تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: خذل عنا فإن الحرب خدعة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي خذل عنا فإن الحرب خدعة

    3777 - ( خذل عنا ؛ فإن الحرب خدعة ) .
    قال الالباني في السلسلة الضعيفة:

    ضعيف جداً
    أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (1/ 109/ 226) ، وأبو عوانة (4/ 82) ، والديلمي (2/ 111-112) عن يعقوب بن محمد : حدثنا عبد العزيز بن عمران : حدثنا إبراهيم بن صابر الأشجعي ، عن أبيه ، عن أمه بنت نعيم بن مسعود الأشجعي ، عن أبيها قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عبد العزيز بن عمران هو المعروف بابن أبي ثابت الزهري المدني ، وهو متروك .
    ومن فوقه لم أعرفهم ، وبنت نعيم اسمها زينب ، ونعيم صحابي مشهور قالوا : وهو الذي أوقع الخلاف بين الحيين (قريظة وغطفان) في وقعة الخندق ، فخالف بعضهم بعضاً ورحلوا عن المدينة ، والقصة رواها ابن إسحاق بغير إسناد ؛ وفيها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له : "فخذل عنا إن استطعت ؛ فإن الحرب خدعة" . انظر "تاريخ ابن كثير" (4/ 111) ، ورواها الطبري (1/ 114/ 236) عن الزهري مرسلاً ؛ دون حديث الترجمة . (تنبيه) : "إبراهيم بن صابر" هكذا وقع في "تهذيب الطبري" ، ووقع في "مسند أبي عوانة" : "..هانىء" مكان "صابر" ، وفي "الديلمي" : "جابر" . وهذا تحريف شديد ، أضاع علينا معرفة هوية إبراهيم هذا ، وقد ذكر الحافظ المزي في شيوخ عبد العزيز بن عمران ثلاثة باسم إبراهيم :
    الأول : إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة .
    الثاني : إبراهيم بن حويصة .
    الثالث : إبراهيم بن أبي الصقر .
    ولم أعرف من هؤلاء إلا الأول ؛ وهو أشهلي أنصاري مولاهم ، ولم يذكروا له رواية عن أبيه ، ثم هو ضعيف . والله أعلم .
    واعلم أنني إنما خرجت الحديث هنا من أجل طرفه الأول : "خذل عنا" ، وإلا ؛ فبقيته صحيح ، بل متواتر ، أخرجه ابن جرير عن عشرة من الصحابة ، وبعضها في "الصحيحين" ، وخرجه السيوطي في "الجامع الصغير" عن أربعة عشر صحابياً ، ليس فيهم أبو الطفيل وأسماء بنت يزيد ، وقد أخرجهما الطبري ، فيصير العدد (16) . وقد أخرجته عن بعضهم في "الروض النضير" (770) ، وغيره ، فانظر "صحيح الجامع الصغير" (3171) .
    ثم وقفت على الكتاب الذي سماه مؤلفه الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله : "تنبيه القاري على تقوية ما ضعفه الألباني" ! ومما قواه هذا الحديث ! فقد ساقه من رواية البيهقي في "دلائل النبوة" (3/ 445-446) من طريق أحمد بن عبد الجبار : حدثنا يونس ، عن ابن إسحاق قال : فحدثني رجل ، عن عبد الله بن كعب بن مالك قال : جاء نعيم بن مسعود الأشجعي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : يا رسول الله ! إني قد أسلمت ؛ ولم يعلم بي أحد من قومي ، فمرني أمرك ... إلخ .
    قلت : كذا صورة الأصل ، وهي بخطه ؛ كما أخبرني من أهداه إلي ، وهذا من أوهامه رحمه الله ! لأنه كان عليه أن يذكر جواب النبي - صلى الله عليه وسلم - لنعيم بن مسعود ؛ لأن موضع استشهاده أو انتقاده علي إنما هو فيه ، وهو :
    فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إنما أنت فينا رجل واحد ، فخذل عنا ما استطعت ؛ فإنما الحرب خدعة" . فانطلق نعيم بن مسعود ... الحديث .
    قلت : فهنا محل تلك اللفظة : "إلخ" كما هو ظاهر .
    ثم ساقه من رواية البيهقي أيضاً من الطريق ذاتها ، عن ابن إسحاق قال : حدثنا يزيد بن رومان ، عن عروة ، عن عائشة قالت :
    كان نعيم بن مسعود رجلاً نموماً ، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : ... ، فذكر القصة مختصرة جداً ، وفيه :
    فلما ولى نعيم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إنما الحرب خدعة" .
    وقال الدويش عقبه :
    "وهذا إسناد حسن ، وقد أشار إليه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/ 403) بأطول من هذا ، وسكت عليه . والله أعلم" .
    كذا قال ! غفر الله له ، وفيه أوهام عجيبة !
    أولاً : قوله : "وقد أشار إليه الحافظ .." إلى قوله : "وسكت عنه" .
    فأقول : الذي سكت عنه الحافظ ليس هذا الذي ساقه الدويش من رواية البيهقي عن عبد الله بن كعب المرسلة ، ورواية عروة عن عائشة المسندة ، وإنما سكت عن رواية ابن إسحاق في "السيرة" (3/ 247-250) مطولة جداً ، ساقها الحافظ ملخصة ، وسبب سكوته واضح ؛ لأن ابن إسحاق لم يسندها ، فهي ظاهرة الإعضال ، ككثير من روايات سيرته ؛ كما هو معروف عند أهل العلم .
    ثانياً : قوله : "وهذا إسناد حسن" ! خطأ واضح ؛ لأنه إن أراد به الطريق الأول الذي فيه موضع الشاهد : "خذل عنا" ؛ ففيه ثلاث علل :
    الأولى : الإرسال ؛ لأن عبد الله بن كعب بن مالك تابعي لم يدرك القصة .
    والثانية : فيه الرجل الذي لم يسم !
    والثالثة : أحمد بن عبد الجبار - وهو العطاردي - ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "ضعيف" .
    وإن أراد به الطريق الآخر ؛ فليس فيه موضع الشاهد أولاً ، ثم هو من طريق أحمد بن عبد الجبار الضعيف ثانياً . وإذا كان مدار الطريقين عليه ؛ فعدم ذكره في الطريق الآخر موضع الشاهد إن كان قد حفظه ؛ فهو يدل على ضعف الشاهد ، وإن كان لم يحفظه ؛ فهو يدل على ضعفه هو ؛ لأنه مرة ذكره ، ومرة لم يذكره .
    وبالجملة ؛ فانتقاد الرجل تضعيفي للحديث برواية البيهقي هذه على ما فيها من الاضطراب والضعف ؛ لهو من الأدلة الكثيرة على أنه لا يحسن هذه الصناعة الحديثية ، ولا الكتابة فيها .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: خذل عنا فإن الحرب خدعة

    منقول من الأخ عمر الزهيري


    تخريج قصة تخذيل نعيم بن مسعود للمشركين في غزوة الخندق والتي جائت في كتب السيرة وقد جائت الإشارة لها ايضا في تهذيب إسلامي لقصص كليلة ودمنة ص ١٦٢ لسليمان الخراشي - وهو كتاب رائق لائق للصغار والكبار فقد نقد مترجم كتابه كليلة ودمنة وهذب ما في كليلة ودمنة من كفرياته وفحشه ولي تعليقات على أصل كليلة ودمنة أنهيتها والحمد لله - .


    ففي تهذيب إسلامي لقصص كليلة ودمنة ص ١٦٢ قصة تخذيل نعيم بن مسعود لا تصح وهي مما شاع ولم يثبت وهي قصة ضعيفة خرجها الالباني في السلسلة الضعيفة ح ٣٧٧٧ وهي بلفظ ( خذل عنا فإن الحرب خدعة ) ورد الألباني على عبد الله الدويش الذي حسنها في كتابه ( تنبيه القاري ).

    اما حديث ( الحرب خدعة ) فصحيح بل متواتر كما نص الالباني في الضعيفة هناك فهو مروي عن ستة عشر صحابياً.

    والذي جاء في الحديث الصحيح عن عروة والحدث الحسن عن عائشة - كما سيأتي - ان النبي هو من خذَّلَهُم وليس نعيم إذ نعيم ما كان إلا ناقل خبر كما يفيد لفظه كما أفاد الشيخ محمد بن عبد الله العوشن في كتابه القيم (ما شاع ولم يثبت ص ١٧٠ - ١٧٣) وهذا الحديث الحسن جاء من طريق مرسل عن الزهري رواه الطيري في تهذيب الآثار ومن طريق ضعيف عن عائشة رواه البيهقي وفيه احمد بن عبد الجبار وهو ضعيف والطريقان ذكرهما الالباني في الضعيفة هناك فيشد بعضهما بعضاً فهو بهما حسن، ولم يحسّن الألباني قصة تخذيل نعيم بهذين الطريقين - وهو كما قال - لخلوهما من الشاهد وهو لفظ ( خذل لنا يا نعيم ) لأن الطريقان فيهما تخذيل النبي لهم لا تخذيل نعيم بن مسعود لهم فهذا الحديث الحسن في طريقيه يجعل تفريق شمل الأحزاب بالتخذيل بينهم من تدبير الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد تدبير الله- وأن نعيمًا ما هو إلا ناقل للخبر.

    وعلقه عبد الرزاق في مصنفه (٥/ ٣٦٧ ح ٩٧٣٧) فقال: قال الزهري في حديثه عن ابن المسيب فذكره من كلامه مرسلا فهذا ضعيف لانه معلق ومرسل.

    ثم وجت له شاهد صحيح رواه ابن ابي شيبة في المصنف (٧ / ٣٧٧ ح ٣٦٨١٠) حدثنا يزيد بن هارون قال اخبرنا حمّاد بن سلمة عن هشام عن أبيه - اي عروة بن الزبير رضي الله عنه - قال وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين.

    وفيه ان اسمه مسعود والظاهر انه خطأ من حمّاد بن سلمة فإن نعيم بن مسعود هو المذكور في الحديث الحسن كما سلف في الطريقين الضعفين السابقين مرسل الزهري وطريق عائشة الضعيف انه نعيم بن مسعود وليس مسعود وثمة طريق ضعيف جداً اخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ( ٢/ ٥٦ ) قال محمد بن حُميد قال معمر عن ابن أبي نجيح موقوفاً على نعيم بن مسعود مختصراً جداً وهو دون المرفوع منه وهذا ضعيف جداً لأنه معضل فبين ابن ابي نجيح ونعيم بن مسعود مفاوز وفيه تسمية الصحابي بنعيم بن مسعود أيضاً وهذا المشهور في السيرة.

    فالحديث صحيح والنبي خذلهم لا نعيم بن مسعود لأن النبي علم ان نعيم بن مسعود لا يقدر ان يكتم حديثاً سمعه لأنه نمامٌ وإنما ورد تخذيل نعيم بن مسعود لهم في حديث ضعيف.

    وثمة طريقٌ آخر ضعيف جداً اخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (٤ / ٢٠٩ - ٢١٠ في ترجمة نعيم بن مسعود رضي الله عنه) من طريق محمد بن عمر وهو الواقدي المتروك.

    ولا تَتَوَهَمَنَّ ان نعيم بن مسعود فعل ذلك لنفاقه إعانة للكفار حاشاه بل هو صحابي ثبتت صحبته وهو احد رواة الصحابة للحديث وترجمته في كتب التراجم وكتب الصحابة - انظر المصدر الذي سبق في الضعيفة للألباني ح ٣٧٧٧ - وإنما هو نمام يحب نقل الكلام بين الناس ولشدة اعتياده تلك العادة السيئة لم يتمالك نفسه عن نقل ذلك الخبر لأبي سفيان - كما مر في لفظ طرق عروة الصحيح وطريق عائشة الحسن في ذلك - وليس ذلك كيداً من نعيم رضي الله عنه للدين وإنما لسوء عادته في نقل الكلام بين الناس فغلبت عليه.

    وهذا طريق الزهري المرسل مع لفظه:

    أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (3/ 137 ح 225): حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَرْسَلتْ بَنُو قُرَيْظَةَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْأَحْزَابِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: أَنِ اثْبُتُوا، فَإِنَّا سَنُغِيرُ عَلَى بَيْضَةِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ وَرَائِهِمْ. فَسَمِعَ ذَلِكَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الْأَشْجَعِيُّ، وَهُوَ مُوَادِعٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ عِنْدَ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ حِينَ أَرْسَلَتْ بِذَلِكَ بَنُو قُرَيْظَةَ إِلَى الْأَحْزَابِ، فَأَقْبَلَ نُعَيْمٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبَرَهُ خَبَرَ مَا أَرْسَلَتْ بِهِ بَنُو قُرَيْظَةَ إِلَى الْأَحْزَابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلَعَلَّنَا نَحْنُ أَمَرْنَاهُمْ بِذَلِكَ» ، فَقَامَ نُعَيْمٌ بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ لَيُحَدِّثَ بِهَا غَطَفَانَ، وَكَانَ نُعَيْمٌ رَجُلًا لَا يَمْلِكُ الْحَدِيثَ فَلَمَّا وَلَّى نُعَيْمٌ ذَاهِبًا إِلَى غَطَفَانَ , قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الَّذِي قُلْتَ إِمَّا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَأَمْضِهِ، وَإِمَّا هُوَ رَأْيٌ رَأَيْتَهُ، فَإِنَّ شَأْنَ بَنِي قُرَيْظَةَ هُوَ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَقُولَ شَيْئًا يُؤْثَرُ عَلَيْكَ فِيهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلْ هَذَا رَأْيٌ رَأَيْتُهُ، إِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ». ثُمَّ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِثْرِ نُعَيْمٍ فَدَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: «أَرَأَيْتَكَ الَّذِي سَمِعْتَنِي أَذْكُرُ آنِفًا؟ اسْكُتْ عَنْهُ فَلَا تَذْكُرْهُ لِأَحَدٍ». فَانْصَرَفَ نُعَيْمٌ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَاءَ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ غَطَفَانَ، فَقَالَ لَهُمْ: هَلْ عَلِمْتُمْ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: شَيْئًا قَطُّ إِلَّا حَقًّا؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ قَالَ لِي فِيمَا أَرْسَلَتْ بِهِ إِلَيْكُمْ بَنُو قُرَيْظَةَ: «فَلَعَلَّنَا نَحْنُ أَمَرْنَاهُمْ بِذَلِكَ» ، ثُمَّ نَهَانِي أَنْ أَذْكُرَهُ لَكُمْ، فَانْطَلَقَ عُيَيْنَةُ حَتَّى لَقِيَ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ , فَأَخْبَرَهُ بِمَا أَخْبَرَهُ نُعَيْمٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَنْتُمْ فِي مَكْرٍ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ. قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَنُرْسِلُ إِلَيْهِمْ نَسْأَلُهُمُ الرَّهْنَ، فَإِنْ دَفَعُوا إِلَيْنَا رَهْنًا مِنْهُمْ فَصَدِّقُوا، وَإِنْ أَبَوْا فَنَحْنُ مِنْهُمْ فِي مَكْرٍ. فَجَاءَهُمْ رَسُولُ أَبِي سُفْيَانَ يَسْأَلُهُمُ الرَّهْنَ , فَقَالَ: إِنَّكُمْ أَرْسَلْتُمْ إِلَيْنَا تَأْمُرُونَ بِالْمُكْثِ , وَتَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ سَتُخَالِفُونَ مُحَمَّدًا، وَمَنْ مَعَهُ، فَإِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَأَرْهِنُونَا بِذَلِكَ مِنْ أَبْنَائِكُمْ، وَصَبِّحُوهُمْ غَدًا. قَالَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ: قَدْ دَخَلَتْ عَلَيْنَا لَيْلَةُ السَّبْتِ، وَلَسْنَا نَقْضِي فِي لَيْلَةِ السَّبْتِ وَلَا فِي يَوْمِهَا أَمْرًا، فَأَمْهِلُوا حَتَّى يَذْهَبَ السَّبْتُ. فَرَجَعَ الرَّسُولُ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بِذَلِكَ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَرُءُوسُ الْأَحْزَابِ مَعَهُ: هَذَا مَكْرٌ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَارْتَحِلُوا. فَبَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِمُ الرِّيحَ حَتَّى مَا كَادَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يَهِدِّي إِلَى رَحْلِهِ، فَكَانَتْ تِلْكَ هَزِيمَتَهُمْ " فَبِذَلِكَ يُرَخِّصُ النَّاسُ الْخَدِيعَةَ فِي الْحَرْبِ ".

    وهذا طريق عائشة الحسن المتن - وسنده ضعيف كما سلف لكن متنه حسن للشاهدين طريق الزهري وطريق عروة - مع لفظه:

    أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 447): حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حدثنا يونس ابْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: كَانَ نُعَيْمٌ رَجُلًا نَمُومًا، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: إِنَّ يَهُودَ قَدْ بَعَثَتْ إِلَيَّ: إِنْ كَانَ يُرْضِيكَ عَنَّا أَنْ تَأْخُذَ رِجَالًا رَهْنًا مِنْ قُرَيْشٍ وَغَطَفَانَ، مِنْ أَشْرَافِهِمْ، فَنَدْفَعَهُمْ إِلَيْكَ، فَتَقْتُلَهُمْ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُمْ، فَأَخْبَرَهُمْ ذَلِكَ. فَلَمَّا وَلَّى نُعَيْمٌ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا الْحَرْبُ خَدْعَةٌ.

    وهذا الطريق الصحيح عن عروة بن الزبير مع لفظه:

    أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 377 ح 36810): حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مَسْعُودٌ , وَكَانَ نَمَّامًا , فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ بَعَثَ أَهْلُ قُرَيْظَةَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ أَنِ ابْعَثْ إِلَيْنَا رِجَالًا يَكُونُونَ فِي آطَامِنَا حَتَّى نُقَاتِلَ مُحَمَّدًا مِمَّا يَلِي الْمَدِينَةَ , وَتُقَاتِلَ أَنْتَ مِمَّا يَلِي الْخَنْدَقَ , فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَجْهَيْنِ , فَقَالَ لِمَسْعُودٍ: يَا مَسْعُودُ , إِنَّا نَحْنُ بَعَثْنَا إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ أَنْ يُرْسِلُوا إِلَى أَبِي سُفْيَانَ فَيُرْسِلَ إِلَيْهِمْ رِجَالًا , فَإِذَا أَتَوْهُمْ قَتَلُوهُمْ , قَالَ: فَمَا عَدَا أَنْ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَمَا تَمَالَكَ حَتَّى أَتَى أَبَا سُفْيَانَ فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ: «صَدَقَ وَاللَّهِ مُحَمَّدٌ، مَا كَذَبَ قَطُّ , فَلَمْ يَبْعَثْ إِلَيْهِمْ أَحَدًا»

    وقد تنبهت لهذا الطريق بفضل الله ثم بفضل ذكر السيوطي هذا الطريق الأخير في كتابه اللمع في أسباب ورود الحديث (ص: 92 ح 97) وهو يخرِّج سبب ورود حديث " الحرب خدعة " وقد ساقه هكذا بنفس لفظ ابن ابي شيبة بلفظ ( مسعود )! ولكنه ساق مرسل الزهري بعده -وفيه ان اسمه الصحابي ( نعيم بن مسعود - وفاته طريق عائشة السابق وكلاهما يصلح في الشواهد.

    قلت: ومر التنبيه على ان الصواب في اسم الصحابي هو نعيم بن مسعود لا مسعود

    فالحديث صحيح والعمدة في لفظه الطريق الصحيح عن عروة بن الزبير وطريق عائشة الضعيف لأنه بمعناه أما التفصيلات والتطويلات في رواية الزهري في تهذيب الآثار فلا تصح أما زيادة ( فَلَمَّا وَلَّى نُعَيْمٌ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا الْحَرْبُ خَدْعَةٌ. ) في طريق عائشة الضعيف فحسنة يشهد لها طريق الزهري الذي قبله ففيه بعد سماع نعيم بن مسعود ذلك من النبي وانصرافه قول النبي: ( بَلْ هَذَا رَأْيٌ رَأَيْتُهُ، إِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ») أما قول النبي ذلك لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وإرسال النبي في أثر نعيم مرة اخرى وغير ذلك من التفصيلات التي يخلوا منها طريق عروة وطريق عائشة فكلها زيادة ضعيفة في رواية الزهري وليس لها شواهد والحمد لله.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •