تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 52

الموضوع: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2019
    المشاركات
    30

    افتراضي هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    لا شك ان مسمى اسم الشرك والضلال والطاغوت والحنيف... يثبت ولو قبل الرسالة كما هو مقرر في عقيدة اهل السنة والجماعة ونصوص الوحي في بيان ذلك كثيرة.
    ومسألتي هنا حول اسم الكفر هل يثبت قبل الرسالة واعني بذلك وصف الكفر الذي مرده الى كفر جهل مع عدم قيام الحجة. ولا اقصد بذلك حكم الكفر الذي مرده الى كفر التكذيب او كفر الاعراض او كفر الاستكبار... هذا لا يكون الا بعد الرسالة.
    السؤال: ارجو ذكر الادلة الشرعية على ثبوت اسم الكفر (كفر الجهل...) ولو قبل الرسالة؟ و هل في ذلك تعارض مع نقيضه وهو اسم الايمان الذي يثبت بعد الرسالة؟
    وبارك الله فيكم.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2021
    المشاركات
    483

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟


    أريد أن أعلم ما فائدة السؤال أعني ما الذي يمكن تقريره بهذا السؤال .
    نفهم منك شيئاً قبل إجابة أحد المشايخ عليه .
    جزاك الله ألف خير ،،،
    يا رب الأرباب يا ملك الملوك
    تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2019
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف بن سلامة مشاهدة المشاركة

    أريد أن أعلم ما فائدة السؤال أعني ما الذي يمكن تقريره بهذا السؤال .
    نفهم منك شيئاً قبل إجابة أحد المشايخ عليه .
    جزاك الله ألف خير ،،،
    هذه المسالة متعلقة بمحث الاسماء والاحكام الشرعية. اما اهمية هذه المبحث فاذكر لك كلام اهل العلم في ذلك:
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( ومعرفة حدود الأسماء واجبة ، لاسيما حدود ما أنزل الله على رسوله ) ، الفتاوى 20/37.
    وقال رحمه الله أيضاً:
    إذَا تَبَيَّنَ ذَلِكَ فَاعْلَمْ أَنَّ ” مَسَائِلَ التَّكْفِيرِ وَالتَّفْسِيقِ ” هِيَ مِنْ مَسَائِلِ ” الْأَسْمَاءِ وَالْأَحْكَامِ ” الَّتِي يَتَعَلَّقُ بِهَا الْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ وَتَتَعَلَّقُ بِهَا الْمُوَالَاةُ وَالْمُعَادَاةُ وَالْقَتْلُ وَالْعِصْمَةُ وَغَيْرُ ذَلِكَ فِي الدَّارِ الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَوْجَبَ الْجَنَّةَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَحَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ وَهَذَا مِنْ الْأَحْكَامِ الْكُلِّيَّةِ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَمَكَانٍ. مجموع الفتاوى (12 / 468)
    وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله:( وهذه المسائل: أعني مسائل الأسماء والإيمان، والكفر والنفاق، مسائل عظيمة جداً؛ فإن الله عز وجل علَّق بهذه الأسماء السعادة والشقاوة واستحقاق الجنة والنار.
    والاختلاف في مسمياتها أول اختلاف وقع في هذه الأمة، وهو خلاف الخوارج للصحابة، حيث أخرج الخوارج عصاة الموحدين من الإسلام بالكلية، وأدخلوهم في دائرة الكفر، وعاملوهم معاملة الكفار، واستحلوا بذلك دماء المسلمين وأقوالهم.
    ثم حدث بعدهم خلاف المعتزلة وقولهم بالمنزلة بين المنزلتين.
    ثم حدث خلاف المرجئة وقولهم: إن الفاسق مؤمن كامل الإيمان.
    وقد صنف العلماء قديماً وحديثاً في هذه المسائل تصانيف متعددة.)
    قال الشيخ عبد اللطيف رحمه الله :(وكم هلك بسبب قصور العلم وعدم معرفة الحدود والحقائق من أمة وكم وقع بذلك من غلط وريب وغمة مثال ذلك الإسلام والشرك نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان والجهل بالحقيقتين أو أحدهما أوقع كثيرا من الناس بالشرك وعبادة الصالحين لعدم معرفة الحقائق وتصورها ) منهاج التأسيس.
    قال الشيخ عبد الله ابا بطين: (ومما يتعين الاعتناء به معرفة حدود ما أنزل الله على رسوله لأن الله سبحانه ذم من لا يعرف حدود ما أنزل الله على رسوله فقال تعالى (الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ) رسالة الانتصار.
    اما سبب السؤال فكان بعد اطلاعي على كلام ابن القيم رحمه الله.
    قال ابن القيم رحمه الله: الأصل الثاني أن العذاب يستحق بسببين: أحدهما: الإعراض عن الحجة وعدم إرادة العلم بها وبموجبها"، واحد لا يريد أن يتعلم والتعليم ممكن. الثاني: العناد لها بعد قيامها، هذا باب آخر للإثم. قال: "فالأول كفر وإعراض الذي يقول أنا لا أريد أتعلم الدين أصلا، هذا كفر الإعراض لا يتعلمه ولا يعمل به. الثاني: كفر العناد أن يعلم ويرفض. وقال: "فأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة، وعدم التمكن من معرفتها، فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل" [طريق الهجرتين: 414].

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2021
    المشاركات
    483

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن خالد مشاهدة المشاركة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    ومسألتي هنا حول اسم الكفر هل يثبت قبل الرسالة واعني بذلك وصف الكفر الذي مرده الى كفر جهل مع عدم قيام الحجة.

    السؤال: ارجو ذكر الادلة الشرعية على ثبوت اسم الكفر (كفر الجهل...)

    وبارك الله فيكم.
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    تسامحني أخي نسيت أن أرد عليك السلام لشدة تركيزي في المسألة .

    نعم أخي أفهم هذا ولكن لو قيل لك أن كفر الجهل كان معروفاً في الجاهلية
    فما هو المستفاد من ذلك .
    ولو قيل لك ما كان معروفاً فما فائدة ذلك .

    وسؤالي بعد هذا
    أتراها مسألة لغوية في الجاهلية أم مسألة شرعية في شريعة الجاهلية .
    أتكلم عن شعورك ما هو شعورك .
    صدقني أخي إني والله لا أعلم حقيقة سؤالك ومنتهاه فلهذا أحاورك .


    بارك الله فيك ،،،
    يا رب الأرباب يا ملك الملوك
    تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن خالد مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    لا شك ان مسمى اسم الشرك والضلال والطاغوت والحنيف... يثبت ولو قبل الرسالة كما هو مقرر في عقيدة اهل السنة والجماعة ونصوص الوحي في بيان ذلك كثيرة.
    ومسألتي هنا حول اسم الكفر هل يثبت قبل الرسالة واعني بذلك وصف الكفر الذي مرده الى كفر جهل مع عدم قيام الحجة. ولا اقصد بذلك حكم الكفر الذي مرده الى كفر التكذيب او كفر الاعراض او كفر الاستكبار... هذا لا يكون الا بعد الرسالة.
    السؤال: ارجو ذكر الادلة الشرعية على ثبوت اسم الكفر (كفر الجهل...) ولو قبل الرسالة؟ و هل في ذلك تعارض مع نقيضه وهو اسم الايمان الذي يثبت بعد الرسالة؟
    وبارك الله فيكم.
    بارك الله فيك
    لا شك ان مسمى اسم الشرك والضلال والطاغوت والحنيف... يثبت ولو قبل الرسالة كما هو مقرر في عقيدة اهل السنة والجماعة ونصوص الوحي في بيان ذلك كثيرة.
    ومسألتي هنا حول اسم الكفر هل يثبت قبل الرسالة واعني بذلك وصف الكفر الذي مرده الى كفر جهل مع عدم قيام الحجة. ولا اقصد بذلك حكم الكفر الذي مرده الى كفر التكذيب او كفر الاعراض او كفر الاستكبار... هذا لا يكون الا بعد الرسالة.
    السؤال: ارجو ذكر الادلة الشرعية على ثبوت اسم الكفر (كفر الجهل...) ولو قبل الرسالة؟
    قال شيخ الاسلام ـ رحمه الله ـ(اسم الشرك يثبت قبل الرسالة لأنه يشرك بربه ويعدل به ) الفتاوى " 20/38 ". :وقال أيضاً : (فإن الله سماهم قبل الرسالة ظالمين وطاغين ومفسدين وهذه أسماء ذم الأفعال والذم إنما يكون في الأفعال السيئة القبيحة فدل ذلك على أن الأفعال تكون قبيحة مذمومة قبل مجيء الرسول إليهم لا يستحقون العذاب إلا بعد إتيان الرسول إليهم لقوله (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) . " الفتاوى 20/38،37"
    قال شيخ الاسلام بن تيمية - وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْن ِ : عَلَى مَنْ قَالَ : إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ . وَمَنْ قَالَ : إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ . أَمَّا الْأَوَّلُ فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ ؛ لِقَوْلِهِ : { اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى } وَقَوْلِهِ : { وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } { قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ } وَقَوْلِهِ : { إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } فَأَخْبَرَ أَنَّهُ ظَالِمٌ وَطَاغٍ وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمِّ الْأَفْعَالِ ؛ وَالذَّمُّ إنَّمَا . يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ؛ لِقَوْلِهِ : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } . وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ : { اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ } فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ ؛ لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ ؛ فَاسْمُ الْمُشْرِكِ ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ الرَّسُولِ ؛ وَيُثْبِتُ أَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ مُقَدَّمٌ عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّ ةِ يُقَالُ : جَاهِلِيَّةً وَجَاهِلًا قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ وَأَمَّا التَّعْذِيبُ فَلَا . وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ كَقَوْلِهِ : { فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى } { وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى } فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الرَّسُولِ مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ . { فَكَذَّبَ وَعَصَى } كَانَ هَذَا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى . { فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى } { فَكَذَّبَ وَعَصَى } وَقَالَ : { فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ }"مجموع الفتاوى

    قال عبد اللطيف بن عبد الرحمن- رحمه الله - في [ المنهاج ص316] : في ردّه على العراقي داود بن جرجيس فقال : ( بل هو يعتقد أنّ كلام أهل العلم وتقييدهم بقيام الحجّة وبلوغ الدّعوة ، ينفي اسم الكفر والشرك والفجور ونحو ذلك من الأفعال والأقوال ، التي سمّاها الشارع بتلك الأسماء ، بل ويعتقد أنّ من لم تُقم عليه الحجّة يثاب على خطئه مطلقاً . و هذه من الأعاجيب التي يضحك منها اللبيب فعدم قيام الحجّة لا يغيّر الأسماء الشرعيّة ، بل يسمّي ما سمّاه الشارع كفراً أو شركاً أو فسقاً باسمه الشرعيّ . و لا ينفيه عنه وإن لم يعاقب فاعله إذا لم تقم عليه الحجّة ، ولم تبلغه الدّعوة ،
    ***********
    قال الشيخ محمد على فركوس لا ترتفعُ صفةُ الشِّركِ على المتلبِّسِ بالشرك الأكبرِ، وتثبتُ مع الجهل قبل قيام الحُجَّة الرِّسالية وبعدَها؛ لأنّ عبادةَ غيرِ اللهِ لا توجد مع الإسلام البتة، ولا توجد إلاّ من مُشركٍ وإن كان مُصرّحًا بالإسلام، ومعنى ذلك أنّ مَنْ عَبَدَ اللهَ تعالى وعَبَدَ معه إلهًا آخَرَ لم يكن مُسلمًا، ومَن لَمْ يَعْبُدْهُ بل استكبرَ عن عبادته لم يكن مُسلمًا، فالمشركُ ليس من عِداد المسلمين؛ لأنّ دِينَ الإسلام الذي ارتضاه اللهُ وبعثَ به رُسُلَهُ هو الاستسلام لله وحده، والخضوعُ له وحده لعبادته دون ما سواه؛ ذلك لأنّ الناس على صِنفين: إمّا موحّد لا يعبد إلاّ الله وحده لا شريك له، وإمّا مُشركٌ يعبدُ غيرَ اللهِ تعالى، وليس في بني آدمَ قسم ثالث، فكلّ من قدّم شيئًا لغير الله ممَّا لا يكون إلاّ لله من خصائص الإلهية فليس ممَّن عَبَدَ اللهَ مُخلصًا له الدِّين، وإذا لم يكن مُوحِّدًا كان مُشركًا ولا ثالث لهما، وقد ذَكَرَ ابنُ القيِّم -رحمه الله- في معرِض قوله تعالى: ﴿وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ﴾ [البقرة: ١٣٠]، أنّ الله تعالى قسم الخلائق قسمين: سفيهًا لا أَسْفَهَ منه، ورشيدًا؛ فالسفيهُ من رَغِبَ عن مِلَّتِهِ إلى الشِّرك، والرشيدُ من تَبَرَّأَ من الشِّرك قولاً وعملاً وحالاً فكان قولُه توحيدًا، وعملُه توحيدًا، وحالُه توحيدًا، ودعوتُه توحيدًا. فالمعرِضُ عن التوحيد مُشرك شاءَ أم أبى، والمعرِض عن السُّنَّة مُبتَدِعٌ ضالٌّ شاء أم أبىوقال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله -
    ((ولهذا كان كل من لم يعبد الله وحده فلابد أن يكون عابدا لغيره يعبد غيره فيكون مشركا، وليس في بني آدم قسم ثالث. بل إما موحد ، أو مشرك ، أو من خلط هذا بهذا كالمبدلين من أهل الملل : النصارى ومن أشبههم من الضلال ، المنتسبين إلى الإسلام)) مجموع الفتاوى ج 14
    -
    ه
    ذا، وينبغي أن يعلم أنّ ثبوت صفة الشرك قبل قيام الحُجَّة عليه له حكم يختلف عنه بعد قيام الحُجَّة، فصاحبُ الشِّرْكِ قَبْلَ قيام الحُجَّة مُشركٌ لكن لا يستحقُّ صاحبُه العقوبةَ في الدَّارَيْنِ: القتل في الدنيا، والخلود في النار في الآخرة، وهذا إنما يكون للمشرِك بعد قيام الحجَّة الرِّسالية(٢)؛ لأنّ العقوبةَ والعذابَ متوقّفٌ على بلاغ الرسالة لقوله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ [الإسراء: ١٥]، فالشركُ ثابتٌ في كِلتا الحالتين: قبل البلاغ وبعده، غير أنه من لم تبلغه الحُجَّة الرِّسالية فشركه غير معذّب عليه؛ لأنه «لاَ تَكْلِيفَ إِلاَّ بِشَرْعٍ»، «وَالشَّرْعُ يَلْزَمُ بِالبَلاَغِ مَعَ انْتِفَاءِ المُعَارِضِ»، وأهله قبل بلوغ الحُجَّة ليسوا بموحِّدين.
    فالحاصـل: إنّ مَنْ لَمْ تبلغْهُ الدعوةُ والحُجَّة الرِّساليةُ وكان متلبِّسًا بالشرك الأكبر فمعذورٌ لعدم البلاغ لا لمجرّد الجهل، إذ لا يعذر في أصول الإيمان بجهله، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ أَوْ نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ»، فمن لم تبلغه الدعوةُ بحالٍ ولا سمع بها بخبر فينتفي عنهم الكفر باعتبار ما يترتَّب عليه من العقوبة في الدارين -كما تقدّم- غير أنه لا يُحكم بإسلامهم ولا يدخلون في مُسَمَّى المسلمين؛ لأنّ الشرك يصدق عليهم واسمه يتناولهم ولا يبقى إسلام مع مناقضة قاعدته الكبرى شهادة: «أن لا إله إلاّ الله»؛ فشأنهم كشأن أطفال المشركين الذين ماتوا قبل أن يميّزوا شيئًا فينتفي عنهم الشرك باعتبار أنه لا يترتَّب عليهم من العقوبة في الدارين غير أنهم مشركون في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم.
    أمّا مَنْ بلغته الحُجَّة الرِّسالية -خاصّة ممّن يعيش في البلدان الإسلامية- فإنّ وصف الشِّرك يثبت في حقّه بمجرّد فِعله ويستحقّ الوعيد بالعذاب ولا عُذر له بالجهل بأصول الإيمان، -لِمَا تقدَّم من حديث أبي هريرة السابق- ولا علاقةَ ترابطية بين حُكم الشِّرك ونفي العذاب، فكلُّ مُعذّب في الدارين فهو مُشرك، وليس كلّ مشركٍ معذّبًا إلاّ بعد قيام الحجّة الرسالية

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    السؤال:
    ما معنى قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" اسم المشرك يثبت قبل الرسالة ، لأنه يشرك بربه ويعدل به " ؟

