5036 - ( لا يسبغ عبد الوضوء ؛ إلا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) .
قال الالباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة :
منكر
أخرجه البزار (ص 34 - زوائده) عن خالد بن مخلد : حدثنا إسحاق ابن حازم : سمعت محمد بن كعب : حدثني حمران قال :
دعا عثمان بوضوء وهو يريد الخروج إلى الصلاة في ليلة باردة ، فجئته بماء ؛ فغسل وجهه ويديه ، فقلت : حسبك ؛ قد أسبغت الوضوء والليلة شديدة البرد ، فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ... فذكره ، وقال :
"لا نعلم أسند محمد بن كعب عن حمران إلا هذا" .
قلت : وكلاهما ثقة من رجال الشيخين .
وإسحاق بن حازم ثقة أيضاً .
وخالد بن مخلد - وإن كان من رجال "الصحيحين" - ؛ فقد تكلم فيه جماعة ، وساق له ابن عدي عشرة أحاديث استنكرها ، وقد ساق بعضها الذهبي في "الميزان" ؛ أحدها مما أخرجه البخاري في "صحيحه" ، وقال الذهبي فيه :
"ولولا هيبة "الجامع الصحيح" لعددته في منكرات خالد بن مخلد ..." .
قلت : وأرى أنا أن هذا الحديث من منكراته ؛ فإن الحديث في "الصحيحين" وغيرهما من طرق عن حمران به نحوه ، وليس فيه قوله : ".. وما تأخر" .
وعلى هذا ؛ فقول المنذري (1/ 95) :
"رواه البزار بإسناد حسن" ! وقول الهيثمي (1/ 237) :
"رواه البزار ، ورجاله موثقون ، والحديث حسن إن شاء الله" !! ومثله قول الحافظ ابن رجب في "اختيار الأولى" (ص 15-16) :
"وإسناده لا بأس به" !!
إنما هو جرياً منهم جميعاً على ظاهر الإسناد ، دون النظر إلى ما في متنه من النكارة التي ذكرتها . وقول الهيثمي أبعد عن الصواب ؛ لأنه صرح بتحسين متن الحديث وسنده ؛ فتنبه !
وقد أشار إلى ما ذكرت الحافظ ابن حجر في "الخصال المكفرة" بعد أن عزاه لابن أبي شيبة في "المصنف" - ولم أره فيه - ، و "المسند" ، وإلى أبي بكر المروزي ، والبزار ، فقال (ص 14-15) :
"وأصل الحديث في "الصحيحين" ، لكن ليس فيه : "وما تأخر"" .
وخفي هذا على المعلق الدمشقي عليه ؛ فقال :
"له شواهد كثيرة في الأصول الستة وغيرها باختلاف بعض ألفاظه" !!
قلت : فلم يتنبه لإشارة الحافظ المذكورة ، فضلاً عن أنه لم يعلم أن تلك الشواهد ضد الحديث ، وليست له ؛ لأنها كلها ليست فيها الزيادة !