فالنتين يعلمنا الحب أم الفحش ؟!



إذا كنا من المتحمسين لنقل مظاهر التقدم الحضاري في الشرق والغرب كرافد مهم لتقدم مجتمعناالإسلامي المحافظ، فإننا في الوقت نفسه مطالبون بنبذ كل سلوكلا يتفق مع عقيدتنا الإسلامية النقية
وقد حذرنا المصطفى عليهالسلام من التقليد الأعمى للأمم الأخرى بقوله: "لتتبعن سنن من قبلكم الشبر بالشبر والذراع بالذراع والباع بالباعحتى لو أن أحدهم دخل حجر ضب لدخلتموه.. قالوا يا رسول الله من اليهود والنصارى؟؟؟ .. قال فمن ". وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثلا بمثل حذو النعل بالنعل حتى لو كانفيهم من نكح أمه علانية كان في أمتي مثله) .
وقد وقع ما أخبربه النبي صلى الله عليه وسلم وانتشر في الأزمنة الأخيرة في كثير من البلادالإسلامية إذ اتبع كثير من المسلمين أعداء الله تعالى في كثير من عاداتهم وسلوكياتهم وقلدوهم في بعض شعائرهم، واحتفلوا بأعيادهم!
ساهم في ذلك الانفتاح الإعلامي حيث غدت شعائرالكفار وعاداتهم تنقل مزخرفة مبهرجة بالصوت والصورة الحية إلى بلادالمسلمين عبر الفضائيات والانترنت .

وفي سلسلة من الهجماتالشرسة التي يشنها الكفار على الأمة الإسلامية لطمس معالمها والقضاء على قيمها يروجالإعلام الغربي لعيد خبيث باسم شريف، تلبيسًا وتدليسًا على المسلمين، ذلكم هو عيد الحب، أو عيد القديس فالنتاين!!
وقد انتشرت ظاهرة الاحتفال بهذا العيد بين كثير من شباب المسلمين -ذكوراوإناثا مما دعا أولي العلم أن يبينوا شريعة الله تعالى في ذلك. نصيحة لله ورسولهولأئمة المسلمين وعامتهم حتى يكون المسلم على بينة من أمره ولئلا يقع فيما يخلبعقيدته التي أنعم الله بها عليه.

لماذا لا نحتفل بهذا العيد؟

الواقع يؤكد أن كثيرا ممن يحتفلون بهذا العيد منالمسلمين لا يؤمنون بالأساطير والخرافات المنسوجة حوله سواء ما كان منها عندالرومان أو ما كان عند النصارى، وأكثر من يحتفلون به من المسلمين لا يعلمون عن هذهالأساطير شيئا، وإنما دفعهم إلى هذا الاحتفال تقليد غيرهم أو شهوات ينالونها جراء ذلك.
وقد يقول بعض من يحتفل به من المسلمين: إن الإسلام دعا إلى المحبةوالسلام، وعيد الحب مناسبة لنشر المحبة بين المسلمين فما المانع من الاحتفال به؟!
ويجيب على ذلك الأستاذ إبراهيم بن محمد الحقيل مدير تحرير مجلة (الحندي المسلم ) بقوله :أن الأعياد في الإسلام عبادات تقرب إلى الله تعالى وهي منالشعائر الدينية العظيمة، وليس في الإسلام ما يطلق عليه عيد إلا عيد الجمعة وعيدالفطر وعيد الأضحى. والعبادات توقيفية، فليس لأحد من الناس أن يضع عيداً لم يشرعهالله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم. وبناءا عليه فان الاحتفال بعيد الحب أوبغيره من الأعياد المحدثة يعتبر ابتداعا في الدين وزيادة في الشريعة، واستدراكا علىالشارع سبحانه وتعالى.
ويضيف الحقيل إن الاحتفال بعيد الحب فيه تشبه بالرومانالوثنيي ن ثم بالنصارى الكتابيين فيما قلدوا فيه الرومان وليس هو من دينهم. وإذا كان الإسلام يمنع من التشبه بالنصارى فيما هو من دينهم حقيقة إذا لم يكن من ديننا فكيف بماأحدثوه في دينهم وقلدوا فيه عباد الأوثان!!
ومما يدل على حرمة التشبه بالكفار قول اللهتعالى: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهمعذاب عظيم) ، وكذلك قوله سبحانه: ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكرالله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقستقلوبهم وكثير منهم فاسقون) ، ومما يؤكد ذلك من السنة قول النبي صلى الله عليهوسلم ( من تشبه بقوم فهو منهم )
والتشبه بالكفار فيما هو من دينهم -كعيد الحب- أخطر من التشبه بهم في أزيائهمأو عاداتهم أو سلوكياتهم، لأن دينهم إما مخترع وإما محرف، وما لم يحرف منه فمنسوخ،فلا شيء يقرب إلى الله تعالى .
ومن الخطأ الخلط بينظاهر مسمى اليوم (عيد الحب) وحقيقة ما يريدون من ورائه؛ فالحب المقصودفي هذا العيد منذ أنأحياه النصارى هو حب العشق والهيام واتخاذ الأخدان ، والغرام خارج إطار الزوجية ، كما عرف هذا اليوم عندهم بأنه يوم الإباحية والجنس بلا قيود أوحدود ، مما أدى إلى انتشارالزنى والفواحش، ولذلك حاربه رجال الدين النصراني في وقت من الأوقات وأبطلوه ثم أعيد مرة أخرى.
فمناحتفل بعيد الحب من شباب المسلمين، وكان قصده تحصيل بعض الشهوات أو إقامة علاقات معامرأة لا تحل له، فقد قصد كبيرة من كبائر الذنوب .
منبع الحب

لا يوجد دين يحث أبناءه على الحب والتآلف والمودة في كل زمان ومكان كدين الإسلام وليس أدل على ذلك من قول الرسول عليهالصلاة والسلام: ((إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه)) ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ((والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنواحتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم)

بل إن المسلم تمتد عاطفته لتشمل حتى الجماد فهذا جبل أحد يقول عنهعليه الصلاة والسلام : (( هذا أحد جبل يحبنا ونحبه)) ، ثم إن الحب في الإسلام أعم وأشمل وأسمى من قصره على صورة واحدة هي الحب بينالرجل والمرأة ، بل هناك مجالات أشمل وأرحب وأسمى ؛ فهناك حب الله تعالى ، وحب رسولهعليه السلام وصحابته وحب أهل الخير والصلاح ، وحب الدين ونصرته، وحب الشهادة في سبيلالله ، فمن الخطأ والخطر إذن قصر هذا المعنى الواسع على هذا النوعمن الحب .

موقفنا من هذا اليوم

لا شك أن البداية لابد أن تكون من المنزل حيث يجب أن يحرص الأهل على تثقيف أبنائهم وبناتهمإسلاميا ، و توضيح حقيقة هذا العيد وأمثاله من أعياد الكفار لمن اغتر بهامن المسلمين، وبيان ضرورة تميز المسلم بدينه والمحافظة على عقيدته مما يخل بها،وتذكيره بمخاطر التشبه بالكفار في شعائرهم الدينية كالأعياد أو بعاداتهموسلوكيا تهم، نصحا للأمة وأداء لواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذيبإقامته صلاح العباد والبلاد، وحلول الخيرات، وارتفاع العقوبات كما قال تعالى (وماكان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) .
منقول