    تم النشر بتاريخ: 2013-10-10
    الجواب :
    الحمد لله
    مراد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بذلك هو : بيان بطلان الشرك وذمه ، وأن من فعل الشرك فهو مشرك ، وفعله قبيح مذموم ، سواء قامت على المشرك الحجة بالبيان أو لم تقم ؛ فالشرك قبيح بكل حال ، قبل الرسالة وبعدها .
    لكنه بيّن - أيضا - بعد ذلك : أن عذاب هذا المشرك مقيد بالبيان وقيام الحجة ، فلا يستحق العذاب إلا بعد مجيء الرسول وحصول البيان ، فإذا أشرك بعد البيان استحق العذاب ، وإذا كان شركه قبل أن يتبين له ما جاء به شرع الله : لم يستحق العذاب ، حتى تقام عليه الحجة .
    فالكلام هنا على مقامين :
    الأول : بيان ذم الشرك وقبحه وأنه شر كله ، وهذا وصف ذاتي له ، لا ينفك عنه ، سواء كان قبل قيام الحجة بإرسال الرسول وإنزال الكتاب ، أو كان بعد ذلك ، والمشرك : هو من وقع في هذا الأمر ، واتصف به ؛ فعدم قيام الحجة لا يغير الأسماء الشرعية .
    المقام الثاني : أن المشرك لا يستحق العقوبة على شركه إلا بعد قيام الحجة عليه ، فلا يتعلق العذاب والثواب بمجرد ما تدركه العقول ؛ قال تعالى : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ) الإسراء/ 15 .
    وقال عز وجل : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ) التوبة/ 115 .
    وأراد شيخ الإسلام رحمه الله ، ببيان ذلك : الرد على طائفتين :
    أولاهما : المعتزلة ومن تابعهم على قولهم : إن المشركين يستحقون العذاب بما تدركه العقول ، وإن لم تقم عليهم الحجة بإرسال الرسول .
    ثانيهما : الأشعرية ومن وافقهم على قولهم : إن الشرك والظلم ليس قبحهما ذاتيا ، متعلقا بهما في نفس الأمر ، وإنما يثبت قبحهما بعد الخطاب الشرعي ببيان هذا القبح ، وقيام الحجة به .
    ثم بين أن مذهب أهل السنة وسط بين هذين : فالشرك والظلم والفحش كلها أمور مقبوحة مذمومة ، قبل قيام الحجة وبعد قيامها ، تدرك ذلك العقول الصحيحة , والفطر السوية ؛ إلا أن الله تعالى لا يعذب الخلق إلا بعد قيام الحجة عليهم ، وذلك بنص كتابه .
    وهذا بيّن واضح في كلام شيخ الإسلام ، في مواضع من كتبه :
    قال رحمه الله :
    " وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا : فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ ، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ ؛ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْن ِ : عَلَى مَنْ قَالَ: إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ ، وَمَنْ قَالَ: إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ.
    أَمَّا الْأَوَّلُ : فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ ؛ لِقَوْلِهِ: ( اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى ) ، وَقَوْلِهِ : ( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ ) ، وَقَوْلِهِ : ( إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) ؛ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ : ظَالِمٌ ، وَطَاغٍ ، وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ ، وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمٍّ للأَفْعَالِ ؛ وَالذَّمُّ إنَّمَا يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ، [ لكن ] لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ؛ لِقَوْلِهِ : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ) .
    وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ : ( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ ) ؛ فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ ؛ لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ .
    فَاسْمُ الْمُشْرِكِ : ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ ، وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى ، وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ الرَّسُولِ ...
    وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّ ةِ ، يُقَالُ : جَاهِلِيَّة ، وَجَاهِل ، قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ .
    وَأَمَّا التَّعْذِيبُ : فَلَا .
    وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ ، كَقَوْلِهِ : ( فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) ؛ فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الرَّسُولِ ، مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ . ( فَكَذَّبَ وَعَصَى ) كَانَ هَذَا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ( فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى ) ، وَقَالَ : ( فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ ) " .
    " انتهى من "مجموع الفتاوى" (20/ 37-38) .
    وقال رحمه الله أيضا :
    " الْجُمْهُورِ مِنْ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ : عَلَى أَنَّ مَا كَانُوا فِيهِ قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ ، مِنْ الشِّرْكِ وَالْجَاهِلِيَّ ةِ : [ كان ] شَيْئًا قَبِيحًا ، وَكَانَ شَرًّا ؛ لَكِنْ : لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ .
    وَلِهَذَا :
    كَانَ لِلنَّاسِ فِي الشِّرْكِ وَالظُّلْمِ وَالْكَذِبِ وَالْفَوَاحِشِ وَنَحْوِ ذَلِكَ " ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ ":
    قِيلَ: إنَّ قُبْحَهُمَا مَعْلُومٌ بِالْعَقْلِ ، وَأَنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى ذَلِكَ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِنْ لَمْ يَأْتِهِمْ الرَّسُولُ ؛ كَمَا يَقُولُهُ الْمُعْتَزِلَةُ وَكَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ ، وَحَكَوْهُ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ نَفْسِهِ ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي الْخَطَّابِ وَغَيْرِهِ .
    وَقِيلَ: لَا قُبْحَ وَلَا حُسْنَ وَلَا شَرَّ فِيهِمَا قَبْلَ الْخِطَابِ ، وَإِنَّمَا الْقَبِيحُ : مَا قِيلَ فِيهِ : لَا تَفْعَلْ؛ وَالْحَسَنُ : مَا قِيلَ فِيهِ : افْعَلْ ، أَوْ : مَا أُذِنَ فِي فِعْلِهِ ، كَمَا تَقُولُهُ الْأَشْعَرِيَّة ُ وَمَنْ وَافَقَهُمْ .
    وَقِيلَ : إنَّ ذَلِكَ سَيْءٌ وَشَرٌّ وَقَبِيحٌ قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ؛ لَكِنَّ الْعُقُوبَةَ إنَّمَا تُسْتَحَقُّ بِمَجِيءِ الرَّسُولِ ؛ وَعَلَى هَذَا عَامَّةُ السَّلَفِ ، وَأَكْثَرُ الْمُسْلِمِينَ ، وَعَلَيْهِ يَدُلُّ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ ؛ فَإِنَّ فِيهِمَا بَيَانَ أَنَّ مَا عَلَيْهِ الْكُفَّارُ : هُوَ شَرٌّ وَقَبِيحٌ وَسَيْءٌ قَبْلَ الرُّسُلِ ، وَإِنْ كَانُوا لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعُقُوبَةَ إلَّا بِالرَّسُولِ .
    وَفِي الصحيح : أن حُذَيْفَةَ قَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ: ( نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ) " انتهى من "مجموع الفتاوى" (11 /676-677) .
    وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله :
    " عدم قيام الحجة : لا يغير الأسماء الشرعية ؛ بل يسمي ما سماه الشارع كفراً أو شركاً أو فسقاً : باسمه الشرعي ، ولا ينفيه عنه ؛ وإن لم يعاقب فاعله إذا لم تقم عليه الحجة ، ولم تبلغه الدعوة ، وفرق بين كون الذنب كفراً ، وبين تكفير فاعله " .
    انتهى من"منهاج التأسيس" (ص 316) .[ الاسلام سؤال وجزاب]
    قال شيخ الإسلام في الفتاوى : ( فلا ينجون من عذاب اللّه إلا من أخلص للّه دينه وعبادته، ودعاه مخلصًا له الدين، ومن لم يشرك به ولم يعبده فهو معطل عن عبادته وعبادة غيره؛ كفرعون وأمثاله، فهو أسوأ حالا من المشرك، فلابد من عبادة الله وحده، وهذا واجب على كل أحد، فلا يسقط عن أحد البتة، وهو الإسلام العام الذي لا يقبل الله دينا غيره‏.‏
    ولكن لا يعذب الله أحداً حتى يبعث إليه رسولا، وكما أنه لا يعذبه فلا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة مؤمنة، ولا يدخلها مشرك ولا مستكبر عن عبادة ربه، فمن لم تبلغه الدعوة في الدنيا امتحن في الآخرة، ولا يدخل النار إلا من اتبع الشيطان، فمن لا ذنب له لا يدخل النار، ولا يعذب اللّه بالنار أحداً إلا بعد أن يبعث إليه رسولا، فمن لم تبلغه دعوة رسول إليه كالصغير والمجنون، والميت في الفترة المحضة، فهذا يمتحن في الآخرة كما جاءت بذلك الآثار‏ ).
    وقال شيخ الاسلام-
    في الأخنائية : ( وكذلك من دعا غير الله وحج إلى غير الله هو أيضا مشرك ، والذي فعله كفر ، لكن قد لا يكون عالما بأن هذا شرك محرم . كما أن كثيرا من الناس دخلوا في الإسلام من التتار وغيرهم وعندهم أصنام لهم صغار من لبد وغيره وهم يتقربون إليها ويعظمونها ولا يعلمون أن ذلك محرم في دين الإسلام ويتقربون إلى النار أيضا ولا يعلمون أن ذلك محرم ، فكثير من أنواع الشرك قد يخفى على بعض من دخل في الإسلام ولا يعلم أنه شرك فهذا ضال وعمله الذي أشرك فيه باطل ، لكن لا يستحق العقوبة حتى تقوم عليه الحجة )
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم ( 4400 )
    ( السؤال : هناك من يقول: كل من يتقيد برسالة محمد صلى الله عليه وسلم واستقبل القبلة بالصلاة ولو سجد لشيخه لم يكفر ولم يسمه مشركا، حتى قال: إن محمد بن عبد الوهاب الذي تكلم في المشركين في خلودهم في النار إذا لم يتوبوا قد أخطأ وغلط، وقال: إن المشركين في هذه الأمة يعذبهم ثم يخرجهم إلى الجنة، وقال: إن أمة محمد لم يخلد فيهم أحد في النار.

    الجواب : كل من آمن برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر ما جاء به في الشريعة إذا سجد بعد ذلك لغير الله من ولي وصاحب قبر أو شيخ طريق يعتبر كافرا مرتدا عن الإسلام مشركا مع الله غيره في العبادة، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده؛ لإتيانه بما ينقض قوله من سجوده لغير الله. لكنه قد يعذر لجهله فلا تنزل به العقوبة حتى يعلم وتقام عليه الحجة ويمهل ثلاثة أيام؛ إعذارا إليه ليراجع نفسه، عسى أن يتوب، فإن أصر على سجوده لغير الله بعد البيان قتل لردته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه . فالبيان وإقامة الحجة للإعذار إليه قبل إنزال العقوبة به، لا ليسمى كافرا بعد البيان، فإنه يسمى: كافرا بما حدث منه من سجود لغير الله أو نذره قربة أو ذبحه شاة مثلا لغير الله، وقد دل الكتاب والسنة على أن من مات على الشرك لا يغفر له ويخلد في النار؛ لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } وقوله: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ } وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم."اهـ

    قال العلامة الشيخ عبد اللطيف :
    ( فيقال لهذا المغرور : إن من منع تنزيل القرآن وما دل عليه من الأحكام على الأشخاص والحوادث التي تدخل تحت العموم اللفظي ، فهو من أضل الخلق وأجهلهم بما عليه أهل الإسلام وعلماؤهم ، قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل . ومن أعظم الناس تعطيلا للقرآن وهجراً له ، وعزلا عن الاستدلال به في مورد النـزاع ، وقد قال تعالى : ( فإن تنازعتم في شئ فردوه الى الله والرسول ) والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه ، وإلى الرسول الرد إلى سنته . وقـد قال تعالى : ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ) وقال تعالى : ( لأنذركم به ومن بلغ ) فنصوصه وأحكامه عامة ، لا خاصة بخصوص السبب .

    وما المانع من تكفير من فعل ما فعلت اليهود من الصد عن سبيل الله والكفر به ، مع معرفته ؟ .
    وهذا الرجل لا يبدي قولة في اعتراضه وتلبيسه إلا وهي أكبر من أختها في الجهالة والضلالة . ولو كنت تعرف الكتاب العزيز وما دل عليه من الحدود والأحكام والاعتبار لأحجمت عن هذه العبارات التي لا يقولها إلا أفلس الخلق من العلم والإيمان .
    يا خاسرا هانت عليه نفســـه ** إذ باعها بالغبن مـن أعدائـه
    لو كنت تعلم قـدر مـا قد بعته ** لفسخت هذا البيع قبل وفائـه
    أو كنت كفؤا للرشـاد وللهدى ** أبصرت لكن لست من أكفائه
    قال ابن القيم :
    وقوله تعالى : ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ، وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) والقرآن مملوء من أمثال هذه الآية، ولكن أكثر الناس لا يشعر بدخول الواقع تحته ويظنه في قوم قد خلوا ولم يعقبوا وارثاً، وهذا هو الذي يحول بين المرء وبين فهم القرآن، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية. وهذا لأنه إذا لم يعرف الشرك وما عابه القرآن وذمه وقع فيه وأقره وهو لا يعرف أنه الذي كان عليه أهل الجاهلية، فتنتقض بذلك عرى الإسلام، ويعود المعروف منكراً والمنكر معروفاً، والبدعة سنة والسنة بدعة، ويكفر الرجل بمحض الإيمان وتجريد التوحيد، ويبدع بتجريد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ومفارقة الأهواء والبدع، ومن له بصيرة وقلب حي يرى ذلك عياناً. فالله المستعان )
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى :
    ( وهذا التوحيد ـ
    توحيد العبادة ـ : هو الفارق بين الموحدين والمشركين، وعليه يقع الجزاء والثواب في الأولى والآخرة، فمن لم يأت به كان من المشركين )

    قال الشيخ عبد اللطيف : ( وأما الخوارج فلم يفصلوا ولم يفقهوا مراد الله ورسوله ، فكفروا بكل ذنب ارتكبه المسلم . فمن جعل التكفير بالشرك الأكبر من هذا الباب فقد طعن على الرسل وعلى الأمة ولم يميز بين دينهم ومذهب الخوارج ، وقد نبذ نصوص التنـزيل واتبع غير سبيل المؤمنين )

    وقال أيضا : (فإن كان تكفير المشرك ومن قام الدليل على كفره هو مذهب الخوارج ولا يكفر أحد عند أهل السنة. فهذا رد على الله وعلى رسله وعلى أهل العلم والإيمان قاطبة .ويكفي هذا رداً وفضيحة لهذا المعترض ، الذي لم يميز ولم يفرق بين دين المرسلين ، ومذهب الخارجين والمارقين .
    وإن اعترف المعترض بالتفصيل وسلم للرسل وأتباعهم تكفير المشركين العادلين برب العالمين . فيقال له : هذا الذي اعترضت به على الشيخ ـ وأقول : واعترضتم به على أهل التوحيد ـ ، أهو تكفير بالذنوب التي دون الشرك أم النزاع في تكفير من دعا الصالحين وسألهم وتوكل عليهم ، وجعلهم واسطة بينه وبين الله في حاجاته وملماته الدينية والدنيوية ؟ فإن اعترف بأن النزاع في هـذا فقد خصم وهزم ، ونادى على نفسه بالخطأ والكذب ، ونسبة الشيخ إلى ما قد نزهه الله عنه ويرد عليه لو أنكر ، لعلم أن النزاع والخصومة بين الشيخ رحمه الله وبين أعدائه إنما هي في دعاء غير الله وعبادة سواه ، والاعتماد والتوكل على الشركاء والأنداد التي هي من الإفك الذي افتراه الضالون وانتحله المبطلون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
    إذا عرفت هذا تبين لك ما قدمناه من إفك هذا المفتري وضلاله ، وتحامله على شيخ الإسلام ، وأن ما قرره الشيخ مباين لمذهب الخوارج موافق لمذهب أهل الإسلام من أهل العلم والدين . وأن من زعم أن قول الشيخ هو قول الخوارج فقد تضمن زعمه وبهته تجهيل أئمة الدين ، وعلماء المسلمين ، ممن نهى عن الشرك بالله رب العالمين . وأنهم لم يفرقوا بين مذهب الخوارج ودين الرسل ، بل لازمه أن ما تضمنه الكتاب العزيز والسنة النبوية من تكفير من دعا مع الله آلهة أخرى هو مذهب الخوارج . فنعوذ بالله من الجهل المعمي ، والهوى المردي )
    قال
    العلامة صالح الفوزان ـ حفظه الله تعالى ـ: ( وأقول بهذه المناسبة : لما كانت حقيقة الخوارج أنهم يكفرون من المسلمين من ارتكب كبيرة دون الشرك . فإنه قد وجد في هذا الزمان من يطلق هذا اللقب ؛ لقب الخوارج على من حكم بالكفر على من يستحقه من أهل الردة ونواقض الإسلام كعباد القبور وأصحاب المبادئ الهدامة كالبعثية والعلمانية وغيرها ؛ ويقولون : أنتم تكفرون المسلمين فأنتم خوارج ؛ لأن هؤلاء لا يعرفون حقيقة الإسلام ولا يعرفون نواقضه ، ولا يعرفون حقيقة مذهب الخوارج ؛ بأنه الحكم بالكفر على من لا يستحقه من المسلمين ، وأن الحكم بالكفر على من يستحقه بأن ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام هو مذهب أهل السنة والجماعة )
    https://majles.alukah.net/t164094/

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن خالد مشاهدة المشاركة
    و هل في ذلك تعارض مع نقيضه وهو اسم الايمان الذي يثبت بعد الرسالة؟
    لا تعارض
    اذا فهمت القاعدة بأن الاسلام ضده الشرك والايمان ضده الكفر
    قال الحافظ ابن القيم – رحمه الله -: (الإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك، والإيمان بالله ورسوله وأتباعه فيما جاء به، فما لم يأت العبد بهذا، فليس بمسلم،
    وقال ابن القيم رحمه الله: «في الرد على الإمام ابن عبد البر في إنكار: أحاديث الامتحان لأهل الفترات مستشهدًا بقوله: «ولا يخلو من مات في الفترة من أن يكون كافرًا أو غير كافر ..
    جوابه من وجوه: أحدها أن يقال: هؤلاء لا يحكم لهم بكفر ولا إيمان فإن الكفر هو: جحود ما جاء به الرسول، فشرط تحققه بلوغ الرسالة؛ والإيمان هو: تصديق الرسول فيما أخبر، وطاعته فيما أمر وهذا أيضًا مشروط ببلوغ الرسالة، ولا يلزم من انتفاء أحدهما وجود الآخر إلا بعد قيام سببه.
    فلما لم يكن هؤلاء في الدنيا كفارًا ولا مؤمنين، كان لهم في الآخرة حكم آخر غير حكم الفريقين.
    *********
    -لا يوجد كفر إلا وله ظاهر وباطن
    الكفر الظاهر، الذي هو: قول اللسان، وعمل الجوارح. لا بد وأن يرتبط به كفر الباطن: قول القلب، وعمل القلب. بالمقابلة والعكس -وكذلك كفر الباطن مع الظاهر.
    الكفر القلبي؛ قولا وعملا، في أصله وذاته محله الباطن.
    والكفر الظاهر القولي والعملي لهما ارتباط بالباطن أثرا وتبعا
    فالظاهر: إما أن يكون مبينا لما فى الباطن، لا يعرف الباطن الا بهذا العمل الظاهر.
    -أو يكون محدثا متسببا لكفر طارئ على الباطن، لم يكن موجودا قبل ذلك
    أما تصور كفر ظاهر مجرد عن الباطن، فباطل، ومحال الا لمانع الاكراه كما اوضحنا سابقا-او لضعف التلازم --والتلازم ليس مرتبة واحدة، بل هو مراتب، وهي نفس مسألة زيادة الإيمان ونقصانه، فلكما قوي الإيمان قوي التلازم بينهما، وكلما ضعيف الإيمان نقض التلازم، فإذا ذهب الإيمان ذهب التلازم، وهكذا جميع شعب الإيمان.-

    وهنا يقال: إذا كان الكفر الظاهر له أساس من الباطن، والباطن له لازم ظاهر، فلم هما نوعان،
    فيقال: الفرق من من جهة الأصل، والفرع
    فأما من جهة الأصل:
    فالكفر الاعتقادي ( الباطن) معناه: الكفر الذي أصله ومحله القلب، فهو خفي في أصله، ثم قد يظهر على الجوارح بحسب القدرة، فيكون جليا ، وقد لا يظهر لمانع من خوف ونحوه، فيكون حينئذ خفيا، لا يعرفه إلا المطلع على السرائر.
    وأما الكفر العملي ( الظاهر) فمعناه: الكفر الذي أصله ومحله العمل الظاهر اللسان او الجوارح، فهو جلي في أصله، ثم إنه يكشف عما في القلب من كفر
    فالكفر الاعتقادي (الباطن) لا سبيل إلى معرفته، إلا بقول أو فعل، ومن ثم فلا سبيل للمؤاخذة به، ، ولا عقوبة،فى الدنيا
    والكفر العملي ( الظاهر) فسبيل معرفته حاصل بما يظهر، ومن ثم السبيل للمؤاخذة به حاصل، فى الدنيا -الا مع وجود مانع من العقوبة
    من هنا تظهر مسألة المؤاخذه بالعقوبة على الكفر الظاهر والباطن-
    منها ما يتعلق باحكام الدنيا فهى جارية على ظاهر الامر من حيث المكلف وفعله للكفر -بمعنى ان فعله للكفر لا يغفر الا بالتوبة وتصحيح التوحيد ظاهرا وباطنا
    وان هذا الكافر تجرى عليه الاحكام الدنيوية - من حيث هو مكلف لان الشرك علم بطلانه بالفطرة فلا حجة له فى احكام الدنيا الا من جهة العقوبة واقامة الحدود واستحلال الدم فقط هذا يكون بقيام الحجة الرسالية ومخالفتها
    امااحكام الاخرة احكام الثواب والعقاب فهذه متعلقة بالحجة الرسالية فنفرق بالنسبة للمكلفين بين احكام الدنيا والحجة فيها العقل والفطرة على بطلان الشرك---وبين ما الحجة فيها الرسول ويكون الشخص فيها له احكام اهل الفطرة كما قال ابن القيم هنا - انه فى تلك الحال ليس بمكلف- يقصد رحمه الله فى احكام الاخرة او ما يتعلق بالعقوبة-- اما احكام الدنيا فى جارية على ظاهر الامر لان الحجة فى بطلان الشرك العقل والفطرة --وهذا هو الفارق بين اهل السنة -والاشاعرة -والمعتزلة
    ********
    قال بن القيم في الفوائد ص 117
    ( الايمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له وان حقن به الدماء وعصم به المال والذرية .
    ولا يجزىء باطن لا ظاهر له الا اذا تعذر بعجز أو إكراه وخوف هلاك فتخلف العمل ظاهرا مع عدم المانع دليل علي فساد الباطن وخلوه من الايمان.
    ونقصه دليل نقصه.
    وقوته دليل قوته. فالإيمان قلب الإسلام ولبه ، واليقين قلب الإيمان ولبه. وكل علم وعمل لا يزيد الإيمان واليقين قوة فمدخول وكل إيمان لا يبعث على العمل فمدخول)

    وقال أيضا :
    الفوائد :
    (فكل إسلام ظاهر لا ينفذ صاحبه منه إلى حقيقة الإيمان الباطنة فليس بنافع حتى يكون معه شيء من الإيمان الباطن. وكل حقيقة باطنة لا يقوم صاحبها بشرائع الإسلام الظاهرة لا تنفع ولو كانت ما كانت ، فلو تمزق القلب بالمحبة والخوف ولم يتعبد بالأمر وظاهر الشرع لم ينجه ذلك من النار كما أنه لو قام بظواهر الإسلام وليس في باطنه حقيقة الإيمان لم ينجه من النار ) . انتهى.
    وربما تسرع متسرع فقال : لم يقل إنه كافر ، وإنما قال : لم ينجه من النار .
    فنقول :حسبك أنه جعله ، كمن قام بظواهر الإسلام وليس في باطنه حقيقة الإيمان . وكلاهما في النار" إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار".

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2021
    المشاركات
    483

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟


    الحمد لله

    أستاذ محمد

    كنت أردت أن أفهم من أخينا علي بن خالد وفقه الله
    عن حقيقة وجهته ثم أنظر إلى ما أعلمُه وأجهلُه فأبينه .
    عندي زيادة على ما نقلتَ وإن ظهر ضمنياً في كلام ابن تيمية رحمه الله .
    لكن قدر الله وما شاء فعل .
    جزاك الله خيراً ،،،
    يا رب الأرباب يا ملك الملوك
    تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    قال شيخ الإسلام في تعليقه على هذا الحديث (…فإن الإيمان الذي علقت به أحكام الدنيا، هو الإيمان الظاهر وهو الإسلام، فالمسمى واحد في الأحكام الظاهرة، ولهذا لما ذكر الأثرم لأحمد احتجاج المرجئة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أعتقها فإنها مؤمنة)) أجابه بأن المراد حكمها في الدنيا حكم المؤمنة، لم يرد أنها مؤمنة عند الله تستحق دخول الجنة بلا نار إذا لقيته بمجرد هذا الإقرار) ، (لأن الإيمان الظاهر الذي تجري عليه الأحكام في الدنيا لا يستلزم الإيمان في الباطن الذي يكون صاحبه من أهل السعادة في الآخرة) .
    ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يعامل المنافقين على ظواهرهم مع علمه بنفاق كثير منهم ليقرر هذا الأصل العظيم (فهم في الظاهر مؤمنون يصلون مع الناس ويصومون، ويحجون ويغزون والمسلمون يناكحونهم ويوارثونهم.. ولم يحكم النبي صلى الله عليه وسلم في المنافقين بحكم الكفار المظهرين للكفر، لا في مناكحتهم ولا موارثتهم ولا نحو ذلك، بل لما مات عبدالله بن أبي بن سلول وهو من أشهر الناس بالنفاق ورثه ابنه عبدالله وهو من خيار المؤمنين، وكذلك سائر من كان يموت منهم يرثه ورثته المؤمنون، و إذا مات لأحدهم وارث ورثوه مع المسلمين.. لأن الميراث مبناه على الموالاة الظاهرة، لا على المحبة التي في القلوب، فإنه لو علق بذلك لم تمكن معرفته، والحكمة إذا كانت خفية أو منتشرة علق الحكم بمظنتها، وهو ما أظهروه من موالاة المؤمنين.. وكذلك كانوا في الحقوق والحدود كسائر المسلمين)
    (وهكذا كان حكمه صلى الله عليه وسلم في دمائهم وأموالهم كحكمه في دماء غيرهم لا يستحل منها شيئاً إلا بأمر ظاهر، مع أنه كان يعلم نفاق كثير منهم) - ومع ذلك (يجب أن يفرق بين أحكام المؤمنين الظاهرة التي يحكم فيها الناس في الدنيا، وبين حكمهم في الآخرة بالثواب والعقاب، فالمؤمن المستحق للجنة لابد أن يكون مؤمناً في الباطن باتفاق جميع أهل القبلة)[كتاب الايمان لشيخ الاسلام بن تيميه رحمه الله]
    مسألة مهمة -حقيقة الإيمان قول وعمل واعتقاد فنحن نقرر الحقيقة وندخل فيها الاعتقاد وإن كنا لا نطلع عليه وليس لنا ان نشق عن الصدور ونقف على الاعتقاد بل نتعامل فقط عند الحكم على الناس مع العمل الظاهر والقول الظاهر كأسباب ظاهرة ولكن عند تقرير الحقيقة فإننا نقررها كما هي في الظاهر والباطن ...
    والتلازم بين الظاهر والباطن من هذا القبيل .. فنحن نقرر التلازم لتقرير حقيقة الإيمان والربط بين أجزائها لا للتحقق من موافقة الظاهر للباطن وتعليق الأحكام عليها لموافقة الحقيقة بل الأحكام تكون على الظاهر على كل حال بإجماع المسلمين ...
    ومعلوم أن هذه القاعدة هي من أهم قواعد أهل السنة في الرد على المرجئة الذي يخرجون العمل الظاهر من الإيمان
    فمحل القاعدة هو بيان حقيقة الإيمان والكفر من جهة التنظير والرد على أهل البدع الذين اخرجوا موجب أعمال القلوب الباطنة من الإيمان بحجة أن هذا يستلزم تجزيء الحقيقة الواحدة وفصلوا بين الظاهر والباطن فكانت هذه القاعدة المطلقة للتتميز بين أهل السنة والمرجئة في هذا الباب كغيرها من حقائق الدين كالتوحيد والإيمان وأنواع الكفر
    أن الشروط والموانع التي وضعها أهل السنة لتكفير المعين -لا دخل لها بمسالة التلازم كما أنها لم توضع لأجل التحقق من الكفر الباطن .

    قال شيخ الإسلام رحمه الله : " وبالجملة فأصل هذه المسائل أن تعلم أن الكفر نوعان: كفر ظاهر، وكفر نفاق، فإذا تُكلم في أحكام الآخرة كان حكم المنافق حكم الكفار، وأما في أحكام الدنيا فقد تجري على المنافق أحكام المسلمين".
    ويقول: "وهكذا كان حكمه في دمائهم وأموالهم كحكمه في دماء غيرهم، لا يستحل منها شيئاً إلا بأمر ظاهر، مع أنه كان يعلم نفاق كثير منهم".
    ويقول الشاطبي: "إن أصل الحكم بالظاهر مقطوع به في الأحكام خصوصاً، وبالنسبة إلى الاعتقاد في الغير عموماً، فإن سيد البشر مع إعلامه بالوحي، يُجري الأمور على ظواهرها في المنافقين وغيرهم، وإن علم بواطن أحوالهم، ولم يكن ذلك بمخرجه عن جريان الظواهر على ما جرت عليه". الموافقات (2/205)
    يقول الحافظ ابن حجر ((من بدل دينه فاقتلوه)).: " هو عام، يُخَص منه من بدله في الباطن ولم يثبت عليه ذلك في الظاهر، فإنه تجرى عليه أحكام الظاهر... وإظهار الإيمان يحصن من القتل، وكلهم أجمعوا على أحكام الدنيا على الظاهر، والله يتولى السرائر". فتح الباري (12/273- 274)

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف بن سلامة مشاهدة المشاركة


    عندي زيادة على ما نقلتَ وإن ظهر ضمنياً في كلام ابن تيمية رحمه الله .
    لكن قدر الله وما شاء فعل .
    جزاك الله خيراً ،،،
    جزاك الله خيرا-يمكنك اخى الفاضل عرض اى زيادة حتى ولو ظهرت ضمنيا لمزيد الفائدة وتدارس العلم
    ولكن هنا سؤال؟ -هل المسألة وفاقية بيننا كما يعرضها الاخ الفاضل على ابن خالد؟

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2021
    المشاركات
    483

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    ولكن هنا سؤال؟
    هل المسألة وفاقية بيننا كما يعرضها الاخ الفاضل على ابن خالد؟
    والله أخي لا أفهم معنى "وفاقية بيننا" في هذا الموضع .
    يا رب الأرباب يا ملك الملوك
    تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    يتضح مما سبق ان الايمان والاسلام بينهما قد مشترك وقدر فارق وبينهما عموم وخصوص من وجه
    وكذلك الكفر والشرك بينما قدر مشترك وقدر فارق وبينهما عموم وخصوص-
    اذا تقرر ذلك علم الفرق بين الشرك والكفر - وكذلك الفرق بين احكام الظاهر واحكام الظاهر والباطن
    الشرك فيه معنى التسوية والمشاركة والتنديد فانه يشرك بربه ويعدل به ، والكفر فيه معنى التغطية و الحجد والتكذيب والعناد والاستكبار والاعراض والتولى كما فى كلام شيخ الاسلام السابق
    فكل مشرك كافر من غير عكس.،بينما يتصور أن يكون كافراً بنوع من انواع الكفر غير ان يشرك
    قال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم -رحمه الله- (حاشية كتاب التوحيد:302,حاشية الأصول الثلاثة:35):{والشر ك والكفر قد يطلقان بمعني واحد, وهو الكفر بالله, وقد يفرق بينهما فيخص الشرك بقصد الأوثان وغيرها من المخلوقات مع الإعتراف بالله, فيكون الكفر أعم}
    فيجب أن يعلم أن الألفاظ يختلف معناها بالإفراد والاقتران من حيث العموم والخصوص
    https://majles.alukah.net/t188230/

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف بن سلامة مشاهدة المشاركة



    والله أخي لا أفهم معنى "وفاقية بيننا" في هذا الموضع .
    أن الشرك والتوحيد ضدان لا يجتمعان ولا يرتفعان ويستحيل ان يكون المشرك الشرك الاكبر مسلما هذا معنى وفاقية
    قال الشيخ سليمان بن سحمان في (( من المعلوم بالضرورة من الدين؛ أن الإسلام والشرك نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان، وعلية يستحيل تحت أي شبهة من الشبة أن يكون المشرك مسلما ، لأن ذلك يؤدي إلى اجتماع النقيضين ووقوع المحال )) من مجموع الفتاوى النجدية ج 3 ص 195
    وفاقية بأن من جعل شيئاُ من العبادة لغير الله فهو مشرك وإن كان يقوم الليل ويصوم النهار-وأن من أضاع التوحيد فقد أضاع أصل الدين، ولو كان السجود في جبهته مؤثرا، ولو كان جلده على عظمه من الصيام مؤثرا، فلا قيمة لذلك -وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2021
    المشاركات
    483

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    أن الشرك والتوحيد ضدان لا يجتمعان ولا يرتفعان ويستحيل ان يكون المشرك الشرك الاكبر مسلما هذا معنى وفاقية
    قال الشيخ سليمان بن سحمان في (( من المعلوم بالضرورة من الدين؛ أن الإسلام والشرك نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان، وعلية يستحيل تحت أي شبهة من الشبة أن يكون المشرك مسلما ، لأن ذلك يؤدي إلى اجتماع النقيضين ووقوع المحال )) من مجموع الفتاوى النجدية ج 3 ص 195
    وفاقية بأن من جعل شيئاُ من العبادة لغير الله
    فهو مشرك وإن كان يقوم الليل ويصوم النهار .
    -وأن من أضاع التوحيد فقد أضاع أصل الدين، ولو كان السجود في جبهته مؤثرا، ولو كان جلده على عظمه من الصيام مؤثرا، فلا قيمة لذلك -وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا
    وكيف لا تكون وفاقية بيننا والعياذ بالله . وفاقية وألف .
    ما هذا السوال الغريب .

    لو أنك لست محمد عبد اللطيف لجعلت عاليها سافلها .
    قعدت أتحسس نفسي . ولو كنت في الخامسة من عمري لصهلت .
    والعذر بالجهل قائم عند أهل العلم لمن تحقق فيه الجهل في صفوف المسلمين .
    . فإن قامت عليه الحجة تجري عليه أحكام المرتد .
    هذا ما أنا عليه . اجرنا ربنا من النار .

    بحثت في كتب الشاملة عندي
    في كتب ابن تيمية وابن القيم وناصر الدين الألباني
    فوجدت أن اللفظة غير موجودة .
    ووجدتها غير موجودة في كتب علوم العربية .

    وأقدم كتاب ذكرت فيه اللفظة
    توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك
    لأبو محمد بدر الدين حسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (المتوفى 749هـ .



    ووجدت شرحاً لها في

    علوم البلاغة «البيان، المعاني، البديع»
    لأحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371هـ)


    المبحث الثامن: في انقسام الاستعارة إلى عنادية ووفاقية
    تنقسم الاستعارة باعتبار الطرفين إلى قسمين:
    1- وفاقية، وهي التي يمكن اجتماع طرفيها المستعار منه والمستعار له في شيء واحد، وسميت بذلك لما بين طرفيها من الوفاق.
    2- عنادية، وهي التي لا يمكن اجتماع طرفيها في شيء واحد، وسميت بذلك لتعاند الطرفين، وقد اجتمعتا في قوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ } 1 أي: من كان ضالا فهديناه، استعير الإحياء من معناه الحقيقي وهو جعل الشيء حيا للهداية التي هي الدالة على الطريق الموصل إلى المطلوب، والإحياء والهداية مما يمكن اجتماعهما إذ لا يوصف الميت بالضلال.
    ومن العنادية الاستعارة التهكمية والتمليحية2، وهما ما نزل فيهما التضاد منزلة التناسب لأجل التهكم والاستهزاء، أو لأجل الملاحة والظرافة، نحو: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} 3 استعيرت للبشارة، وهي الخبر بما يسر للإنذار الذي هو ضدها بإدخاله في جنس البشارة هزؤ وسخرية بهم، ونظيره كلمة نعاتبه في قول بشار:
    إذا الملك الجبار صعر خده ... أتينا إليه بالسيوف نعاتبه4
    والتحية في قول عمرو بن معد يكرب "تحية بينهم ضرب وجيع" والثواب في قولهم ما ثوابه إلا السيف.
    ومنها أيضا استعارة اسم الموجود للمعدوم الذي بقيت آثاره الجميلة أو المعدوم أو لا شيء للموجود، إذا لم تنتج منه فائدة، ولم يحل منه بطائل من قبل أنه شارك المعدوم في عدم غنائه ونفعه كما قال أبو تمام:
    هب من له يريد حجابه ... ما بال لا شيء عليه حجاب
    __________


    1 سورة الأنعام الآية: 122.
    2 الفارق بينهما أنه إن كان الغرض الحامل على استعمال اللفظ في ضد معناه الهزؤ والسخرية بالمقول فيه كانت تهكمية, وإن كان الغرض بسط السامعين وإزالة السآمة عنهم بواسطة الإتيان بشيء مستملح مستظرف كانت تمليحية.
    3 سورة الانشقاق الآية: 24.
    4 صعر خده: أماله عن الناس كبرا. انتهى .

    .....
    ..............
    .......................

    تعلمنا شيئاً جميلاً اليوم
    فبارك الله لكم جميعاً وفيكم .

    الحمد لله رب العالمين ،،،،

    يا رب الأرباب يا ملك الملوك
    تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف .

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف بن سلامة مشاهدة المشاركة
    والعذر بالجهل قائم عند أهل العلم لمن تحقق فيه الجهل في صفوف المسلمين .
    . فإن قامت عليه الحجة تجري عليه أحكام المرتد .
    هذا ما أنا عليه

    السؤال ما هو العذر بالحهل لمن تحقق فيه الجهل-هل هو جهل الاعراض ام جهل العاجز عن السؤال الذى لا يتمكن من العلم بوجه يقول يا رب لو أعلم لك دينا خيرا مما أنا عليه لدنت به وتركت ما أنا عليه ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره فهو غاية جهدي ونهاية معرفت
    قال ابن القيم فى التفريق بين جهل الاعراض وجهل العجز
    نعم لا بد في هذا المقام من تفصيل به يزول الإشكال وهو الفرق بين مقلد تمكن من العلم ومعرفة الحق فأعرض عنه ومقلد لم يتمكن من ذلك بوجه والقسمان واقعان في الوجود فالمتمكن المعرض مفرط تارك للواجب عليه لا عذر له عند الله وأما العاجز عن السؤال والعلم الذي لا يتمكن من العلم بوجه فهم قسمان أيضا أحدهما مريد للهدى مؤثر له محب له غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم من يرشده فهذا حكمه حكم أرباب الفترات ومن لم تبلغه الدعوة
    الثاني معرض لا إرادة له ولا يحدث نفسه بغير ما هو عليه فالأول يقول يا رب لو أعلم لك دينا خيرا مما أنا عليه لدنت به وتركت ما أنا عليه ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره فهو غاية جهدي ونهاية معرفتي
    والثاني راض بما هو عليه لا يؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولا فرق عنده بين حال عجزه وقدرته وكلاهما عاجز وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهما من الفرق فالأول كمن طلب الدين في الفترة ولم يظفر به فعدل عنه بعد استفراغ الوسع في طلبه عجزا وجهلا
    والثاني كمن لم يطلبه بل مات على شركه وإن كان لو طلبه لعجز عنه ففرق بين عجز الطالب وعجز المعرض
    فتأمل هذا الموضع والله يقضي بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل فهبذا مقطوع به في جملة الخلق وأما كون زيد بعينه وعمرو قامت عليه الحجة أم لا فذلك ما لا يمكن الدخول بين الله وبين عباده فيه
    بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول هذا في الجملة والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم وبهذا التفصيل يزول الإشكال في المسألة
    هذا في الجملة والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب
    وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر
    نعم
    لمن تحقق فيه الجهل
    ما هو الجهل الذى اذا تحقق فيه- هل هو الجهل بالتوحيد-وهل عباد القبور ممن يدعون الاسلام داخلين فى هذا الجهل-هذا السؤال محور النقاش
    يقول الشيخ الفوزان
    وهناك من يعتذر عنهم ويقول: هؤلاء الذين يعبدون الأضرحة والقبور يعذرون بالجهل، وما أكثر ما نسمع هذه المقالة أو نقرؤها في كتبهم، وأن فعلهم هذا لا يجوز لكنهم جهّال.
    فنقول لهم: [كيف يكونون جهّال وهم يقرؤن القرآن وفيه النهي عن الشرك؟ والنهي عن اتخاذ الوسائط من دون الله عز وجل؟]
    ومن بلغه القرآن وهو عربي يفهم معناه قامت عليه الحجة، قال تعالى {{وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ}} [الأنعام:19]
    فمن بلغه القرآن وهو عربي قامت عليه الحجة، وإن كان غير عربي فيترجم له معناه حتى يفمه.
    وهؤلاء الذين يتخذون القبور والأضرحة في بلاد العرب هم عرب فصحاء وربما أن أحدهم يحفظ كتاب سيبويه، ويعرف اللغة العربية والبلاغة ومع هذا يعبد القبور.
    هل هذا معذور بالجهل؟
    وأكثر ما تكون هذه القبور والأضحرة في بلاد العرب الذين نزل القرآن بلغتهم.
    فكيف تقولون: هؤلاء جهّال؟ إلى متى الجهل؟
    لأنه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ونزول القرآن زالت الجاهليّة وجاء العلم والحجة.
    فهل يعذر بالجهل وهو يعيش في بلاد المسلمين ويحفظ القرآن ويقرأ القرآن ويسمعه ويسمع كلام أهل العلم خصوصاً بعدما جاءت وسائل الإعلام التي تنقل إلى الناس كلام أهل العلم ويقرأ فيها القرآن صباحاً مساءاً بصوت يسمعه من في المشرق والمغرب.
    كيف يقال: إن هؤلاء ما بلغتهم الحجة..!؟ هؤلاء جهّال..!!
    مع أن أكثرهم معهم شهادات عليا في اللغة العربية وعلوم الشريعة والقراءات والفقه والأصول.
    *فالحاصل أنهم لا حجة لهم، وحجتهم داحضة عند ربهم.
    ونسأل الله أن يهديهم إلى الصواب وأن يستبين لهم الحق وأن يتركوا العناد ويتركوا التقليد الأعمى ويرجعوا إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم حتى يحققوا إسلامهم ويصححوا دينهم ويكونوا من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ولا يكونوا من أمة المشركين وأتباع أبي جهل وأبي لهب.اهـ

    قال الشيخ صالح ال الشيخ

    كل من جادل بالباطل، وقال أنه لم يفهم الحجج التي عليها سلف هذه الأمة فإن ذلك بسبب إعراضه، فليكن أول ما يكون من أمره في علاجه أن ينسلخ من كل طريقة ليس فيها اتباع السلف، ثم بعد ذلك سيرى من نفسه وُفِّق للفهم، ووفق للسماع النافع، ووفق للفقه فقه الأدلة، ولهذا ترى عند أئمة الإسلام الذين انشرحت صدروهم للعقيدة الصحيحة، وانشرحت صدورهم لاتباع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجاهدوا في ذلك وبينوا، عندهم من فيهم النصوص ما ليس عند غيرهم، فمن اتبع النصوص نطق بالحكمة، مثل ما قال بعض الأئمة: من أمّر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة. وهذا ظاهر بين
    سئل الشيخ ابن باز

    يا شيخ جملة من العاصرين ذكروا أن الكافر من قال الكفر أو عمل بالكفر فلا يكفر حتى تقام عليه الحجة ، ودرجوا عباد القبور في هذا ؟
    ج : هذا من جهلهم عباد القبور كفار ، واليهود كفار والنصارى كفار ولكن عند القتل يستتابون ، فإن تابوا وإلا قتلوا.
    س : يا شيخ مسألة قيام الحجة ؟
    ج : بلغهم القرآن ،هذا بلاغ للناس ، القرآن بلغهم وبين المسلمين "وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ "
    " هذا بلاغ للناس " ، " يا أيها الرسول بلغ "
    قد بلغ الرسول ، وجاء القرآن وهم بين أيدينا يسمعونه في الإذاعات ويسمعون في غيرها ، ولا يبالون ولا يلتفتون ، وإذا جاء أحد ينذرهم ينهاهم آذوه ،
    وهم بين أيدينا يسمعونه في الإذاعات ويسمعون في غيرها ، ولا يبالون ولا يلتفتون ، وإذا جاء أحد ينذرهم ينهاهم آذوه ،
    نعم بل ويسخروا منه ويصفوه بأنه يسب الصالحين بل ويكفرونه بمحض التوحيد وأنا اتحدى أى من هؤلاء المجادلين عن عباد القبور ان يذهب الى أماكن شركهم ويدعوهم-وسيعلم عندها مدى اصرار هؤلاء على شركهم واعراضهم عن التوحيد- ولكن هؤلاء المجادلين لا يعرفون حقيقة عباد القبور بل يعذرونهم لمجرد الهوى والعاطفة- ولو صرحوا لهم بأنهم بفعلهم هذا صاروا مشركين لعل ذلك يكون سبب افاقة هؤلاء من غفلتهم وشركهم
    وما احسن ما قال الامام الشافعى

    لو عذر الجاهل، لأجل جهله لكان الجهل خيرا من العلم، إذ كان يحط عن العبد أعباء التكليف ويريح قلبه من ضروب التعنيف، فلا حجة للعبد في جهله بالحكم بعد التبليغ والتمكين، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    "العذر لا يكون عذرا إلا مع العجز عن إزالته ، وإلا ، فمتى أمكن الإنسان معرفة الحق فقصر فيها لم يكن معذورا " انتهى من "مجموع الفتاوى" (20/280) .
    -سئل الشيخ صالح الفوزان - السائل: يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله: أنا من غير هذه البلاد وعندي جدة قد توفيت وهي عجوز كبيرة جاهلة كانت تذبح للأولياء وتحلف بهم، هل يجوز لي أن أحج عنها؟
    الشيخ صالح الفوزان: لا، هذه تعامل معاملة المشركين لأنها ماتت على الشرك فتعامل معاملة المشركين ولا يحج عنها ولا يُستغفر لها، نعم.
    [الدرس الأخير من تطهير الاعتقاد بتاريخ: 22/05/1432هـ]


    قال الشيخ صالح الفوزان: العذر بالجهل هذه خلوها غطاء الآن، خلوها غطاء، عذر كل من وقع في الشرك ووقع في الكفر يقولون هذا جاهل! مع أن القرآن يصدح الليل والنهار
    وسئل ايضا

    السائل: يقول في بلدتي قبوريون، فهل يلزمني أن أصرح لهم بأنهم كفار أم لي أن أوري عن هذا في سبيل أن أدعوهم؟

    الشيخ: نعم ، بين لهم، بين لهم بحكمة ولين لعلهم يقبلون، لا تقول لهم أنتم كفار و أنتم مشركون=ينفرون منك ولكن قل لهم القرآن، الله قال كذا والرسول قال كذا، بين لهم بلطف و حكمة، نعم، لأنه قد يكون الإنسان فاهماً الموضوع وقائمة عليه الحجة لكن يكابر، بعضهم إذا أغضبته يكابر، فلا تأتيه بالعنف، نعم.

    السائل: فضيلة الشيخ وفقكم الله- ما حكم من يقول: إن الرجل لو تقصد وتعمد السجود بين يدي الصنم طمعاً في الدنيا وصرح بلسانه أنه يقصد عبادته، فإنه يحكم بكفره لكن لا يقطع بكفره في الباطن.
    الشيخ: لكن ما لكن ! الذي يسجد للصنم كافر ، ولا علينا من الخرابيط هذه ! الذي يسجد للصنم ، الذي يذبح لغير الله، الذي ينذر لغير الله = مشرك ، نحن نبني على الظاهر، القلوب عند علام الغيوب، لكن نحن نبني على الظاهر فمن فعل الشرك فهو مشرك، ولا نقول إن كان قصده ما أدري وايش هو ! هذه كلها سواليف باطلة، هذا من مذهب المرجئة دب إلينا، الواجب أن نحذر منه، نعم، وإلا ما يبقى هناك نواقض للإسلام، كلها يصير فيها شك ، كلها تميع ولا يصير لها قيمة بالطريقة هذه، نعم
    [درس الدر النضيد بتاريخ 11-05-1433هـ].

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    وسئل الشيخ صالح الفوزان :-
    س : يقول سماحة الشيخ سمعنا أنكم تراجعتم عن تكفير من وقع في الشرك الأكبر كالاستغاثة بالأموات , واشترطتم إقامة الحجة بالعذر بالجهل؟ فهل هذا صحيح؟
    أجاب :- هذا كلام باطل , هذا كذب عليَّ ولم أتراجع إن شاء الله عن تكفير المشرك ، تكفير الكافر ، لم تراجع عن ذلك , لأن هذا تراجع عن الحق .(الشريط الثالث من دروس الحرم المكي 1432 الدقيقة 53:40)

    و قال : ( وهذه خطيرة جدا, يقع فيها كثير من المنتسبين إلى العلم,
    من لم يكفّر المشركين. يقول:أنا ما عليّ, أنا والحمد لله ما عندي شرك ولا أشركت بالله لكن الناس ما علي, لا أكفّرهم. نقول له ما عرفت الدين ما عرفت ما هو التوحيد وما هو الشرك
    يجب أن تكفّر من كفّره الله ومن أشرك بالله عز وجل تتبرأ منه كما تبرّأ إبراهيم من أبيه وقومه
    {إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين}
    أو صحح مذهبهم فهذا أشد لأنه يقول الذي يعملونه ما هو شرك, هذه إنما هو اتخاذ الوسائل
    أو يقول إن هؤلاء جهال وقعوا في هذا الأمر عن جهل ويدافع عنهم : هذا أشد كفرا منهم لأنه صحح مذهبهم صحح الكفر صحح الشرك ) شرح النواقض .
    السائل : أحسن الله إليكم يقول السائل : هل عباد القبور كفار بأعيانهم وذلك لأننا نسمع من يقول: "إن هؤلاء مسلمون جهال تلبسوا بالكفر فلا يحكم عليهم بأعيانهم" ، فهل هذا الكلام صحيح؟
    الشيخ : من قال الكفر فهو كافر ونحن ليس لنا إلا الظواهر فنجري عليهم أحكام الكفار ماداموا يعبدون غير الله ويذبحون لغير الله ويستغيثون بالأموات فنحن نحكم عليهم بالكفر ونجري عليهم أحكام الكفار فلا نستغفر لهم بعد موتهم {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى}[التوبة:113] ولا نصلي على جنائزهم ولا ندفنهم في مقابر المسلمين ، نجري عليهم أحكام الكفار ، نعم
    -

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Apr 2021
    المشاركات
    483

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟


    الحمد لله كثيراً

    لا نريد أن نثقل على أخينا بأكثر من هذا .
    وقد أردت منذ البداية أن يكون الحمل بأخف من هذا بكثير .
    غير آني أقول كآخر مقالة أكتبها في هذا الموضع .
    علينا أن نفرق بين الفتوى والقضاء . والبون بينهما يعلمه العالمون .
    ثانياً حديثنا كان يدور عن العذر بالجهل فيما يمس المسألة
    التي تتعلق بخروج المرء من الملة .
    ثالثاً الشرك لا ينحصر في المسائل التي أراها بين يديك
    وتسألني عنها ..
    يقول عليه الصلاة والسلام
    الربا بضع وسبعون شعبة والشرك مثل ذلك . انتهى .
    وكتبت في هذا الحديث مفاهيم .عل الله أن يعين فأنشرها في هذا المنتدى .
    رابعاً بفضل الله عليّ الأمر عندي في هذه المسائل أيسر بكثير
    مما أراه من طروحات .
    يقررون أمراً في الشريعة ويحشون ألف نقل
    وشاهد . حتى تظن أنهم علماء وهم مثل باعة متجلون جملة هنا وجملة هناك
    وحملة من هناك وحملة من هنالك ..
    وتدخل في موضوع لمناقشته وكلهم إلا قليلاً منهم
    يعيدون كلام بعضهم بعضاً .
    ولولا أنني عرفت شيئاً من طيب قلبك وصدقك
    ما دخلت معك في حدث وحديث .
    خامساً أنت أعلم أنني لا أحب النسخ واللصق في المناقشات
    إلا ما كان ذكياً دقيقاً .
    وأحب الحوار وقليل يعرف معناه ويتقنه .
    ففيه يظهر العالم من البائع المتجول .
    وأخيراً كلام محمد بن عبد الوهاب في قلبي أحمله وإن جهلت ببعضه .
    وشروحات كتبه قليل ما أقرأ منها لأسبابي الخاصة .
    فقلبه أكبر من شروحات كتبه .
    فلا تخشى عليّ إن شاء الله .
    والأيام بيننا وعند الله القلوب والنيات .
    جزاكم الله خيراً .

    يا رب الأرباب يا ملك الملوك
    تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف .

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Nov 2019
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    بارك الله فيك اخي محمد عبد اللطيف وجزاك الله خيرا على ما نقلته من درر اهل العلم.
    ولا شك ان من اشرك بالله فقد انتقاض اصل دينه ولم يحقق معنى كلمة التوحيد، والادلة على ذلك كثيرة. وكما انه لا شك في وجوب البراءة ممن اشرك بالله باعتقاد اكفرهم وبغصهم وعداوتهم باطنا. وانه معلوم من الدين بالضرورة، والادلة على ذلك كثيرة. والحمد لله اولا واخرا.
    موضوع المسألة(سؤالي):
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    يتضح مما سبق ان الايمان والاسلام بينهما قد مشترك وقدر فارق وبينهما عموم وخصوص من وجه
    وكذلك الكفر والشرك بينما قدر مشترك وقدر فارق وبينهما عموم وخصوص-
    اذا تقرر ذلك علم الفرق بين الشرك والكفر - وكذلك الفرق بين احكام الظاهر واحكام الظاهر والباطن
    الشرك فيه معنى التسوية والمشاركة والتنديد فانه يشرك بربه ويعدل به ، والكفر فيه معنى التغطية و الحجد والتكذيب والعناد والاستكبار والاعراض والتولى كما فى كلام شيخ الاسلام السابق
    فكل مشرك كافر من غير عكس.،بينما يتصور أن يكون كافراً بنوع من انواع الكفر غير ان يشرك
    قال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم -رحمه الله- (حاشية كتاب التوحيد:302,حاشية الأصول الثلاثة:35):{والشر ك والكفر قد يطلقان بمعني واحد, وهو الكفر بالله, وقد يفرق بينهما فيخص الشرك بقصد الأوثان وغيرها من المخلوقات مع الإعتراف بالله, فيكون الكفر أعم}
    فيجب أن يعلم أن الألفاظ يختلف معناها بالإفراد والاقتران من حيث العموم والخصوص
    https://majles.alukah.net/t188230/
    كلامك اخي محمد هذا قريب من موضوع سؤالي.
    وردت نصوص كثيرة فرقت بين اسم الشرك واسم الكفر. بأعتبار قبل قيام الحجة الرسالية وبعد قيامها. فاسم الشرك ثابت قبل الرسالة غير مستوجب للعذاب واما اسم الكفر ثابت بعد الرسالة مستوجب للعذاب. قال تعالى:{وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)}قال أبو العالية : يقول : ( ولا تكونوا أول [ كافر به ) أول ] من كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم. وغير ذلك من النصوص.
    كما ان الوحي غاير بين نقيضهما فالشرك يقابله التوحيد ( حنيف) والكفر يقابله الايمان. قال تعالى:{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ۖ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)}.
    ففي قوله تعالى: {ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ } ذكر التوحيد وذكر موقف المشركين من هذا التوحيد بعد بلوغ الرسالة فكان موقفهم الكفر اي الانكار والجحود. وفي قوله تعالى:{وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ } فامنوا بالشرك. فذكر الله ايمانهم بالشركاء وكفرهم بالوحدانية، والكفر بالتوحيد مقابل الايمان بالشرك والعكس بالعكس اي الايمان بالتوحيد مقابل الكفر بالشرك. فنخلص ان الله فرق بين حقيقة الكفر والشرك. ويلزم من تخالف الحقائق تخالف الاضداد، فشرك نقيض التوحيد والكفر نقيض الايمان.
    فالكفر خصال كثيرة وكل خصلة منه تضاد خصلة من الايمان. واما الشرك فخصلة واحدة.
    فالكفر والشرك بينهم عموم وخصوص وجهي: ينفرد الشرك قبل الرسالة. وينفرد الكفر بعد الرسالة بالتكذيب والاستكبار والاعراض والشك والنفاق والتولي. ويجتمعان في اتخذ الانداد بعد الرسالة.
    فالشرك هو سبب الكفر بعد قيام الحجة. والكفر شرط التعذيب.

    فسؤالي: ما الادلة الشرعية الدالة على ان اسم الكفر الذي مرده الى كفر الجهل مع عدم قيام الحجة يثبت قبل الرسالة؟
    غايتي من السؤال تحرير المسألة والفهم عن الله ورسوله.
    بارك الله فيكم.

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن خالد مشاهدة المشاركة
    ولا شك ان من اشرك بالله فقد انتقض اصل دينه ولم يحقق معنى كلمة التوحيد، والادلة على ذلك كثيرة. وكما انه لا شك في وجوب البراءة ممن اشرك بالله باعتقاد اكفرهم وبغصهم وعداوتهم باطنا. وانه معلوم من الدين بالضرورة، والادلة على ذلك كثيرة. والحمد لله اولا واخرا.
    موضوع المسألة(سؤالي):

    كلامك اخي محمد هذا قريب من موضوع سؤالي.
    وردت نصوص كثيرة فرقت بين اسم الشرك واسم الكفر. بأعتبار قبل قيام الحجة الرسالية وبعد قيامها. فاسم الشرك ثابت قبل الرسالة غير مستوجب للعذاب واما اسم الكفر ثابت بعد الرسالة مستوجب للعذاب. قال تعالى:{وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)}قال أبو العالية : يقول : ( ولا تكونوا أول [ كافر به ) أول ] من كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم. وغير ذلك من النصوص.
    كما ان الوحي غاير بين نقيضهما فالشرك يقابله التوحيد ( حنيف) والكفر يقابله الايمان. قال تعالى:{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ۖ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)}.
    ففي قوله تعالى: {ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ } ذكر التوحيد وذكر موقف المشركين من هذا التوحيد بعد بلوغ الرسالة فكان موقفهم الكفر اي الانكار والجحود. وفي قوله تعالى:{وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ } فامنوا بالشرك. فذكر الله ايمانهم بالشركاء وكفرهم بالوحدانية، والكفر بالتوحيد مقابل الايمان بالشرك والعكس بالعكس اي الايمان بالتوحيد مقابل الكفر بالشرك. فنخلص ان الله فرق بين حقيقة الكفر والشرك. ويلزم من تخالف الحقائق تخالف الاضداد، فشرك نقيض التوحيد والكفر نقيض الايمان.
    فالكفر خصال كثيرة وكل خصلة منه تضاد خصلة من الايمان. واما الشرك فخصلة واحدة.
    فالكفر والشرك بينهم عموم وخصوص وجهي: ينفرد الشرك قبل الرسالة. وينفرد الكفر بعد الرسالة بالتكذيب والاستكبار والاعراض والشك والنفاق والتولي. ويجتمعان في اتخذ الانداد بعد الرسالة.
    فالشرك هو سبب الكفر بعد قيام الحجة. والكفر شرط التعذيب.
    أحسنت أخى الفاضل على ابن خالد -بارك الله فيك وجزاك الله خيرا- نعم هذا الكلام يروي الغليل ويشفي العليل
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن خالد مشاهدة المشاركة
    فسؤالي: ما الادلة الشرعية الدالة على ان اسم الكفر الذي مرده الى كفر الجهل مع عدم قيام الحجة يثبت قبل الرسالة؟
    غايتي من السؤال تحرير المسألة والفهم عن الله ورسوله.
    بارك الله فيكم.
    نعم الدليل قوله تعالى - وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ "
    " وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ " سماه الله مشركًا لأنه مرتكب للشرك الأكبر وواقع فيه ، لم يقل فعله فعل كفر وهو لا يكفر ، كما يقول أهل الزيغ والضلال ، بل سماه الله مشركًا ثم قال بعد أن سماه مشركًا" .
    " فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ " وهذا يدل على أنه مشرك قبل أن يسمع بالقرآن والرسول ،
    ويدل أيضًا على أن الحجة تقوم بمجرد السماع - سماع القرآن - ولا يشترط الفهم فلم يقل الله تعالى حتى يفهم ويعرف وتزال عنه الشبهة بل قال سبحانه : " حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ وقوله " ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ "
    وهذا فيه دليل على أن الجهل لا ينفي الاسم
    فسماه الله مشركًا مع أنه جاهل لا يعلم ، فالجهل لا ينفي الاسم ،
    أما العقوبة فلا تكون إلا بعد الرسالة كما قال تعالى في سورة الإسراء : " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً "

    ومنها قوله سبحانه : " لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ " فسماهم الله مشركين قبل أن تأتيهم البينة فوصف الكفر والشرك لازم لهم قبل البينة ، سماهم الله مشركين قبل البينة ،
    ثم عرف المقصود بالبينة وهي البلاغ والرسالة فقال سبحانه : " رسول من الله يتلوا صحفًا مطهرة " فعرَّف البينة بالرسالة والرسول
    فالآية دليل على أن الله يسمى الكفار والمشركين بهذا الاسم ومازالوا في غيِّهم وضلالهم غير منتهين عنه ولا منفكين عنه حتى يأتيهم الرسول بالقرآن ، فالاسم لازم لهم قبل إرسال الرسول
    فاسم المشرك ثبت قبل الرسالة فإنه يشرك بربه ويعدل به ويجعل معه آلهة أخرى
    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله :
    " وكذلك أخبر الله عن هود أنه قال لقومه : " إن أنتم إلا مفترون" فجعلهم مفترين قبل أن يحكم بحكم يخالفونه لكونهم جعلوا مع الله إلهًا آخر
    أما قول الله تعالى في سورة الإسراء : " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً "
    فلم يقل ربنا عز وجل وما كنا حاكمين بالشرك حتى نبعث رسولاً ، بل أجمع السلف على أن من وقع في الشرك فهو مشرك قبل الرسالة ومن باب اولى بعدها ، ولكن الخلاف بينهم : هل يستحق المشرك بهذا الإشراك العذاب أم لا؟ بل أهل الفترة الذين لم تبلغهم الرسالة والقرآن وماتوا على الجاهلية لا يسمون مسلمين بالإجماع وإنما اختلف أهل العلم في تعذيبهم ، واتفق العلماء على أن أهل الفترات الذين عبدوا غير الله مشركين وليسوا بمسلمين وإن ماتوا على الشرك لا يدخلون الجنة لأنها حرام على المشرك ، وليس هناك تلازم بين نفي العذاب وحكم الشرك فكل معذب في الدارين فهو مشرك كافر وليس كل مشرك معذب إلا بعد قيام الحجة الرسالية [منقول بتصرف من كتاب العذر بالجهل تحت المجهر الشرعى]
    وكما تقدم
    لا ترتفعُ صفةُ الشِّركِ على المتلبِّسِ بالشرك الأكبرِ، وتثبتُ مع الجهل قبل قيام الحُجَّة الرِّسالية وبعدَها؛ لأنّ عبادةَ غيرِ اللهِ لا توجد مع الإسلام البتة، ولا توجد إلاّ من مُشركٍ وإن كان مُصرّحًا بالإسلام،

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Nov 2019
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    جزاك الله خيرا.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    ومنها قوله سبحانه : " لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ " فسماهم الله مشركين قبل أن تأتيهم البينة فوصف الكفر والشرك لازم لهم قبل البينة ، سماهم الله مشركين قبل البينة ،
    ثم عرف المقصود بالبينة وهي البلاغ والرسالة فقال سبحانه : " رسول من الله يتلوا صحفًا مطهرة " فعرَّف البينة بالرسالة والرسول
    فالآية دليل على أن الله يسمى الكفار والمشركين بهذا الاسم ومازالوا في غيِّهم وضلالهم غير منتهين عنه ولا منفكين عنه حتى يأتيهم الرسول بالقرآن ، فالاسم لازم لهم قبل إرسال الرسول،
    قال تعالى: {لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ }.
    وكذلك قال تعالى:﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.
    الكفر في الايتين جعله الله عاما وذكر من اقسامه: اهل الكتاب{ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} والمشركين{وَالْ ُشْرِكِينَ}، ثم ان لاسم اهل الكتاب وصف وحقيقة يفارق اسم المشركين وحقيقته قبل الرسالة. ولهم اسم وحكم بعد الرسالة وهو الكفر والعذاب {لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا}. فجعل الله الرسالة والبينة فارقا بين الاسمين والحكمين.
    الحاصل ان اطلق العلماء اسم الكفر الذي مرده الى كفر الجهل قبل الرسالة من باب التوسع ان صح التعبير والا فالشارع خص اسم الكفر بعد الرسالة ويأكد ذلك ان اسم الايمان وهو نقيض الكفر يثبت بعد الرسالة. ولم اقف مع قلة بضاعتي وحيلتي على نص يدل على خلاف ذلك. ولذا سالت عن الادلة الشرعية الدالة على اطلق اسم الكفر قبل الرسالة.
    اما اسم الشرك فلا اشك في ثبوته، فيقال شرك ومشركون قبل الرسالة وبعده ومعلوم ذلك بضرورة الفطرة والعقل والنصوص في ذلك متواترة وكذلك نقيضه اسم حنيف، ولله الحمد.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •