كان من دعاء امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
" اللهم لا تُكثر لي من الدنيا؛ فأطغى
ولا تُقلل لي منها؛ فأنسى
فإن ما قل وكفى .. خير مما كثر وألهى "
ماصحة هذا الاثر؟
كان من دعاء امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
" اللهم لا تُكثر لي من الدنيا؛ فأطغى
ولا تُقلل لي منها؛ فأنسى
فإن ما قل وكفى .. خير مما كثر وألهى "
ماصحة هذا الاثر؟
أخرجه المعافى بن عمران فى "الزهد" (162) قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَكَمِ الْهُذَلِيُّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: «اللَّهُمَّ لَا أَرَى شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا يَسْتَقِيمُ، وَلَا حَالًا مِنْ حَالِهَا يَدُومُ، اللَّهُمَّ لَا تُكْثِرْ عَلَيَّ فِيهَا فَأَطْغَى، وَلَا تُقِلَّ لِي فِيهَا فَأَنْسَى، وَاجْعَلْ رِزْقِي مِنْهَا كَفَافًا»
وفى الإسناد أبو الحكم الهذلي ، ذكره المزي فى "تهذيب الكمال" (149/28) ضمن شيوخ المعافى بن عمران ، ولم أعثر له على ترجمة ، و فيه كذلك الرجل المجهول الذى بين أبو الحكم وعمر بن الخطاب ، فهو إسناد ضعيف.
وأخرجه ابن أبي شيبة فى "المصنف" (29516) (34493) من طريق حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ طُعْمَةَ بْنِ غَيْلانَ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ مِيكَائِيلُ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: «قَدْ تَرَى مَقَامِي، وَتَعْرِفُ حَاجَتِي، فَارْجِعْنِي مِنْ عِنْدِكَ يَا اللَّهُ بِحَاجَتِي، مُفَلَّجًا مُنَجَّحًا مُسْتَجِيبًا مُسْتَجَابًا لِي، قَدْ غَفَرْتَ لِي وَرَحِمَتْنِي»، فَإِذَا قَضَى صَلَاتَهُ، قَالَ: «اللَّهُمَّ لَا أَرَى شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا يَدُومُ، وَلَا أَرَى حَالًا فِيهَا يَسْتَقِيمُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَنْطِقُ فِيهَا بِعِلْمٍ، وَأَصْمُتُ بِحُكْمٍ، اللَّهُمَّ لَا تُكْثِرْ لِي مِنَ الدُّنْيَا فَأَطْغَى، وَلَا تُقِلَّ لِي مِنْهَا فَأَنْسَى، فَإِنَّهُ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى»
وهذا إسناد ضعيف ، لجهالة هذا الرجل الخراساني.
وورد نحوه من دعاء داود عليه السلام ، أخرج الإمام أحمد فى "الزهد" (370) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ دَرِيَّهْ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ مِنْ دُعَاءِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «اللَّهُمَّ لَا تُفْقِرْنِي فَأَنْسَى، وَلَا تُغْنِنِي فَأَطْغَى»
وعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ دَرِيَّهْ يروي عن وهب بن منبه ، فلعله أخذه منه ، ويكون أصله من الإسرائيليات.
وأخرج ابن عساكر فى "تاريخ دمشق" (105/17) بإسناد جيد عن سعيد المقبري قال: ((كان من دعاء داود اللهم لا تكثر علي فأطغى ولا تقل لي فأنسى فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى اللهم رزق يوم بيوم فإذا رأيتني أجوز مجلس الذاكرين إلى مجالس المتكبرين فاكسر رجلي فإنها نعمة منك تمن بها))
والله أعلم.
جزاكم الله خيراً.