تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 8 الأولىالأولى 12345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 143

الموضوع: للمشاركة والنقاش !!

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    التوجيه الثامن

    فائدة حول قول بعضهم:

    سبحان من قهر عباده بالموت..

    لا يجوز ان يقال مثل هذا اللفظ فهو تحجيم لقهره سبحانه..

    فهو القاهر فوق عباده.. وهو الواحد القهار..

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    التوجيه السابع

    وكذلك راي للشيخ ابن سعدي رحمه الله واسكنه فسيح جناته
    قال الشيخ الامام حمود ابن عبدالله التويجرى فى كتابه الاحتجاج بالاثر على من انكر المهدى
    وأما قوله: فبينما هم في غمرة من الجهل ساهون إذ طلع عليهم نور هداية ودلالة، يحمله علامة القصيم الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي -رحمه الله- ويخبرهم عن حقيقة فتح يأجوج ومأجوج، قائلا: لا تبعدوا النظرة ولا تسرحوا في الفكرة، فإن يأجوج ومأجوج عن أيمانكم وعن شمائلكم ومن خلفكم، فما هم إلا أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم.
    فجوابه من وجوه؛
    أحدها:
    أن يقال: هذا الكلام بهذا السياق غير موجود في رسالَتَي ابن سعدي اللتين كتبهما في خروج يأجوج ومأجوج، والظاهر أن ابن محمود أخذه من مضمون كلام ابن سعدي ثم نسبه له، ولو أن ابن محمود نسبه إلى نفسه وذكر أنه أخذه من مضمون كلام ابن سعدي لكان أولى وأوفق للأمانة في النقل.
    الوجه الثاني: أن يقال: ما ذكره ابن محمود في يأجوج ومأجوج أنهم أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم، فهو قول مخالف لما أخبر الله به عن ذي القرنين أنه جعل بين الناس وبين يأجوج ومأجوج سدًا من حديد، وأن يأجوج ومأجوج ما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبًا، وأنه إذا جاء وعد الرب -تبارك وتعالى- جعله دكاء، وحينئذ يخرجون على الناس، وذلك في آخر الزمان عند اقتراب الساعة، كما قال -تعالى-: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ}، وإذا في قوله: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي}، وفي قوله: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} لما يستقبل من الزمان،
    وهذا يدل على أن يأجوج ومأجوج لم يزالوا وراء السد حتى يأتي وقت خروجهم في آخر الزمان،
    وفي قوله:
    {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} دليل على أنهم إنما يخرجون إذا دنا قيام الساعة.وقد أوضح ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه عنه النواس بن سمعان -رضي الله عنه- حيث قال بعد ذكر خروج الدجال ونزول عيسى وقتل الدجال: «فبينما هم كذلك إذ أوحي الله إلى عيسى؛ إني قد أخرجت عبادًا لي لا يدان لأحد بقتالهم، فحرِّز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج» الحديث، وفي حديث حذيفة وحديث ابن مسعود -رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه، وقد تقدم إيراد هذه الأحاديث قريبًا فلتراجع .ولا يخفى ما في الكلام الذي نسبه ابن محمود لابن سعدي من المخالفة لما أخبر الله به في كتابه، وما كان كذلك فهو باطل وضلال، ومن زعم أنه نور هداية ودلالة فلا شك أنه لا يعرف الفرق بين نور الهداية والدلالة وبين ظلام الضلال والإضلال.
    الوجه الثالث: أن يقال: إن أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم قدكانوا موجودين في جميع الجهات شرقًا وغربًا وجنوبًا وشمالا، وعن أيمان المسلمين وعن شمائلهم ومن خلفهم من قبل أن يوجد السد وبعد أن وجد، ولم يزالوا كذلك على ممر الأزمان، ومع هذا فلم يؤثر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال إنهم هم يأجوج ومأجوج، ولم يؤثر ذلك عن أحد من الصحابة ولا التابعين وتابعيهم ولا من بعدهم من العلماء، حتى جاء المتكلفون في آخر القرن الرابع عشر من الهجرة فزعموا أن يأجوج ومأجوج ما هم إلا أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم، فهل يقول مسلم عاقل إن المتكلفين أعلم من النبي - صلى الله عليه وسلم - بيأجوج ومأجوج، أو يقول من له أدنى عقل ودين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ومن بعدهم إلى آخر القرن الرابع عشر من الهجرة كانوا في غمرة من الجهل ساهون، حتى طلع عليهم نور الهداية والدلالة من أحد المتكلفين القائلين في حقيقة يأجوج ومأجوج بغير علم؟ كلا، لا يقول هذا مسلم عاقل.
    الوجه الرابع: أن يقال: إن خروج يأجوج ومأجوج إنما يكون بعد نزول عيسى ابن مريم -عليه الصلاة والسلام- وقتله الدجال، كما جاء ذلك صريحًا في الأحاديث التي تقدم ذكرها قريبًا عن النواس بن سمعان، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهم- فلتراجع ، ففيها أبلغ رد على من زعم أن يأجوج ومأجوج ما هم إلا أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم.
    الوجه الخامس: أن يقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر في حديث النواس بن سمعان الذي تقدم ذكره قريبًا أن يأجوج ومأجوج إذا بعثوا يمر أولهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، وجاء في حديث حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- نحو ذلك، وجاء في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- أن يأجوج ومأجوج إذا خرجوا يطئون البلاد فلا يأتون على شيء إلا أهلكوه، ولا يمروه على ماء إلا شربوه، وفي هذا أبلغ رد على من زعم أن يأجوج ومأجوج ما هم إلا أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم؛ لأن الذين قد ملئوا الأرض شرقًا وغربًا من أمم الكفار لم يقع منهم شيء مما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن يأجوج ومأجوج، فلم يهلكوا ما أتوا عليه، ولم ينقصوا ما عندهم من المياه، فضلا عن أن يشربوا بحيرة طبرية وينشفوها، مع أن بعضهم كانوا مجاورين لها أزمانًا طويلة.
    الوجه السادس: أن يقال: قد أخبر الله -تعالى- أن فتح يأجوج ومأجوج إنما يكون عند اقتراب الساعة، فقال -تعالى-: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ}، وفي قوله: {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} أوضح دليل على أن خروج يأجوج ومأجوج إنما يكون عند اقتراب الساعة، ويدل على ذلك ما أخبر الله به عن ذي القرنين أنه لما أتم بناء السد {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا}، قال الله -تعالى-: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا}، قال السدي في قول الله -تعالى-: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} قال: "ذاك حين يخرجون على الناس"، قال ابن كثير: "وهذا كله قبل يوم القيامة وبعد الدجال". انتهى.
    الوجه السابع: أن يقال: قد جاء في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- أن الله -تعالى- عهد إلى عيسى ابن مريم -عليه الصلاة والسلام- أنه بعد خروج يأجوج ومأجوج وهلاكهم فإن الساعة كالحامل المُتم لا يدري أهلها متى تفاجئهم بولادها ليلا أو نهارًا، وهذا يدل على أن خروجهم إنما يكون إذا دنا قيام الساعة، وقد روى ابن جرير عن حذيفة -رضي الله عنه- أنه قال: «لو أن رجلا افتلى فلوًا بعد خروج يأجوج ومأجوج لم يركبه حتى تقوم الساعة»، ويشهد له ما رواه ابن أبي شيبة عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله، فما بعد الدجال؟ قال: «عيسى ابن مريم»، قلت: فما بعد عيسى ابن مريم؟ قال: «لو أن رجلا أنتج فرسًا لم يركب مهرها حتى تقوم الساعة»، وفي هذا أبلغ رد على من زعم أن يأجوج ومأجوج قد خرجوا، وأنهم أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم، وأن أول ظهورهم على المسلمين كان في غزوة مؤتة، فكل هذا من التوهمات والتخرصات، وقد ذكرت من الآيات والأحاديث ما فيه كفاية لرد هذا القول الباطل وبيان بطلانه.
    الوجه الثامن: أن يقال: قد جاء في حديث ابن حرملة عن خالته أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر أن المسلمين لا يزالون يقاتلون عدوًا حتى يخرج يأجوج ومأجوج، وقد تقدم هذا الحديث قريبًا وروى الإمام أحمد وابن سعد، والبخاري في تاريخه، والنسائي والطبراني، عن سلمة بن نفيل الكندي -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تضع الحرب أوزارها حتى يخرج يأجوج ومأجوج»، وفي هذا الحديث وما قبله أبلغ رد على من زعم أن يأجوج ومأجوج ما هم إلا أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم؛ لأن القتال بين المسلمين وبين أمم الكفار لم يزل منذ زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يزال كذلك إلى أن ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدجال، ويقاتل الناس على الإسلام، ولو كان الأمر على ما توهمه المتكلفون لكانت الحرب قد وضعت أوزارها منذ وجدت أمم الكفار في مشارق الأرض ومغاربها، وهذا ظاهر البطلان.
    الوجه التاسع: أن يقال: ما قرره الشيخ ابن سعدي في رسالته من أن يأجوج ومأجوج ما هم إلا أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم فهو مخالف لما قرره في تفسيره لسورة الأنبياء، فقد قرر فيها أن يأجوج ومأجوج إنما يخرجون في آخر الزمان، قال في الكلام على قول الله -تعالى-: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} الآية، ما نصه: "هذا تحذير من الله للناس أن يقيموا على الكفر والمعاصي، وأنه قد قرب انفتاح يأجوج ومأجوج، وهما قبيلتان عظيمتان من بني آدم، وقد سد عليهم ذو القرنين لما شكي إليه إفسادهم في الأرض، وفي آخر الزمان ينفتح السد عليهم فيخرجون إلى الناس، وفي هذه الحالة والوصف الذي ذكره الله، من كل مكان مرتفع وهو الحدب ينسلون أي يسرعون، في هذا دلالة على كثرتهم الباهرة وإسراعهم في الأرض، إما بذواتهم وإما بما خلق الله لهم من الأسباب التي تقرب لهم البعيد وتسهل عليهم الصعب، وأنهم يقهرون الناس ويعلون عليهم في الدنيا، وأنه لا يد لأحد بقتالهم". انتهى، وهذا صريح في رجوعه عما كان يقوله في يأجوج ومأجوج إنهم أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم، وقال في تفسير سورة الكهف في الكلام على قول الله -تعالى-: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ}: "قال المفسرون ذهب متوجهًا من المشرق قاصدًا للشمال، فوصل إلى ما بين السدين؛ وهما سدان كانا معروفين في ذلك الزمان، سدان من سلاسل الجبال المتصلة يمنة ويسرة حتى تتصل بالبحار، بين يأجوج ومأجوج وبين الناس وجد من دون السدين قومًا لا يكادون يفقهون قولا؛ لعجمة ألسنتهم واستعجام أذهانهم وقلوبهم، وقد أعطى الله ذا القرنين من الأسباب العلمية ما فقه به ألسنة أولئك القوم وفقههم، وراجعهم وراجعوه، فاشتكوا إليه ضرر يأجوج ومأجوج وهما أمتان عظيمتان من بني آدم، فقالوا: {إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} بالقتل وأخذ الأموال وغير ذلك، {فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا} أي جعلا، {عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا}، ودل ذلك على عدم اقتدارهم بأنفسهم على بنيان السد ... إلى أن قال على قوله -تعالى-: {حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ}: أي الجبلين الذين بني بينهما السد، {قَالَ انْفُخُوا} النار أي أوقدوها إيقادًا عظيمًا، واستعملوا لها المنافيخ لتشتد فتذيب النحاس، فلما ذاب النحاس الذي يريد أن يلصقه بين زبر الحديد {قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} أي نحاسًا مذابًا، فأفرغ عليه القطر فاستحكم السد استحكامًا هائلا، وامتنع به من وراءه من الناس من ضرر يأجوج ومأجوج، {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} أي فمالهم استطاعة ولا قدرة على الصعود عليه لارتفاعه ولا على نقبه لإحكامه وقوته، وقوله: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي} أي لخروج يأجوج ومأجوج، {جَعَلَهُ} أي ذلك السد المحكم المتقن، {دَكَّاءَ} أي دكه فانهدم واستوى هو والأرض، {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} يحتمل أن الضمير يعود إلى يأجوج ومأجوج، وأنهم إذا خرجوا على الناس من كثرتهم واستيعابهم للأرض كلها يموج بعضهم ببعض، كما قال -تعالى-: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ}، ويحتمل أن الضمير يعود إلى الخلائق يوم القيامة، وأنهم يجتمعون فيه فيكثرون، ويموج بعضهم ببعض من الأهوال والزلازل العظام، بدليل قوله: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا * وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا} ".قلت والاحتمال الأول أقرب؛ لأن الله -تعالى- عقَّب قوله {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} بقوله: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ}،
    فدل هذا على أن موج بعضهم في بعض يكون قبل النفخ في الصور،
    وهذا هو الذي قرره ابن كثير في تفسيره، وذكره عن السدي، والله أعلم.وفيما نقلته من كلام ابن سعدي في تفسيره أبلغ رد على ابن محمود، حيث تعلق بالرسالة التي قد قرر ابن سعدي في الجزء الخامس من تفسيره خلاف ما قرره فيها، وهذا الجزء مطبوع في سنة 1375 من الهجرة في المطبعة السلفية بمصر،
    وقد أرسل لي المؤلف نسخة منه من حين طبعه وكتب الإهداء إليَّ بخطه، وكان هذا بعد إخراجه للرسالة التي غلط فيها في أمر يأجوج ومأجوج بنحو من سبع عشرة سنة،
    وقد أنكر كبار العلماء في البلاد النجدية ما قرره في رسالته في أمر يأجوج ومأجوج غاية الإنكار،
    واستدعاه الملك عبد العزيز إلى الرياض بسببها وتهدده وتوعده،
    وبعد ذلك لم نسمع عنه أنه تكلم في يأجوج .
    https://al-maktaba.org/book/31931/322#p1

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    وقد سبق بيان هذه المسألة فى آخر هذا الموضوع
    بخصوص حديث يأجوج ومأجوج


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    أى حس هذا الذى يكابرفى كون الاعتقاد في أن يأجوج ومأجوج خلف السد ويقول ان ذلك مكابرة للحس

    فالجواب
    النصوص الصحيحة الصريحة تدل على أن يأجوج ومأجوج خلف السد وأن خروجهم لا يحصل إلا في آخر الزمان بعد اندكاك السد، وبعد خروج المسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام.
    فالواجب على المسلم أن يؤمن بما صح به الخبر من أشراط الساعة، ولا يتأول النصوص بخلاف ما تدل عليه.
    فالتمسك بالنصوص وعدم تأويلها هو المنهج الذي سار عليه الصحابة وتابعوهم بإحسان، وهو المنهج الحق الذي لا يجوز العدول عنه.
    قال الشيخ حمود التويجري رحمه الله:
    "ومن العصريين من يزعم أن يأجوج ومأجوج هم جميع دول الكفر [فذكر الأدلة ثم قال]: وفي هذه الأحاديث دليل على أن خروج يأجوج ومأجوج، إنما يكون بعد نزول عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وذلك عند اقتراب الساعة كما هو منصوص عليه في قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ. وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ) أي دنا قيام الساعة .
    وفي هاتين الآيتين، مع الأحاديث التي تقدم ذكرها: أبلغ رد على من زعم أن يأجوج ومأجوج هم دول الكفر في آسيا وأوربا وأمريكا وغيرها من بلاد المشركين؛ لأن هؤلاء الكفرة لم يزالوا مختلطين بالناس، ولم يكن بينهم وبين الناس سد من حديد يحول بينهم وبين الخروج على الناس...
    ومن المعلوم عند كل عاقل أن دول آسيا وأوربا وأمريكا لم تزل في أماكنها منذ زمان طويل، وأنه ليس بينهم وبين غيرهم سد من حديد يمنعهم من الخروج والاختلاط بغيرهم من الناس.
    فصفة يأجوج ومأجوج لا تنطبق على الدول المعروفة الآن .
    وقد تقدم في عدة أحاديث صحيحة أن يأجوج ومأجوج إنما يخرجون بعد نزول عيسى -عليه الصلاة والسلام- وقتل الدجال، وأنهم لا يمكثون بعد خروجهم على الناس إلا مدة يسيرة، ثم يدعو عليهم نبي الله عيسى فيهلكهم الله جميعًا كموت نفس واحدة، فهم بلا شك أمة عظيمة، قد حيل بينهم وبين الخروج على الناس بالسد الذي بناه ذو القرنين، وهذا السد لا يندك إلا إذا دنا قيام الساعة، كما أخبر الله بذلك في كتابه العزيز.
    وأما كون السائحين في الأرض لم يروا يأجوج ومأجوج ولا سد ذي القرنين، فلا يلزم منه عدم السد ويأجوج ومأجوج، فقد يصرف الله السائحين عن رؤيتهم ورؤية السد، وقد يجعل الله فوق السد ثلوجًا متراكمة بحيث لا تمكن رؤية السد معها، أو يجعل الله غير ذلك من الموانع التي تمنع من رؤية يأجوج ومأجوج ورؤية السد.
    والواجب على المسلم الإيمان بما أخبر الله به في كتابه عن السد ويأجوج ومأجوج، وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، ولا يجوز للمسلم أن يتكلف ما لا علم له به، ولا يقول بشيء من أقوال المتكلفين المتخرصين، بل ينبذها وراء ظهره ولا يعبأ بشيء منها.
    والمقصود ههنا بيان أن إنكار السد ، ويأجوج ومأجوج بالكلية : كفر بلا شك، لما في ذلك من تكذيب ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم عن السد ويأجوج ومأجوج .
    وأما الاعتراف بوجود السد في قديم الزمان، والقول بزواله بعد زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وخروج يأجوج ومأجوج واختلاطهم بالناس، فهذا أخف من القول الأول لما فيه من التأويل، ولا ينبغي أن يطلق الكفر على قائله، ولكن لا يجوز اعتقاده؛ لأنه قول باطل مخالف لما أخبر الله به في كتابه ، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم عن السد، أنه لا يندك إلا إذا دنا قيام الساعة، وأن خروج يأجوج ومأجوج إنما يكون بعد نزول عيسى وقتل الدجال.
    [ثم] إن أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم : قد كانوا موجودين في جميع الجهات شرقًا وغربًا وجنوبًا وشمالا، وعن أيمان المسلمين وعن شمائلهم ومن خلفهم، من قبل أن يوجد السد وبعد أن وجد، ولم يزالوا كذلك على مر الأزمان، ومع هذا فلم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إنهم هم يأجوج ومأجوج، ولم يؤثر ذلك عن أحد من الصحابة ولا التابعين وتابعيهم ولا من بعدهم من العلماء، حتى جاء المتكلفون في آخر القرن الرابع عشر من الهجرة، فزعموا أن يأجوج ومأجوج ما هم إلا أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم !!
    فهل يقول مسلم عاقل إن المتكلفين أعلم من النبي صلى الله عليه وسلم بيأجوج ومأجوج ؟!!
    أو يقول من له أدنى عقل ودين : إن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن بعدهم إلى آخر القرن الرابع عشر من الهجرة، كانوا في غمرة من الجهل ساهون، حتى طلع عليهم نور الهداية والدلالة من أحد المتكلفين القائلين في حقيقة يأجوج ومأجوج بغير علم؟ كلا، لا يقول هذا مسلم عاقل.
    وخروج يأجوج ومأجوج إنما يكون بعد نزول عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وقتله الدجال، كما جاء ذلك صريحًا في الأحاديث التي تقدم ذكرها قريبًا عن النواس بن سمعان، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم، فلتراجع، ففيها أبلغ رد على من زعم أن يأجوج ومأجوج ما هم إلا أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم.
    [كما] أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر في حديث النواس بن سمعان الذي تقدم ذكره قريبًا أن يأجوج ومأجوج إذا بعثوا، يمر أولهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، وجاء في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما نحو ذلك، وجاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن يأجوج ومأجوج إذا خرجوا يطؤون البلاد فلا يأتون على شيء إلا أهلكوه، ولا يمرون على ماء إلا شربوه .
    وفي هذا أبلغ رد على من زعم أن يأجوج ومأجوج ما هم إلا أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم؛ لأن الذين قد ملؤوا الأرض شرقًا وغربًا من أمم الكفار ، لم يقع منهم شيء مما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج، فلم يهلكوا ما أتوا عليه، ولم ينقصوا ما عندهم من المياه، فضلا عن أن يشربوا بحيرة طبرية وينشفوها، مع أن بعضهم كانوا مجاورين لها أزمانًا طويلة" انتهى من "الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر"
    وقال ايضا
    ومن أدلتهم:
    تأويلهم لقول الله تعالى: (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)(الأ نبياء: 96) أن هذا قد حصل حيث إن أمم الكفر حققوا ذلك بصعودهم إلى الفضاء بالطائرات والمراكب الفضائية وشقهم للبحار والأنهار بالسفن والبواخر، وغير ذلك من وسائل التنقل الحديثة.
    والجواب عنه: أن هذا فهم للنص على خلاف مراده، واستدلال في غير محله؛ وذلك لأن هذا الأمر لا يحصل إلا في آخر الزمان عند اقتراب الساعة كما دل على ذلك الآية نفسها والتي تليها حيث يقول الله سبحانه: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ. وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ).
    فأخبر الله سبحانه في هذه الآية أن خروجهم من كل حدب ينسلون لا يحصل إلا عند اقتراب الوعد الحق وهو يوم القيامة.
    وقد دل على ذلك نصوص كثيرة في الكتاب والسنة منها حديث النواس بن سمعان وحديث أبي سعيد الخدري وحديث أبي هريرة، وقد تقدم ذكرها قريباً، وفيها ذكر نزول عيسى وقتله الدجال وأن يأجوج ومأجوج لا يخرجون إلا بعد ذلك، وذلك كله لا يحصل إلا في آخر الزمان. ثم إن تفسير الآية بهذا المعنى تفسير محدث لم يسبق إليه أحد من أئمة التفسير، وكل خير في اتباع من سلف.
    بل إن تفسيرهم هذا للآية يتعارض مع ما فسر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن ذلك يحصل في آخر الزمان فيعيثون في الأرض فساداً بعد خروجهم وينحاز الناس عنهم إتقاء شرهم.
    وذلك كما ورد في حديث أبي سعيد الخدري المتقدم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يفتح يأجوج ومأجوج على الناس كما قال الله عز وجل: (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) فيعيثون في الأرض، وينحاز المسلمون عنهم....." الحديث.


    ويقال أيضاً إن هذا التفسير يتعارض مع ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من أن يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غداً فيعودون إليه كأشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله عز وجل أن يبعثهم على الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غداً إن شاء الله ويستثني فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشفون المياه ويتحصن الناس منهم في حصونهم.
    وهذا لم يحصل من أمم الكفر بل هم يتنقلون متى شاءوا إلى أي مكان شاءوا، وليس هناك سد يمنعهم أو حاجز يعوقهم حتى ولو كان تنقلهم بواسطة الأقدام أو الحمير أو غيرها من الوسائل القديمة.
    ومن أدلتهم:
    قولهم إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن بدأ انفتاح السد في زمانه حيث قال "لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج مثل هذه وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها". الحديث
    - أخرجه البخاري 8/104، ومسلم 4/2207، وغيرهما عن زينب بنت جحش.
    ومعنى هذا أن السد كل يوم يزداد في الانفتاح حتى تلاشى في زماننا هذا.
    والجواب عن هذا أن يقال: قد أخبر الله ورسوله عن خروج يأجوج ومأجوج وعن اندكاك السد، وأنه لا يتم إلا عند اقتراب الساعة، وبعد خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام.
    دل على ذلك قول الله سبحانه: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ* وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ) (الأنبياء: الآيتان 96، 97).
    ودل عليه جملة من نصوص السنة منه حديث النواس بن سمعان وحديث أبي هريرة وحديث أبي سعيد الخدري وقد تقدم ذكرها.


    والمقصود أنه لا يجوز للمسلم أن يأخذ ببعض النصوص ويترك بعضاًَ، ففي حديث زينب المتقدم أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن انفتاح السد قدر تحليقه إصبعيه، وفي حديث أبي هريرة أخبر أنهم كل يوم يفتحون من السد قليلاً ثم يبيتون فيعود السد كما كان، إلى أن يأذن الله لهم بالخروج في آخر الزمان، وهذا ظاهر الدلالة في أن اندكاك السد لا يكون إلا في آخر الزمان قبل قيام الساعة عندما يأذن الله لهم بالخروج.
    ويضاف إلى ذلك أن حديث النواس بن سمعان دل على أن ذلك لا يكون إلا بعد خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام، فيلزم من قولهم هذا أن يكون الدجال قد خرج وعيسى عليه السلام قد نزل وهذا ظاهر البطلان.
    ومن أدلتهم:
    قولهم إن كثيراً من المعاصرين صرحوا بذلك في كتبهم كشكيب أرسلان ومحمد رشيد رضا وغيرهما.
    والجواب عن هذا أن يقال: تصريح المتأخرين أو من هو أفضل منهم من المتقدمين بما يخالف النص، لا يلتفت إليه مهما كانت مكانة قائله العلمية.
    وقد تقدم بيان بطلان هذا القول بما يكفي، فلا عبرة بهذه التصريحات، ولا يلتفت إليها
    وقد استدلوا بغير هذه الأدلة، وأدلتهم كلها واهية لا تقوم بها حجة، ولا يصلح بها برهان، وفي النصوص الصحيحة الصريحة ما يدل على أمر يأجوج ومأجوج وأن خروجهم لا يحصل إلا في آخر الزمان بعد اندكاك السد، وبعد خروج المسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام.
    فالواجب على المسلم أن يؤمن بما صح به الخبر من أشراط الساعة، ولا يتأول النصوص بخلاف ما تدل عليه.
    فالتمسك بالنصوص وعدم تأويلها هو المنهج الذي سار عليه الصحابة وتابعوهم بإحسان، وهو المنهج الحق الذي لا يجوز العدول عنه.


    أما الشيخ ابن سعدي فقد أخطأ في ما ذهب إليه في رسالتيه المشار إليهما آنفا، وجانبه الصواب في ذلك وليس هو بالمعصوم. ثم إنه قد ظهر في بعض مؤلفاته كما تقدم الإشارة إلى ذلك ما يفيد احتمال تراجعه عن هذا القول حيث إنه طبع كتابه التفسير في آخر عمره وقرر فيه عند تفسيره لسورة الكهف وسورة الأنبياء خلاف هذا القول الباطل.
    فبين في كتابه التفسير أن الخروج واندكاك السد لا يتم إلا في آخر الزمان وهذا القول هو الصواب الموافق لأقوال السلف المطابق لمفهوم نصوص الكتاب والسنة.


    قال ابن حزم رحمه الله:
    "حتى لو خفي مكان يأجوج ومأجوج والسد فلم يعرف في شيء من المعمور مكانه ، لما ضر ذلك خبرنا شيئا...
    واعلموا أن كل ما كان في عُنْصُر الإمكان، فأدخله مُدخِل في عنصر الامتناع بلا برهان، فهو كاذب مبطل جاهل أو متجاهل، لا سيما إذا أخبر به من قد قام البرهان على صدق خبره.
    وإنما الشأن في المحال الممتنع التي تكذبه الحواس والعيان، أو بديهة العقل، فمن جاء بهذا فإنما جاء ببرهان قاطع على أنه كذاب مفتر. ونعوذ بالله من البلاء" انتهى من "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (1/96)-

    فالاحتجاج بعدم اكتشاف مكان الردم الذي بناه ذو القرنين لغاية اليوم، فليس دليلا قويما لتأويل جميع هذه الظواهر الواردة في الكتاب والسنة؛ فالإنسان مهما ارتفع بعلمه يظل ناقصا وقاصرا بقصوره البشري، ونحن نشهد اليوم هذا القصور حيث تستمر الاكتشافات الأرضية الجديدة، ويتعرف العلماء على ما لم يشهدوه من قبل، بل ويفقدون الطائرات والسفن في البحار والمحيطات ولا يعثرون لها على أثر، رغم بذلهم الجهود المضنية في هذا السبيل، الأمر الذي يؤكد لك العجز البشري مهما بلغ من العلم والفهم.
    يقول رشيد رضا :
    "إن دعوى معرفة جميع بقاع الأرض باطلةٌ؛ فإن بقعة كل من القُطْبَيْنِ لا سِيَّمَا القطب الجنوبي لا تزال مجهولةً.
    وقد استدل بعض العلماء على أن السدّ بني في جهة أحد القطبين بذكر بلوغ ذي القرنين إلى موضعه بعد بلوغ مغرب الشمس مطلعها، وليس ذلك إلا جهة الشمال ، أو جهة الجنوب.
    ولا يعترض على هذا القول بصعوبة الوسائل الموصلة إلى أحد القطبين؛ فإن حالة مدنِيّة ذلك العصر ظن وحالة الأرض فيها غير معروفة لنا الآن ، فنبني عليها اعتراضًا كهذا.
    فما يدرينا أن الاستطراقَ إلى أحد القطبين، أو كليهما، كان في زمن ذي القرنين سهلاً!
    فكم من أرضٍ يابسةٍ فاضت عليها البحار فغمرتها بطول الزمان, وكم من أرض انحسر عنها الماء، فصارت أرضًا عامرة متصلةً بغيرها أو منفردةً (جزيرةً). وكم من مدينة طُمِسَتْ حتى لا يُعْلَمَ عنها شيءٌ.
    ومِن المعلوم الآن من شئون المدنيات القديمة بالمشاهدة أو الاستدلال، ما يجهل بعض أسبابه كالأنوار والنقوش والألوان وجر الأثقال عند المصريين القدماء" انتهى من "مجلة المنار" (11/274).
    الخلاصة
    والمقصود ههنا بيان أن إنكار السد ، ويأجوج ومأجوج بالكلية :كفر بلا شك، لما في ذلك من تكذيب ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم عن السد ويأجوج ومأجوج .
    وأما الاعتراف بوجود السد في قديم الزمان، والقول بزواله بعد زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وخروج يأجوج ومأجوج واختلاطهم بالناس، فهذا أخف من القول الأول لما فيه من التأويل، ولا ينبغي أن يطلق الكفر على قائله، ولكن لا يجوز اعتقاده؛ لأنه قول باطل مخالف لما أخبر الله به في كتابه ، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم عن السد، أنه لا يندك إلا إذا دنا قيام الساعة، وأن خروج يأجوج ومأجوج إنما يكون بعد نزول عيسى وقتل الدجال.

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة

    سبحان من قهر عباده بالموت..
    هذا نوع من انواع القهر الذى جاء فى القرآن
    وجاء المعنيين المذكورين فى مشاركتك اخى حسن المطروشى الاثرى فى موضعين من القرآن
    "القهار" عز وجل: يَقْهَر ولا يُقهَر، وهو الذي قهر الخلق كلهم بالموت، فلا يستطيع أحد من رده أو دفعه عن نفسه، قال الله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ}
    وقال السعدي: "نفذ فيهم إرادته الشاملة، ومشيئته العامة، فليسوا يملكون من الأمر شيئا، ولا يتحركون ولا يسكنون إلا بإذنه.. فإذا كان تعالى هو المنفرد بالخلق والتدبير، وهو القاهر فوق عباده، وقد اعتنى بهم كل الاعتناء في جميع أحوالهم، وهو الذي له الحكم القدري والحكم الشرعي والحكم الجزائي، فأين للمشركين العدولُ عن من هذا وصفه ونعته إلى عبادة من ليس له من الأمر شيء، ولا عنده مثقال ذرة من النفع، ولا له قدرة وإرادة؟".
    وفي قوله تعالى: «وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير» «الأنعام:18»،
    يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: (القهار لجميع العالم العلوي والسفلي، القهار لكل شيء الذي خضعت له المخلوقات وذلك لعزته وقوته وكمال اقتداره) .
    فهو سبحانه الغالب على جميع الخلائق، يعلو في قهره وقوته، فلا غالب ولا منازع له، كل شيء تحت قهره وسلطانه الذي قهر كل شيء، وخضع لجلاله كل شيء، وذل لعظمته وكبريائه كل شيء لا ينازعه أحد في جبروته وقهره له العلو والغلبة، المستعبد لخلقه،علا فوق عباده علو الذات والصفات

    يقول العلامة ابن كثير
    إنه مالك الضر والنفع، المتصرف في خلقه بما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه، الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، وقهر كل شيء، ودانت له الخلائق، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعظمته وعلوه وقدرته الأشياء،
    واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت قهره وحكمه.
    وقال الإمام الطبري الله هو القاهر فوق عباده المذلل المستعبد خلقه العالي عليهم وصف نفسه تعالى بقهره إياهم ومن صفة كل قاهر شيئا أن يكون مستعلياً عليه فالمعنى أن الله الغالب عباده المذل لهم العالي عليهم بتذليله لهم وخلقه إياهم فهو فوقهم بقهره إياهم وهم دونه.
    وقال الإمام السعدي رحمه الله كل مخلوق فوقه مخلوق يقهره، ثم فوق ذلك القاهر قاهر أعلى منه، حتى ينتهي القهر للواحد القهار، فالقهر والتوحيد متلازمان متعينان لله وحده. و«القاهر» معناه أنه الذي قهر عباده بما خلقهم عليه من المرض والموت والفقر والذل، فلا يستطيع أحد رد تدبيره والخروج من تقديره.
    وقال الحليمي الذي يقهر ولا يقهر بحال.
    قال الخطابي القاهر هو الذي قهر الجبابرة من عتاة خلقه بالعقوبة، وقهر الخلق كلهم بالموت فهو سبحانه الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، ودانت له الخلائق، وبادت عند سطوته قوى الخلائق أجمعين، وتواضعت واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت قهره وحكمه
    ويقول الزجاج إنه قهر المعاندين بما أقام من الآيات والدلالات على وحدانيته.
    ****
    و"القهار" سبحانه هو الذي يقهر الظلمة و الجبابرة والمتكبرين في الأرض، فقد أهلك قوم نوح وهود وثمود، وقهر فرعون وهامان، فإذا وقع على مؤمن ظلم وقهْر من ظالم، فإنه يعلم أن هذا لحكمة يريدها الله، ولو شاء الله عز وجل أن يُعَجِّل وينتقم من الظالمين لكان، لكنه سبحانه يؤخرهم لوقت قدَّره سبحانه لحكمة يريدها، قال الله تعالى: {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ * يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ * لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}(إب راهيم: 52:47). قال السعدي: "والله تعالى لا يعجزه شيء فإنه {عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} أي: إذا أراد أن ينتقم من أحد، فإنه لا يفوته ولا يعجزه".
    فإن القاهر معناه: الغالب ـ فهوسبحانه وتعالى القاهر بقدرته الغالب بعزته لكل شيء، وهو الذي قهر الخلق على ما أراد،

    وكونه تعالى لا يقهر إلا الظالمين، غير صحيح، فهو سبحانه وتعالى القاهر لجميع المخلوقات ـ من الجمادات وغيرها ـ على ما أراد ـ يستوي في ذلك برهم وفاجرهم مؤمنهم وكافرهم ـ لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ـ وعلى العبد أن يوقن بهذا ويسلم به ويستسلم له.

    وأما ما أشكل من القهر بالمرض والفقر:
    فإن لله في ذلك حكما بالغة، ومصالح لعباده في العاجل والآجل ـ
    علمها من علمها وجهلها من جهلها
    ـ وقد بينا طرفا من الحكم في هذه الابتلاءات والمصائب التي تحدث للناس في الدنيا،
    ******
    قال الشيخ حافظ حكمي في (معارج القبول):
    قد جمع الله تعالى بين علو الذات والقهر في قوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده} [الأنعام: 18] أي: وهو الذي قهر كل شيء، وخضع لجلاله كل شيء، وذل لعظمته وكبريائه كل شيء، وعلا بذاته على عرشه فوق كل شيء.اهـ.

    قال الخطابي: (-القهار- هو الذي قهر الجبابرة من عتاة خلقه بالعقوبة، وقهر الخلق كلهم بالموت)
    يقول ابن القيم في النونية
    وكذلك القهار من أوصافه
    فالخلق مقهورون بالسلطان
    لو لم يكن حيا عزيزا قادرا

    أما كان من قهر ومن سلطان

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    قال الشيخ ابن جبرين على متن سلم الوصول
    علــو قـهــر وعـلـو شــان

    جـل عــن الأضــداد والأعــوان
    علو القهر: يعني الغلبة، قال الله تعالى: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ
    يعني: القاهر لهم، الغالب لهم، المتصرف فيهم، فهو القاهر فوق عباده يعني: المتغلب عليهم. القهر قد يوصف به الإنسان؛ كما في قول فرعون وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ [ يعني: غالبون متسيطرون، متسلطون عليهم: وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ففوقية فرعون يعني: غلبته لهم؛ لبني إسرائيل ونحوهم.
    وكذلك علو الشأن، له علو القهر وعلو القدر، وعلو الذات، علو الشأن: هو علو القدر، موصوفا به الرب تعالى؛ علو الشأن. وهذا أيضا قد يوصف به المخلوق كما في قول فرعون أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى يعني: علو شأن وعلو قدر يعني: أنا أعلى قدرا من هؤلاء؛ من موسى ومن معه، يقول ذلك ليرفع نفسه.
    معلوم أن الأشياء تتفاوت في قدرها؛
    فأنت تقول: الذهب أعلى من الفضة،
    وتقول: الجواهر بعضها أعلى من بعض،
    ومعلوم أنها تتفاوت تفاوتا عظيما،
    فالرب تعالى له علو القدر،
    فلا نسبة بين الرب وبين هذه المعبودات من دونه؛
    ولهذا ذُكر أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ظهر في بلدة فيها قبور تعبد من دون الله،
    فكانوا يحضرون إلى قبر يقولون:
    إنه قبر زيد بن الخطاب مع أنه مخلوق،
    فينادونه يا زيد اغفر لنا، يا زيد ارزقنا، يا زيد انصرنا،
    فكان الشيخ يحضر معهم ليوبخهم،
    ويقول: الله أعلى من زيد الله أقدر من زيد الله أغلب من زيد ولا يقدرون على أن يقولوا: كذبت، فيرجعون إلى أنفسهم باللائمة، فالله تعالى له علو الشأن
    شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    جزاكم الله خيرا

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    حقيقة مسخ العصاة إلى قردة وخنازير، هل هو ثابت في الشرع:
    في الحديث المعلق في صحيح البخاري:
    5590-..." لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ وَالمَعازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ، يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ، يَأْتِيهِمْ - يَعْنِي الفَقِيرَ - لِحَاجَةٍ فَيَقُولُونَ: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا، فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ، وَيَضَعُ العَلَمَ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ "
    السؤال: هل هناك حديث ثابت صحيح، -غير هذا الذي علقه البخاري-، يفيد وقوع المسخ في هذه الأمة كما أفاد هذا الحديث/ مع أن استحلال الخمر والزنا واتخاذ المعازف مازال في الأمة، منذ قرون، وهو الآن على أشده، ولم نر مسخاً
    وفي ضوء حديث «إِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ لِمَسْخٍ نَسْلًا وَلَا عَقِبًا، وَقَدْ كَانَتِ الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ قَبْلَ ذَلِكَ» صحيح مسلم/2663
    ثم ما معنى قوله: ( الى يوم القيامة) هل من يُمسخ يبقى ممسوخا إلى يوم القيامة، أم هو بيان بقاء نسلهم الممسوخ الى يوم القيامة
    أم المراد إنهم ما داموا يرتكبون هذه المعاصي لا يزالون يُمسخون إلى يوم القيامة ؟
    نرجو الإفادة، خاصة أن الحافظ في الفتح عند شرح الحديث، لم يتعرض لذلك، إنما اكتفى بقوله: " قَالَ بن الْعَرَبِيِّ يَحْتَمِلُ الْحَقِيقَةَ كَمَا وَقَعَ لِلْأُمَمِ السَّالِفَةِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ كِنَايَةً عَنْ تَبَدُّلِ أَخْلَاقِهِمْ قُلْتُ وَالْأَوَّلُ أَلْيَقُ بِالسِّيَاقِ"

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    السؤال: هل هناك حديث ثابت صحيح، -غير هذا الذي علقه البخاري-، يفيد وقوع المسخ في هذه الأمة كما أفاد هذا الحديث/ مع أن استحلال الخمر والزنا واتخاذ المعازف مازال في الأمة، منذ قرون، وهو الآن على أشده، ولم نر مسخاً
    وفي ضوء حديث «إِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ لِمَسْخٍ نَسْلًا وَلَا عَقِبًا، وَقَدْ كَانَتِ الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ قَبْلَ ذَلِكَ» صحيح مسلم/2663
    ثم ما معنى قوله: ( الى يوم القيامة) هل من يُمسخ يبقى ممسوخا إلى يوم القيامة، أم هو بيان بقاء نسلهم الممسوخ الى يوم القيامة
    أم المراد إنهم ما داموا يرتكبون هذه المعاصي لا يزالون يُمسخون إلى يوم القيامة ؟
    نرجو الإفادة، خاصة أن الحافظ في الفتح عند شرح الحديث، لم يتعرض لذلك، إنما اكتفى بقوله: " قَالَ بن الْعَرَبِيِّ يَحْتَمِلُ الْحَقِيقَةَ كَمَا وَقَعَ لِلْأُمَمِ السَّالِفَةِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ كِنَايَةً عَنْ تَبَدُّلِ أَخْلَاقِهِمْ قُلْتُ وَالْأَوَّلُ أَلْيَقُ بِالسِّيَاقِ"
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    السؤال: هل هناك حديث ثابت صحيح، -غير هذا الذي علقه البخاري-
    بارك الله فيك اخى الفاضل حسن المطروشى الاثرى
    قال الامام ابن باز ررحمه الله
    قال الحافظ بعدما نقل كلام ابن الصلاح المذكور بأسطر ما نصه: (وقد تقرر عند الحفاظ أن الذي يأتي به البخاري من التعاليق كلها بصيغة الجزم، يكون صحيحًا إلى من علق عنه، ولو لم يكن من شيوخه، لكن إذا وجد الحديث المعلق من رواية بعض الحفاظ موصولًا إلى من علق عنه بشرط الصحة، أزال الإشكال، ولهذا عنيت في ابتداء الأمر بهذا النوع، وصنفت كتاب [تغليق التعليق] وقد ذكر شيخنا في شرح الترمذي، وفي كلامه على علوم الحديث أن حديث هشام بن عمار، جاء عنه موصولًا في مستخرج الإسماعيلي، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا هشام بن عمار، وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين، فقال: حدثنا محمد بن يزيد بن عبدالصمد حدثنا هشام بن عمار، قال وأخرجه أبو داود في سننه، فقال: حدثنا عبدالوهاب بن نجدة حدثنا بشر بن بكر حدثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر بسنده). انتهى.
    وقال العلامة ابن القيم-رحمة الله عليه-في الإغاثة، لما ذكر هذا الحديث ما نصه: (هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه محتجًا به وعلقه تعليقًا مجزومًا به، فقال: باب فيمن يستحل الخمر، ويسميه بغير اسمه، وقال هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس الكلابي حدثني عبدالرحمن بن غنم الأشعري قال حدثني أبو عامر، أو أبو مالك الأشعري-والله ما كذبني-أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة، فيقولوا: ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله تعالى ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئًا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع؛ لأن البخاري لم يصل سنده به وجواب هذا الوهم من وجوه:
    أحدها: أن البخاري قد لقي هشام بن عمار وسمع منه، فإذا قال: قال هشام، فهو بمنزلة قوله عن هشام.
    الثاني: أنه لو لم يسمع منه فهو لم يستجز الجزم به عنه، إلا وقد صح عنده أنه حدث به، وهذا كثيرًا ما يكون لكثرة ما رواه عنه، عن ذلك الشيخ وشهرته، فالبخاري أبعد خلق الله من التدليس.
    الثالث: أنه أدخله في كتابه المسمى بالصحيح محتجًا به، فلولا صحته عنده لما فعل ذلك.
    الرابع: أنه علقه بصيغة الجزم دون صيغة، التمريض، فإنه إذا توقف في الحديث أو لم يكن على شرطه، يقول: ويروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويذكر عنه، ونحو ذلك، فإذا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد جزم وقطع بإضافته إليه.
    الخامس: أنا لو أضربنا عن هذا كله صفحًا، فالحديث صحيح، متصل عند غيره، قال أبو داود في كتاب [اللباس]: حدثنا عبدالوهاب بن نجدة حدثنا بشر بن بكر عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس قال: سمعت عبدالرحمن بن غنم الأشعري قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك فذكره مختصرًا، ورواه أبو بكر الإسماعيلي في كتابه: [الصحيح]، مسندًا، فقال أبو عامر ولم يشك
    الموقع الرسمى للامام ابن باز
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    السؤال: هل هناك حديث ثابت صحيح، -غير هذا الذي علقه البخاري-، يفيد وقوع المسخ في هذه الأمة كما أفاد هذا الحديث
    نعم هناك احاديث صحيحة مع الحديث الصحيح
    روى ابن ماجه (4059) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَسْخٌ وَخَسْفٌ وَقَذْفٌ) . صحيح ابن ماجه (3280) .
    وروى الترمذي (2152) عن ابْنِ عُمَرَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ خَسْفٌ أَوْ مَسْخٌ أَوْ قَذْفٌ فِي أَهْلِ الْقَدَرِ- يعني المكذبين به -) . صحيح الترمذي (1748) .
    وروى الترمذي (2212) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ . فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَتَى ذَاكَ ؟ قَالَ إِذَا ظَهَرَتْ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ وَشُرِبَتْ الْخُمُورُ ) . صحيح الترمذي (1801) . والقينات هن المعنيات
    روى ابن ماجه وابن حبان والطبراني عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، وتضرب على رؤوسهم المعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم القردة والخنازير. والحديث صححه الألباني في غاية المرام، وغيره.
    المسخ يكون حقيقياً، ويكون معنوياً، فقد فسر الحافظ ابن كثير رحمه الله (المسخ) في قوله تعالى: وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ [ البقرة: 65].
    بأنه مسخ حقيقي وليس مسخاً معنوياً فقط، وهذا القول هو الراجح, وهو ما ذهب إليه ابن عباس وغيره من أئمة التفسير .
    وذهب مجاهد وأبو العالية وقتادة إلى أن المسخ كان معنوياً وأنه كان لقلوبهم ولم يمسخوا قردة ونقل ابن حجر عن ابن العربي القولين ورجح الأول ورجح رشيد رضا في تفسيره القول الثاني، وهو أنه كان مسخاً في أخلاقهم .
    واستبعد ابن كثير ما روي عن مجاهد وقال: (أنه قول غريب خلاف الظاهر من السياق في هذا المقام وغيره) .
    ثم قال بعد سياقه لطائفة من كلام العلماء: والغرض من هذا السياق عن هؤلاء الأئمة بيان خلاف ما ذهب إليه مجاهد - رحمه الله – من أن مسخهم إنما كان معنوياً لا صورياً
    بل الصحيح أنه معنوي صوري والله أعلم .
    وإذا كان المسخ يحتمل أن يكون معنوياً فإن كثيراً من المستحلين للمعاصي قد مسخت قلوبهم فأصبحوا لا يفرقون بين الحلال والحرام, ولا بين المعروف والمنكر, مثلهم في ذلك كمثل القردة والخنازير
    وسيقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من المسخ سواء كان معنوياً أو صورياً.
    أشراط الساعة ليوسف الوابل-
    قال الإمام ابن القيم في إغاثة اللهفان 1\ 284
    أن المسخ على صورة القردة والخنازير واقع في هذه الأمة ولا بد، وهو في طائفتين
    علماء السوء الكاذبين على الله - جل وعلا- ورسوله- صلى الله عليه وسلم - الذين قلبوا دين الله وشرعه فقلب الله تبارك وتعالى صورهم كما قلبوا دينه
    المجاهرين المتهتكين بالفسق والمحارم، من المغنين والمفتونين بهم وشربة الخمر والزناة
    قال الامام اببن باز
    المسخ على الحقيقة. وقد تمسخ القلوب -نسأل الله العافية-، لكن الأصل في إطلاق المسخ هو مسخ الصورة، كما فعل الله في بني إسرائيل لما غيَّروا وبدَّلوا.
    ***
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة

    أم المراد إنهم ما داموا يرتكبون هذه المعاصي لا يزالون يُمسخون إلى يوم القيامة ؟
    نرجو الإفادة،
    بارك الله فيك
    الافادة انهم لا يزالون يُمسخون إلى يوم القيامة
    وسأنقل ان شاء الله عقوبة المسخ مع العقوبات الاخرى لمزيد الفائدة
    قال الامام ابن القيم رحمه الله
    فَصْلٌ: بَعْضُ عُقُوبَاتِ الْمَعَاصِي

    فَاسْتَحْضِرْ بَعْضَ الْعُقُوبَاتِ الَّتِي رَتَّبَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى الذُّنُوبِ وَجَوَّزَ وَصُولَ بَعْضِهَا إِلَيْكَ
    وَاجْعَلْ ذَلِكَ دَاعِيًا لِلنَّفْسِ إِلَى هِجْرَانِهَا ،
    وَأَنَا أَسُوقُ إِلَيْكَ مِنْهَا طَرَفًا يَكْفِي الْعَاقِلَ مَعَ التَّصْدِيقِ بِبَعْضِهِ .
    الْخَتْمُ عَلَى الْقَلْبِ
    فَمِنْهَا : الْخَتْمُ عَلَى الْقُلُوبِ وَالْأَسْمَاعِ ، وَالْغِشَاوَةُ عَلَى الْأَبْصَارِ ، وَالْأَقْفَالُ عَلَى الْقُلُوبِ ، وَجَعْلُ الْأَكِنَّةِ عَلَيْهَا وَالرَّيْنُ عَلَيْهَا وَالطَّبْعُ وَتَقْلِيبُ الْأَفْئِدَةِ وَالْأَبْصَارِ ، وَالْحَيْلُولَة ُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ، وَإِغْفَالُ الْقَلْبِ عَنْ ذِكْرِ الرَّبِّ ، وَإِنْسَاءُ الْإِنْسَانِ نَفْسَهُ ، وَتَرْكُ إِرَادَةِ اللَّهِ تَطْهِيرَ الْقَلْبِ ، وَجَعْلُ الصَّدْرِ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ، وَصَرْفُ الْقُلُوبِ عَنِ الْحَقِّ ، وَزِيَادَتُهَا مَرَضًا عَلَى مَرَضِهَا ، وَإِرْكَاسُهَا وَإِنْكَاسُهَا بِحَيْثُ تَبْقَى مَنْكُوسَةً ، كَمَا ذَكَرَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ قَالَ : الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ : فَقَلْبٌ أَجْرَدُ فِيهِ سِرَاجٌ يُزْهِرُ : فَذَلِكَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ ، وَقَلْبٌ أَغْلَفُ : فَذَلِكَ قَلْبُ الْكَافِرِ ، وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ : فَذَلِكَ قَلْبُ الْمُنَافِقِ ، وَقَلْبٌ تَمُدُّهُ مَادَّتَانِ : مَادَّةُ إِيمَانٍ وَمَادَّةُ نِفَاقٍ ، وَهُوَ لِمَا غَلَبَ عَلَيْهِ مِنْهُمَا .
    وَمِنْهَا : التَّثْبِيطُ عَنِ الطَّاعَةِ ، وَالْإِقْعَادُ عَنْهَا .
    وَمِنْهَا : جَعْلُ الْقَلْبِ أَصَمَّ لَا يَسْمَعُ الْحَقَّ ، أَبْكَمَ لَا يَنْطِقُ بِهِ ، أَعْمَى لَا يَرَاهُ ، فَتَصِيرُ النِّسْبَةُ بَيْنَ الْقَلْبِ وَبَيْنَ الْحَقِّ الَّذِي لَا يَنْفَعُهُ غَيْرُهُ ، كَالنِّسْبَةِ بَيْنَ أُذُنِ الْأَصَمِّ وَالْأَصْوَاتِ ، وَعَيْنِ الْأَعْمَى وَالْأَلْوَانِ ، وَلِسَانِ الْأَخْرَسِ وَالْكَلَامِ ، وَبِهَذَا يُعْلَمُ أَنَّ الْعَمَى وَالصَّمَمَ وَالْبَكَمَ لِلْقَلْبِ بِالذَّاتِ : الْحَقِيقَةُ ، وَلِلْجَوَارِحِ بِالْعَرَضِ وَالتَّبَعِيَّة ِ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [ سُورَةُ الْحَجِّ : 46 ] .
    [ ص: 118 ] وَلَيْسَ الْمُرَادُ نَفْيَ الْعَمَى الْحِسِّيِّ عَنِ الْبَصَرِ ، كَيْفَ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ [ سُورَةُ النُّورِ : 61 ] .
    وَقَالَ : عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى [ سُورَةُ عَبَسَ : 1 - 2 ] .
    وَإِنَّمَا الْمُرَادُ الْعَمَى التَّامُّ فِي الْحَقِيقَةِ : عَمَى الْقَلْبِ ، حَتَّى إِنَّ عَمَى الْبَصَرِ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ كَلَا عَمًى ، حَتَّى إِنَّهُ يَصِحُّ نَفْيُهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى كَمَالِهِ وَقُوَّتِهِ ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرْعَةِ ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ وَقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِالطَّوَّافِ الَّذِي تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَان ِ ، وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ الَّذِي لَا يَسْأَلُ النَّاسَ ، وَلَا يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ وَنَظَائِرُهُ كَثِيرَةٌ .
    وَالْمَقْصُودُ أَنَّ مِنْ عُقُوبَاتِ الْمَعَاصِي جَعْلَ الْقَلْبِ أَعْمَى أَصَمَّ أَبْكَمَ .
    خَسْفُ الْقَلْبِ
    وَمِنْهَا : الْخَسْفُ بِالْقَلْبِ كَمَا يُخْسَفُ بِالْمَكَانِ وَمَا فِيهِ ، فَيُخْسَفُ بِهِ إِلَى أَسْفَلِ السَّافِلِينَ وَصَاحِبُهُ لَا يَشْعُرُ ، وَعَلَامَةُ الْخَسْفِ بِهِ أَنَّهُ لَا يَزَالُ جَوَّالًا حَوْلَ السُّفْلِيَّاتِ وَالْقَاذُورَات ِ وَالرَّذَائِلِ ، كَمَا أَنَّ الْقَلْبَ الَّذِي رَفَعَهُ اللَّهُ وَقَرَّبَهُ إِلَيْهِ لَا يَزَالُ جَوَّالًا حَوْلَ الْعَرْشِ .

    وَمِنْهَا : الْبُعْدُ عَنِ الْبِرِّ وَالْخَيْرِ وَمَعَالِي الْأُمُورِ وَالْأَعْمَالِ وَالْأَقْوَالِ وَالْأَخْلَاقِ .
    قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ جَوَّالَةٌ ، فَمِنْهَا مَا يَجُولُ حَوْلَ الْعَرْشِ ، وَمِنْهَا مَا يَجُولُ حَوْلَ الْحُشِّ .
    مَسْخُ الْقَلْبِ
    وَمِنْهَا : مَسْخُ الْقَلْبِ ،
    فَيُمْسَخُ كَمَا تُمْسَخُ الصُّورَةُ ، فَيَصِيرُ الْقَلْبُ عَلَى قَلْبِ الْحَيَوَانِ الَّذِي شَابَهَهُ فِي أَخْلَاقِهِ وَأَعْمَالِهِ وَطَبِيعَتِهِ ، فَمِنَ الْقُلُوبِ مَا يُمْسَخُ عَلَى قَلْبِ خِنْزِيرٍ لِشِدَّةِ شَبَهِ صَاحِبِهِ بِهِ ، وَمِنْهَا مَا يُمْسَخُ عَلَى قَلْبِ كَلْبٍ أَوْ حِمَارٍ أَوْ حَيَّةٍ أَوْ عَقْرَبٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، وَهَذَا تَأْوِيلُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ [ سُورَةُ الْأَنْعَامِ : 38 ] .
    قَالَ : مِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ عَلَى أَخْلَاقِ السِّبَاعِ الْعَادِيَةِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ عَلَى أَخْلَاقِ الْكِلَابِوَأَخْلَاقِ الْخَنَازِيرِ وَأَخْلَاقِ الْحَمِيرِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَطَوَّسُ فِي ثِيَابِهِ كَمَا يَتَطَوَّسُ الطَّاوُوسُ فِي رِيشِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ بَلِيدًا كَالْحِمَارِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْثِرُ عَلَى نَفْسِهِ كَالدِّيكِ ، وَمِنْهُمْ مِنْ يَأْلَفُ وَيُؤْلَفُ كَالْحَمَامِ ، وَمِنْهُمُ الْحَقُودُ كَالْجَمَلِ ، وَمِنْهُمُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ كُلُّهُ كَالْغَنَمِ ، وَمِنْهُمْ أَشْبَاهُ الثَّعَالِبِ الَّتِي تَرُوغُ كَرَوَغَانِهَا ، وَقَدْ شَبَّهَ اللَّهُ تَعَالَى أَهْلَ الْجَحِيمِ وَالْغَيِّ بِالْحُمُرِ تَارَةً ، وَبِالْكَلْبِ تَارَةً ، وَبِالْأَنْعَام ِ تَارَةً ، وَتَقْوَى هَذِهِ الْمُشَابَهَةُ بَاطِنًا حَتَّى تَظْهَرَ فِي الصُّورَةِ الظَّاهِرَةِ ظُهُورًا خَفِيًّا ، يَرَاهُ الْمُتَفَرِّسُو نَ ، وَتَظْهَرُ فِي الْأَعْمَالِ ظُهُورًا يَرَاهُ كُلُّ أَحَدٍ ، وَلَا يَزَالُ يَقْوَى حَتَّى تُسْتَشْنَعَ الصُّورَةُ ، فَتَنْقَلِبُ لَهُ الصُّورَةُ بِإِذْنِ اللَّهِ ، وَهُوَ الْمَسْخُ التَّامُّ ، فَيَقْلِبُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الصُّورَةَ الظَّاهِرَةَ عَلَى صُورَةِ ذَلِكَ الْحَيَوَانِ ، كَمَا فَعَلَ بِالْيَهُودِ وَأَشْبَاهِهِمْ ، وَيَفْعَلُ بِقَوْمٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَمْسَخُهُمْ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ .
    فَسُبْحَانَ اللَّهِ ! كَمْ مِنْ قَلْبٍ مَنْكُوسٍ وَصَاحِبُهُ لَا يَشْعُرُ ؟ وَقَلْبٍ مَمْسُوخٍ وَقَلْبٍ مَخْسُوفٍ بِهِ ؟ وَكَمْ مِنْ مَفْتُونٍ بِثَنَاءِ النَّاسِ عَلَيْهِ وَمَغْرُورٍ بِسِتْرِ اللَّهِ عَلَيْهِ ؟ وَمُسْتَدْرَجٍ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ ؟ وَكُلُّ هَذِهِ عُقُوبَاتٌ وَإِهَانَاتٌ وَيَظُنُّ الْجَاهِلُ أَنَّهَا كَرَامَةٌ .
    مع أن استحلال الخمر والزنا واتخاذ المعازف مازال في الأمة، منذ قرون، وهو الآن على أشده، ولم نر مسخاً
    قَدْ شَبَّهَ اللَّهُ تَعَالَى أَهْلَ الْجَحِيمِ وَالْغَيِّ بِالْحُمُرِ تَارَةً ، وَبِالْكَلْبِ تَارَةً ، وَبِالْأَنْعَام ِ تَارَةً ، وَتَقْوَى هَذِهِ الْمُشَابَهَةُ بَاطِنًا حَتَّى تَظْهَرَ فِي الصُّورَةِ الظَّاهِرَةِ ظُهُورًا خَفِيًّا ، يَرَاهُ الْمُتَفَرِّسُو نَ ، وَتَظْهَرُ فِي الْأَعْمَالِ ظُهُورًا يَرَاهُ كُلُّ أَحَدٍ ، وَلَا يَزَالُ يَقْوَى حَتَّى تُسْتَشْنَعَ الصُّورَةُ ، فَتَنْقَلِبُ لَهُ الصُّورَةُ بِإِذْنِ اللَّهِ ، وَهُوَ الْمَسْخُ التَّامُّ
    كتاب : الْجَوَابُ الْكَافِي لِمَنْ سَأَلَ عَنْ الدَّوَاءِ الشَّاِفي
    المؤلف : أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية




  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    وهو الآن على أشده، ولم نر مسخاً.......
    أم المراد إنهم ما داموا يرتكبون هذه المعاصي لا يزالون يُمسخون إلى يوم القيامة ؟
    نرجو الإفادة،
    مزيد من الافادة
    قال ابن القيم رحمه الله في :
    " مفتاح دار السعادة " :
    وتأمل حكمته تعالى في مَسْخِ من مُسِخ من الأمم في صور مختلفة مناسبة لتلك الجرائم ،
    فإنها لما مُسِخَتْ قلوبهم وصارتْ على قلوب تلك الحيوانات وطباعها اقتضت الحكمة البالغة
    أن جُعلت صورهم على صورها لتتم المناسبة ويكمل الشَّبَه ، وهذا غاية الحكمة.
    واعْتَبِر هذا بمن مُسخوا قردة وخنازير كيف غَلبتْ عليهم صفات هذه الحيونات وأخلاقها وأعمالها .
    ثم إن كنت من المتوسِّمِين فاقرأ هذه النسخة من وجوه أشباههم ونظرائهم !
    كيف تراها بادية عليها ،
    وإن كانت مستورة بصورة الإنسانية
    فاقرأ نسخة القردة من صُوَر أهل المكر والخديعة والفسق الذين لا عقول لهم ،
    بل هم أخفّ الناس عقولا وأعظمهم مكرا وخِداعا وفسقا ،
    فإن لم تقرا نسخة القردة من وجوهم فلست من المتوسمين !
    واقرأ نسخة الخنازير من صور أشبهاهم ولا سيما أعداء خيار خلق الله بعد الرُّسُل وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
    فإنّ هذه النسخة ظاهرة على وجوه الرافضة يقرأها كل مؤمن كاتب وغير كاتب !
    وهي تَظهر وتَخفى بحسب خِنْزِيرية القلب وخُبْثه ،
    فإن الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعا ،
    ومن خاصيته أنه يَدَع الطيبات فلا يأكلها ويقوم الإنسان عن رجيعه فيُبادِر إليه !
    فتأمل مطابقة هذا الوصف لأعداء الصحابة كيف تجده مُنطبقا عليهم ،
    فإنهم عَمدوا إلى أطيب خلق الله وأطهرهم فعادوهم وتبرؤوا منهم ،
    ثم والَوا كُلّ عَدو لهم من النصارى واليهود والمشركين ،
    فاستعانوا في كل زمان على حرب المؤمنين الموالين لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشركين والكفار ، وصرّحوا بأنهم خير منهم !
    فأيّ شَبَه ومُناسبة أولى بهذا الضرب من الخنازير ؟
    فإن لم تقرأ هذه النسخة من وجوههم فلست من المتوسمين .
    وأما الأخبار التي تكاد تبلغ حد التواتر بمسخ من مُسِخ منهم عند الموت خِنْزيرا فأكثر من أن تُذْكَر ها هنا . وقد أفْرَدَ لها الحافظ ابن عبد الواحد المقدسي كتابا . اهـ .
    *********

    وقال الامام ابن القيم رحمه الله فى اغاثة اللهفان
    المسخ على صورة القردة والخنازير واقع في هذه الأمة ولابد
    ، وهو واقع في طائفتين :
    علماء السوء الكاذبين على الله ورسوله ، الذين قلبوا دين الله تعالى وشرعه ،
    فقلب الله صورهم كما قلبوا دينه .
    والمجاهرين المنهتكين بالفسق والمحارم،
    ومن لم يمسخ منهم في الدنيا مسخ في قبره أو يوم القيامة
    https://kalemtayeb.com/hekam

    http://www.marqoom.org/kotob/view/eghathetAlLahfan/349
    ومن لم يمسخ منهم في الدنيا مسخ في قبره أو يوم القيامة



  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    *سلسلة ما انتشر بين الناس ولا يثبت*

    *164-* *زواج نبي الله يوسف من زليخا*

    قد قص الله علينا قصة نبي الله يوسف عليه السلام بالتفصيل ولم يذكر هل تزوج من إمرأة العزيز أو لا لكن وردت رواية عن الإمام ابن إسحاق تقول أنه أنه تزوجها .
    قال ابن إسحاق فَذَكَّرَ لِي وَاللّهُ أَعْلَمُ أَنَّ إطفير أَيُّ عَزِيزٌ مُصِرٌّ هَلَكَ فِي تِلْكَ اللَّيَالِيَ وَأَنَّ المَلِكَ زَوْجَ يوسِف اِمْرَأَةُ إطفير راعيل.... آلَخ كَلَامُهُ وأنها أنجبت له ولدين .
    وهذا رواه الطبري 16/151 والسند كما ترى بالغ الضعف إذ لا نعلم من ذكر ذلك لابن إسحاق وغالبا أخذ ذلك من الإسرائيليات.
    قال ابن كثير :
    وَأَكْثَرُ أَقْوَالٍ المفسرين هَا هُنَا مُتَلَقًّى مَنْ كَتَبَ أَهْلَ الكِتَابِ فَالإِعْرَاضِ عَنْهِ أُولَى .
    فلا يثبت هذا الزواج بحال .

    والحمد لله رب العالمين

  11. #51
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة

    قد قص الله علينا قصة نبي الله يوسف عليه السلام بالتفصيل ولم يذكر هل تزوج من إمرأة العزيز أو لا لكن وردت رواية عن الإمام ابن إسحاق تقول أنه أنه تزوجها .
    قال ابن إسحاق فَذَكَّرَ لِي وَاللّهُ أَعْلَمُ أَنَّ إطفير أَيُّ عَزِيزٌ مُصِرٌّ هَلَكَ فِي تِلْكَ اللَّيَالِيَ وَأَنَّ المَلِكَ زَوْجَ يوسِف اِمْرَأَةُ إطفير راعيل.... آلَخ كَلَامُهُ وأنها أنجبت له ولدين .
    وهذا رواه الطبري 16/151 والسند كما ترى بالغ الضعف إذ لا نعلم من ذكر ذلك لابن إسحاق وغالبا أخذ ذلك من الإسرائيليات.
    قال ابن كثير :
    وَأَكْثَرُ أَقْوَالٍ المفسرين هَا هُنَا مُتَلَقًّى مَنْ كَتَبَ أَهْلَ الكِتَابِ فَالإِعْرَاضِ عَنْهِ أُولَى .
    فلا يثبت هذا الزواج بحال .

    والحمد لله رب العالمين
    نعم بارك الله فيك
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة

    قد قص الله علينا قصة نبي الله يوسف عليه السلام بالتفصيل ولم يذكر هل تزوج من إمرأة العزيز أو لا
    نعم لم يرد في القرآن الكريم ، ولا في السنة النبوية ، ما يثبت أو ينفي زواج يوسف عليه السلام من امرأة العزيز والتي قيل إن اسمها "راعيل" ، وقال بعضهم : اسمها "زليخا" ، ولكن استظهر الحافظ ابن كثير أن " زليخا " لقبها .
    قال ابن إسحاق فَذَكَّرَ لِي وَاللّهُ أَعْلَمُ أَنَّ إطفير أَيُّ عَزِيزٌ مُصِرٌّ هَلَكَ فِي تِلْكَ اللَّيَالِيَ وَأَنَّ المَلِكَ زَوْجَ يوسِف اِمْرَأَةُ إطفير راعيل.... آلَخ كَلَامُهُ وأنها أنجبت له ولدين .
    نعم
    ورد في زواج يوسف عليه السلام من "راعيل" خبرٌ عن إمام السير والتاريخ المعروف : محمد بن إسحاق رحمه الله حيث يقول :
    "لما قال يوسف للملك : (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) قال الملك : قد فعلت ! فولاه فيما يذكرون عمل إطفير ، وعزل إطفير عما كان عليه ، يقول الله : (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء) ، الآية .
    قال : فذكر لي - والله أعلم - أن إطفير هَلَك في تلك الليالي ، وأن الملك الرَّيان بن الوليد ، زوَّج يوسف امرأة إطفير "راعيل" ، وأنها حين دخلت عليه قال : أليس هذا خيرًا مما كنت تريدين ؟ قال : فيزعمون أنها قالت : أيُّها الصديق ، لا تلمني ، فإني كنت امرأة كما ترى حسنًا وجمالاً ، ناعمةً في ملك ودنيا ، وكان صاحبي لا يأتي النساء ، وكنتَ كما جعلكَ الله في حسنك وهيئتك ، فغلبتني نفسي على ما رأيت .
    فيزعمون أنه وجدَها عذراء ، فأصابها ، فولدت له رجلين : أفرائيم بن يوسف ، وميشا بن يوسف ، وولد لأفرائيم نون ، والد يوشع بن نون ، ورحمة امرأة أيوب عليه السلام" انتهى .
    رواه ابن أبي حاتم في " التفسير " (7/2161)، والطبري في " جامع البيان " (16/151) .
    وورد نحوه عن زيد بن أسلم التابعي الجليل ، وعن وهب بن منبه المعروف بالرواية عن الإسرائيليات .
    نقل ذلك السيوطي في " الدر المنثور " (4/553) .
    زواج نبي الله يوسف من زليخا
    قال ابن القيم رحمه الله :
    "الباب السابع والعشرون فيمن ترك محبوبه حراما فبذل له حلالاً أو أعاضه الله خيراً منه
    عنوان هذا الباب وقاعدته:
    أنَّ مَن ترك لله شيئاً عوضه الله خيراً منه ،
    كما ترك يوسف الصديق عليه السلام امرأة العزيز لله ، واختار السجن على الفاحشة ،
    فعوضه الله أن مكَّنه في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ،
    وأتته المرأة صاغرة سائلة راغبة في الوصل الحلال ،
    فتزوجها فلما دخل بها قال : هذا خير مما كنت تريدين .
    فتأمل كيف جزاه الله سبحانه وتعالى على ضيق السجن ، أن مكَّنه في الأرض ينزل منها حيث يشاء ،
    وأذل له العزيز امرأته ، وأقرت المرأة والنسوة ببراءته ،
    وهذه سنته تعالى في عباده قديماً وحديثاً إلى يوم القيامة"
    انتهى من "روضة المحبين" (ص/445) .
    وهذا لا يعني القطع بثبوت هذه القصة
    المصدر الاسلام سؤال وجواب
    الرابط
    هل تزوج يوسف عليه السلام من امرأة العزيز في آخر الأمر؟
    https://islamqa.info/ar/answers-

  12. #52
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    أخى حسن ..
    ليس هناك خطأ فى قول الإمام العز بن عبد السلام .. لأن :
    أهل الطاعة هم أهل الإسلام وأهل التقوى والإيمان .. وأما أهل المعصية فهم أهل الكفر والشرك والباطل ..
    ..........

  13. #53
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    جزاك الله شيخنا الفاضل

  14. #54
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    ما رايكم بمقالة شيخ الإسلام رحمه الله
    "
    ليس في الكائنات ما يسكن العبد*إليه*ويطمئ ن*به، ويتنعم بالتوجه*إليه؛ إلا الله سبحانه.
    مجموع الفتاوى / لابن تيمية ٢٤/١

  15. #55
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    ما رايكم بمقالة شيخ الإسلام رحمه الله
    "
    ليس في الكائنات ما يسكن العبد*إليه*ويطمئ ن*به، ويتنعم بالتوجه*إليه؛ إلا الله سبحانه.
    مجموع الفتاوى / لابن تيمية ٢٤/١
    نعم بارك الله فيك أخى حسن المطروشى الاثرى وجزاك الله خيرا على إثراءك للعلم النافع
    - مقالة شيخ الاسلام مقالة العارفين لمقام إخلاص القلب والوجه والعمل لله وحده
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
    فليس فى الكائنات ما يسكن العبد إليه ويطمئن به، ويتنعم بالتوجه إليه، إلا الله سبحانه،
    ومن عبد غير الله وإن أحبه وحصل له به مودة فى الحياة الدنيا
    ونوع من اللذة فهو مفسدة لصاحبه أعظم من مفسدة التلذاذ أكل الطعام المسموم،
    {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}
    ، فإن قوامهما بأن تأله الإله الحق، فلو كان فيهما آلهة غير الله لم يكن إلها حقّا؛
    إذ الله لا سَمِيَّ له ولا مثل له؛
    فكانت تفسد لانتفاء ما به صلاحها هذا من جهة الإلهية. وأما من جهة الربوبية فشىء آخر؛
    واعلم أن فقر العبد إلى الله أن يعبد الله لا يشرك به شيئا، ليس له
    نظير فيقاس به؛ لكن يشبه من بعض الوجوه حاجة الجسد إلى الطعام والشراب، وبينهما فروق كثيرة.فإن حقيقة العبد قلبه، وروحه، وهى لا صلاح لها إلا بإلهها الله الذى لا إله إلا هو، فلا تطمئن فى الدنيا إلا بذكره، وهى كادحة إليه كَدْحًا فملاقيته، ولابد لها من لقائه، ولا صلاح لها إلا بلقائه.ولو حصل للعبد لذات أو سرور بغير الله فلا يدوم ذلك، بل ينتقل من نوع إلى نوع، ومن شخص إلى شخص، ويتنعم بهذا فى وقت وفى بعض الأحوال، وتارة أخرى يكون ذلك الذى يتنعم به والْتَذَّ غير منعم له ولا ملتذ له، بل قد يؤذيه اتصاله به ووجوده عنده، ويضره ذلك.وأما إلهه فلابد له منه فى كل حال وكل وقت، وأينما كان فهو معه؛ ولهذا قال إمامنا [إبراهيم] الخليل صلى الله عليه وسلم: {لا أُحِبُّ الآفِلِينَ} [الأنعام: 76] . وكان أعظم آية فى القرآن الكريم: {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] ، وقد بسطت الكلام فى معنى [القيوم] فى موضع آخر، وبينا أنه الدائم الباقى الذى لا يزول ولا يعدم، ولا يفنى بوجه من الوجوه.
    واعلم أن هذا الوجه مبنى على أصلين:
    أحدهما:
    على أن نفس الإيمان بالله وعبادته ومحبته وإجلاله
    هو غذاء الإنسان وقوته وصلاحه وقوامه
    كما عليه أهل الإيمان، وكما دل عليه القرآن..
    الأصل الثإني: النعيم فى الدار الآخرة أيضًا مثل النظر إليه...أنهم مع كمال تنعمهم بما أعطاهم الله فى الجنة، لم يعطهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه، وإنما يكون أحب إليهم لأن تنعمهم وتلذذهم به أعظم من التنعم والتلذذ بغيره. فإن اللذة تتبع الشعور بالمحبوب، فكلما كان الشىء أحب إلى الإنسان كان حصوله ألذ له، وتنعمه به أعظم
    [المجموع 1/ 24].
    *************
    وقال ابن القيم رحمه الله فى اغاثة اللهفان
    لا سعادة للقلب ولا لذة ولا نعيم ولا صلاح إلا بأن يكون إلهه وفاطره وحده هو معبوده وغاية مطلوبه, وأحب إليه من كل ما سواه ليس في الكائنات شيء غير الله سبحانه يسكن القلب إليه, ويطمئن به, ويأنس به, ويتنعم بالتوجه إليه!
    ومن عبد غيره سبحانه وحصل له به نوع منفعة ولذة,
    فمضرته بذلك أضعاف أضعاف منفعته,
    وهو بمنزلة أكل الطعام المسموم اللذيذ,
    وكما أن السماوات والأرض لو كان فيهما إله غيره سبحانه لفسدتا
    كما قال تعالى: {لَو كانَ فيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّـهُ لَفَسَدَتا }[الأنبياء:22]
    فكذلك القلب إذا كان فيه معبود غير الله فسد فساداً لا يرجي صلاحه إلا بأن يخرج ذلك المعبود من قلبه, ويكون الله وحده إلهه ومعبوده الذي يحبه ويرجوه ويخافه, ويتوكل عليه, وينيب إليه.
    فأوامره سبحانه,
    وحقه الذي أوجبه على عباده,
    وشرائعه التي شرعها لهم,
    هي قرة العيون, ولذة القلوب, ونعيم الأرواح وسرورها, وبه سعادتها وفلاحها, وكمالها في معاشها ومعادها

  16. #56
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    قد أورد ابن الساعي (ت 674هـ/1275م) -في كتابه ‘أخبار الحلاج‘- نقلا عن تلميذ الحلاج أحمد بن فاتك الصوفي أن الحلاج كان يقول: "من ظن أن الإلهية تمتزج بالبشرية أو البشرية بالإلهية فقد كفر". وقال:
    أنا سِرُّ الحق! ما الحقُ أنا ** بل أنا حقٌ ففرِّق بيننا
    وقال في مجلس محاكمته: "ظهري حِمَى، ودمي حرام، وما يحل لكم أن تتأولوا علي، واعتقادي الإسلام، ومذهبي السنة، فالله الله في دمي!!


    وبعد مقتل الحلاج بقرن ونصف؛ وجدنا أئمة كبارا يدافعون عن الحلاج حتى من داخل المذهب الحنبلي؛ فهذا الإمام ابن عقيل الحنبلي "صنّف في مدح الحلاج جزءا في زمان شبابه تأول فيه أقواله وفسّر أشعاره واعتذر له"؛ وفقا لما قاله سبط ابن الجوزي (ت 654هـ/1256م) في ‘مرآة الزمان‘. بل إن ابن عقيل نفسه اعترف بتأييده للحلاج وإن "تراجع" عن ذلك حين "استتابته" السلطة العباسية بضغط من زملائه في المذهب الحنبلي.

    فقد جاء في وثيقة هذه "الاستتابة" -التي حفظ لنا نصَّها ابنُ الجوزي في ‘المنتظم‘ نقلا عن خط ابن عقيل- قولُ الأخير: "واعتقدتُ في الحلاج أنه من أهل الدين والزهد والكرامات، ونصرتُ ذلك في جزء عملته، وأنا تائب إلى الله تعالى منه، وأنه قُـتِل بإجماع فقهاء عصره، وأصابوا في ذلك وأخطأ هو". مع أن نص ابن عقيل هذا –حتى وإن سلمنا بصدوره منه بدون إكراه- لا يتضمن حكما بالزندقة أو الكفر على الحلاج وإنما يصفه فقط بأنه "أخطأ

    ما صحة

  17. #57
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    قد أورد ابن الساعي (ت 674هـ/1275م) -في كتابه ‘أخبار الحلاج‘- نقلا عن تلميذ الحلاج أحمد بن فاتك الصوفي أن الحلاج كان يقول: "من ظن أن الإلهية تمتزج بالبشرية أو البشرية بالإلهية فقد كفر". وقال:
    أنا سِرُّ الحق! ما الحقُ أنا ** بل أنا حقٌ ففرِّق بيننا
    وقال في مجلس محاكمته: "ظهري حِمَى، ودمي حرام، وما يحل لكم أن تتأولوا علي، واعتقادي الإسلام، ومذهبي السنة، فالله الله في دمي!!


    وبعد مقتل الحلاج بقرن ونصف؛ وجدنا أئمة كبارا يدافعون عن الحلاج حتى من داخل المذهب الحنبلي؛ فهذا الإمام ابن عقيل الحنبلي "صنّف في مدح الحلاج جزءا في زمان شبابه تأول فيه أقواله وفسّر أشعاره واعتذر له"؛ وفقا لما قاله سبط ابن الجوزي (ت 654هـ/1256م) في ‘مرآة الزمان‘. بل إن ابن عقيل نفسه اعترف بتأييده للحلاج وإن "تراجع" عن ذلك حين "استتابته" السلطة العباسية بضغط من زملائه في المذهب الحنبلي.

    فقد جاء في وثيقة هذه "الاستتابة" -التي حفظ لنا نصَّها ابنُ الجوزي في ‘المنتظم‘ نقلا عن خط ابن عقيل- قولُ الأخير: "واعتقدتُ في الحلاج أنه من أهل الدين والزهد والكرامات، ونصرتُ ذلك في جزء عملته، وأنا تائب إلى الله تعالى منه، وأنه قُـتِل بإجماع فقهاء عصره، وأصابوا في ذلك وأخطأ هو". مع أن نص ابن عقيل هذا –حتى وإن سلمنا بصدوره منه بدون إكراه- لا يتضمن حكما بالزندقة أو الكفر على الحلاج وإنما يصفه فقط بأنه "أخطأ

    ما صحة
    من هو منصور الحلاج ؟
    الجواب
    الحلاج هو الحسين بن منصور الحلاج ، ويكنى أبا مغيث . وقيل : أبا عبد الله .
    نشأ بواسط . وقيل بتستر ، وخالط جماعة من الصوفية منهم سهل التستري والجنيد وأبو الحسن النوري وغيرهم .
    رحل إلى بلاد كثيرة ، منها مكة وخراسان ، والهند وتعلم السحر بها ، وأقام أخيراً ببغداد ، وبها قتل .
    تعلم السحر بالهند ، وكان صاحب حيل وخداع ، فخدع بذلك كثيراً من جهلة الناس ، واستمالهم إليه ، حتى ظنوا فيه أنه من أولياء الله الكبار .
    له قبول عند عامة المستشرقين ويظهرونه على أنه قتل مظلوماً ، وذلك لما سيأتي من أن اعتقاده قريب من اعتقاد النصارى ، ويتكلم بكلامهم .
    قتل ببغداد عام 309 هـ بسبب ما ثبت عنه بإقراره وبغير إقراره من الكفر والزندقة .
    وأجمع علماء عصره على قتله بسبب ما نقل عنه من الكفر والزندقة .
    وها هي بعض أقواله :
    1- ادعى النبوة ، ثم تَرَقَّى به الحال أن ادعى أنه هو الله . فكان يقول : أنا الله . وأمر زوجة ابنه بالسجود له . فقالت : أو يسجد لغير الله ؟ فقال : إله في السماء وإله في الأرض .
    2- كان يقول بالحلول والاتحاد . أي : أن الله تعالى قد حَلَّ فيه ، وصار هو والله شيئاً واحداً . تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
    وهذا هو الذي جعل له القبول عن المستشرقين النصارى لأنه وافقهم على الحلول ، إذ إنهم يعتقدون في عيسى عليه السلام أن الله تعالى قد حَلَّ فيه . ولهذا تكلم الحلاج باللاهوت والناسوت كما يفعل النصارى . فمن أشعاره :
    سبحان مـن أظهر ناسوته سـر لاهوته الثاقـــب
    ثم بدا في خلقـه ظــاهراً في صورة الآكل والشارب
    ولما سمع ابن خفيف هذه الأبيات قال : على قائل هذا لعنة الله . فقيل له : هذا شعر الحلاج . فقال : إن كان هذا اعتقاده فهو كافر اهـ
    3- سمع قارئاً يقرأ آية من القرآن ، فقال : أنا أقدر أن أؤلف مثل هذا .
    4- من أشعاره :
    عَقَدَ الخلائقُ في الإله عقائدا وأنا اعتقدتُ جميعَ ما اعتقدوه
    وهذا الكلام مع تضمنه إقراره واعتقاده لجميع الكفر الذي اعتقدته الطوائف الضالة من البشر ، فإنه مع ذلك كلام متناقض لا يقبله عقل صريح ، إذ كيف يعتقد التوحيد والشرك في آنٍ واحد ؟!
    5- له كلام يبطل به أركان الإسلام ، ومبانيه العظام ، وهي الصلاة والزكاة والصيام والحج .
    6- كان يقول : إن أرواح الأنبياء أعيدت إلى أجساد أصحابه وتلامذته ، فكان يقول لأحدهم : أنت نوح ، ولآخر : أنت موسى ، ولآخر : أنت محمد .
    7- لما ذُهب به إلى القتل قال لأصحابه : لا يهولنكم هذا ، فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً . فقتل ولم يَعُدْ .
    فلهذه الأقوال وغيرها أجمع علماء عصره على كفره وزندقته ولذلك قتل ببغداد عام 309 هـ . وكذا ذمه أكثر الصوفية ونفوا أن يكون منهم ، فممن ذمه الجنيد ، ولم يذكره أبو القاسم القشيري في رسالته التي ذكر فيها كثيراً من مشايخ الصوفية .
    وكان من سعى في قتله وعقد له مجلساً وحكم عليه فيه بما يستحقه من القتل هو القاضي أبو عمر محمد بن يوسف المالكي رحمه الله . وقد امتدحه ابن كثير على ذلك فقال : وكان من أكبر صواب أحكامه وأصوبها قَتْلَهُ الحسين بن منصور الحلاج اهـ (البداية والنهاية 11/172).
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( مَنْ اعْتَقَدَ مَا يَعْتَقِدُهُ الْحَلاجُ مِنْ الْمَقَالاتِ الَّتِي قُتِلَ الْحَلاجُ عَلَيْهَا فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ; فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ إنَّمَا قَتَلُوهُ عَلَى الْحُلُولِ وَالاتِّحَادِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ مَقَالاتِ أَهْلِ الزَّنْدَقَةِ وَالإِلْحَادِ كَقَوْلِهِ : أَنَا اللَّهُ . وَقَوْلِهِ : إلَهٌ فِي السَّمَاءِ وَإِلَهٌ فِي الأَرْضِ . . . وَالْحَلاجُ كَانَتْ لَهُ مخاريق وَأَنْوَاعٌ مِنْ السِّحْرِ وَلَهُ كُتُبٌ مَنْسُوبَةٌ إلَيْهِ فِي السِّحْرِ . وَبِالْجُمْلَةِ فَلا خِلافَ بَيْنِ الأُمَّةِ أَنَّ مَنْ قَالَ بِحُلُولِ اللَّهِ فِي الْبَشَرِ وَاتِّحَادِهِ بِهِ وَأَنَّ الْبَشَرَ يَكُونُ إلَهًا وَهَذَا مِنْ الآلِهَةِ : فَهُوَ كَافِرٌ مُبَاحُ الدَّمِ وَعَلَى هَذَا قُتِلَ الْحَلاجُ )اهـ مجموع الفتاوى ( 2/480 ) .
    وقال أيضاً : ( وَمَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ذَكَرَ الْحَلاجَ بِخَيْرِ لا مِنْ الْعُلَمَاءِ وَلا مِنْ الْمَشَايِخِ ; وَلَكِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَقِفُ فِيهِ ; لأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَهُ ) .اهـ مجموع الفتاوى ( 2/483 ) .[الاسلام سؤال وجواب ]

    يحكي الحلاج مناظرة جرت بينه وبين إبليس وفرعون فيقول: (تناظرت مع إبليس وفرعون في الفتوة فقال إبليس: إن سجدت سقط عني اسم الفتوة، وقال فرعون: إن آمنت برسوله سقطت من منزلة الفتوة، وقلت أنا أيضاً إن رجعت عن دعواي وقولي سقطت من بساط الفتوة، وقال إبليس: أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ[الأعراف: 12] حين لم ير غيراً، وقال فرعون. مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي[القصص: 38] حين لم يعرف في قومه من يميز بين الحق والباطل، وقلت أنا: إن لم تعرفون فاعرفوا آثاره وأنا ذلك الأثر، وأنا الحق، لأني مازلت أبداً بالحق حقاً، فصاحبي وأستاذي إبليس وفرعون، وإبليس هدد بالنار وما رجع عن دعواه، وفرعون أغرق في اليم وما رجع عن دعواه ولم يقر بالواسطة أبداً، وإن قتلت أو صلبت أو قطعت يداي ورجلاي ما رجعت عن دعواي) (9) .
    فأنت ترى كيف زعم أن إبليس إنما لم يسجد لله لاعتقاده عدم الغيرية: وأن فرعون لم يتبع موسى عليه السلام لإسقاطه الوسائط، ومعناه عندهم في أخف الأحوال: الأخذ عن الله بالمباشرة، ومعناه الآخر نفي التعددية وهو المقصود هنا قطعاً. كما جعل منهما مثله الأعلى في التمادي على الغي والضلال، وهذا النص مما يؤكد أن الحلاج لم يرجع عن عقيدة الحلولية حتى مات، بل لم يزل يدعو إليها حتى وهو أمام خشبة الصلب حيث كان يقول لأصحابه وهو على تلك الحالة: (لا يهولنكم ما ترون فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً). قال الحافظ الذهبي: (فهذه حكاية صحيحة توضح لك أن الحلاج ممخرق كذاب حتى عند قتله)
    ((الطاسين)) (ص: 51-52)
    فأنت ترى كيف زعم أن إبليس إنما لم يسجد لله لاعتقاده عدم الغيرية: وأن فرعون لم يتبع موسى عليه السلام لإسقاطه الوسائط، ومعناه عندهم في أخف الأحوال: الأخذ عن الله بالمباشرة، ومعناه الآخر نفي التعددية وهو المقصود هنا قطعاً. كما جعل منهما مثله الأعلى في التمادي على الغي والضلال،
    وهذا النص مما يؤكد أن الحلاج لم يرجع عن عقيدة الحلولية حتى مات، بل لم يزل يدعو إليها حتى وهو أمام خشبة الصلب حيث كان يقول لأصحابه وهو على تلك الحالة:
    (لا يهولنكم ما ترون فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً).
    قال الحافظ الذهبي:
    (فهذه حكاية صحيحة توضح لك أن الحلاج ممخرق كذاب حتى عند قتله)
    [السير للذهبى](14/346).
    وليس غريباً أن يتخذ الحلاج من إبليس مثله الأعلى في الكفر فهو القائل: (وما كان في أهل السماء موحد مثل إبليس حيث إن إبليس تغير عليه العين، وهجر الألحاظ في السير وعبد المعبود على التجريد).
    3- ومما صرح فيه بعقيدته أيضاً ما حكاه الخطيب بإسناده والذهبي من طريقه عن أبي بكر بن ممشاد قال: (حضر عندنا بالدينور رجل معه مخلاة لا يفارقها ليلاً أو نهاراً، ففتشوها فوجدوا فيها كتاباً للحلاج عنوانه: (من الرحمن الرحيم إلى فلان بن فلان) فوجه على بغداد وعرض عليه، فقال: هذا خطي وأنا كتبته، فقالوا: كنت تدعي النبوة صرت تدعي الربوبية؟ قال: لا، ولكن هذا عين الجمع عندنا، هل الكاتب إلا الله؟ وأنا والوليد آله)


    وهذا النص يؤكد مرة أخرى عقيدة الحلول التي كان يعتقدها الحلاج فإن نفيه عن نفسه ادعاء الربوبية مع قوله: (من الرحمن الرحيم) ثم تفسيره بأن الكاتب هو الله، وأنه مجرد آله من آلاته، وهذه الأمور مجتمعة لا معنى لها غير الحلول.
    ويؤيد هذا أن بنت الحلاج أمرت بنت السمري زوجة ابن الحلاج بالسجود له، فقالت على الفطرة: أو يسجد لغير الله، فما كان من الحلاج لما سمع كلامها إلا أن قال: (نعم، إله في السماء، إله في السماء، وإله في الأرض[الطواسين للحلاج -ص -134]

    ومن أقاويله في الحلول قوله:

    (أنا من أهوى ومن أهو أنا
    نحن روحان حللنا بدنا
    فإذا أبصرتني أبصرته
    وإذا أبصرته أبصرتنا)
    ((الطواسين)) (ص: 134).

  18. #58
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    س: ما حكم قولهم في التعزية: "انتقل إلى مثواه الأخير"؟

    ج: لا أعلم في هذا بأسًا؛ لأنه مثواه الأخير بالنسبة للدنيا، وهي كلمة عامية؛ أما المثوى الأخير الحقيقي فهو الجنة للمتقين والنار للكافرين[1].
    مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (13/ 408).

  19. #59
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    س: ما حكم قولهم في التعزية: "انتقل إلى مثواه الأخير"؟

    ج: لا أعلم في هذا بأسًا؛ لأنه مثواه الأخير بالنسبة للدنيا، وهي كلمة عامية؛ أما المثوى الأخير الحقيقي فهو الجنة للمتقين والنار للكافرين[1].
    مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (13/ 408).
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على إثراء العلم النافع ومدارسته

    الشيخ ابن عثيمين رحمه الله منع استعمالها
    قال:
    وبهذا نعرف أن ما يذكره بعض الناس الان في الجرائد وغيرها يقول عن الرجل إذا مات: " إنه انتقل إلى مثواه الأخير "، إن هذا كلام باطل وكذب؛ لأن القبور ليس هي المثوى الأخير، بل لو أن الإنسان اعتقد مدلول هذا اللفظ لصار كافراً بالبعث، والكفر بالبعث ردة عن الإسلام، لكن كثيًرا من الناس يأخذون الكلمات ولا يدرون ما معناها، ولعل هذه موروثة عن الملحدين الذين لا يقرون بالبعث بعد الموت، لهذا يجب تجنب هذه العبارة، فلا يقال عن القبر إنه المثوى الأخير؛ لأن المثوى الأخير إما الجنة، وإما النار في يوم القيامة.
    ولكن مقصود الشيخ ابن باز رحمه الله كون القبر مثواه الأخير في الدنيا
    ومنع ابن عثيمين رحمه الله من ايهام اللفظ معنى الحادى وهو عدم اعتقاد الحياة بعد القبر

    ولكن الخلاف بين الشيخين لفظى
    فالمسلم لا يعتقد أن القبر هو المثوى الأخير،
    فالراجح هو ماذهب إليه الامام عبد العزيز بن باز رحمه الله.

    وعَدَّها الشيخ بكر ابو زيد من المناهى اللفظية وجعلها مما يجرى على ألسنة العامة ومن جهالات البعض ممن لا يراعون سلامة الإعتقاد.
    قال في معجم المناهي اللفظية (ص492)
    مثواه الأخير: انتشرت هذه العبارة في زماننا على ألسنة المذيعين وبأقلام الصحفيين، وهي من جهالاتهم الكثيرة، المبنية على ضعف رعاية سلامة الإعتقاد.
    يقولونها حينما يموت شخص، ثم يدفن، فيقولون:" ثم دفن في مثواه الأخير " ونحوها.
    ومعلوم أن "القبر" مرحلة بين الدنيا والآخرة، فبعده البعث ثم الحشر، ثم العرض في يوم القيامة، ثم الى جنة أو نار، قال تعالى:" فريق في الجنة وفريق في السعير ".
    ولذا فلو أطلقها إنسان معتقدا ماترمي إليه من المعنى الإلحادي الكفري المذكور؛ لكان كافرا مرتدا، فيجب إنكار إطلاقها، وعدم استعمالها.

  20. #60
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    جزاكم الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •