الذي يظهر لي والله أعلم: أنَّ العالم -في كلِّ فنٍّ بحسبه-، هو باختصار: الذي علم وأتقن ما في ذاك الفنِّ من أصول العلم.. هذا هو العالم..
وبهذا يفترق عن الجاهل.. والمتوسِّط في ذلك وهو طالب العلم.. وهل النَّاس إلَّا هؤلاء.
فعالم الفقه متقنٌ لمسائله الأصول الكبرى، والكثير أوالأكثر من الفرعيَّات التَّفصيليَّة..
وعليه قس العالم المحدِّث، والعالم الأصولي، والعالم اللّغوي..
فكلُّ من علم ما في فنِّه وعلم غالبه وأتقنه -والكمال مستحيل- فإنَّه العالم به.
ثمَّ فضل الله يؤتيه من يشاء، فيجمع لرجلٍ بين علمين، يعرف مسائلهما المطروقة وكثيرًا من الدقائق فيهما.. وقد يجمع له بين ثلاثة.. وبين أربعة.. حتَّى يصير علَّامة..
نسأل الله أن يسلك بنا الطرق المؤدِّية إلى منازل العلماء، وأن يهب لنا من فضله..