تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: كفاك فخرًا أن نبيك هو محمد -صلى الله عليه وسلم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,610

    افتراضي كفاك فخرًا أن نبيك هو محمد -صلى الله عليه وسلم



    كفاك فخرًا أن نبيك هو محمد -صلى الله عليه وسلم- (1)








    كتبه/ سعيد السواح


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    أيها المسلم الحبيب ... حريٌ بك أن تفخر وتقول: أنا نبيي محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ فهذا يفخر بفلان، وهذا يفخر بفلان؛ سواء كان مِن أهل العلم، أو المال أو الجاه والسلطان، فلك أيها الحبيب أن تشرئب وتفخر بين الناس بأن نبيك هو محمد -صلى الله عليه وسلم-.

    ولمَ لا وهو صاحب المقام المحمود حيث كل الخلائق بما فيهم الأنبياء والمرسلين يتطلعون إلى مكانته يوم القيامة؟!

    وهذا المقام الذي يقوم فيه -صلى الله عليه وسلم- تحمده فيه كل الخلائق؛ فلك أن تقول: أنا أنتسِب إلى هذه الأمة المسماة بالأمة المحمدية .

    وانظر إلى أنس بن مالك -رضي الله عنه- وهو يروي لنا عن حبيبنا وإمامنا وفخرنا، حيث قال أنس -رضي الله عنه- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (*يُحْبَسُ *الْمُؤْمِنُونَ *يَوْمَ *الْقِيَامَةِ *حَتَّى *يُهِمُّوا *بِذَلِكَ، فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ آدَمُ أَبُو النَّاسِ، خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا. قَالَ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، قَالَ: وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ: أَكْلَهُ مِنَ الشَّجَرَةِ وَقَدْ نُهِيَ عَنْهَا، وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا أَوَّلَ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ: سُؤَالَهُ رَبَّهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ، قَالَ: فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ كَذَبَهُنَّ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى: عَبْدًا آتَاهُ اللهُ التَّوْرَاةَ وَكَلَّمَهُ وَقَرَّبَهُ نَجِيًّا، قَالَ: فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ: قَتْلَهُ النَّفْسَ، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللهِ وَرَسُولَهُ، وَرُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ، قَالَ: فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَبْدًا غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَأْتُونِي، فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدَعَنِي، فَيَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَ، قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ قَالَ قَتَادَةُ وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا يَقُولُ: فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ، فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَ، قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، قَالَ: ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ قَالَ قَتَادَةُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ الثَّالِثَةَ، فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي ، فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، قَالَ: ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ قَالَ قَتَادَةُ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ حَتَّى مَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ. قَالَ: ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: (عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) (الإسراء:79)، قَالَ: وَهَذَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي وُعِدَهُ نَبِيُّكُمْ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (متفق عليه).

    فما أنت قائل أيها الحبيب؟!

    آدم -عليه السلام- يقول: لستُ هناكم، ائتوا نوحًا.

    ونوح -عليه السلام- يقول: لستُ هناكم، ائتوا إبراهيم.

    وإبراهيم -عليه السلام- يقول: لستُ هناكم، ائتوا موسى.

    وموسى -عليه السلام- يقول: لستُ هناكم، ائتوا عيسى.

    وعيسى -عليه السلام- يقول: لستُ هناكم، ائتوا محمدًا.

    فاذا أتوا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- قال: (*أَنَا *لَهَا) (متفق عليه).

    فلتفخر أيها الحبيب أنك منسوب إلى أمة قائدها وإمامها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.

    أيها المسلم الحبيب ... أرأيت نبيًّا يبكي شفقة على أمته، ويدعو ربه وهو يبكي (*اللَّهُمَّ! *أُمَّتِي *أُمَّتِي) (رواه مسلم)؟! إنه نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.

    قال عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَلَا قَوْلَ اللَّهِ -تَعَالَى- فِي إِبْرَاهِيمَ: (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ?*فَمَنْ *تَبِعَنِي *فَإِنَّهُ *مِنِّي) (إبراهيم:36)، وَقَالَ عِيسَى: (إِن تُعَذبهُمْ فَإِنَّهُم عِبَادك) (المائدة:118)، فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: (اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي) وَبَكَى، فَقَالَ اللَّهُ -تَعَالَى-: (يَا جِبْرِيلُ *اذْهَبْ *إِلَى *مُحَمَّدٍ *وَرَبُّكَ *أَعْلَمُ فَسَلْهُ مَا يُبْكِيهِ؟)، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَا قَالَ، فَقَالَ اللَّهُ لِجِبْرِيلَ: (اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أمَّتك وَلَا نَسُوؤك) (رواه مسلم).

    فالله أكبر!

    أيها الحبيب ... هذا مِن كمال شفقة النبي -صلى الله عليه وسلم- على أمته، واعتنائه بمصالحهم واهتمامه بأمرهم، وهذا بيان لعظم منزلة النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الله العظيم.

    بل انظر أيها الحبيب إلى نبينا وحبيبنا كيف خبَّأ دعوته ليوم القيامة، وكل نبي طلبها في الدنيا؛ فهذا جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- يقول عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ قَدْ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ. *وَخَبَأْتُ *دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يوم القِيَامَة) (رواه مسلم).


    وللحديث بقية -إن شاء الله-.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,610

    افتراضي رد: كفاك فخرًا أن نبيك هو محمد -صلى الله عليه وسلم

    كفاك فخرًا أن نبيك هو محمد -صلى الله عليه وسلم- (2)



    كتبه/ سعيد السواح



    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    فمِن كمال شفقة النبي -صلى الله عليه وسلم- على أمته: دوام نصحه لهم، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ *اسْتَوْقَدَ *نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا فَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا) (رواه مسلم).

    ألا يستحق هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتبع ولا يترك؟!

    ألا يستحق هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نتمثَّل بسنته، وأن نمارس كل نواحي حياتنا على أساسٍ من اتباعه -صلى الله عليه وسلم-، وهو الذي هداه الله -تعالى- وارتقى أعلى مراتب العبودية؟!

    (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام:161-163).

    هذا هو النبي -صلى الله عليه وسلم- أيها الحبيب ... الذي هو فرطنا على الحوض يهيئ ويعد فيه ما يليق بالوارد، وآخذ لنا طريق النجاة، يمد لنا -صلى الله عليه وسلم- يديه بالماء من حوضه لنشرب شربة لا نظمأ بعدها أبدًا، فلقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (أَنَا *فَرَطُكُمْ *عَلَى *الْحَوْضِ، مَنْ وَرَدَ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا) (رواه مسلم).

    فافخر أيها الحبيب بشجاعة نبيك -صلى الله عليه وسلم-: فهذا أنس بن مالك -رضي الله عنه- يصف لنا من شجاعة نبينا الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، فيقول: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحْسَنَ النَّاسِ، *وَأَجْوَدَ *النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ" (رواه مسلم).

    ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق ناس قبل الصوت فتلقاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- راجعًا، وقد سبقهم إلى الصوت وهو على فرس لأبي طلحة عري في عنقه السيف، وهو يقول: (*لَمْ *تُرَاعُوا، *لَمْ *تُرَاعُوا، قَالَ: وَجَدْنَاهُ بَحْرًا، أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ، قَالَ: وَكَانَ فَرَسًا يُبَطَّأُ) (متفق عليه).

    وافخر أيها الحبيب بجود نبيك -صلى الله عليه وسلم-: قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ *مِنَ *الرِّيحِ *الْمُرْسَلَةِ" (متفق عليه).

    وافخر أيها الحبيب بسخاء حبيبنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-: فقد قال جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: "مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- *شَيْئًا *قَطُّ، *فَقَالَ: *لَا" (رواه مسلم).

    وافخر أيها الحبيب بطيب ريح النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولين مسه: قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: "*مَا *شَمَمْتُ *عَنْبَرًا قَطُّ وَلَا مِسْكًا وَلَا شَيْئًا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَلَا مَسِسْتُ شَيْئًا قَطُّ دِيبَاجًا وَلَا حَرِيرًا أَلْيَنَ مَسًّا مِنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-" (رواه مسلم).

    فلتفخر أيها المسلم الحبيب ... ولا أدري بأيها أفخر: بشفقته ورحمته -صلى الله عليه وسلم- أم بشجاعته -صلى الله عليه وسلم- أم بجوده وسخائه -صلى الله عليه وسلم- أم بطيب ريحه -صلى الله عليه وسلم- أم بغير ذلك من الخلال التي جمعت لنبينا وحبيبنا -صلى الله عليه وسلم-؟!

    وفوق كل ذلك لك أن تفخر بحسن خُلُق نبيك -صلى الله عليه وسلم-، ولقد قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- *أَحْسَنَ *النَّاسِ *خُلُقًا" (رواه مسلم)، وهذا مصداقًا لقول ربنا -تبارك وتعالى-: (*وَإِنَّكَ *لَعَلَى *خُلُقٍ *عَظِيمٍ) (القلم:4).

    أيها المسلم الحبيب ... ما بالك لو جلستَ في مجلس جمع فيه من أصحاب الديانات السابقة، فما حالك مع هؤلاء وأنت نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأنت تنتسب إلى هذه الأمة المحمدية التي قائدها وإمامها خير مَن وطأت قدماه الأرض؟! فحري بك أن تفخر .

    ولكن قل لي بربك: لو جلستَ مجلسًا جمع فيه من الأنبياء، فما حال نبيك -صلى الله عليه وسلم- بك؟!

    أيفخر بك أمام الأنبياء، ويقول: هذا من أمتي؟

    أيفخر بك إمام الأنبياء ويقول: هذا من أتباع سنتي؟

    أيفخر بك إمام الأنبياء ويقول: هذا يسير على منهجي؟

    أم أنه يقول: (سُحْقًا سُحْقًا *لِمَنْ *بَدَّلَ *بَعْدِي) (متفق عليه).


    أيها الحبيب ... حق للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن يباهي بنا الأمم، فإياك ثم إياك وخذلان نبيك -صلى الله عليه وسلم-، وكن أهلًا أن تكون مِن أتباعه، ومِن ناصري منهجه وسنته.

    وهيا بنا أيها الحبيب نسير خلف رسولنا -صلى الله عليه وسلم-؛ فإنه قائدنا إلى جنة عرضها السماوات والأرض.




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •