، قال -تعالى- {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم ْ}، فاشكر الله أيها المسلم، واجتهد ألا تخدش توحيدك لربك، واعلم أن للموحدين قدرا كبيرا عند الله.
    استمر في صناعة سفينة نجاتك
    عندما تكون إنسانًا مستقيمًا في بيئة تغرق في بحر من العِوج والفساد، فإن هؤلاء ينظرون إليك على أنك أنت الأعوج الوحيد بينهم، فلا تلتفت لهم، واستمر في صناعة سفينة نجاتك، ولا تنشغل كثيرًا بمن يشيرون إلى عوجك، فإن الماء لا يحمل الكسالى ولا المستهزئين.
    الحقوق المترتبة
    على الأخوة الإيمانية
    قال - صلى الله عليه وسلم -: «حق المسلم على المسلم ست قيل: ما هن يا رسول الله قال: إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبع جنازته».

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,303

    افتراضي رد: تحت العشرين

    شباب تحت العشرين - 1155



    الفرقان
    خمسة أسباب للثبات على الحق



    إن نعمة الإسلام والثبات عليها نعمة عظيمة؛ حيث إنها قضية مصيرية عليها المآل في الآخرة وعليها الاطمئنان والسكينة في الدنيا؛ فاحرص -أخي الشاب الكريم- على البحث عن أسباب الثبات، وسارع إلى تطبيقها، وحافظ عليها، ومن جملة تلك الأسباب ما يلي:
    (1) اللجوء إلى الله وإعلان الافتقار إليه ودعاؤه؛ فليس بالعبد غناء عن ربه طرفة عين، فإن لم يثبته ربه ضل وهلك وقد قال الله -عز وجل- لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً}.
    (2) تدبر القرآن ومدارسته والعمل به، قال -تعالى-: {قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين}.
    (3) العمل بطاعة الله والكف عن معاصيه؛ فالطاعات أغذية للقلوب، كما أن المعاصي سموم تصيب القلب في مقتل، قال الله -تعالى-: {ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً}.
    (4) كثرة ذكر الله -عز وجل-؛ فالله -جل وعلا- يقول: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، فكثرة الذكر تقوي القلب والبدن، فيستعان بالذكر في مواجهة الفتن والابتلاءات وعند ملاقاة الأعداء.
    (5) القرب من العلماء الربانيين؛ فإن العلماء هم ورثة الأنبياء الذين يأخذون بأيدي أتباعهم إلى الله، قال الإمام ابن القيم -رحمه الله واصفًا شيخه ابن تيمية رحمه الله-: وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحاً وقوة ويقينا وطمأنينة.
    هكذا ينبغي للمؤمن دائمًا أن يسأل الله-تعالى- الثبات على الحق
    قال سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله-: المشروع للمؤمن دائمًا أن يضرع إلى الله -جل وعلا- ويدعوه -سبحانه- أن يثبته على الحق، وأن يمنحه العلم النافع، والعمل الصالح، والفقه في الدين، هكذا ينبغي للمؤمن دائمًا يسأل ربه الثبات على الحق، فيقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، اللهم إني أسألك الثبات على الحق، اللهم وفقني للاستقامة على الحق، اللهم أصلح قلبي وعملي، اللهم أحسن خاتمتي، ويكثر من ذكر الله في ليله ونهاره، هذا من أسباب الثبات على الحق؛ لأن انقلابه عن الحق من أعظم أسبابه الغفلة والإعراض، أو صحبة الأشرار، أما من أكثر من ذكر الله، ولازم الحق، وصحب الأخيار، فسنة الله في مثل هذا التوفيق والهداية والثبات.
    وصايا للشباب
    قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: أيها الشاب الموفق: هذه وصايا أنصحك بها نصيحة محب مشفق، إن أخذت بها كانت موجبةً لنجاتك وسببًا لفلاحك وسعادتك في دنياك وأخراك:
    - عليك أن تصون شبابك وتحفظه، بأن تتجنب الشرور والفساد بأنواعه، مستعينا في ذلك بالله متوكلًا عليه وحده -جل في علاه.
    - وعليك أن تكون محافظًا تمام المحافظة على فرائض الإسلام وواجبات الدين ولاسيما الصلاة، فإن الصلاة عصمةٌ لك من الشر وأمَنَةٌ لك من الباطل، والصلاة معونة على الخير ومزدجر عن كل شر وباطل.
    - وعليك أن تكون مؤديا حقوق العباد التي أوجبها الله عليك وأعظمها حق الأبوين فإنه حق عظيم وواجب جسيم.
    - وعليك أن تكون قريبًا من أهل العلم وأكابر أهل الفضل، تستمع أقوالهم، وتسترشد بفتاواهم، وتنتفع بعلومهم، وتستشيرهم فيما أهمَّك.
    - وعليك أن تعمل في أيامك ولياليك على تحصين نفسك بذكر الله -جل وعلا-، وأن تكون مواظبًا على الأذكار الموظفة في الصباح والمساء وأدبار الصلوات والدخول والخروج والركوب ونحو ذلك؛ فإن ذكر الله -عز وجل- عصمةٌ من الشيطان وأمَنَةٌ لصاحبه من الضر والبلاء.
    - وعليك أن يكون لك وردٌ يومي مع كتاب الله ليطمئن قلبك؛ فإن كتاب الله -عز وجل- طمأنينة للقلوب وسعادةٌ لها في الدنيا والآخرة {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد:28).
    - وعليك أن تكثر من دعاء الله -عز وجل- أن يثبِّتك على الحق والهدى، وأن يعيذك من الشر والردى؛ فإن الدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والآخرة.
    - وعليك أن تكون حريصًا على مرافقة الأخيار ومصاحبة الأبرار، وأن تجتنب أهل الشر والفساد؛ فإن في صحبة أهل الشر العطب.
    - وعليك أن تكون على حذر شديد من هذه الوسائل التي غُزي الشباب من خلالها ولا سيما شبكة المعلومات ليسلم لك دينك، ولتكون في عافية من أمرك، والعافية لا يعدلها شيء.
    - وعليك أن تكون على ذكرٍ دائما أنك ستقف يومًا بين يدي الله ويسألك فيه عن هذا الشباب فيما أمضيته وأفنيته؟ {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}(الطو ر:26ـ27) .
    نماذج من الثبات على الحق
    لقد ضرَب الصحابة والتابعون -رضوان الله عليهم- أجمعين؛ أروعَ الأمثلة في الصمود والثبات على الحق، فلم تَلِنْ لهم قناة، ولم يَخُرْ لهم عزم، حتى مكَّن الله -تعالى- لهم فانتشروا في ربوع الأرض، للإسلام مُبلِّغين وللبلدان فاتحين، حتى دان لهم العربُ والعجم، ولِمَ لا؟ وقد رأوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يتحدَّى بثباته وصموده صناديدَ قريش وكبراءهم، فلم يُساوم ولم يُهادن ولم يقبل الدَّنيَّة أبدًا.
    - فهذا بلال بن رباح -رضي الله عنه- يُعذَّب في بطحاء مكة بالحجارة المُحمَّاة، فما يثنيه ذلك عن دينه ولا عن ذكر الله.
    - وهذا عبدُالله بن مسعود -رضي الله عنه- يَصدَحُ بالقرآن بجوار الكعبة مُتحدِّيًا صناديد قريش حتى أوجعوه ضربًا، وهو ماضٍ في قراءته يقرع آذانهم بآيات القرآن الكريم، وعندما أشفق عليه الصحابة -رضوان الله عليهم- قال لهم: «ما كان أعداءُ الله أهونَ عليَّ منهم الآن، ولئن شِئتم لأغادينَّهم بمثلها غدًا»، قالوا: «حسبُك، فقد أسمَعْتهم ما يكرهون».
    - وهذا أبو بكر الصدِّيق -رضي الله عنه- يَقِف في المشركين خطيبًا عند الكعبة، فيقوم المشركون بضربِه بالنِّعال، حتى ما يُعرف وجهُه من أنفه، وحُمِل إلى بيته في ثوبِه، وهو ما بين الحياةِ والموت، فما يثنيه ذلك عن دينه ولا عن ذكر الله

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,303

    افتراضي رد: تحت العشرين

    تحت العشرين - 1156

    الفرقان
    مما يعين الشباب على الوقاية من فتن الشهوات

    يتهافت كثير من الشباب على مواقع الانحلال والمنتديات المنتشرة وبكثرة على الشبكة العنكبوتية، فأصبح بعضهم يقضي أمام شاشاتها الساعات تلو الساعات، يحرق زهرة عمره، ويضيع ماله ودينه قبل ذلك في مشاهدة الصور، والدخولِ في حوارات بين الجنسين من الشباب والشابات يندى لها الجبين، وتدمى لها قلوب أهل الغيرة والصلاح.
    وفي هدأة الليل وسكونه، وفي غفلة من الوالدين تدور تلك المحادثات والحوارات التي تسخط الباري -جل في علاه-، وإن مما يعين على حماية الشباب لأنفسهم من تلك الفتن البعد عن مواطنها وأماكنها، قال -تعالى-: {ولا تقربوا الزنا}، فالحذر الحذر من الاقتراب من مقدمات الفاحشة! ومما يعين على ذلك غض البصر؛ فإن فيه راحة للقلب، وطمأنينة في النفس، وحلاوة يهبها الله لذلك الغاض لبصره طلبا لمرضاة الله، أما حين تطلق بصرك في الحرام فإن الحسرة لا تفارقك، والهموم لا تزايلك، ومع هذا فإنك لم تستفد شيئا من نظرك سوى الكدر والسآمة، وإن مما يعين الشاب على حماية نفسه من تلك الشهوات التأمل فيما أعده الله لأهلها يوم القيامة، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًاً}.
    من آثار الذنوب والمعاصي
    قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين -رحمه الله-: من آثار الذنوب قسوة القلوب، وعدم تأثرها بالمواعظ والآيات والأدلة والتخويف والتحذير والإنذار؛ بحيث تسمع ولا تفقه ولا تقبل، وتزل عنها الموعظة وهي في غفلة، ولأجل شناعة الذنوب عظمت عقوبتها في الدنيا بالقتل للمرتد والزاني المحصن، والقطع للسارق وقاطع الطريق، والحبس للمحاربين، والجلد لأهل المسكرات ونحو ذلك؛ تفاديا للآثار السيئة التي يعم ضررها للمجتمعات؛ حيث إن المعصية إذا أعلنت تعدت عقوبتها؛ لقوله -تعالى-: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}، أي أنها تعم العاصي وغيره.
    إياك والفراغ!
    اشغل نفسك دائما إما بالحق والطاعة، وإما بشيء من المباح أحيانا، ولا تتركها فارغة فيفترسها الشيطان؛ فإن من صادق كلام السلف -رحمهم الله-: «نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وإن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية»، وهذه قاعدة لا مناص للنفس منها، وقديما قالوا: «إن الشباب والفراغ والجدة.. مفسدة للمرء أي مفسدة»، فإياك والفراغ! واعلم قيمة عمرك فلا تهدره في غير النافع المفيد، واعلم أن أهل الجنة ليس يتحسرون إلا على ساعة لم يذكروا الله فيها، فكيف بمن أضاع وقته وأمضى عمره في المعاصي والشهوات؟
    المخدرات مغامرة خاسرة
    لا يخطر ببال كثير من الشباب المراهقين أو حتى الكبار المدمنين أنهم غرسوا أول مسمار في نعش حياتهم الهانئة وسعادتهم الدنيوية، وأنهم فتحوا على أنفسهم باب الوقوع في تعاطي المخدرات والوقوع في براثن إدمانها، وأنهم قد أخذوا أول خطوة في طريق الضياع، ونحن هنا لا نتكلم عن نوع معين من المخدرات، وإنما نتكلم عن هذا الغول القاتل بأنواعه، فإذا خطا الشاب أو المدمن أول خطوة في هذا الطريق فقد كتب قصة نهايته بنفسه إن لم يتداركه الله برحمته؛ ذلك أن للمخدرات آثارا سلبية مهلكة صحيا واجتماعيا وأسريا وماديا وعمليا و اقتصاديا.
    الشباب قوة عظيمة وفرصة لا تعوض
    لا يحقر الشاب نفسه في أداء دوره، قال الزهري لبعض الشباب: «لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم؛ فإن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان إذا نزل به أمر دعا الشباب، فاستشارهم يبتغي حدة عقولهم»، وقال الحسن البصري: «يا معشر الشباب، عليكم بالآخرة فاطلبوها؛ فكثيراً رأينا من طلب الآخرة، فأدركها مع الدنيا، وما رأينا أحداً طلب الدنيا، فأدرك الآخرة معها»، وقال محمد بن يوسف: «كان سفيان الثوري يقيمنا بالليل؛ يقول: قوموا يا شباب صلوا ما دمتم شباباً»، فهذا الشباب يذهب بسرعة، ثم يتأسف عليه الإنسان، قال أحمد بن حنبل -رحمه الله-: «ما شبهت الشباب إلا بشيء كان في كُمِّي فسقط»، يعني يذهب بسرعة.
    خصال التائبين
    قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: لابد للتائب من العبادة والاشتغال بالعمل للآخرة، وإلا فالنفس همامة متحركة، إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، فلابد للتائب من أن يبدل تلك الأوقات التي مرت له في المعاصي بأوقات الطاعات، وأن يتدارك ما فرط فيها، وأن يبدل تلك الخطواتِ بخطوات إلى الخير، ويحفظ لحظاتِه وخطواتِه، ولفظاتِه وخطراتِه.
    من سُبُل السعادة الحقيقية
    أصل السعادة كلّها الإيمان بالله واتّباع شرعه والعيش في رحاب الطاعة، قال إبراهيم ابن أدهم - رضي الله عنه -: «لو علم الملُوك ما نحن فيه من النعيم والسرور ولَذة العيش وقلّة التعب، لجالدونا عليه بالسيوف، طلبوا الراحة والنعيم فأخطؤوا الصراط المستقيم». وقال الإمام الحسَن البصريّ -رحمه الله-: «تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة والذِّكر وقراءة القرآن، فإن وجدتم وإلاّ فاعلموا أن الباب مغلَق»، فالسعادة شجرة ماؤها وغذاؤها وهواؤها وضياؤها الإيمان بالله والدار الآخرة. نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا من سعداء الدنيا والآخرة.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,303

    افتراضي رد: تحت العشرين

    شباب تحت العشرين - 1157



    الفرقان

    حقيقة الانتماء إلى الإسلام

    يفتخر المسلم بانتمائه إلى دين الإسلام العظيم لأسباب عدّة، فهذا الدّين هو خاتم الأديان السّماويّة، وشريعته نسخت الشّرائع قبلها، وهو الدّين الذي جاء به النّبي محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- إلى العالمين دون استثناء، وهو الدّين الذي جاء لصلاح البشريّة وسعادتها في الدّارين، وقد عبّر الأعرابي البسيط عن موافقة أحكام الإسلام للعقل والمنطق حينما قال: والله ما رأيت شيئاً حرّمه الإسلام فقال العقل: لم لم يأمر به؟ ولا شيئاً أحلّه الإسلام فقال العقل: لم لم يحرّمه؟ فالإسلام هو شريعة ومنهج ودستور ربّاني ارتضاه الله -تعالى- للبشريّة جمعاء.
    مظاهر التعبير عن الانتماء لهذا الدّين
    من مظاهر الانتماء للدين الإسلامي أن يحبّ المسلم دينه حبًّا يتملّك قلبه وجوارحه؛ فالحبّ لهذا الدّين هو الدّافع الذي يحثّ الإنسان على الانتماء إليه حقيقة وليس زيفاً، وهو الحبّ الذي يحمل المسلم على أن يقوم بواجبه اتجاه هذا الدّين العظيم، والحبّ تتبعه الطاعة والانقياد للمحبوب، قال -تعالى-: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، أما من يدّعي محبّته لهذا للدّين دون أن يطيع أمر الله ورسوله فهو غير منتم حقيقة لهذا الدين العظيم.
    ومن ذلك أن يؤمن المسلم بأنّ هذا الدّين هو الدّين الحقّ وما سواه هو باطل، فالدّين المعتبر عند الله -تعالى- هو دين الإسلام المهيمن على الأديان جميعها؛ لذلك على المسلم أن يستشعر هذه الحقيقة في حياته وتعامله مع غيره؛ لأنّها ستكون دافعاً له لبذل كلّ ما يستطيع لتبليغ هذا الدّين ونصرته والذّود عنه.
    ومن ذلك أن يسخّر المسلم جهوده في سبيل هذا الدّين، فلا يتوانى عن الدّعوة إليه في المحافل كلها وفي المواقف جميعها، وإذا ما تعرّض هذا الدّين إلى الإساءة وقف مدافعاً عنه بقوّة.
    ومن ذلك أن ينبذ المسلم العادات والمعتقدات التي تنافي ديننا، فيكون الفخر بتقاليدنا الإسلاميّة وأعرافنا وقيمنا والتّمسك بها خير معبّرٍ عن الانتماء الحقيقي لهذا الدّين.
    يا بني إني موصيك بوصية
    قال رجل لابنه: يا بني إني موصيك بوصية فإن لم تحفظ وصيتي عني لم تحفظها عن غيري: اتق الله ما استطعت، وإياك والطمع! فإنه فقر حاضر، وإياك وما يعتذر منه! فإنك لن تعتذر من خير أبدا.
    ‏يا بني: خذ الخير من أهله، ودع الشر لأهله، وإذا قمت إلى صلاتك فصل صلاة مودع وأنت ترى ألا تصلي بعدها.
    صفحات من تاريخنا المجيد
    ‏مدينة ‎برشلونة فتحها القائدان طارق بن زياد وموسى بن نصير عام 92هجري، ونصبوا عليها حاكما اسمه: سليمان الأعرابي، وقد سقطت من يد المسلمين عام 185 هجري بحملة من الجيش الفرنسي حتى استردها الحاجب المنصور: عام 375هجري وهدم أسوارها وأسر ملوكها.
    وقف القائد (ألفونسو السادس) الذي غَرَّته قوة جيوشه؛ إذ تخطت الـ ٨٠ ألف جندي.
    وقال: لو عندي سفن كافية لعبرت البحر، وقاتلت العرب على أرضهم، فإن لدي جيشا يقهر الإنس والجن، وسيهزم حتى ملائكة السماء!.
    وعندما بلغ ذلك إلى القائد المسلم «يوسف بن تاشفين»، فأرسل إليه قائلًا: «من أمير المسلمين يوسف بن تاشفين إلى الفونسو السادس: بلغنا أنك دعوت أن يكون لك سفن تعبر بها إلينا؛ فلا تكلف نفسك العناء، فنحن سنعبر إليك حتي تعلم عاقبة دعائك، وإني أعرض عليك إما الإسلام، أو الجزية عن يدٍ وأنت صاغر، وإلا فهي الحرب، وإني أمهلك ثلاثة أيام ولك ما تختار.
    وعبر يوسف بن تاشفين بجيش تعداده ٢٥ ألفا فقط، ووقعت معركة الزلاقة: فسحقهم المسلمون وأبادوهم حتى أنه لم يبق من جيش ألفونسو إلا ٥٠٠ جندي.
    د. وليد الربيع: من آداب طالب العلم
    قال الشيخ د. وليد خالد الربيع: من آداب طالب العلم أن يصبر على ما قد يصدر من الشيخ من غلظة في المعاملة، ولا يمنعه ذلك من ملازمته والاستفادة منه، وإنما عليه أن يحسن الظن به ويتأول أفعاله على أحسن تأويل، وأن يبادر شيخَه بالاعتذار وإدامة حبال الصلة؛ فإن ذلك أطيب لخاطر الشيخ وأبقى لمودته وأنفع للطالب، فقد قيل: من لم يصبر على ذل التعليم بقي عمره في عماية الجهالة، ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الدنيا والآخرة.
    من روائع الحكمة
    قال لقمان الحكيم: يا بني، قد أكلت الحنظل، وذقت الصبر، فلم أر شيئاً أمر من الفقر، فإن افتقرت فلا تحدث به الناس كي لا ينتقصوك، ولكن سل الله، فمن الذي سأل الله فلم يعطه؟ أو دعاه فلم يجبه؟ أو تضرع إليه فلم يكشف ما به؟
    نماذج حضارتنا الرائعة
    عمار الموصلي هو طبيب العيون عام 1010م، هو أول من صمم إبرة جوفاء لشفط المياه البيضاء من أجل استعادة البصر، ومازال نمط هذه العملية متبعا حتى الآن، تدعى هذه العملية بـ (الكتراكت) وتعني المياة البيضاء، فمن يخطر في باله أن عمار الذي عاش بالقرن العاشر هو الذي أرسى قواعد هذه الجراحة!
    لا اعتزاز إلا بالإسلام
    قال الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-: الانتماء والاعتزاز بغير الإسلام من أمور الجاهلية، وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: نحن أمة أعزنا الله بالإسلام؛ فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله، فلا اعتزاز إلا بالإسلام ولا انتماء إلا إلى الإسلام. قال أبو بكرة - رضي الله عنه :
    أبي الإسلام لا أب لي سواه
    إذا افتخروا بقيس أو تميم
    أي الناس أنت من هؤلاء؟
    ‏الناس ثلاثة: عاقل، وأحمق، وفاجر
    1- العاقل: الدين شريعته، والحلم طبيعته، والرأى الحسن سجيته، إن نطق أصاب، وإن سمع وعى، وإن كلم أجاب.
    2- الأحمق: إن تكلم مُجَلٍّ، وإن حدث وهل، وإن استنزل عن رأيه نزل.
    3- الفاجر: فإن ائتمنته خانك، وإن صحبته شانك
    ية الشافعيلتلميذه

    أوصَى الشّافعي تِلميذَه الربيع بن سُليمان قائِلا: إذا أردتَ صلاح قلبِك، أو ابنك، أو أخيك، أو من شئتَ صلاحَهُ، فأودِعهُ في رِياض القُرآن، وبين صحبة القُرآن. سيُصلحه الله شاءَ أم أبى بإذنه -تعالى.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,303

    افتراضي رد: تحت العشرين

    شباب تحت العشرين - 1158



    الفرقان

    صلاح الشباب بالدين والأخلاق


    قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: إن الشباب يرد على قلوبهم من المشكلات الفكرية والنفسية ما يجعلهم أحيانا في قلق من الحياة، محاولين جهدهم التخلص من ذلك القلق، وكشف تلك الغمة، ولن يتحقق ذلك لهم إلا بالدين والأخلاق، اللذين بهما قوام المجتمع، وصلاح الدنيا والآخرة، وبهما تحل الخيرات والبركات، وتزول الشرور والآفات، إن البلاد لا تعمر إلا بساكنيها، والدين لا يقوم إلا بأهله، ومتى قاموا به نصرهم الله مهما كان أعداؤهم، قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ}، وإذا كان الدين لا يقوم إلا بأهله، فإن علينا -أهل الإسلام وحملة لوائه- أن نُقَوِّم أنفسنا أولاً؛ لنكون أهلاً للقيادة والهداية، ومحلاً للتوفيق والسداد، علينا أن نتعلم من كتاب الله -تعالى- وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ما يؤهلنا للقول والعمل والتوجيه والدعوة؛ لنحمل الهداية الماضية والنور المبين لكل من يريد الحق، وعلى كل من يريد الباطل.
    الشباب والثقة بالنفس
    الثقة بالنفس صفة مهمة جدا للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية معًا؛ إذ إن التمتع بها يساعد الشخص على أن يصبح ناجحًا في حياته العائلية والشخصية والمهنية، فهذه الصفة هي من أهم الخصال التي تميّز الشخصية القوية التي تتمثل بتقبُّل كل السلبيات والإيجابيات الجسدية والشخصية والفكرية، والتعايش معها بل والافتخار بها، والثقة في النفس وقوة الشخصية هما كل مايطمح أن يحصل عليه الإنسان لأنهما صفتان لابد أن يوجدا في أي إنسان يريد أن يمتلك مفاتيح النجاح في كل جوانب الحياة، الاجتماعية والأسرية والتعليمية والمهنية، ويعرّف الإنسان الواثق من نفسه بأنه شخص يحترم ذاته ويقدّرها، ويحب نفسه ولا يؤذيها، ويدرك كفاءاته، ويثق بقدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة، والثقة بالنفس تعني اعتماد الشخص على نفسه والشعور بالثقة في قدراته وصفاته وحُكمه وفي نفسه بصفة عامة، كما تُعرّف هذه الصفة على أنها ثقة الفرد في قدراته وإمكانياته وقراراته أو الاعتقاد بأنه قادر على مواجهة تحديات الحياة اليومية ومتطلباتها بنجاح، والشخص الواثق بنفسه يتسم بالتفاؤل والاطمئنان والقدرة على تحقيق أهدافه وتقييم الأشخاص والعلاقات بطريقة صحيحة وفقاً لنظرته لنفسه وتقديره لذاته
    احذر أن تكون من هؤلاء!
    - احذر أن تكون من هؤلاء الشباب الذين لا يبالون بما أضاعوا من حقوق الله، ولا من حقوق الآدميين.
    - الشباب الفوضوي، فاقدي الاتزان في تفكيرهم، وفاقدي الاتزان في سلوكهم وفي جميع تصرفاتهم.
    - الشباب الناكبين عن الصراط المستقيم في دينهم، والمعرضين عن التقاليد الاجتماعية في سلوكهم، الذين زين لهم سوء عملهم فرأوه حسنًا، فهم من الأخسرين أعمالاً، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.
    من آثار الذنوب قسوة القلوب
    قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين -رحمه الله-: من آثار الذنوب والمعاصي قسوة القلوب، وعدم تأثرها بالمواعظ والآيات والأدلة والتخويف والتحذير والإنذار؛ بحيث تسمع ولا تفقه ولا تقبل، وتزول عنها الموعظة وهي في غفلة، ولأجل شناعة الذنوب عظمت عقوبتها في الدنيا تفاديا للآثار السيئة التي يعم ضررها للمجتمعات؛ حيث إن المعصية إذا أعلنت تعدت عقوبتها؛ لقوله -تعالى-: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}؛ أي أنها تعم العاصي وغيره، وكذا في الحديث: «إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه».
    خطوات تعزيز الثقة في النفس
    - القرب من الله -تعالى- وفعل أوامره واجتناب نواهيه.
    - التخطيط الجيد وتحديد أهدافك بوضوح.
    - النظر دائمًا إلى الإنجازات.
    - تعرف على نقاط القوة التي تمتلكها.
    - اهتم بنفسك وصحتك البدنية والفكرية.
    - المشاركة في المناسبات الاجتماعية.
    - الابتعاد عن الروح السلبية.
    الفرق بين الثقة بالنفس والغرور
    الثقة بالنفس لا يتحلى بها إلا الأشخاص أصحاب الأخلاق الحميدة والعالية، أما الغرور فيتصف بها أصحاب القلوب غير النقية، والغرور يجعل الذين حولهم يكرهونهم، وقد نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن التكبر في حديثه الشريف «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»، وأمرنا الله -عز وجل- بالتواضع والابتعاد عن التكبر والغرور في قوله -تعالى-: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً} (الإسراء:37).
    أعظم أسباب صلاح القلوب
    إن من أعظم أسباب صلاح القلوب وشفائها تلاوة كتاب الله بالتدبر والتفهم لمعانيه، فالقراءة بالتدبر، أعظم ما يصلح القلب ويشفيه من أمراض الشبهات والشهوات؛ لما في القرآن من البراهين الجلية والمواعظ البليغة، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رجلاً جاءه فقال: أوصني، فقال: سألتَ عما سألتُ عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلك، فقال: «أوصيك بتقوى الله، فإنه رأس كل شيء، وعليك بالجهاد، فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن، فإنه روحك في السماء، وذكرك في الأرض» (رواه أحمد، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة).
    الفراغ من أهم أسباب انحراف الشباب
    (3) الفراغ داء عضال للفكر والعقل والطاقات الجسمية؛ إذ النفس لا بد لها من حركة وعمل، فإذا كانت فارغة من ذلك تبلد الفكر، وضعفت حركة النفس، واستولت الوساوس والأفكار الرديئة على القلب، وربما حدث له إرادات سيئة شريرة يُنَفِّس بها عن هذا الكبت الذي أصابه من الفراغ.
    وعلاج هذه المشلكة: أن يسعى الشاب في تحصيل عمل يناسبه من قراءة أو تجارة أو كتابة أو غيرها، مما يحول بينه وبين هذا الفراغ، ويستوجب أن يكون عضوًا سليما عاملاً في مجتمعه لنفسه ولغيره.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,303

    افتراضي رد: تحت العشرين

    شباب تحت العشرين - 1159


    الفرقان


    من صفات الشاب المسلم
    الشابُّ المسلم هو شابٌّ يتخلَّق بأخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم- الذي كان خُلُقه عظيمًا بشهادة الله له: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4)، وكان - صلى الله عليه وسلم- خُلُقُه القرآن، كما قالت أُمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ»، فالشابُّ الدَّيِّن يكتسب أخلاقه من أخلاق النبي العدنان - صلى الله عليه وسلم-، يسعد بأخلاقه، ويتأدَّب بآدابه، ولأنها من أكثر الصفات التي يُحبُّها الرسول - صلى الله عليه وسلم- كما قال: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاقًا».
    فالشابُّ المسلم رحيمٌ بكلامه، مُهذَّبٌ بأقواله، حليمٌ بأفعاله، ليس بفظٍّ ولا مُنفِّر، شعاره الرفق واللين، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- مادِحًا للرِّفْق ذامًّا لغيره: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ»، والشاب المسلم لا يقابل السيئة بالسيئة، وإنما يقابلها بالحسنة، ولا يرفع صوته على أبٍ أو أمٍّ، لقوله -تعالى-: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء: 23)، ولا يرفع صوته على شيخ مُسِنٍّ، ولا ضعيف مسكين، وإذا ناظرَ أو جادلَ مع مناظرٍ أو مجادلٍ في دعوته، جادله بخلقه الرفيع، وناظره بالتي هي أحسن.
    شباب الإسلام صنعوا التاريخ
    إذا نظرنا إلى الأمة الإسلامية في ماضيها وحاضرها نجدها تستنهض حضارتها وتفوقها وريادتها دائمًا وأبداً في همّة شبابها، فانظر إلى حال أصحاب رسول الله الذين رفعوا راية الإسلام، وصمدوا في المعارك حتى انتشر بهم الدين في ربوع الأرض كلها، وقد سار على دربهم شباب حرّكوا همم الناس يوم أن غزا الصليبيون والتتار بلاد الإسلام، شباب صمدوا أمام الفتن فكانوا أساتذة في عفة النفس والاعتصام بالله، وعلى رأسهم نبي الله يوسف -عليه السلام-، وقادة الجيوش في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كانوا شبابا وعلى رأسهم خالد بن الوليد، وأسامة بن زيد، وهؤلاء هم قادة مؤتة كانوا شبابا في بداية العشرينات.
    قادة الدعوة والإرشاد (مصعب بن عمير، معاذ بن جبل....)، وقادة العلم والفكر: زيد بن ثابت وجهوده في تعلم اللغة وكتابة الوحي وجمع القرآن ونسخ القرآن الكريم، وكالشافعي والبخاري.
    نصيحة مهمة للشباب
    أيها الشباب، إن العمر لا يقاس بالسنوات التي قضيتها منذ الولادة، وإنما يقدر بقدر ما قدمت لنفسك وللإسلام من عظائم الأعمال الصالحات؛ فحدد لنفسك هدفا ًغاليا تعيش من أجله وتسعى جاهدا ً لتحقيقه، وأخلص النية لله ترى ثمرة عملك، وإياك أن تهمّش نفسك وتقول لا أقدر! فهناك من يعمل للأمة وهناك من يقدّم للإسلام، فأنت قادر -بإذن الله- على العطاء، وإياك والتسويف! فإذا عزمت على عمل الخير فبادره ولا تقل: الأيام طويلة؛ فالوقت يمر مرّ السحاب؛ فانظر إلى كل ساعة من ساعاتك كيف تذهب؟ ولاتهمل نفسك، وعوّدها أشرف مايكون من العمل وأحسنه، وابعث إلى صندوق القبر مايسّرك يوم الوصول إليه.
    لا تيأس من رحمة الله
    قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: مهما عملت من المعاصي إذا رجعت إلى الله وتبت تاب الله عليك، ولكن إن كانت المعصية تتعلق بآدمي فلابد من الاستبراء من حقه إما بوفائه أو باستحلاله منه؛ لأنه حق آدمي لا يغفر؛ فحق الله يغفر مهما عظم وحق الآدمي لابد أن تستبرئ منه، إما: بإبراء، أو أداء، بخلاف حق الله.
    معالي الأمور وسفاسفها
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها»، ومعالي الأمور: هي الأمور الجليلة، رفيعة القدر عالية الشأن، سميت بذلك؛ لأنها في الأعمال من أجلها وأعلاها، أو لأنها تُعلي شأنَ أصحابها في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما جميعا، والسفاسف أو السفساف: هي التوافه، والأمور الحقيرة والدنيئة التي تنبئ عن خسة نفس صاحبها وهمته، وهي الحقير والتافه من الأقوال والأعمال والمطالب والاهتمامات.
    ولا يهتم الإنسان بالمعالي ويكره السفاسف إلا إذا علت همته وسمت نفسه وروحه، فتتطلع إرادته إلى طلب الكمالات والمراتب العالية؛ فكلما عظمت الهمم علت المطالب، كما قال ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: «العامة تقول: قيمة كل امرئ ما يحسن، والخاصة تقول: قيمة كل امرئ ما يطلب».
    ذاكرة الصحابي أبي هريرة في الحفظ
    استدعى الْخلِيفة مَرْوان بن الحكم أبا هريرة ــ رضي الله عنه ــ فطلب منه أن يحدثه بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحدثه ومروان بن الحكم يكتب أحاديث أبي هريرة حتى إذا كان رأس السنة استدعاه مرة أخرى، فسأله عن الأحاديث نفسها التي سبق وأن حدثه بها قبل عام، فأجاب ولم يخطئ في حديث. فقال مروان بن الحكم هكذا الحفظ.
    من علامات السعادة
    قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: من علامات السعادة على العبد: تيسير الطاعة عليه، وموافقة السنة في أفعاله، وصحبته لأهل الصلاح، وحسن أخلاقه مع الإخوان، وبذل معروفه للخلق واهتمامه للمسلمين، ومراعاته لأوقاته.
    نعيم الدنيا في ثلاث
    (4) قال سفيان الثوري: ما بقي لي من نعيم الدنيا إلا ثلاث :
    (1) أخ ثقة في الله، أكتسب في صحبته خيراً، إن رآني زائغاً قومني، أو مستقيماً رغبني.
    (2) ورزق واسع حلال، ليست لله علي فيه تبعة ولا لمخلوق علي فيه منة.
    (3) وصلاة في جماعة أُكفى سهوها، وأرزق أجرها.
    مواقف طريفة
    من نوادر أشعب بن جبير
    في يوم من الأيام دخل أشعب بن جبير على قوم يأكلون، وكانوا لا يرغبون في وجوده من الأساس.
    فسألهم أشعب: ماذا تأكلون أيها القوم؟
    فقالوا له -مستثقلين وجوده بينهم-: نأكل سُمًّا!
    فقام على الفور بإدخال يده في الطبق قائلا: والله الحياة بعدكم حرام!

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,303

    افتراضي رد: تحت العشرين

    شباب تحت العشرين - 1160


    الفرقان

    مظاهر التعبير عن الانتماء لدّين الإسلام



    من مظاهر الانتماء إلى دين الإسلام:
    - أن يحبّ المسلم دينه حبّاً يتملّك قلبه وجوارحه، فالحبّ لهذا الدّين هو الدّافع الذي يحثّ الإنسان على الانتماء إليه حقيقة وليس زيفًا، وهو الحبّ الذي يحمل المسلم على أن يقوم بواجبه تجاه هذا الدّين العظيم، والحبّ تتبعه الطاعة والانقياد للمحبوب، قال -تعالى- {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
    - أن يؤمن المسلم بأنّ هذا الدّين هو الدّين الحقّ وما سواه باطل، فالدّين المعتبر عند الله -تعالى- هو دين الإسلام المهيمن على الأديان جميعها.
    - أن يُسخّر المسلم جهوده كلها في سبيل رفعة دينه، فلا يتوانى عن الدّعوة إليه في كلّ المحافل وفي جميع المواقف، وإذا ما تعرّض هذا الدّين إلى الإساءة وقف مدافعًا عنه بما يستطيع.
    - أن ينبذ المسلم العادات والمعتقدات التي تنافي ديننا، فيكون الفخر بتقاليدنا الإسلاميّة وأعرافنا وقيمنا والتّمسك بها خير معبّرٍ عن الانتماء الحقيقي لهذا الدّين.
    الاعتزاز بالانتماء إلى دين الإسلام
    يفتخر المسلم بانتمائه إلى دين الإسلام العظيم لأسباب عدّة، فهذا الدّين هو خاتم الأديان السّماويّة، وشريعته نسخت جميع الشّرائع قبلها، وهو الدّين الذي جاء به النّبي محمّد -عليه الصّلاة والسّلام -إلى العالمين دون استثناء، وهو الدّين الذي جاء لصلاح البشريّة وسعادتها في الدّارين، فالإسلام هو شريعة ومنهج ودستور ربّاني ارتضاه الله -تعالى- للبشريّة جمعاء.
    واجب المسلم تجاه دينه
    إنّ واجب المسلم تجاه هذا الدّين أن يكون منتميًا انتماءً حقيقيا له، فلا يكفي أن يقول الإنسان إنّي مسلم فقط دون أن يكون منتميًا إلى هذا الدين اعتقادًا وسلوكًا ومنهجًا في الحياة، فقد وصف الله -تعالى- الأعراب الذين ادعوا الإيمان بقوله: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم}.
    التخلق بأخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم
    الشابُّ المسلم هو شابٌّ يتخلَّق بأخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيد ولد آدم، فقد كان خُلُقه عظيمًا بشهادة الله له: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، وكان - صلى الله عليه وسلم - خُلُقُه القرآن، كما قالت أُمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ»، ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في التفضيل بين الصحابة: «إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ -أي: أفضلكم - أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا»، فالشابُّ الدَّيِّن يكتسب أخلاقه من أخلاق النبي العدنان - صلى الله عليه وسلم -؛ لكي يسعد بأخلاقه، ويتأدَّب بآدابه، ولأنها من أكثر الصفات التي يُحبُّها الرسول -صلى الله عليه وسلم - كما قال: {إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاقًا}.
    صالح الفوزان: الحياء خلق فاضل
    قال الشيخ صالح الفوزان: دلت الأحاديث على أن الحياء خلق فاضل، قال الإمام ابن القيم- رحمه الله-: والحياء من الحياة، وعلى حسب حياة القلب يكون فيه قوة خلق الحياء، وقلة الحياء من موت القلب والروح، وحقيقة الحياء أنه خلق يبعث على ترك القبائح، ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق، والحياء يكون بين العبد وبين ربه -عزّوجلّ-، فيستحيي العبد من ربه أن يراه على معصيته ومخالفته، ويكون بين العبد وبين الناس.
    عبد الرزاق البدر: طيش الشباب
    قال الشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر: يكثر الطيش في الشباب؛ وذلك أنَّ الشباب مظنَّة الجهل ومطية الذنوب، ولهذا يقال طيش شباب أو شباب طائش إمَّا على سبيل الانتقاد أو الاعتذار، وما من ريب أنَّ الشاب مسؤول عن سفهه وطيشه يوم يقف بين يدي ربه، فلا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، منها شبابُه فيم أبلاه، وإذا لم يزمَّ الشاب نفسه بزمام الشرع والعقل والحكمة أوردته المهالك.
    الوفاء بالعهد صفة الرجال
    الوفاء بالعهد صفة الرجال، وصفة العظماء، هكذا أمرنا الله -تعالى- أن نكون، وعلى هذه الصفة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما كان عليه من مكارم الأخلاق، كان - صلى الله عليه وسلم - يفي بعهده، ولم يعرف عنه في حياته أنه نقض عهدًا قطعه على نفسه، وكان - صلى الله عليه وسلم - ترجمان القرآن قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}.
    في 8 نقاط كيف تترك المعاصي؟
    1. تذكر دائما أن الله يراك، وردد في نفسك «الله معي، والله يراني والله يسمعني مطلع علي».
    2. اقطع كل سبب يوصلك للمعصية.
    3. ابتعد عن رفقاء السوء وصحبة السوء.
    4. انظر للوجه القبيح للمعصية واستقذرها.
    5. تذكر موقفك غدا بين يدي الله -عز وجل-، وماذا لو مُت الآن؟
    6. لا تكثر من الخلوة بنفسك إلا في الطاعة.
    7. أكثر من الأعمال الصالحة مع نفسك ومع إخوانك.
    8. حافظ على الصلاة والدعاء والأذكار.
    علمني شيخي
    علمني شيخي أنَّ الحياء من الله يعني أنْ نَكُفَّ عن ارتكاب القبائح، ودناءة الأخلاق، ويحثنا على العمل بمكارم الأخلاق؛ لأنه من خصال الإيمان، وقد روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنَّه قال: من استحيا اختفى، ومن اختفى اتقى، ومن اتقى وُقي»، والحياء لا يأتي إلا بخير كما قال نبينا - صلى الله عليه وسلم .

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,303

    افتراضي رد: تحت العشرين

    شباب تحت العشرين - 1161


    الفرقان


    إدراك الشباب لدورهم الحقيقي
    مهم جدًا أن يفهم الشباب دورهم الحقيقي في ظل صراع القيم الحالي، وأن يعلم أن ما تمر به الأمة من الهجوم على ثقافتنا ومبادئنا وأخلاقنا. إنما هي سنة من سنن الله في الكون، ألا وهي سنة التدافع، وقد وعد الله -تعالى- بحفظ هذا الدين، يضعف في القلوب لكنه لايزول، وأنه باق ببقاء الدنيا، وكم طاله وناله من أعدائه ما لو كان مع دين آخر لقضي عليه منذ قرون طويلة، ولكن الله كتب لهذا الدين الغلبة، ولأهله النصر إذا تمسكوا به وعملوا بما فيه. من هنا كان على الشباب أن يعوا الدور الخطير الذي تقوم به وسائل الإعلام غير الإسلامية، ومحاولات استقطابهم وتوجيههم إلى الوجهة التي يريدونها لهم، وشغل قلوبهم بملذات النفوس، وشهوات الجسد، وإعطاء صورة سلبية لنا نحن المسلمين، وتضخيم المساوئ والأخطاء التي تقع من بعضنا وتعميمها على الإسلام والمسلمين.
    دور الشباب في الإسلام
    تبوّأ الشباب مكانةً عظيمةً في الإسلام في مجال بناء الأمة والرقي بحضارتها في مختلف المجالات، الأمر الذي جعل منهم قدوةً لباقي أترابهم، حتّى بعد انقضاء زمانهم، وخلّد أسماءهم وإنجازاتهم إلى يومنا هذا، دلالةً على دور الشباب في ازدهار مجتمعهم، وقد كان الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- من حملوا راية الإسلام شبابًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
    أعظم أنواع العبادة
    قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: أعظم أنواع العبادة أداء ما فرضه الله وتجنب ما حرمه الله -تعالى-، قال - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه -عزوجل-: «وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه»، فأداء الفرائض أفضل الأعمال كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «أفضل الأعمال أداء ما افترض الله، والورع عما حرم الله وصدق الرغبة فيما عند الله»، وذلك أن الله -تعالى- إنما افترض على عباده الفرائض ليقربهم عنده، ويوجد لهم رضوانه ورحمته.
    الإمامة في الدِّين
    قال الشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر: الإمامة في الدِّين رُتبةٌ عليَّة ومنزلةٌ شريفة، إذا أكرم اللهُ -سبحانه- عبده بنيلها فاز بكرامة عظيمة ومنَّة جسيمة، ولا يبلغ العبد هذه الرتبة إلا إذا اجتمعت فيه صفات الخير؛ بحيث يكون قدوةً للصَّالحين وأسوةً لعباد الله يؤتمُّ به في الدِّين، ويؤتسى به في العناية بالفرائض، واجتناب المحرَّمات، وفعل الخيرات، والبعد عن المكروهات، فلا يكون العبد إمامًا للمتقين بعده حتى يأتم بالمتقين قبله، فإذا ائتم بهم ائتمَّ به مَن بعده.
    ماذا نريد من شبابنا؟
    نريد لشبابنا أن يكونوا نموذجاً في الجمع بين المعرفة بالذات والاعتزاز بها من جهة، والإفادة مما لدى الآخرين من صواب وحكمة من جهة أخرى؛ بحيث يجمعون بين متانة العقيدة والاقتناع بالإسلام دينا خالدا أبديا، وبين الاطلاع الواسع العميق على العلم الحديث؛ فالشباب هم عدتنا، نعدهم لجيل قادم يحمل الراية نحو موقع يتفق ومكانة دينهم ومكانة أمتهم، نريد من شبابنا أن يكونوا قدوة للعالم؛ فهم في نظر العالم قدوة ينظر إليهم ملهمين لتراث أمة توارثوه أبا عن جد؛ فهم أحفاد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد بن الوليد، هكذا أنتم يا شباب في نظر أمة الإسلام، فلا غرابة أن تكونوا مستهدفين في عقر داركم بالمخدرات والإباحيات من الصور والأفلام.
    صور مضيئة من حياة الصحابة
    كان ابن عباس - رضي الله عنه - حبر الأمة رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - على حمار يقال له «عفير» فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعواعلى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف»، فأخذت هذه الكلمات من ابن عباس - رضي الله عنه - كل مأخذ؛ وذلك لأنه شعر أن له قيمة في هذا الوجود، وأنه ليس على هامش الحياة، ولذلك خاطبه النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الأسلوب الرفيع الذي يبني في نفس كل من سمعه ووعاه عقيدة راسخة لا تزحزحها الجبال، ومحبة عظيمة لله الواحد الأحد تملأ القلوب هيبة وإجلالاً، فأثمر ذلك أن كان ابن عباس حبر الأمة وعالمها - رضي الله عنه .
    جهاد النفس مقدمة لجهاد العدو
    قال الشيخ صفوت نور الدين -رحمه الله-: جهاد النفس مقدمة لجهاد العدو، فمن لم يجاهد نفسه لتلتزم بالشرع فتعمل به وتقف عند حدوده لم يمكنه أن يجاهد عدوه، بل إن خروجه للجهاد قبل بلوغ مواطن النـزال إنما هو من جهاد النفس على ذلك؛ ففي حديث أحمد عن فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال -في حجة الوداع-: «ألا أخبركم من المسلم؟ من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أَمِنَه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله».
    من صور البر بالوالدين
    - يروى أنّ أبا هريرة - رضي الله عنه - كان إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه فقال: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك السلام يا ولدي ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً، فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيراً. - أما عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - فقد طلبت والدته في إحدى الليالي ماء، فذهب ليجيء بالماء، فلما جاء وجدها نائمة، فوقف بالماء عند رأسها حتى الصباح، فلم يوقظها خشية إزعاجها، ولم يذهب خشية أن تستيقظ فتطلب الماء فلا تجده. - أما ابن عون المزني فقد نادته أمه يومًا فأجابها وقد علا صوته صوتها ليسمعها، فندم على ذلك وأعتق رقبتين.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,303

    افتراضي رد: تحت العشرين

    تحت العشرين - ١١٦٢
    الفرقان

    من لم يُشغل بالحق شغل بالباطل
    سنة الله في عباده أن من ترك الحق، فإنه يُبتلى بالباطل، ومن ترك السنة، فإنه يُبتلى بالبدعة، ومن ترك طاعة الله، ابتلي بطاعة الشيطان والنفس والهوى، ومن ترك تعلم ما ينفعه، ابتلي بتعلم ما يضره، ومن ترك قراءة القرآن والاستماع إليه، ابتلي بقراءة الروايات الخليعة والاستماع إلى الغناء والمعازف المحرمة.
    ومن ترك الخلق الحسن، ابتلي بالسيء من الأخلاق، وهلم جرا، قال ابن القيم - رحمه الله - في كتابه (الوابل الصيب صـ١٩٨): «فهي النفسُ إن لم تَشْغلْها بالحق وإلا شَغَلَتْكَ بالباطل، وهو القلبُ إن لم تَسْكُنْهُ محبةُ الله -عز وجل-، سكنَتْهُ محبةُ المخلوقين ولابُدَّ، وهو اللسانُ إن لم تشغله بالذكر شغلك باللغو، وهو عليك ولابدَّ، فاختر لنفسك إحدى الخُطَّتين، وأنْزِلْها في إحدى المنزلتين». اهـ، ويؤيد ذلك كله قول الله -تعالى- عن اليهود: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (البقرة: ١٠١)، فلما نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ابْتُلُوا بالباطل وهو اتباع ما تتلو الشياطين على ملك سليمان -عليه السلام-، كما قال -تعالى- في الآية التي بعدها: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} (البقرة: ١٠٢)، قال العلامة السعدي - رحمه الله في تفسيره-: «ولما كان من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أن من ترك ما ينفعه، وأمكنه الانتفاع به فلم ينتفع، ابتلي بالاشتغال بما يضره، فمن ترك عبادة الرحمن، ابتلي بعبادة الأوثان، ومن ترك محبة الله وخوفه ورجاءه، ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه، ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان، ومن ترك الذل لربه، ابتلي بالذل للعبيد، ومن ترك الحق ابتلي بالباطل. كذلك هؤلاء اليهود لما نبذوا كتاب الله اتبعوا ما تتلو الشياطين، وتختلق من السحر على ملك سليمان». اهـ. والخلاصة: أن كل من انصرف عن الحق دخل في الباطل، وكان متشبهًا باليهود الذين تركوا كتاب الله (التوراة) لما رأوها تتفق مع القرآن في نبوة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وأوصافه، فلما أعرضوا عن الحق، أشغلهم الشيطان بالباطل والافتراء، فاتبعوا ما افترته الشياطين على ملك سليمان.المؤمن مأمور بأن يستر عورة أخيه
    قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: الإنسان من طبيعته التقصيرُ والنقص والعيب؛ فإن الواجب على المسلم نحو أخيه أن يستر عورته ولا يشيعها إلا من ضرورة، فإذا دعت الضرورة إلى ذلك فلابد منه، لكن دون ضرورة فالأَولى والأفضل أن يستر عورة أخيه؛ لأن الإنسان بشرٌ ربما يخطئ عن شهوة - يعني عن إرادة سيئة - أو عن شُبهة؛ حيث يشتبه عليه الحقُّ فيقول بالباطل أو يعمل به، والمؤمن مأمور بأن يستر عورة أخيه.
    طرائف ونوادر
    يحكى أن رجلاً من الصالحين كان يوصي عماله في المحل بأن يكشفوا للناس عن عيوب بضاعته إن وجدت، وذات يوم جاء يهودي فاشترى ثوباً معيباً و لم يكن صاحب المحل موجوداً؛ فقال العامل: هذا يهودي لايهمنا أن نطلعه على العيب، ثم حضر صاحب المحل فسأله عن الثوب، فقال: بعته لليهودي بثلاثة آلاف درهم، ولم أطلعه على عيبه، فقال: أين هو؟ فقال: لقد رجع مع القافلة، فأخذ الرجل المال معه ثم تبع القافلة حتى أدركها بعد ثلاثة أيام؛ فقال لليهودي: ياهذا، لقد اشتريت ثوب كذا وكذا وبه عيب؛ فخذ دراهمك وهات الثوب، فقال اليهودي: ماحملك على هذا؟ فقال الرجل: الإسلام ؛ إذ يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من غشنا فليس منا». فخذ دراهمك وهات الثوب فقال اليهودي: والدراهم التي دفعتها لكم مزيفة، فخذ بها ثلاثة آلاف صحيحة، وأزيدك أكثر من هذا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
    الشباب الصالح ينفع الله به الأمة
    قال سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: أنتم أيها الشباب لكم مستقبل، واجب عليكم أن تجتهدوا في طلب العلم النافع، والتفقه في الدين، وأن تسألوا الله أن يصلح أحوالكم، وأن يمن عليكم بالتوفيق، وأن يجعلكم هداة مهتدين، حتى ينفع الله بكم الأمةَ، وحتى تكونوا هداةً للأمة في مستقبلها، الشباب تُعَلَّق عليه آمال كبيرة في نفع الأمة، إذا أصلحه الله؛ فالشيوخ يذهبون ويأتي الشباب بدلهم، فإذا أصلح الله الشباب حلوا محل آبائهم وأسلافهم الطيبين، في نصر الحق والدعوة إليه، والقيام بشؤون المسلمين، والتوجيه إلى ما فيه صلاحهم ونجاتهم، والتحذير مما فيه هلاكهم وشقاؤهم.


    المسلم ناصح لإخوانه وللمسلمين
    قال رئيس جمعية أنصار السنة النبوية الشيخ صفوت الشوادفي -رحمه الله-: المسلم المخلص ينصح لأخيه المسلم ويبيِّن له عيوبه سرًّا، ويستره ولا يفضحه، وأيضًا لا ينافقه ولا يداهنه ظنًّا منه أنه بذلك يُبقِي على المودة والمحبة بينهما؛ فإنه لا مودة ولا حب إلا في الله ولله؛ لذلك ينبغي على المسلم أن يسعى في نصح إخوانه وأقرانه، فللنصيحة أثرٌ عظيم، ونفع كبير؛ فرُبَّ غافلٍ قد سمع آية من كتاب الله، أو حديثًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانتبه من غفلته، ورُب عاصٍ سمع مثل ذلك فتاب إلى الله توبة نصوحًا، ورب جائرٍ أثَّر فيه كلام واعظ بليغ فأقلع عن جوره، وأقام العدل في نفسه ومع غيره، وقد ومدح القرآن أمَّتنا بأنها تقيم النصيحة، وتؤدِّي ما أوجب الله عليها من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ قال -تعالى-: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (آل عمران: 110).
    حقيقة التدين وثمراته
    أيها الشاب: لا تظن أنَّ الدين هو أن تصلي، وتصوم، وتقرأ القرآن، وتزكي، وتحج، وتنطق الشهادة، فحسب؛ فإنك لن تقطف ثمار هذه العبادات ولن تحقق أهدافها إلا إذا صحَّت (عبادتك التعاملية)؛ فإن حقيقة تدينك هو: استقامتك، ومعاملتك مع جيرانك، وتوقيرك للكبير، ورحمتك بالصغير، وصدقك مع القريب والبعيد، والعدو والصديق، وحقيقة تدينك تظهر في برك لوالديك، وحفظك للسانك، وغضك لبصرك، وحسن خلقك مع الخلق أجمعين، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا».
    حِفْظ اللِّسَانِ
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ»، بَيَّن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أثرَ الكلمةِ وما يترتَّب عليها مِن أجْرٍ أو وِزر، حتَّى إنَّ العبدَ لَيتكلَّم بالكلمةِ مِمَّا يَرْضاه الله ويحبُّه، لا يَلتفِت لها قلبُه وبالُه لِقِلَّةِ شأنِها عندَه؛ يَرْفَعه الله بها درجاتٍ في الجنَّةِ، وإنَّه لَيتكلَّم بالكلمةِ الواحدةِ مِمَّا يَسْخَطه ويَكْرَهه اللهُ ولا يَرْضاه، لا يَلتفِت بالُه وقلبُه لعِظَمِها؛ فيَهْوِي بها (أي: يَنزِل ويَسقُط بسببِها) في دَرَكاتِ جَهَّنَمَ.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,303

    افتراضي رد: تحت العشرين

    تحت العشرين - 1163
    الفرقان

    نحو إجازة مثمرة في منتصف العام
    إجازة منتصف العام عادة لا تتجاوز الأسبوعين أو تزيد بقليل، أي أنها فترة قصيرة لن تتيح لك الجمع بين الأنشطة المتعددة، لكن لابد من الحرص على الاستفادة من هذه الإجازة القصيرة بالتنظيم الجيد، والعزم المخلص للاستفادة من كل ساعة فيها، واستثمارها أفضل استثمار؛ من أجل تجديد الهمة لمواصلة الفصل الثاني من العام الدراسي بهمة ونشاط. فهي إجازة من أجل الاستعداد والتقاط الأنفاس، وشحذ الهمم للفصل الأخير الطويل الأهم غالبا، أكثر من كونها استراحة من السابق عليه؛ فأوقات الفراغ فرصة لن تعوض، وأوقات ثمينة أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باستثمارها والاستفادة منها، وعدم إهدارها في كسل أو في سفاسف الأمور، ولا سيما في مرحلة الشباب؛ فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل وهو يعظه: «اغتنم خمسًا قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك»، والإجازة نعمة كبيرة، ومع الأسف فكثير منا لا يقدرها حق قدرها؛ فيهدرها في نوم وكسل، أو في أمور تافهة لا تفيد بقدر ما تضر، أمور تُفقدك جزءا من رأس مالك، ألا وهو عمرك، عن ابن عباس - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ».
    فوائد الإجازة
    - من فوائد الإجازة: أنها علاج من المتاعب، وفرصة للاسترخاء بعيدًا عن الضغوط، وفرصة للترويح عن النفس باللهو المباح حتى يستطيع الإنسان تحمل ضغوط الحياة بعد العودة من الإجازة. -وهي تجديد للنشاط، وكسر لروتين الحياة والملل؛ ذلك لأن النفس عندما تكرر فعل شيء يوميا، يفقد هذا الشيء متعته وطعمه، ويصبح كأنه واجب ثقيل الدم حتى لو كان الفعل محبوباً. - والإجازة فرصة ذهبية للتفكير في تجديد العلاقات مع العائلة والأصدقاء وقضاء وقت ممتع معهم.
    الإبداع فى حياة المسلم
    يعلّمنا ديننا أن السعي للارتقاء بالنفس إلى معالي الأمور من حسن فهم المرء لدينه، ولما كانت الحياة الكريمة والترقي فيها حلم كل إنسان، فإن آليات الوصول وأبجدياته لذلك، أن يكون الشخص مبدعًا في تفكيره، واسع المدارك، دقيق النظر للأمور. والشخص المبدع هو الذي يحاول توظيف قدراته للخروج بحل بسيط لبعض المشكلات أو المواقف التي تبدو مستحيلة بالنسبة إلى الناس، لكنها بسيطة لديه، وهو الشخص الذي لديه الكثير من المهارات العقلية التي تمكنه من إيجاد الحل المناسب من خارج الصندوق.
    الأهداف العليا للإنسان
    قال الشيخ د. وليد الربيع: إن القرآن الكريم واضح ومحدد ومباشر في تحديد الأهداف العليا للإنسان؛ فقال -تعالى-: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، وقال -سبحانه-: {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز}، وبين الوسيلة بقوله -عزوجل-: {إياك نعبد وإياك نستعين} وقال -تعالى-: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون}، فالعبادة والاستعانة والدعاء والتقوى والمجاهدة سبيل لتحقيق أعلى الغايات وأسمى المقاصد.
    مواقف لا تنسى من حياة الصحابة
    أرسل سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قبل القادسية ربعي بن عامر رسولًا إلى رستم (قائد الجيوش الفارسية وأميرهم)، فدخل عليه، وقد زيَّنوا مجلسه بالنمارق، والزرابي الحرير، وأظهر اليواقيت، واللآلئ الثمينة العظيمة، وعليه تاج وغير ذلك من الأمتعة الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب، ودخل ربعي - رضي الله عنه - بثياب صفيقة، وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل عليه سلاحه ودرعه وبيضته على رأسه، فقالوا له: ضع سلاحك، قال: إني لم آتكم، وإنما جئتكم حين دعوتموني، فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت؛ فقال رستم: ائذنوا له، فأقبل يتوكَّأ على رمحه فوق النمارق، فخرق عامتها، فقالوا: ما جاء بكم؟ قال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومـن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
    الإيمان يزيد وينقص
    قال الشيخ عبدالكريم بن عبدالله الخضير: الإيمان عند أهل السنة والجماعة يزيد وينقص، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، والزيادة ثبتت بالآيات الصريحة كقوله -تعالى-: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} (الأنفال:2)، وفي القرآن ثماني آيات كلها مصرحة بالزيادة، وقد جاء في حديث نقصان دين المرأة: «ما رأيت من ناقصات عقل ودين» (البخاري: 304)، فدل على أن الدين ينقص، وزيادته بما يقوي الإيمان من الأعمال الصالحة، مثل: كثرة الذكر وتلاوة القرآن وغيرها.
    شجاعة فتىً
    مر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على مجموعة من الصبيان يلعبون فهرولوا، وبقي صبي مفرد في مكانه، هو عبد الله بن الزبير، فسأله عمر: لِمَ لَمْ تعدُ مع أصحابك؟ فقال: يا أمير المؤمنين لم أقترف ذنباً فأخافك، ولم تكن الطريق ضيقةً فأوسعها لك.
    من معالم الرُّجولة
    قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: إنَّ شهود الصَّلاة مع الجماعة في بيوت الله ومساجد المسلمين شعيرةٌ عظيمَةٌ من شعائر الإسلام، ومَعلَمٌ عظيمٌ من معالم الرُّجولة، قال الله -تعالى-: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ} هكذا قال رب العالمين {رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ} (النُّور:36-37)، فأين هذه الرُّجولة ممَّن يتخلَّف عن الصَّلاة مع الجماعة أو يهون من شأنها ويقلِّل من مكانتها ؟.
    من طرائف العرب
    سأل هشام بن عمر فتى أعرابيا عن عمره، فدار بينهما الحوار الآتي : هشام: كم تَعُدُّ يا فتى؟ الفتى: أعد من واحد إلى ألف وأكثر. هشام: لم أرد هذا بل أردت كم لك من السنين؟ الفتى: السنون كلها لله -عزوجل- وليس لي منها شيء. هشام: قصدت أسألك ما سنك؟ الفتى: سني من عظم. هشام: يا بني إنما أقصد ابن كم أنت؟ الفتى: ابن اثنين طبعاً أب وأم. هشام: يا إلهي إنما أردت أن أسألك كم عمرك؟ الفتى: الأعمار بيد الله لا يعلمها إلا هو. هشام: ويلك يا فتى لقد حيرتني ماذا أقول؟ الفتى: قل : كم مضى من عمرك؟

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,303

    افتراضي رد: تحت العشرين

    تحت العشرين - 1164
    الفرقان


    نصائح وتوجيهات للشباب المسلم تجاه نفسه ودينه وأمَّته


    قال سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: الشباب في أي أمَّة من الأمم هم العمود الفقري الذي يشكل عنصر الحركة، والحيوية؛ إذ لديهم الطاقة المنتجة، والعطاء المتجدد، ولم تنهض أمَّة من الأمم -غالباً- إلا على أكتاف شبابها الواعي، وحماسته المتجددة، ولقد علم أعداء الإسلام هذه الحقيقة، فسعوا إلى وضع العراقيل في طريقهم، أو تغيير اتجاههم، إما بفصلهم عن دينهم، أو إيجاد هوة سحيقة بينهم وبين أولي العلم، والرأي الصائب، في أمتهم؛ لذلك كان على الشباب المسلم دورٌ مهم، وأعمال بالغة الأهمية؛ لينهضوا بأنفسهم تجاه ما يراد بهم، وليكونوا حرَّاساً للدين تجاه ما يُكاد به، ويمكن أن نلخص ذلك الدور، وتلك الأعمال فيما يلي:
    (1) العلم الشرعي

    قال الله -تعالى-: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (الزمر:9)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَىْ كُلِّ مُسْلِمٍ»؛ فالعلم واجب شرعي على كل مسلم، ولا يمكن للجاهل أن يفهم دينه، ولا أن يدافع عنه في المحافل، والمنتديات، والجاهل لا تستفيد منه أمته، ولا مدينته، ولا قريته، ولا أهله؛ فلذا كان على الشباب المسلم أن يسارعوا إلى حلقات العلم، في المساجد، والمراكز الإسلامية، وأن يستثمروا نشاطهم وفراغهم في حفظ القرآن، وقراءة الكتب.

    (2) الدعوة إلى الله وتعليم الناس

    قال -تعالى-: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران:104)، والدعوة والتعليم: زكاة العلم، وواجب على من تعلَّم العلم الشرعي أن يبلغه لغيره، وأن يساهم في هداية الكفار إلى الإسلام، وهداية العصاة إلى الاستقامة.

    (3) الطاعة للأوامر والاجتناب للنواهي

    والشاب المسلم مطيع لربه -تعالى-، فلا يسمع أمراً من الشرع إلا ويكون أول المستجيبين له، ولا نهياً إلا ويكون أول المبتعدين عنه، وقد استحق مثل هذا الشاب الثواب الجزيل يوم القيامة في أن يكون في ظل عرش ربِّه -تعالى-، في وقت تدنو الشمس بلهيبها فوق رؤوس الخلائق. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ».
    مرحلة الشباب أعظم مرحلة سيسأل عنها الإنسان

    مرحلة الشباب قطعة من العمر، وهي أهم مرحلة سيسأل عنها الإنسان، ففي الحديث الذي أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه - وفي رواية: «وماذا عَمِلَ فيم عَلِمَ».

    من حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم
    الزبير بن العوام -رضي الله عنه

    أسلم الزبير بن العوام -رضي الله عنه - وهو ابن ست عشرة سنة، إنه حواريّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وابن عمته صفية، وأول من سلّ سيفه في سبيل الله، وكان فارسًا مغواراً، لم يتخلف عن غزوة واحدة، وكان يسمي أبناءه بأسماء الشهداء من الصحابة. تلقى التعذيب على دينه، من عمه، فكان يصبر ويقول: «لا أرجع إلى الكفر أبداً»، وهاجر إلى الحبشة، وكان في صدره مثل العيون، من كثرة الطعن والرمي، وقَتَلَ يوم بدر عمه نوفل بن خويلد بن أسد، وفي أحد وفي قريظة يقول له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «فداك أبي وأمي»! وفي الخندق قال - صلى الله عليه وسلم -: «من يأتيني بخبر القوم»؟ فقال الزبير: «أنا»، فذهب على فرس فجاء بخبرهم، ثم قال الثانية ففعل، ثم الثالثة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لكل نبي حواري، وحواريّ الزبير» (رواه الشيخان)، وكانت له شجاعة نادرة في اختراق صفوف المشركين يوم حنين ويوم اليرموك واليمامة، وكان له دور عظيم في فتح حصن بابليون، وتمكين عمرو بن العاص من استكمال فتح مصر، وكان كريماً سخيّاً، يكثر الإنفاق في سبيل الله، -صلى الله عليه وسلم- وأرضاه.

    الشباب والارتباط بالعلماء

    قال الشيخ: حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ: إن شبابَ الإسلام اليوم تتقاذَفُ بهم أمواجُ الفتن، من أفكارٍ مُنحرِفة، ومشارِبَ ضالَّة، وشهواتٍ جامِحة، وغزوٍ فكريٍّ لا ساحلَ له، حتى إن أحدَهم ليحمِلُ تلك الوسائل في يدِه فيما يُسمَّى بالجوَّالات، فهم في ضرورةٍ مُلِحَّةٍ إلى الالتِحام بعُلماء الأمة المشهُود لهم في الأمة, بالعلمِ والورَع، والديانة والصلاح، والعقل والثبات. وبحاجةٍ إلى أن يصدُروا عنهم خاصَّةً في قضايا مهمة حصلَ من الخطأ في فهمِها نتائجُ وخيمةٌ عبر تأريخ الأمة المُحمدية، كقضية التكفير، وقضية الولاء والبراء، ومسائل الإنكار، وكالبَيعة والجهاد، ونحو هذه القضايا الخطِرة.

    يا شباب، احذروا طول الأمل!

    يا شباب، طول الأمل فاحذروا! فالموت يأتي بغتة، ففي صحيح البخاري من حديث أنس - رضي الله عنه - قال: «خطَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطًّا، وقال: هذا الإنسان، وخطَّ إلى جنبه خطا، وقال: هذا أجله، وخط خطا آخر بعيدًا عنه، فقال: وهذا الأمل، فبينما هو كذلك إذا جاءه الأقرب».

    عظم أمنيات الصحابة تدل على عظم نفوسهم

    شباب الصحابة كانت أمنياتهم تدل على ما فيه نفوسهم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لشاب صغير من الصحابة، وهو ربيعة بن كعب الأسلمي: (سل ما تريد)، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: «أو غير ذلك؟» قلت: هو ذاك، قال: «فأعني على نفسك بكثرة السجود»، ما أعظمها من أمنية! فهيا شبابنا، لتكن همتكم وأمنياتكم مثل الصحابة الكرام.
    م الورطات

    قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: إن أعظم الورطات أن يقدم المرء على قتل نفس محرمة بغير حق؛ إذ لا يزال في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما، فإن قتل نفسًا واحدة محرمة وقع في ورطة عظيمة لا مخلص له من تبعتها، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «إِنَّ مِنْ وَرْطَاتِ الأُمُورِ الَّتِي لاَ مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا سَفْكَ الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ» رواه البخاري. هذا في قتل نفس واحدة فقط، فكيف بقتل الأنفس الكثيرة!
    ؤلاء قدواتنا
    أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - غفر الله لجميعهم، وأوجب لهم الجنة كما في كتابه، إنهم قدوتنا: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} (التوبة:100)، يجب علينا أن نتأسى بهم، وأن نقتبس من أفعالهم الحسنة؛ لأن الله رضي عنهم، رضي عنهم بالإيمان، ورضوا عنه بالثواب، رضي عنهم في العبادة، ورضوا عنه بالجزاء، رضي عنهم بطاعتهم لنبيه - صلى الله عليه وسلم -، ورضوا عنه بقبول وحيه وشرعه، هؤلاء قدوتنا، هؤلاء الذين حملوا الدين، هؤلاء الذين انتشر بهم الإسلام، هؤلاء الذين توسعت بهم رقعة دولة هذا الدين شرقاً وغرباً.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  16. افتراضي رد: تحت العشرين


  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,303

    افتراضي رد: تحت العشرين

    جزاكم الله خيرا
    وأحسن الله إليكم

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,303

    افتراضي رد: تحت العشرين

    تحت العشرين - 1165
    الفرقان



    سوء الظن وخطره على الفرد والمجتمع
    لقد نهى الإسلام عن سوء الظن وحرّمه مثل سوء القول؛ لأنه يُذهِب العلاقات بين الناس، ويُقطّع أواصر المَحبّة بينهم، وينشر السّوء والبغضاء، وأمر الله- عزّوجل- عباده المؤمنين باجتناب كثير من الظن؛ لآثاره السلبية التي قد تعزل الإنسان عن مُجتمعه، وتجعله دائمًا خائفًا ومتوجسًا، ممّا قد يؤذي شخصيّته مع مرور الأيام، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا} (الحجرات: 12)، ولخطورة هذه الصفة ولعظم مفسدتها، وسوء أثرها ودوامه، ولأن وجودها يقضي على روح الألفة والمحبة بين الناس، فقد قسمها العلماء إلى أقسام حتى يحذرها الناس، على النحو الآتي:
    سُوء الظّن بالله -تعالى
    وهو أن يظن الإنسان بالله ظنًا لا يليق بمقامه -تعالى-، أو لا يرضى بقضاء الله وقدره، أو أن يظن المسلم في قلبه أن الله لن يغفر له ولن يصفح عنه، وهذا من اليأس والقنوط من رحمة الله.
    سُوء الظّن بالمسلمين
    حيث يظن المسلم سوءًا بكل مَن يحيطون به، سواء كانوا من ذويه أم من أصدقائه أم الناس عمومًا دون بيّنة أو برهان أو دليل واضح، إنما حكم بمجرد تهيؤات وخيالات، وهو ما يحمل مسيء الظن على احتقار من أساء الظن به، وعلى عدم القيام بحقوقه وإطالة اللسان عليه.
    علاج آفة الظن السيئ
    من الوسائل التربوية لعلاج هذه الآفة حُسن الاستعانة بالله والاستعاذة به والتوقف عن الاسترسال في الظنون، مع معرفة أسماء الله وصفاته حتى يتجنب العبد الظن السيئ، واتهام النفس بالتقصير والعمل على إصلاحها وتنقية القلب وتزكية النفس وشغلها بما هو نافع، وعدم تتبع عورات الناس ولا إساءة الظن بهم، واليقين بأن السّرائر لا يعلمها إلا الله- سبحانه وتعالى- وهو ما يجعلنا لا نسيء الظن بأحد إذا أيقنا هذه الحقيقة.
    ذاكرة الصحابي أبي هريرة - رضي الله عنه - في الحفظ
    استدعى الْخلِيفة مَرْوان بن الحكم أبا هريرة - رضي الله عنه - فطلب منه أن يحدثه بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحدثه ومروان بن الحكم يكتب أحاديث أبي هريرة، حتى إذا كان رأس السنة استدعاه مرة أخرى، فسأله عن نفس الأحاديث التي سبق وأن حدثه بها قبل عام، فأجاب ولم يخطئ في حديث، فقال مروان بن الحكم: هكذا الحفظ.
    تقوى الله
    من وصايا الشيخ ابن باز -رحمه الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -سبحانه- في السر والعلانية، والشدة والرخاء، فإنها وصية الله ووصية رسوله - صلى الله عليه وسلم - كما قال -تعالى-: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} (النساء:131)، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبه: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ» (سنن أبي داود 4607). والتقوى كلمة جامعة، مع الخير كله، وحقيقتها أداء ما أوجب الله -تعالى-، واجتناب ما حرمه على وجه الإخلاص له والمحبة، والرغبة في ثوابه، والحذر من عقابه، وقد وعد الله عباده المتقين بتيسير الأمور، وتفريج الكروب، وتسهيل الرزق، وغفران السيئات والفوز بالجنات.
    أبرُّ الأصحاب
    قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: إنَّ أبرَّ الأصحاب وخير الرفقاء عمل المرء الصالح، ولن يدخل معه في قبره إلا هذا الصاحب، روى البزار في مسنده والبيهقي في شعب الإيمان من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَثَلُ ابْنِ آدَمَ وَمَالِهِ وَعَمَلِهِ مَثَلُ رَجُلٍ لَهُ ثَلَاثَةُ أَخِلَّاءَ، قَالَ لَهُ أَحَدُهُمْ: أَنَا مَعَكَ مَا دُمْتَ حَيًّا، فَإِذَا مُتَّ فَلَسْتَ مِنِّي وَلَا أَنَا مِنْكَ، فَذَلِكَ مَالُهُ، وَقَالَ الْآخَرُ: أَنَا مَعَكَ، فَإِذَا بَلَغْتَ إِلَى قَبْرِكَ فَلَسْتَ مِنِّي وَلَسْتُ لَكَ، فَذَلِكَ وَلَدُهُ، وَقَالَ الْآخَرُ: أَنَا مَعَكَ حَيًّا وَمَيِّتًا فَذَلِكَ عَمَلُهُ»، ونقل ابن القيم -رحمه الله- في روضة المحبين عن أحد الحكماء أنه سُئل: أي الأصحاب أبَرّ؟ قال: «العمل الصالح»؛ فالعمل الصالح صاحب بر بصاحبه، ومن فرط فيه ندم أشد الندامة.
    آية وتفسير
    قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}، قال العلامة عبد الرحمن السعدي -رحمه الله في تفسيره-: «{وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا} من الخير والشر، وهو أعمالهم التي عملوها وباشروها في حال حياتهم، {وَآثَارَهُمْ} وهي آثار الخير وآثار الشر، التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال حياتهم وبعد وفاتهم، وتلك الأعمال التي نشأت من أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، فكل خير عمل به أحد من الناس، بسبب علم العبد وتعليمه ونصحه، أو أمره بالمعروف، أو نهيه عن المنكر، أو علم أودعه عند المتعلمين، أو في كتب ينتفع بها في حياته وبعد موته، أو عمل خيرا، من صلاة أو زكاة أو صدقة أو إحسان، فاقتدى به غيره، أو بنى مسجدا، أو محلا من المحال التي ينتفع بها الناس، وما أشبه ذلك، فإنها من آثاره التي تكتب له، وكذلك عمل الشر مثلا بمثل.

    التسامح في الإسلام
    حث الشرع الحنيف على التسامح والعفو، فجاءت الآيات والأحاديث مُعبّرة عن هذا الخُلُق، وتميزت به صفات النبي- صلى الله عليه وسلم - ومن بعده السلف الصالح، قال الله -تعالى-: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} (البقرة:178)، وقال- جل وعلا-: {وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}(البقرة:2 37)، وقال النبي- صلى الله عليه وسلم -: «ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ» (رواه مسلم

    الشاب القوي العفيف
    من المواقف المؤثرة موقف نبي الله موسى -عليه السلام-، مع النساء العفيفات، قال -تعالى-: {وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}، وبالرغم من أن موسى -عليه السلام- كان طريدا لا مأوى له إلا أنه لم يتأخر عن خدمة هاتين المرأتين، فقام بسقاية الغنم عفيفًا مخلصًا؛ فأكرمه الله بزوجة هي ابنة نبي، فوجد السكن والعون لقاء أدبه وموقفه.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,303

    افتراضي رد: تحت العشرين

    تحت العشرين - 1166
    الفرقان


    الشباب واستثمار مواسم الطاعات
    أمَر اللهُ عبادَه بفعل الخيرات والمسارَعة إليها، ومدح أصحاب هذه الخصال، قال -تعالى-: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}(ال ْبَقَرَةِ: 148)، هذا توجيه لِهِمَم أُولي الألبابِ للمبادَرة والمسارَعة إلى الصالحات قبل الفوات، وبشَّر اللهُ المسابقينَ بالسبق المحقَّق والفوز بوعد الله الحق.
    قال -تعالى-: {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}(الْم ُؤْمِنَونَ: 61)، وإن المسلم إذا حضرت له فرصة القربة والطاعة فالحزم كل الحزم في انتهازها، والمبادَرة إليها، أمَّا المتأنِّي والمتأخِّر فلا حظَّ له في ميدان السباق، وإذا فاتَه الفضلُ في الخير فيَعَضُّ أصابعَ الندم، ولاتَ حين مندم، وقد حثَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على اغتنام الشباب قبل نزول الشيب والهرم، واغتنام الفراغ قبل حلول المشاغل، واغتنام الصحة قبل مفاجأة المرض، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(الْ حَشْرِ: 18)، بيَّن -سبحانه- أن الاستعداد لمواسم الخير التي هي فُرَص عابرة دليل على الصدق، قال -تعالى-: {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ}(مُحَمَّد ٍ: 21). لهذه الأمة نفحات في أيام دهرها، يقول أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «اطلبوا الخيرَ دهرَكم كلَّه، وتعرَّضُوا لنفحات رحمة الله -تعالى- فإن لله -عز وجل- نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده».
    فضل الإخلاص والمتابعة
    من الفوائد التي ذكرها الشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر في فضل الإخلاص والمتابعة: قال ابن القيم -رحمه الله-: والأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والمحبة والتعظيم والإجلال، وقصد وجه المعبود وحده، دون شيء من الحظوظ سواه، حتى تكون صورة العملين واحدة، وبينهما في الفضل ما لا يحصيه إلا الله -تعالى-، وتتفاضل أيضا بتجريد المتابعة، فبين العملين من الفضل بحسب ما يتفاضلان به في المتابعة، فتتفاضل الأعمال بحسب تجريد الإخلاص والمتابعة تفاضلا لا يحصيه إلا الله -تعالى.

    الإسلام ليس تقييدًا للحريات
    قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: الإسلام ليس تقييدًا للحريات، ولكنه تنظيم لها، وتوجيه سليم، حتى لا تصطدم حرية شخص بحرية آخرين عندما يعطى الحرية بلا حدود؛ لأنه ما من شخص يريد الحرية المطلقة بلا حدود إلا كانت حريته هذه على حساب حريات الآخرين، فيقع التصادم بين الحريات وتنتشر الفوضى، ويحل الفساد؛ ولذلك سمى الله الأحكام الدينية حدودًا، فإذا كان الحكم تحريما قال: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا}، وإن كان إيجابا قال: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا}.
    نصائح لاستغلال مواسم الطاعات
    - إذا أراد الإنسان أن يوفق في موسم الطاعة فليستقبله أول ما يستقبله بالتوبة، فيكثر من الاستغفار؛ فإن الذنب قد يحول بين العبد وبين العمل الصالح.
    - عليك أن تحس بقصر الأجل وقصر العمر؛ فهي من أعظم الأمور التي تعين على مواسم الخير.
    - مما يعين على اغتنام مواسم الخير دعاء الله -تعالى-، ولذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستفتح يومه فيسأل الله التوفيق للطاعة والبر.
    - الاهتداء بهدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذه المواسم، فأولى الناس بالرحمة والهدى والبر هو الحريص على التأسي بالكتاب والسنة.
    وصايا للشباب في زمن الفتن
    - اعمل على صيانة شبابك وحفظه بتجنب الشرور والفساد بأنواعه، مستعينا -في ذلك- بالله متوكلًا عليه وحده -جل في علاه.
    - كن محافظًا تمام المحافظة على فرائض الإسلام وواجبات الدين ولاسيما الصلاة؛ فإن الصلاة عصمةٌ لك من الشر وأمَنَةٌ لك من الباطل.
    - كن مؤديا حقوق العباد التي أوجبها الله عليك، وأعظمها حق الأبوين؛ فإنه حق عظيم واجب جسيم.
    - كن قريبًا من أهل العلم وأهل الفضل، تستمع إلى أقوالهم، وتسترشد بفتاواهم، وتنتفع بعلومهم، وتستشيرهم فيما أهمَّك.
    - كن محققًا ما أوجبه الله عليك من سمعٍ وطاعة لولي أمرك؛ فإن في ذلك النجاة.
    - اعمل في أيامك ولياليك على تحصين نفسك بذكر الله -جل وعلا-، فإن ذكر الله -عز وجل- عصمةٌ من الشيطان وأمَنَةٌ لصاحبه من الضر والبلاء.
    - ليكن لك وردٌ يومي مع كتاب الله ليطمئن قلبك؛ فإن كتاب الله -عزوجل- طمأنينة للقلوب وسعادةٌ لها في الدنيا والآخرة {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(الرع د:28).
    - أكثر من دعاء الله -عز وجل- أن يثبِّتك على الحق والهدى وأن يعيذك من الشر والردى؛ فإن الدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والآخرة.
    - احرص على مرافقة الأخيار ومصاحبة الأبرار، وتجنب أهل الشر والفساد؛ فإن في صحبة أهل الشر العطب.
    تعريف الصحابي
    قال ابن حجر -رحمه الله-: «الصحابي من لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمنا به، ومات على الإسلام، فيدخل فيمن لقيه: من طالت مجالسته له أو قصرت، من روى عنه أو لم يرو عنه، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى»، ويدخل في تعريف الصحابي: من اجتمع بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ولو حكما، كالصبي في المهد، وأيضا من اجتمع به - صلى الله عليه وسلم - مؤمنا به، ثم ارتد، ثم آمن ومات على الإيمان.
    حب الصحابة عقيدة ودين
    إن من عقيدة أهل السنة والجماعة وجوب محبة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتعظيمهم وتوقيرهم وتكريمهم، والاحتجاج بإجماعهم، والاقتداء بهم، والأخذ بآثارهم، وحرمة بغض أحد منهم؛ لما شرفهم الله به من صحبة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، والجهاد معه لنصرة دين الإسلام، وصبرهم على أذى المشركين والمنافقين، والهجرة عن أوطانهم وأموالهم، وتقديم حب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك كله، وحبهم -رضي الله عنهم- دين يدان به، وقربى يتقرب بها إلى الله -تعالى.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,303

    افتراضي رد: تحت العشرين

    تحت العشرين - 1167
    الفرقان




    بشريات للشباب الطائعين
    أُبَشِّرُك أيها الشاب الطائع بأنك ستكون في أرض المحشر من جملة مَن يُظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلّه، فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «سبعة يُظِلُّهُم الله -تعالى- في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلّه، إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه».
    فالناس جميعًا يقفون في أرض المحشر حفاة عراة غرلًا، والشمس فوق الرؤوس بقدر ميل أو ميلين، وكل في عرقه بحسب عمله، ويقفون خمسين ألف سنة، يا له من مشهد مهيب! وفي هذا الموقف يقف الشاب الذي نشأ في طاعة الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلّه، أضف لهذا أنه سيأخذ كتابه بيمينه، ويثقل ميزانه، ويشرب في أرض المحشر من يد الحبيب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويمر على الصراط - وهو أحدُّ من السيف وأدق من الشعر- ويصل إلى جنَّةٍ عرضها السماوات والأرض، فقد أخرج البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «كلُّ أمتي يدخلون الجنَّة إلا مَن أبى، قيل: ومَن يأبى يا رسول الله؟، قال: مَن أطاعني دخل الجنة، ومَن عصاني فقد أبى».

    احذروا يا شباب طول الأمل !
    يقول الفضيل بن عياض -رحمه الله-: «إن من الشقاء طول الأمل، وإن من النعيم قصر الأمل»، وقصر الأمل هو الاستعداد للرحيل في أي وقت وحين، فلا ترى صاحبه إلا متأهبًا لعلمه بقرب الرحيل، وسرعة انقضاء مدة الحياة، وهو من أنفع الأمور للقلب، فإنه يبعث على انتهاز فرصة الحياة التي تمر مرّ السحاب، فاحذروا يا شباب طول الأمل!؛ فالموت يأتي بغتة، ففي (صحيح البخاري) من حديث أنس -رضي الله عنه- قال: «خطَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطًّا، وقال: هذا الإنسان، وخطَّ إلى جنبه خطا، وقال: هذا أجله، وخط خطًا آخر بعيدًا عنه، فقال: وهذا الأمل، فبينما هو كذلك إذ جاءه الأقرب»، فكم من مستقبلٍ يوما لا يستكمله! وكم من مؤملٍ لغدٍ لا يبلغه!.
    الشباب في القرآن الكريم
    حدَّثنا القرآن الكريم عن نماذج من الشباب والفتيان الذين جاهدوا لنشر دين الله -تعالى-: فها هو ذا إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - حينما حطَّم الأصنام ثم علَّق الفأس في عنق كبيرهم، ولما رجع قومه ورأوا هذا قالوا: {سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ } (الأنبياء:60)، وها هو ذا إسماعيل يعمل مع والده على بناء بيت الله الحرام، وهو شاب صغير، وحدَّثنا القرآن الكريم عن أتباع موسى -عليه السلام-، فقال -تعالى-: { فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ } (يونس:83)، قال ابن كثير -رحمه الله-: وهؤلاء هم الشباب؛ لأن سنة الله في الدعوة بَدْءًا من نوح إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، إنما الذين يحملون همها هم الشباب، وحدثنا القرآن الكريم عن أهل الكهف فقال -تعالى-: { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } (الكهف:13)، وما قصة أصحاب الأخدود عنا بعيد، فبطلها غلام صغير، فما ظهر الدين وما عرف الناس شرائع المرسلين إلا بفضل الله -تعالى- ثم الشباب المصلحين، والتاريخ خير شاهد على هذا.
    تقوى الله في السر والعلانية

    قال الشيخ ابن باز –رحمه الله-: أوصيكم بتقوى الله - سبحانه - في السر والعلانية، والشدة والرخاء، فإنها وصية الله -عز وجل- ووصية رسوله -صلى الله عليه وسلم-، كما قال -تعالى-: {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله} (النساء: 131)، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في خطبه: «أوصيكم بتقوى الله»، والتقوى كلمة جامعة، مع الخير كله، وحقيقتها أداء ما أوجب الله، واجتناب ما حرمه الله على وجه الإخلاص له والمحبة، والرغبة في ثوابه، والحذر من عقابه، وقد أمر الله عباده بالتقوى ووعدهم عليها بتيسير الأمور، وتفريج الكروب، وتسهيل الرزق، وغفران السيئات والفوز بالجنات.
    مكانة العلماء في الإسلام
    للعلماء في شريعتنا منزلة سامية منيعة، ومكانة عالية رفيعة؛ «فالعلماء هم خلفاء الرسول في أمته، وورثة النبي في حكمته، والمحيون لما مات من سنته، يدعون من ضلَّ إلى الهدى، يُحيون بكتاب الله موتى القلوب، ويبصِّرون بنور الله أهلَ العمى، فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيَوْه، وكم من ضالٍّ تائهٍ قد هَدَوْه، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم!»، والعلماء هم حراس الدين من الابتداع والتزييف، وحماته من التخريف والتشويه والتحريف؛ وهم العدول الذين يحملون هذا العلم من كل خلف، ينفون عن كتاب الله تحريفَ الغالين، وانتحالَ المبطلين، وتأويلَ الجاهلين، قيضهم الله لحفظ الدين، وصيانة الملة، ولولا ذلك لبطلت الشريعة، وتعطلت أحكامها، وهم في كل زمان الأصل في أهل الحل والعقد، وهم المعنيون مع الأمراء في قوله -تعالى-: {يأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وَأَولي الأمر منكم}(النساء:59).
    آثار الذنوب والمعاصي

    قال الشيخ ابن جبرين-رحمه الله-: الذنوب لها أثر كبير في حدوث الأضرار والشرور والعقوبات السماوية؛ فما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، وقد قال -تعالى-: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}، والمصيبة يدخل فيها المصائب البدنية، كالأمراض والعاهات والحوادث السيئة والموت والفتن وتسليط الأعداء، ومن آثار الذنوب أيضا قسوة القلوب، وعدم تأثرها بالمواعظ والآيات والأدلة والتخويف والتحذير والإنذار؛ بحيث تسمع ولا تفقه ولا تقبل، وتزل عنها الموعظة وهي في غفلة.
    يا شباب الإسلام اتقوا الله !
    يا شباب الإسلام وقوَّة الأمة، اتَّقوا الله في شبابكم؛ فإنكم مسؤولون ومُحاسَبون، فاغتَنِموا فرصة شبابكم الثمينة؛ فإنَّ فقْدها لا يُعوَّض، فهي قوَّةٌ في كلِّ مجال لِمَن وفَّقه الله في استعمالها لما خُلِقت له، يقول ربنا - جلَّ وعلا -: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } (الذاريات: 56-58)، فالله -سبحانه وتعالى- خلق الخلق ليَعبُدوه، وتكفَّل بأرزاقهم، ومنحهم القوَّة ليستعملوها في طاعته، وحذَّرَهم من عُقوبات استعمالها في مَعاصِيه!.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •