حيرة اللقاء الأول
هدى محمد نبيه






الرؤية أو اللقاء الأول، غالبا ما يكون اللقاء الأول هو المفتاح لبداية التوافق النفسي بين طرفي المقابلة الشاب..الفتاة، ولقد شرعت الرؤية ليجد كل من الشاب والفتاة ما في الآخر من ميزات وعيوب، وما يستطيع أن يتقبله كل منهما فيمن سيكون شريكه في الحياة حتى يحصل تمام التوافق، بحيث يرضى كل منهما بالآخر شريكا له.
اللقاء الأول دائما ما يحمل معه حيرة وتوترا وارتباكا، سواء للشاب المتقدِّم للزواج أو الفتاة المتقدَّم لها، ويتساءل كل منهما: ماذا أقول؟ وعن ماذا أسأل؟ وكيف أتصرف طوال المقابلة؟ هل أتحفظ أم أتصرف على طبيعتي؟ وماذا أرتدي؟ وما الأشياء التي لا ينبغي أن أذكرها أو أفعلها في اللقاء الأول؟ وغيرها الكثير من الأسئلة التي تشغل ذهن الطرفين.






أختي الغالية ..قبل الرؤية الشرعية، أهمس في أذنك بهذه الوصايا:
1 - صلي ركعتي استخارة قبل المقابلة، وادعي الله بكل صدق وإخلاص أن يشرح صدركما للخير ويلهمكما الحكمة.
2 – توكلي على الله وفوضي إليه أمرك، جددي نيتك لله انك تبتغين من الزواج إقامة أسرة مسلمة.


3 – كوني هادئة ولا ترتبكي ولا توقعي أي سوء، بل كوني متفائلة.
4 - استعدي ظاهريا لهذا اللقاء باختيار ملابس أنيقة متناسقة تشعرك بالثقة، و أحرصي أن تكون الملابس طويلة فضفاضة وارتدي ألوانا مشرقة تظهرك أكثر جمالا وحيوية، وإياك والزينة..بل كوني طبيعيه جدا.
5 – لا تتسرعي وتخبري أحدا من أقاربك أو صديقاتك عن موضوع الرؤية حتى تتم الموافقة من الطرفين.
6 – عند الدخول لا ترتبكي وكوني واثقة ومتماسكة، وفى الوقت نفسه كوني محافظة على حيائك.
7 – ألقى السلام وأجلسي في مكان مناسب يسمح لك برؤيته، وذلك في وجود محرم كالأب مثلا.


8 – احرصي على النظر إليه، فهذا حقك الشرعي.
9 – انتبهي فلا يصح لك مصافحة الخاطب، فهو لا يزال أجنبيا عنك.
10 - تحري الارتياح المبدئي من حيث الشكل والمظهر العام وطريقة الكلام، ويعد هذا هو الهدف الأساسي من هذه المقابلة.
11 - كوني أنت بطريقتك وعلى طبيعتك المعتادة مع الناس، فما أتاه للارتباط بك هو خصائصك وطريقتك لو كان يعرفك قبل المجيء للخِطْبة، أما إذا كان زواجا تقليديا، فمن المفضل أيضا أن يعرفك كما أنت.


12 - أبحثي عن الأساسيات التي ترين ضرورة وجودها في زوجك، وتحدثي عن جوانب الحياة العادية.. بعض الهوايات.. أنواع الأطعمة.. أين تقضون الإجازات؟ الأسرة والعمل، طموحك وما تحبين وما تكرهين.. وهكذا.
13 - ركزي على أن يكون الحوار بطريقة ودودة وليس بطريقة التحقيقات البوليسية.
14 - تجنبي التحدث عن العلاقات السابقة -إن وجدت- خلال اللقاء الأول.

أختي الفتاة... ماذا لو لم يتم القبول؟
إذا لم يشأ الله – سبحانه وتعالى- أن يكون هناك نصيب بينكما، فلا تحزني، ولا تقلقي، فأنت لا تعلمين أي خير قد يكون لك بعد إتمام هذا الزواج، وقد يرزقك الله من هو خير منه، وهذه تجربة تستفيدين منها ورفض الخاطب لك لا يعني عيبا أو نقصا بك، بل ربما هي مسألة قلبية، فاحمدي الله على قضائه وقدره، ولا تفقدي ثقتك بنفسك أو تتأثري بذلك، واسألي الله أن يعوضك من هو خير منه .
أختي الفتاة ..ماذا لو لم تشعري بميل قلبي أو ارتياح تجاه الخاطب هل تحكمين القلب أم تحكمين العقل؟


هنا نقول لك من المهم أن نستمع لصوت القلب فهو عامل مهم ومصيري، لكن في الوقت نفسه لا نهمل جانب العقل فإذا خطبك شاب وكانت مواصفاته رائعة، ولكن حين رأيته لم تشعري بميل تجاهه، عندها نقول لك أنصتي لصوت عقلك وقلبك معا، فالحب أحيانا كثيرة يأتي مع العشرة الطيبة، ولكن في الوقت نفسه انتبهي فإذا كنت قد شعرتي بنفور شديد ولم تستطيعي تقبل هذا الخاطب فلا تضغطي على نفسك، أو تحاولي إقناعها بالإجبار حتى لا تندمي فيما بعد وتعيشين حياة تعيسة وكئيبة.