هكذا الأشاعرة وأهل البدع شبهاتهم لا تنتهي ولا يقبلون جوابا وكلما جئتهم بجواب مُسْكِتٍ عدلوا عنه إلى غيره
وعلى كل فسأحاول الإجابة عن بعض هذه الشبهات بإيجاز لضيق الوقت لدي وإن كانت كل شبهة تحتاج إلى رسالة مستقلة والنقل من كتبهم لبيان ضلالهم من جهة ومنع تدليسهم من جهة أخرى بأنهم لا يقولون بهذا الأمر
فالله المستعان
1- ان دعاء غير الله ليس بشرك وكذلك الاستغاثة بالله، ما دام لم يعتقد فيه الاستقلالية
قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام: {وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب} فهل هناك أشد بيانا من ذلك فإنه قال أولا: {وأعتزلكم وما تدعون} ثم قال بعده: {فلما اعتزلهم وما يعبدون} فَدَلَّ على أن دعاء غير الله عبادة
ومثله قوله تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}
ومثله قوله تعالى: {ومن أضل ممن يدعو من دون الله مَن لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانو لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين} فقال أولا {ممن يدعو} ثم قال: {وهم عن دعائهم غافلون} ثم أثبت أن الدعاء هو العبادة فقال: {وكانوا بعبادتهم كافرين}
وقوله صلى الله عليه وسلم: {الدعاء هو العبادة}
فأي شيء أصرح من هذا وأين اشتراط الاستقلالية
2- ان القرآن ملئ بالمجاز : مثل قوله (وسئل القرية التى كُنا فيها والعير التى اقبلنا فيها وانا لصادقون) .. الخ
لا حرج إن شاء الله على من يثبت المجاز فهي مسألة قابلة لنقاش كثير
ولكن الحرج فيها أن مرادهم بذلك تأويل الصفات ونفيها، وأنى لهم ذلك؟! فسواء أثبت المجاز أو نفيته فلا يضر ذلك في إثبات صفات الله عز وجل إلا عند أصحاب الأهواء
3- ان تفسير اهل السنة لقوله (أامنتم من فى السماء) اى على السماء، او فى العلو
من باب المجاز لان (فى) هنا ظرفية على الاصل، واما كونها تأتى بمعنى على فهذا مجاز
فأهل السنة هنا اولوا لانهم صرفوا اللفظ عن ظاهرة الى ما يخالف ظاهرة كذا زعم
هذه نفس المسألة السابقة
وعلى كل فالتعبير الشرعي وكذا التعبير العربي جرى على استعمال ذلك (في السماء)
ومن الاستعمال الشرعي لذلك:
1- حديث الجارية وفيه: "أين الله؟" قالت: "في السماء" رواه مسلم
2- "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" رواه أبو داود والترمذي وصححه، وقال الألباني في تعليقه على كتاب العلو: صحيح لغيره
3- "من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه من في السماء" رواه الطبراني، وقال المنذري إسناده قوي
4- "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء؟ يأتيني خبر السماء صباحاً ومساء" متفق عليه
وغير ذلك كثير
وقد جرى الاستعمال العربي على ذلك أيضا فمن ذلك:
1- عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأَبِي: "يا حصين، كم تعبد إلها؟" قال أبي: سبعة، ستًّا في الأرض وواحدا في السماء. قال: فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك؟ قال: الذي في السماء. رواه الترمذي وأحمد وغيرهما وإسناده جيد
فإن حصينا والد عمران لم يكن أسلم بعد فهو يتكلم بسليقته العربية
2- وقول عنترة:يا عَبْلُ أين من المنية مهربٌ ... إن كان ربي في السماء قضاها
3- قولهم: "دَوَّمَ الطائرُ في السماء" إذا دار
ومعلوم أن الطائر لا يُدَوِّمُ في السماء المبنية وإنما في جهة العلو
وقد أنكر الأصمعي على ذي الرمة الشاعر المعروف قوله:
حتى إذا دَوَّمَتْ في الأرض أَدْرَكَهُ ... كبرٌ، ولو شاء نجى نفسه الهرب
يريد: إذا "دومت الكلاب في الأرض" وذلك إذا رأيت الشيء من بعيد كأنه يدور، فذلك "التدويم". قال الأصمعي: "لم يضع ذو الرمة هذا الحرف في موضعه". وقال: إنما التدويم في السماء. يقال للطائر إذا دار وارتفع: قد دوَّم.
4- وقول امرئ القيس:كأن غلامي إذ علا حال متنه ... على ظهر بازٍ في السماء مُحَلِّقُ
5- وقول الفرزدق:ولو رفع السحاب إليه قوما ... علونا في السماء إلى السحاب
ثم إن اصطلاح البلاغيين ليس حاكما على الشرع أعني في تعريفهم للظرفية وتقسيمها إلى ظرفية حقيقية وظرفية مجازية ... الخ.
فالظرفية الحقيقية: ما كان للمظروف تحيز وللظرف احتواء
والمجازية ما اختل واحد من الشرطين أو كلاهما
فهذا اصطلاح خاص بالبلاغيين فإن خالف الشرع قُدِّم الشرعُ دون تفكير
والله أعلم
4- الاستدلال على جواز التوسل بالاموات بحديث عمر (كنا نتوسل اليك بنبينا والان نتوسل اليك بعم نبينا)
وعندما اجبته بانه عند وفاة النبى - صلى الله عليه وسلم -، عمر ترك التوسل بالنبى، وتوسلَ بالعباس، ولو كان التوسل بالميت جائز لما عدل عنه
قال لى : لماذا عدل عُمر عن التوسل باسماء الله وصفاته الى التوسل بالعباس ؟
هذا كلام عجيب، فهل توسل عمر بذات العباس أو بدعائه؟!
والعباسُ هل أمر المطر أن ينزل فنزل؟! أو دعا الله وتوسل إليه بأسمائه وصفاته فاستجاب الله له؟
إنما هو الهوى والمغالطات
5- انه لا يوجد احد من الامة يعبد القبور، وانما هذا افتراء من الوهابية
يقول هذا لأنه لا يعرف معنى العبادة، وإلا لو عرف معنى العبادة لَمَا قال ذلك
وقد ذكرت في جواب السؤال الأول أن الدعاء عبادة مع الدليل
وكذا الذبح والنذر والطواف وغيرها من أنواع العبادة التي يصرفونها لأصحاب القبور ويزعمون أنها ليست عبادات
وليس زعمهم هذا بنافعهم شيئا
وقد رأينا من كبرائهم من يسجد للقبر سجوده للصلاة جاعلا القبلة عن يساره والقبر أمامه ثم يزعم أن هذا ليس سجودا وإنما هو تقبيل أعتاب، فهل ينفعه هذا الزعم ؟! وهل هذا يعبد الله وحده أو يشرك به شيئا؟! وهل هذا افتراء من الوهابية أو هي أفعالهم وأفعال كبرائهم الأشاعرة والماتريدية الصوفية؟
سبحانك! هذا بهتان عظيم
6- الاستدلال بأنه على حقٍ، لانه عنده علم (مُغالطة التحاكم للسلطة)
فهل نفعه علمه؟ بل علمُه حجةٌ عليه
{فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم} فهؤلاء أعدا الرسل كانوا أصحاب علوم، ولكن هل فادتهم هذه العلوم؟! بل {وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون}
وفي أمثالهم جاء قوله تعالى: {أفرأيت من اتخذا إلهه هواه وأضله الله على علمٍ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون}
فهؤلاء كما قال ابن تيمية رحمه الله: أوتو ذكاءً وما أوتو زكاءً، وأوتو علوما وما أوتو فهوما، وأوتو سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون
7- ان الاشاعرة لا يقولون بان معنى لا اله الا الله، لا خالق الا الله، وان هذا افتراء عليهم !!
هم يقولون: معناها: لا قادر على الاختراع إلا الله
وهذا تفسير كبيرهم أعني أبا الحسن الأشعري - رحمه الله - وهو في كتبهم، ولو وجدت وقتا أتيتك بذلك من كتبهم، لكن لا وقت لدي الآن.
وهو تفسير لـ "لا إله إلا الله" بتوحيد الربوبية، فلا فرق.
8- ان الدعاء والنذر والاستغاثة من مسائل الفقة والفروع ، وليس من مسائل الأُصول والاعتقاد
وهل تقسيم الدين إلى أصول وفروع متفق عليه؟
وهب أن ذلك صحيح متفق عليه - وهو متفق عليه في الجملة - فهل الشرك بالله من مسائل الفروع؟!
10- لا يكفر احدًا وان جحد امرًا معلومًا من الدين بالضرورة، الا بعد ان تقام عليه الحُجة ..
لو استحل الانسان الزنا لا يكفر !
سبحانك! هذا بهتان عظيم
لا أدري هل يحتاج هذا إلى جواب؟
الجواب الذي عندي على هذا هو قوله تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}
11- اننى عندما قلت له : بانه اقرب الى عباد القبور، من المسلمين
زعم ان هذا سب وشتمُ له، وليس بأدب ولا توقير !!
دعاء غير الله سب لله سبحانه وتعالى
فأيهما أعظم؟
12- ان الاشاعرة لا يُقدمون العقل على النقل
قائل هذا إما جاهل أو كاذب مدلس
13- ان تقسيم التوحيد الى ثلاثة خطأ
فما الصواب عنده؟
لا شك أنهم ينكرون التقسيم الثلاثي للتوحيد لأنهم يقعون في مناقضاتٍ كثيرة لتوحيد الألوهية وكثير من توحيد الأسماء والصفات
ولهذا يفسرون التوحيد بتوحيد الربوبية
فما أعظم جهلهم!
{أفرأيت من اتخذا إلهه هواه وأضله الله على علمٍ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون}
14- الاستدلال بحديث الاسراء والمعراج، ومساعدة موسى للنبى (صلى الله عليه وسلم)، على جواز دعاء الاموات
عجيب عجيب عجيب لا ينتهي منه العجب
وتنزلا مع هذا التدليس وهذه الغفلة يقال: هل ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبر موسى عليه السلام ودعاه أن يكون واسطة بينه وبين الله في تقليل عدد الركعات لأن النبي صلى الله عليه وسلم على اعتقاد هؤلاء القوم وعلى هذا القول يكون غير قادر على دعاء الله عز وجل بنفسه وأنه صلى الله عليه وسلم من أصحاب الذنوب والمعاصي (وحاشاه صلى الله عليه وسلم) فلا يمكنه مع هذه الذنوب والمعاصي أن يصل إلى دعاء الله سبحانه مباشرة بدون واسطة فيبحث عن واسطة خالية من الذنوب والمعاصي فيجد موسى عليه السلام فيطلب منه التوسط بينه وبين الله سبحانه وتعالى!
ثم ماذا؟
ثم يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يكلم ربه عز وجل ويطلب منه بدون واسطة
ثم ماذا؟
ثم يكون الميت الذي هو موسى عليه السلام هو الذي يطلب من الحي وهو النبي صلى الله عليه وسلم
ثم ماذا؟
ثم ما شئت من جهل بعد
15- ان سؤال اصحاب القبور ما يقدرون عليه ليس بشرك
ليس بأقل عجبا من سابقه، فما الذي يقدر عليه الميت؟!
{وهم عن دعائهم غافلون}
وكيف إذا كان صاحب القبر من أصحاب الشمال ومن أصحاب الجحيم؟ وأنت تظنه من المقربين!
16- ان ابن عثيمين قال فى شرح كتاب التوحيد : بان كفار قريش كانوا اشد توحيد فى الربوبية من الاشاعرة
تحتاج إلى مراجعة
لكني أظن أنه قال ذلك في توحيد الألوهية لا الربوبية، وقد قرأت شرح الشيخ رحمه الله قديما
فالذي أعلمه في هذه المقولة هو قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - إن كفار قريش أعظم توحيدا من هؤلاء؛ لأن المشركين يخلصون في الشدة ويشركون في الرخاء وأما هؤلاء (يعني عباد القبور) فشركهم دائم في الشدة والرخاء
وهذا مصداقا لقوله تعالى: {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون}
وأما عباد القبور فإذا نزل بأحدهم شدة اشتد شركُه ودعا صاحب القبر مخلصا له الشرك
ومن ذلك قول البرعي شاعرهم:إنْ ناب خطبٌ في البلاد نزيلُ ... قل يا ولي الله إسماعيلُ
وقد ذكرت شيئا من شعره في شرح الأصول الثلاثة وفي ديوانه بلايا ورزايا
نسأل الله العافية
17 - ان لا يوجد اشعرى يقول بان الله فى كل مكان، وان هذا افتراء من اهل السنة
تحتاج إلى مراجعة فعلا
فليس المراد اتهامهم بالحق والباطل
ولكنهم يقولون أعظم من هذا، وينفون الاستواء ويفسرونه بالاستيلاء
قال ابن القيم - رحمه الله - :بل عطلوا منه السماوات العُلَى ... والعرشَ أخلَوْهُ عن الرحمن
18- ان الايمان هو التصديق
فماذا بقي للجهمية؟!
فإبليس عندهم مؤمن كامل الإيمان لأنه مصدق بالله وملائكته وكتبه وسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره
وحسبُك بهذا ضلالا
19- ان ابن تيمية لم ينصف عندما قال ان الفخر الرازي ملحد، وانه طعن فى ابو حامد الغزالي
إنما كفره ابن تيمية - رحمه الله - بسبب تأليفه كتابه (السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم) وفيه أمر بعبادة الشمس والقمر والنجوم والأوثان وغيرها من الشركيات
ثم إنه تاب عن ذلك ورجع إلى الإسلام
وغاية قولهم في هذا: أنه منسوب إلى الفخر الرازي وليس له
ومعلوم أن المثبت مُقَدَّمٌ على النافي، لاسيما إن كان المثبت مثل ابن تيمية رحمه الله
وأما النافون كالسبكي ومن تبعه فإنهم لما رأو في الكتاب أمرا عظيما قالوا: لا يمكن أن يقول إمامهم بهذا، وهو - أعني الرازي - إمام الأشاعرة كلهم من بعده وهو الذي صنف لهم دستورهم المسمى (أساس التقديس) ونقضه ابن تيمية رحمه الله في كتابه الكبير (نقض تأسيس الجهمية)
فليس العجب من ابن تيمية إذ رأى كفرا بواحا عندنا من الله فيه برهان فكفَّر صاحبه، ثم ذكر أنه رجع عن ذلك وتاب ورجع إلى الإسلام
فهو - رحمه الله - أمين في المقامين: حين ذكر أنه ارتد عن الإسلام بكتابه هذا وحين ذكر رجوعه عن ذلك
وأما العجب كل العجب فممن رأى هذا الكفر البواح والأمر بعبادة الشمس والقمر والنجوم والكواكب فراح يكيل الاتهامات لا لصاحب هذا الكفر ولكن لمن قال إن هذا كفرا بواحا وأن صاحبه قد ارتد عن الإسلام
فالحاصل: أن الرازي قد كفر فتركه الأشاعرة وسبوا ابن تيميةإني وقتلي سُلَيْكًا ثم أَعْقِلَهُ ... كالثورِ يُضرَبُ لمَّا عافتِ البقرُ
سبحان الله! فما أعظم تأثير الهوى على أصحابه
20- ان ابن تيمية غير متقن للعلوم الفلسفية
مدحٌ له - رحمه الله - إذ كان متقنا للعلوم الشرعية
ولكن حقيقة الحال والواقع يقول غير هذاوليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهارُ إلى دليلِ
21- ان الفلاسفة لم يختلفوا فى تفسير الجوهر، بل اجمعوا انه القائم بنفسة
إجماع غير معتبر من قوم غير معتبرين
22- ان الاشاعرة : لم يثبتوا سبع صفاتٍ فقط كما يفترى عليهم اهل السنة، بل هم يثبتون الصفات
أكثر الأشاعرة على إثبات الصفات السبع وبعضهم لا كلهم يثبت غيرها وبعضهم يثبت أقل من السبع
لكنهم كلهم ينفون صفات الفعل مثل النزول والغضب والمجيء ...الخ
فلاشك أن هذا القائل مدلس شديد التدليس
23- ان السلف كانوا يفوضون المعنى وليس الكيف
كذب على السلف أو عدم فهم لكلامهموكِلَا طَرَفَيْ قَصْدِ الأمورِ ذميمُ
24- ان الانسان اذا اثبت ان الله خارج العالم منفصل عنه، فهذا انكارُ للرب، لان المكان شئ وجودي وماسواه فهو عدمي ..
هذه عقيدة الحلولية
المكان شيء وجودي أوجده الله بعد أن لم يكن
وهو سبحانه على ما كان قبل خلق المكان
25- ان المدرسة السلفية انها هى امتداء لابن تيمية هو منشئها ومُبدعها، فهو يمثل الجانب المقابل للاشاعرة ..
طورا وهابية، وتارة حنبلية، وثالثة تيمية
وعلى كل فالسلفية ليست مقابلة للأشاعرة فقط بل لكل الفرق البدعية سواء كانوا أشاعرة أو ماتريدية أو كلابية أو معتزلة أوصوفية أو شيعية أو غير ذلك
فالحق واحد واضح أبلج
والباطل كثير مختلف لجلج
26- ان الاشاعرة يُثبتون صفة الوجة ولا يؤولونها بالثواب بل يقولون هى قائمة بذات الله، زائدةَ على مُجرد ذاته ..
ربما
فأين باقي الصفات؟
27- ان الايه (بل يداه مبسوطتان) الاصل فى اللغة ان اليد بمعنى الجارحة، فلابد من صرفها عن ظاهرة
بل لابد من إثباتها لله عز وجل على مراد الله من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل
وأذكر هنا أني عندما كنت في المرحلة الثانوية - وأنا أزهري - وكنا ندرس العقيدة الأشعرية (شرح جوهرة التوحيد للبيجوري) كنت أناقش أحد أساتذتي في هذا الوقت
فقال لي: إن اليد هنا بمعنى القدرة
فقلت: بل هي صفة لله نثبتها كباقي الصفات
فقال: إن التثنية تدل على أنه يجب تأويلها، وهي تأتي في لغة العرب بمعنى القدرة، ومثلها قوله تعالى: {لِمَا خلقتُ بيديَّ}
فقلت له: إن التثنية دلتنا على أنه لا يمكن تأويلها
فقال: وكيف ذلك؟
فقلت: لو أولناها بمعنى القدرة لكان المعنى: لِمَا خلقتُ بقدرتَـــــيَّ
فقال: وما في هذا؟
فقلت: فيه أنه لو كانت إحدى القدرتين قادرةٌ على الإيجاد وحدها فوجود القدرة الأخرى عبثٌ
ولو كانت إحدى القدرتين عاجزة عن الإيجاد بمفردها وتحتاج لقدرة أخرى لكانت عاجزة ناقصة والنقص محال على الله عز وجل
فسكت، ولم يُحِرْ جوابا
ولا أدري هل نهرني أو سبني أو لا؟
فكم من أستاذ كنت أجادله في باب الصفات فلم يكونوا يجيبون بشيء إلا أن بعضهم كان يسبني وبعضهم كان ينهرني بشدة قائلا: اجلس وبعضهم كان يسكت
فالحمد لله على توفيقه
ولعل الإخوة أن يضيفوا على ما ذكرت ما عندهم
والله أعلم