يروي عبد الله عمر خياط حكاية واقعية أعجب من الخيال، عن أم فقدت توأمين عقب ولادتهما في مستشفى، وظنت أن أباهما الذي غادر البلاد قد أخذهما، فدعت الله مخلصة أن يرد عليها وليديها، بينما كان الأب قد ألقاهما بجوار مسجدين في مكة المكرمة وجدة، قبل مغادرته .
أما الغريب فهو قصة عودتهما على يد أخصائية اجتماعية ذكية.
وفي مقاله "قصة من الواقـع" بصحيفة "عكاظ"
قال خياط :
تروي الأخصائية الاجتماعية نورة عبدالعزيز قصة أعجب من الخيال، بينما هي من صميم الواقع ومثبتة لدى الجهات المختصة .
تقول: وردني ذات يوم بلاغان أحدهما من مكة والآخر من جدة بالعثور على طفلين لقيطين بجوار مسجدين واحد في جدة وآخر في مكة.. تزايدت الأعداد بدار مكة حتى عجزت عن الوفاء بخدماتها وفي الوقت نفسه يسر الله لأطفال دار جدة من الأسر الحاضنة ما يسمح لي بنقل أطفال مكة إلى جدة..
لاحظت أخصائية الجمعية شبها كبيرا بين الطفل القادم من مكة وأحد الأطفال الموجودين في دار جدة. عادت إلى تاريخ العثور عليهما فكان في نفس اليوم مع فارق زمني قرابة ساعتين !!..
كانت أسورة الولادة ما زالت على قدم الطفل.. بحثنا في المستشفى عن رقم الطفل فوجدنا أنه توأم لآخر وأمهما غادرت المستشفى مع زوجها..
أخذنا صورة من الوثائق وعقد الزواج وعنوان الأم كونها غير سعودية.. ثم طلبنا من المستشفى مطابقة بصمتي القدم مع بصمتي قدم الطفلين فكانت المفاجأة تطابقهما.
أجرينا تحليل الـ dna الحمض النووي فكانت النتيجة متطابقة.. بدأنا رحلة البحث عن الأم فوجدناها شابة تسكن مع أمها المشلولة وهي وحيدتها.. وظهـر لنا أن الأم زوجتها لرجل من جنسيتهم يعمل في مكة لعدم وجود من يعيلهم.
سألتها المشرفة : ألم تنجبي؟
قالت: بلى أنجبت توأما من الذكور.
فسألتها أين هما؟ قالت: أخذهما والدهما لختانهما ولم يعدهما..
قالت: بحثت عن زوجي فلم أجده وقد أغلق هاتفه. واكتشفنا أن الأب قد غادر البلاد.. أخبرنا الأم بوجود طفليها عندنا..
وعندما حضرت لترى ولديها كانت تجهش بالبكاء وترتجف وتصيح: أولادي أولادي!!، حاولت تهدئتها.. لم تستطع الجلوس على الكرسي وجلست على الأرض. ويشهد الله أنه لم يبق أحد في ذلك اليوم لم يبك لبكائها.. والغريب أن الطفلين جلسا في حضنها بكل استكانة وهدوء!..
وبعد أن استردت رباطة جأشها سألتها: بالله عليك ماذا دعوتِ به حتى حفظ الله لك وليديك وأعادهما إليك..
قالت: عندما أخذهما أبوهما للختان ، قلت: أستودعكما الله الذي لا تضيع ودائعه !..
وبعد أن تأخر وأغلق الأب هاتفه أيقنت أنه هرب بهما لبلادنا فكنت أدعو الله قائلة :.. كنت أبكي بين يدي الله بحرقة ولم أعلم أن هذا الأب الظالم سيلقي بأبنائي في المساجد في مدينتين متباعدتين..
(يا جامع أم موسى بوليدها اجمعني بأولادي)
قلت: لم يخذلْك الله.. حفظهما بحفظه.. وأقر عينيك بهما..
غادرتنا الأم ذات العشريـن عاما بطفليـها وهي غـير مصدقة ما حدث".
ويعلق خياط على الحكاية قائلا :
"من يستعن بالله فإن الله لا يخذله.. فهذه المرأة من شدة هوانها وضعفها لم تبلغ السلطات ولم تفعل أي شيء كل حيلتها كانت في البكاء والصلاة والدعاء!. فقط توجهت إلى الله بقلب مخلص النية.. صادق الإيمان بالاعتماد عليه سبحانه.. سمعها ملك الملوك سبحانه.. فسخر لها جند الأرض يسعون لها ولأولادها حتى ردوا إليها صغارها!".
وينهي الكاتب داعياً:
"اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، عليك اتكالنا واعتمادنا وإليك ملجؤنا ومنجانا.. استودعوا الله أولادكم في كل لحظة. (وتوكل على الحي الذي لا يموت)".
http://www.rahimh.net/vb/showthread.php?t=56819