مناجاةٌ بلَيـل


مصطفى أحمد البيطار


























أيُّها الليلُ الغافي على ذِراع الظّلام..






أيّها الأملُ الغائرُ في رؤى الأحلام..

أيها الجفنُ الساهدُ مِن تَراكُمِ الآلام..


• • • •



أيا قلبي المكلومَ، أما سئمتَ كِفاحي..


بعدَما طارتْ في الدُّجى بلابلُ أَفراحي

وشرعَتْ أنغامُ أتراحي، تعزفُ لَحْناً حَزينًا

في مسائي وصَباحي..؟


• • • •



أيُّها الليلُ السّاجي عَلى دَربِ الأَوْهَام..


أمَا سَئمتَ جِراحي؟..

أيَّ شَدْوٍ تُريد؟..

ومازالَتْ تَقطُرُ دِمائي بأقداحي..؟

آمالي في لُججِ البحارِ تَعومُ، تغوص..

تَتصارع مع الأشباح..


• • • •



أيها القمرُ الساطعُ من بين فُرَجِ الغَمام..


أيها النور الضافي على الرَّوابي والآكام،

على هامِ الصخورِ، على ذَوائبِ الأفنان:

أطيرُ في رؤى الأحلام، إلى عالَمِ النسيان..

وفي قلبي أشجان..

ولِصَوتي نَغَمٌ، وألحانٌ..

يُسمعها صيحاتِ كلِّ عاشقٍ ولهان..

وفي خاطري إحساسٌ فيه حبٌّ، وإيمان..


• • • •



هِمتُ في عالمِ الأوهام، أُناجيك يا فؤادي..


مِن حَنايا الكهوف، من خفايا النفوس..

مِن تَحتِ الرُّكام..

إيّاكَ* مِنَ المغضوبِ عليهم، ومِن الضالّين..

معَ كثرة الآثام..


• • • •



دَعِ الرُّقادَ، يا فؤادي، ونادِ "اللهُ أكبر"..


جاءَ دَورُكَ يا إمام..

سِر بنا على طريق الهُدى..

نحن..

أمةٌ لا تُضام، لا تُسام..

نحنُ دعاةُ سَلام لا استسلام..

مَلأنا الدُّنيا عدلاً..

بفعالٍ.. لا بشعاراتٍ مزيّفة.. وتدجيلٍ بإعلام..


• • • •



ياربّ، احفظ أمّةَ الإسلام..


مِن الحاقدين، وجور الحكام...

من الظالمين، مِن دُعاة الفساد..
والإلحاد والإجرام..








ـــــــــــــــ ـــــــــــ

* إياكَ : تقدير الكلام هنا: إياكَ احذرْ.