أغلى‏ من الذهب والألماس


شعاع الخلف






ما هو الشيء الأغلى من الذهب والألماس يا ترى؟ فكر معي عزيزي القارئ وقبل أن أجيبك أود أن اذكر كل مواصفات هذا الشيء الثمين، فهو يشترى ولا يقدر بثمن ولا يمكن استرجاعه أبدا، كذلك لا يمكن استبداله، بينما الذهب والألماس يشترى ويباع وله ثمن محدد ويمكن استرجاعه، أجزم أنك عـرفته.. إنه الوقت نعم الوقت، ولأهميته فقد أقسم به رب العزة إذ قال تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر} أجل سنسأل يوم القيامة عن سني أعمارنا فهي الدقائق والأنفاس التي تخرج ولا تعود، يروى عن الحسن البصري أنه قال: «ما من يوم يـنشـق فجره إلا وينادي: يابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني فإذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة» وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: «ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي».




فعليك عزيزي القارئ بمراجعة نفسك كيف تقضي يومك؟ فإنما الإنسان ساعات يعيشها، فإن أضاعها فقد أضاع نفسه فكم نضيّع من أعمارنا من غير زيادة في العلم والعمل؛ فعلينا أن ننتفع بوقتنا ولا نشتغل بالأدنى عن الأعلى وأن ننظم أوقاتنا بين الواجبات والأعمال المختلفة حتى لا يطغى غير المهم على الأهم فالحياة أولويات واللبيب من يفقهها، ولابد من تحري الأوقات التي ميّزها الله بخصائص مميزة عن غيرها وفضّل بعض الأيام على بعض مثل أيام عشر ذي الحجة ويوم عرفة، وفضل بعض الشهور على بعض مثل شهر رمضان، فعلينا اغتنام الأوقات قبل ذهابها فإنها أنجع وأنفع للمرء متى ما عمرها بطاعات لرب العباد، وللعالم القيم ابن القيم - رحمه الله - مقولة لا نثنّي عليه ولا نعقب بعدها إذ يقول: إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.