تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله

    الإسلام: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله.
    وهذه الجملة تنطبق على ديانة كل رسول؛ لأنها مشتملة:
    * أولا على التوحيد, الاستسلام لله بالتوحيد، لأن الشرك باطل في كل ملة.
    * ثم الانقياد لله جل وعلا بالطاعة وترك اتباع الهوى في الأوامر والنواهي، والطاعة هنا تندرج في طاعة كل رسول خُوطب العبد بأن يتبعه بحسب الزمان والمكان.
    * والبراءة من الشرك وأهله، هذه فيها الكفر بالطاغوت، وبُغض الشرك، وبُغض أهل الشرك لما هم عليه من عبادة غير الله جل وعلا، كما قال جل وعلا ?وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ?[النحل:36].
    هذا يعم جميع المرسلين في الإتيان بالتوحيد والاستسلام لله جل وعلا بالتوحيد، فكل رسول أمر أن يعبد الله وحده لا شريك له.
    والجملة الثانية وهي الانقياد له بالطاعة فيدل عليها الله جل وعلا ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ?[النساء:64].
    والجملة الثالثة وهي قوله والبراءة من الشرك وأهله هذه يدل عليها قوله تعالى ?قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ?[الممتحنة:4]الآية, قوله (فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) يعني من المرسلين من كانوا على دينه الحنيفية دين الإسلام، (إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ) يعني لأقوامهم، وهذا دليل على الجملة الثالثة من تعريف الإسلام العام.
    وأعظم من خُصَّ بكمال هذه الجمل الثلاث هو محمد عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ وما مَنَّ الله عليه من الرسالة، فالإسلام الخاص له من هذه الثلاث أكمل ما أُمر به نبي.
    فمن جهة الاستسلام لله بالتوحيد فهذا أكمل ما جاء في دين محمد عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ والانقياد للرسول بالطاعة أكمل ما جاء في دين محمد عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ.
    والبراءة من الشرك وأهله أكمل ما جاء في دين محمد عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ فصار له عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ من الأمر بهذا الإسلام أعظم مما لغيره من الأنبياء عليهم سلام الله أجمعين.
    لهذا يدخل في قوله هنا (باب وجوب الدخول في الإسلام) يعني هذا الإسلام وهو الاستسلام لله بالتوحيد فهذا واجب الدخول فيه، وأن يستسلم المرء لله جل وعلا بالتوحيد، وأن يترك البدع الشركية والمحدثات الوثنية وكل عقيدة فيها شرك وفيها كفر وفيها ضلال من جهة التشريك سواء أكان أكبر أم أصغر، هذا كله واجب الدخول في التوحيد وللاستسلام لله جل وعلا به؛ يعني بالتوحيد بجميع أنواعه -توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات-، والحذر من ضده والبعد عنه وهو الشرك بأنواعه.
    كذلك الانقياد للرسول ( بالطاعة، كذلك البراءة من الشرك وأهله كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
    إذن مراد المؤلف هنا في قوله (باب وجوب الدخول في الإسلام) أنه يجب على الناس أن يدخلوا في الإسلام.
    والإسلام هذا الذي يجب الدخول فيه كما ذكرنا لك صنفان: عقيدة وشريعة، وإذا كان كذلك فمسائل الإسلام متنوعة متعددة، كما قال جل وعلا ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً?[البقرة:208]، يعني أدخلوا في الإسلام كله، وهذا يدل على وجوب الدخول في كل الإسلام وعدم التفريق بين أمر وأمر فيه من جهة قبوله واعتقاده.
    إذا تبين هذا، فهذا الوجوب في قوله (وجوب الدخول في الإسلام) نوعان:
    وجوبٌ تركه كفر: لأن الإسلام منه ما إذا تُرِك فهو كفر، كترك التوحيد أو فعل الشرك الأكبر، أو نحو ذلك من المكفرات.
    والثاني وجوبٌ تركه محرم على العبد: وهذا المحرم يكون: تارة يكون كبيرة وتارة يكون صغيرة. لهذا فكل عقيدة أو شريعة وكل أمر سواء أكان أمرا علميا أو أمرا عمليا، ويقابله النهي، واجب على العباد الدخول فيه، فمن تركه ترك الواجب، وهذا الترك قد يكون كفرا، وقد يكون محرما، وليس بكفر، بحسب نوع ما تُرِك من العقائد والشرائع.
    من محاضرة الشيخ صالح ال الشيخ بعنوان فضل الاسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله

    (الاستسلام لله)
    بمعنى الانقياد والخضوع والإذعان لله جل وعلا
    ]بِالْتَّوْحِيدِ]
    أنواع التوحيد ثلاث وليس هذا خاصًا الذي هو توحيد الإلوهية فحسب، لفظ التوحيد إذا أطلق في الشرع
    شمل الأنواع الثلاثة، ولكن لَمَّا كان الخلاف وقع في توحيد الإلوهية إفراد الرب جل وعلا بالعبادة صار ظاهر استعمال الشرع لهذا النوع هو المتبادر إلى الذهن،
    وإلا فهو شامل للأنواع الثلاثة.-
    (والانقياد له بالطاعة)
    والطاعة هذه المراد بها العبادة وقد تكون أمرًا وقد تكون نهيًا،
    فالطاعة في المأمورات تكون بالامتثال،
    والطاعة في المنهيات تكون بالاجتناب،
    حينئذٍ شمل الإسلام النوعين، الإسلام والإيمان بل والإحسان، لأن الغاية والمنتهى من هذه الأعمال أعمال الجوارح وأعمال القلوب هو الإحسان.
    بلوغ الغاية والمنتهى في أعمال القلوب هو الذي يُسمّى بالإحسان:
    أن تعبد الله كأنك تراه. والغاية أو بلوغ المنتهى في إتقان - لأن الإحسان هو الإتقان - في إتقان أعمال الظاهر الجوارح هو داخل في مسمّى الإحسان وهنا أطلق، وإذا أطلق شمل الأنواع الثلاثة، (وَالْبَرَاءَةُ مِنَ الْشِّرْكِ وَأَهْلِهِ).
    قلنا:
    هذا عطف خاص على عام، فإنه داخل في التوحيد، لأن التوحيد لا يتحقق إلا بـ (الْبَرَاءَةُ مِنَ الْشِّرْكِ وَأَهْلِهِ).
    ولذلك يأتي كثيرًا اقتران النهي عن الشرك بالأمر بعبادة الله جل وعلا
    {وَاعْبُدُواْ اللهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً}
    . ذكرنا فيما سبق أنه استدل بهذه الآية على أعظم ما أمر الله به وهو التوحيد،
    (وَأَعْظَمُ مَا نَهَى عَنْهُ) وهو (الْشِّرْكُ)،
    وقد جمعا في آية واحدة
    فدل على أن شرط صحة التوحيد هو اجتناب الشرك.
    إذًا هذه ثلاثة أركان وأسس لا بد منها في تحقيق الإسلام،
    والأول شامل للثاني والثالث،
    لو قيل: الاستسلام لله بالتوحيد، فقط صح التعريف،
    ولكن في مقام التوحيد لا بد من البيان وزيادة الإيضاح.
    فقوله:

    (والانقياد له بالطاعة)
    نقول:
    هذا من مستلزمات مقتضيات لا إله إلا الله،
    فإن لا إله إلا الله لا بد من عمل،
    فيمتثل حينئذٍ بمقتضى هذه الشهادة يمتثل ما أمر الله به ويجتنب ما نهى عنه،
    فحينئذٍ
    (والانقياد له بالطاعة) داخل في قوله: (الاستسلام للَّهِ بِالْتَّوْحِيدِ )
    فيدل عليه إما ضمنًا،
    وإما استدلالاً،
    إما من جهة دلالة التضمن،
    وإما من جهة الاستلزام،
    لأنه إذا قيل: (لا إله) يعني لا معبود، وإذا كان لا معبود بمعنى لا يُتَّخذ معبودًا أو يستحق أن يكون معبودًا إلا الله فحينئذٍ لا يمكن أن توجد العبادة إلا بفعل فاعل،
    العبادة وصف للعمل،
    وكون الرب معبودًا هذا صفة للمعبود بحق وهو الرب سبحانه وتعالى،
    إذًا عبادة، ثم معبود، العبادة هذه من فعل من؟ المكلَّف
    وصف للعبد أنت عابد، أنت تعبد الله،
    والله معبود، الله تَعَبَّدَكَ بامتثال أوامره واجتناب نواهيه،
    فإذًا لا بد من طاعة، وهذه الطاعة تكون من مقتضيات لا إله إلا الله.
    نخلص من هذا أن الأساس الثاني وهو قوله:

    (والانقياد له بالطاعة) داخل في قوله: (الاستسلام للَّهِ بِالْتَّوْحِيدِ )،
    وكذلك (وَالْبَرَاءَةُ مِنَ الْشِّرْكِ وَأَهْلِهِ)
    شرح الاصول الثلاثة للحازمى

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله

    الإسلام " وهو الاستسلام لله بالتوحيد , والانقياد له بالطاعة ، والبراءة من الشرك وأهله " الإسلام هو الاستسلام لله والخضوع له بفعل أوامره وترك نواهيه،
    هذا هو الإسلام، إن الدين عند الله الإسلام،
    الإسلام

    يعني الانقياد والذل لله في توحيده والإخلاص له وطاعة أوامره وترك نواهيه ..
    ( موقع الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى )

    قال تعالى:
    " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ".
    وسمي المسلم مسلما:
    لأنه منقاد لله ذليل مطيع له سبحانه في فعل ما أمر
    وترك ما نهى
    ، ويطلق الإسلام على جميع ما أمر الله به ورسوله:
    من صلاة وصوم وحج وإيمان ، وغير ذلك ، كله

    يسمى إسلاما ،
    كما قال الله عز وجل:"
    الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا " ،

    وقال سبحانه: "
    وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ " .

    فالمسلم هو المنقاد لأمر الله؛
    قولا وعملا وعقيدة ،
    والإسلام هو الانقياد لأمر الله ، والتسليم لأمر الله ، والذل لأمر الله

    من جميع الوجوه.
    ( فتاوى نور على الدرب قسم العقيدة )

    والإسلام بالمعنى الثاني ينقسم إلى عام وخاص: العام:
    هو الدين الذي جاء به الأنبياء جميعا. وهو عبادة الله وحده لا شريك له.

    والخاص:
    هو ما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    (لفظ الإسلام يجمع معنيين:
    أحدهما:
    الانقياد والاستسلام.
    والثاني:
    إخلاص ذلك،

    وإفراده.. وعنوانه قول: لا إله إلا الله "
    ( مجموع فتاوى ابن تيميه رحمه الله )

    والتوحيد في الشرع:
    إفراد الله - سبحانه - بما يختص به
    من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات

    ( القول المفيد للشيخ ابن عثيمين )

    قال العلامة ابن القيم رحمه الله:
    ليس التوحيد مجرد إقرار العبد بأنه: لا خالق إلا الله، وأن الله رب كل شيء ومليكه،

    كما كان عباد الأصنام مقرين بذلك وهم مشركون،
    بل التوحيد يتضمن من محبة الله، والخضوع له،
    والذل له، وكمال
    الانقياد لطاعته،
    وإخلاص العبادة له،
    وإرادة وجهه الأعلى بجميع الأقوال والأعمال،
    والمنع والعطاء، والحب والبغض، ما يحول بين صاحبه وبين الأسباب الداعية إلى المعاصي والإصرار عليها،
    ومن عرف هذا عرف قول النبي
    صلى الله عليه وسلم:
    ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله) ..
    معنى الانقياد له بالطاعة :
    الإذعان لله تعالى بفعل الأوامر وترك النواهي ..
    قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا

    اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ " عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
    ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم
    فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم )
    متفق عليه.

    البراءة من الشرك وأهله ..
    قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
    قد دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على وجوب

    البراءة من المشركين واعتقاد كفرهم متى علم المؤمن ذلك،
    واتضح له كفرهم وضلالهم.

    كما قال الله عز وجل في كتابه العظيم:
    ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾
    أي: لعلهم يرجعون إليها في تكفير المشركين والبراءة منهم،



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •