ان في ذلك لعبرة ولعظة والذكرى لمن كان له قلب ...يتسع للرحمات

من رحمة الله تعالى بعباده أنه عز وجل قد يُري الإنسانَ في منامه أنَّ مصيبةً ستلحق به، فيجتهد العبدُ بالدعاء وأعمال الخير؛ لكي يصرفها القديرُ المدبِّرُ سبحانه، فكأنَّ الله قد أطْلع العبدَ على المشكلة ووفقه لحلِّها ودفعِها قبل وقوعها، فيصرفها اللهُ عز وجل عنه، فلله الحمد أولًا وآخرًا، ابتداءً وانتهاءً، فهذه حالةٌ.

الحالة الثانية: إن لم تُصرَف؛ فسيكون وقوعُها على قلب العبد أخفَّ وأهونَ وأبردَ مِن أن تقع فجأة بدون سابقِ علمٍ أو مقدِّماتٍ وتوقعاتٍ، إذ قد هيَّأ المرءُ المؤمنُ المحتسِبُ نفسَه نفسيًّا على وقوعها، وتذكَّرَ آياتِ وأحاديثَ الصبر والرضا والشكر، إذ كفى أنَّ العليَّ الأعلى المتعاليَ فوق سماواته السبع أن يرسل إلهامًا للعبد الضعيفِ المذنبِ المقصِّرِ بإعلامه بشيء من علم الغيب.

وفي ذلكما حِكَمٌ عزيزة، ولعل الله سبحانه وتعالى أن يوفِّق عبادَه للوقوف عليها.