1 - أن يدعو الله له بالشفاء:
روى البخاري في صحيحه عن عائشة بنت سعد، أن أباها قال: تشكَّيت بمكةَ شكْوًا شديدًا، فجاءني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني، فقلت: يا نبي الله، إني أترك مالًا، وإني لم أترُكْ إلا ابنةً واحدةً، فأُوصِي بثُلُثَي مالي، وأترك الثلث؟ فقال: ((لا))، قلت: فأوصي بالنصف، وأترك النصف؟ قال: ((لا))، قلت: فأوصي بالثلث، وأترك لها الثلثين؟ قال: ((الثلث، والثلث كثير))، ثم وضع يده على جبهته، ثم مسح يده على وجهي وبطني، ثم قال: ((اللهم اشفِ سعدًا، وأتمِم له هجرته))، فما زلتُ أجد بَرْدَه على كَبِدي فيما يُخال إليَّ حتى الساعة[1].
روى أبو داود، والترمذي - وحسنه - عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((مَن عاد مريضًا لم يحضُرْ أَجَلُه، فقال عنده سبع مرارٍ: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيَك، إلا عافاه الله مِن ذلك المرض))[2].
روى أبو داود - وحسنه الحافظ بن حجر - عن ابن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاء الرجلُ يعود مريضًا، فليقُل: اللهم اشفِ عبدَك، ينكأ لك عدوًّا، أو يمشي لك إلى جنازةٍ))[3].
2 - أن يأمره العائد بالصبر والتحمل:
قال تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].
روى البخاري عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مرِض العبد أو سافر كُتب له مثل ما كان يعمل مُقيمًا صحيحًا))[4].
3 - يستحب أن يقول الزائر: لا بأس عليك، طهور إن شاء الله:
روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعودُه، قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده، قال: ((لا بأس، طهورٌ إن شاء الله))، فقال له: ((لا بأس، طهورٌ إن شاء الله))، قال: قلتَ: طهورٌ؟! كلَّا، بل هي حُمَّى تفور على شيخ كبير، تُزِيره القبور، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فنعم إذًا))[5].
4 - استحباب وضع اليد على المريض ورقيته:
ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى مريضًا، أو أُتي به، قال: ((أذهِبِ الباسَ ربَّ الناس، اشفِ وأنت الشافي، لا شفاءَ إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادر سقمًا))[6].
ففي الصحيحين أيضًا عنها رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوِّذات وينفُثُ، فلما اشتد وجعُه كنت أقرأ عليه، وأمسح بيده رجاءَ بركتها[7].
5 - تذكير المريض بوضع يده على موضع الألم والدعاء لنفسه:
روى مسلمٌ عن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعًا يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ضع يدَك على الذي تألَّم من جسدك، وقل: بسمِ الله، ثلاثًا، وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأُحاذِر))[8].
6 - استحباب سؤال أهل المريض عن حاله:
روى البخاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج مِن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي تُوفي فيه، فقال الناس: يا أبا حسن، كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أصبح بحمد الله بارئًا، فأخذ بيده عباس بن عبدالمطلب، فقال له: أنت والله بعد ثلاثٍ عبدُ العصا، وإني والله، لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يُتَوفَّى من وجعه هذا؛ إني لأعرف وجوهَ بني عبدالمطلب عند الموت، اذهَب بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنسأله فيمَن هذا الأمر، إن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا علمناه، فأوصى بنا، فقال عليٌّ: إنا والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمُنِعناها، لا يُعطيناها الناس بعده، وإني والله لا أسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم[9].
7 - تطييب نفس المريض:
روى الترمذي - وصححه الألباني - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد رجلًا من وَعْكٍ كان به، فقال: ((أبشِرْ، فإن الله يقول: هي ناري أُسلِّطها على عبدي المذنبِ؛ لتكون حظَّه من النار))[10].
--------------------------
[1] رواه البخاري (5659).
[2] حسن: سنن أبي داود (3106)، والترمذي (2083)، وحسنه.
[3] حسن: رواه أبو داود (3107)، وحسنه الحافظ ابن حجر في الفتوحات الربانية (2/ 165)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3107)، وأحمد شاكر في مسند أحمد (10/ 104).
[4] رواه البخاري (2996).
[5] رواه البخاري (3616).
[6] متفق عليه: رواه البخاري (5675)، ومسلم (2191).
[7] متفق عليه: رواه البخاري (5016)، ومسلم (2192).
[8] رواه مسلم (2202).
[9] رواه البخاري (4447).
[10] صحيح: رواه الترمذي (2088)، وصححه الألباني (2088).


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/140126/#ixzz6M1am7jHD