نسخة نصر بن علقمة الحضرمي
د. أحمد حسين حاجي [(*)]
ملخص البحث:
هذا البحث يتضمن تحقيقا ودراسة لأحد رواة الحديث المختلف فيهم ما بين توثيق وتضعيف، وهو نصر بن علقمة الحضرمي، أبو علقمة الحمصي، من الطبقة السادسة، وهي الطبقة التي عاصرت من رأي كبار التابعين، الواحد منهم، أو الاثنين، ولم يثبت لبعضهم السماع من الصحابة، فيكون نصر بن علقمة من طبقة اتباع التابعين، وتحقيق القول بأنه في مرتبة الصدوق، وله نسخة يرويها نصر بن خزيمة ابن علقمة عن أبيه عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن ابن عائذ، ويشمل البحث على دراسة احاديثه، وهي أربعة وستون حديثا، مما وقفت عليها من بطون كتب السنة، ولم اقف على هذه النسخة مخطوطة، ويغلب على الظن أنها مفقودة.
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، إله الأولين والآخرين، فاطر السماوات والأرضين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
هذا البحث يتناول راويا أختلف في تعديله وتجريحه، أحببت المساهمة في دراسته، وبيان أقوال العلماء فيه، ومن ثم الترجيح بين هذه الأقوال، ودراسة أحاديثه من طريق نصر بن خزيمة عن أبيه عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ، وجاء البحث في مقدمة وتمهيد، وموضوع، وخاتمة، وما توصلت إليه من النتيجة، ثم بيان للمصادر والمراجع.
والتمهيد خصصته لنسخة نصر بن علقمة، وبيان المراد من النسخة الحديثية، ورواة هذه النسخة، وبيان حال نصر بن علقمة، وأقوال العلماء فيه، مع ذكر الراجح منها، وفيه مبحث في قبول ابن حجر لرواة وثقهم دحيم الحافظ الثقة، وذكرهم ابن حبان في الثقات، ممن هم على مثل حال نصر بن علقمة.
وأما الموضوع فيتناول الأحاديث والآثار من نسخة نصر بن علقمة الحضرمي.
ثم الخاتمة بينت فيها ما توصلت إليه من النتائج، والله اسأل التوفيق والسداد، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
التمهيد:
نسخة نصر بن علقمة من طريق نصر بن خزيمة عن أبيه عن عمه نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن عبد الرحمن بن عائذ، قد ذكرت في مصنفات أهل العلم، ولم أقف على نسخة خطية لها، فقمت بجمعها من كتب السنة، وكذلك لم يطعن أهل العلم بصحتها، ولم يوجه إلى أحد من رواتها طعن؛ مما يدل على قبولها عندهم، وبعض الأحاديث لها متابعات وشواهد.
قال الدار قطني ([1]): نصر بن خزيمة له نسخة يرويها عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ.
وقال ابن الجزري ([2]) نصر بن خزيمة بن جنادة بن محفوظ بن علقمة عن أبيه بالنسخة.
وقال المزي ([3]): روي عن نصر بن علقمة ابن ابن أخيه خزيمة بن جنادة بن محفوظ، له عنه نسخة كبيرة. وقال ابن حجر ([4]): روى عنه ابن ابن أخيه خزيمة بن جنادة نسخة كبيرة.
المراد بالنسخة الحديثية: قال الخطيب البغدادي في الكفاية (1/33): لأصحاب الحديث نسخ مشهورة، كل نسخة منها تشتمل على احاديث كثيرة، يذكر الراوي إسناد النسخة في المتن الأول منها، ثم يقول فيما بعده وبإسناده إلى أخرها، فمنها نسخة يرويها أبو اليمان الحكم بن نافع عن شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، ونسخة أخرى عند أبي اليمان عن شعيب - أيضا - عن نافع عن ابن عمر، وسوى هذا نسخ يطول ذكرها، فيجوز لسامعها أن يفرد ما شاء منها بالإسناد المذكور في أول النسخة؛ لأن ذلك بمنزلة الحديث الواحد المتضمن لحكمين، لا تعلق لأحدهما بالآخر، فالإسناد هو لكل واحد من الحكمين، ولهذا جاز تقطيع المتن في بابين. وانظر فتح المغيث للسخاوي (3/181).
وقال الشيخ بكر أبو زيد في معرفة النسخ والصحف الحديثية (ص21): الصحيفة والنسخة مصطلحان مترادفان، بدلالة إطلاق إحداهما على الأخرى في المكتوب الواحد، فهذه "صحيفة همام بن منبه" قد اشتهرت بذلك، وتسمى -أيضا -نسخة همام بن منبه "، وقد تكون ورقة واحدة، وقد تكون أكثر.
وذكر الحافظ في فتح الباري (1/269 رقم 111): حديث أبي جُحيفة قلت لعلي: هل عندكم كتاب؟ قال: لا، إلا كتاب الله، أو فهم أعطيه رجل مسلم، أو ما في هذه الصحيفة. قلت: فما في هذ الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر. وقال ابن حجر: قوله: الصحيفة، أي الورقة المكتوبة.
قلت: وهذه النسخة لأربعة رواة، وهم: نصر بن خزيمة عن أبيه عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ.
رواة هذه النسخة:
نصر بن خزيمة بن جنادة، وأبوه خزيمة بن جنادة، لم أر فيهما جرحا ولا تعديلا، وقد وردت ترجمتاهما في الجرح والتعديل (8/473)، والإكمال (2/154)، وتاريخ الإسلام (18/505 رقم 551).
ونصر بن عَلْقمة الحضرمي، أبو علقمة الحمصي، نصر ([5]): بفتح النون، وسكون الصاد، ابن عَلْقمة، أخو محفوظ بن علقمة، وكان الأصغر.
روى عن: أبي الدرداء عويمر بن زيد ([6])، وخبير بن نفير الحمصي ([7])، وأخيه محفوظ ابن علقمة الحضرمي ([8])، وعمرو بن الأسود العنسي ([9])، وكثير بن مُرّة ([10]).
وعبد الرحمن بن عائذ الأزدي ([11])، وعتبة بن عبد السلمي ([12])، وأبي موسى الأشعري ([13])، وعبد الرحمن بن جبير ([14]).
روى عنه: الوضين بن عطاء الدمشقي ([15])، وحفص بن غيلان أبو معيد ([16])، وثور ابن يزيد الحمصي ([17])، ويحيى بن حمزة الحضرمي ([18])، وبقية بن الوليد الكلاعي ([19])، والوليد بن كامل البجلي ([20])، ومعاوية بن يحيى الأطرابلسي ([21])، وصدقة بن عبد الله السمين ([22])، وخزيمة بن علقمة بن نصر ([23])، ومسلمة بن علي الخشني ([24]).
المعدلون: وثقه دحيم ([25]) -بمهملتين مصغر-وهو عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، وذكره ابن حبان في الثقات ([26])، وروى له أبو عوانة في المستخرج على مسلم ([27])، ووثقه الذهبي ([28])، وأثنى عليه أبو زرعة الدمشقي، وقال ([29]): روى عن محفوظ ابن علقمة من أجلة أهل طبقته: الوضين بن عطاء، وثور بن يزيد، ونصر بن علقمة ([30]).
وقال ابن حجر ([31]): مقبول. وقد عرف المقبول بقوله ([32]): من ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله، وإليه الإشارة بلفظ مقبول.
وممن سكت عنه: ذكره البخاري ([33])، وابن أبي حاتم ([34]) دون جرح أو تعديل.
وفاته: ذكر ابن حجر انه من الطبقة السادسة ([35]). وقال ([36]): ذكرت وفاة من عرفت سنة وفاته منهم، فإن كان من الأولى والثانية فهم قبل المائة، وإن كان في الثالثة إلى آخر الثامنة فهم بعد المائة.
قلت: عند جمع أقوال الأئمة في نصر بن علقمة، لا يوجد جرح مفسر فيه، بل وثقه الحافظ دحيم، وذكره ابن حبان في الثقات، واخرج له أبو عوانة في صحيحه، وأثنى عليه أبو زرعة الدمشقي، ووثقه الذهبي، ويرى الحافظ ابن حجر انه مقبول، لذا فهو ثقة، أخذا براي الجمهور، ولا يوجد تضعيف من المتقدمين، فضلا عن أني لم أر فيه جرحا.
ومن رواة هذه النسخة: محفوظ بن علقمة الحضرمي، أبو جنادة الحمصي، قال عنه ابن حجر: صدوق. تقريب التهذيب (ص 924 رقم 6549).
وعبد الرحمن بن عائذ الثُمالي، ويقال: الكندي، الحمصي، قال عنه ابن حجر: ثقة.
تقريب التهذيب (ص 584 رقم 3935) والنسخة بهذا الإسناد ضعيفة؛ لأني لم أر في نصر بن خزيمة بن جنادة وأبيه جرحا ولا تعديلا، إلا ما جاء من المتابعات والشواهد التي تقويها.
فصل: ذكر ما قاله ابن حجر في دحيم ([37]): هو عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو العثماني، مولاهم، الدمشقي، أبو سعيد، لقبه دحيم، بمهملتين مصغر، ثقة حافظ متقن.
مبحث: قبول ابن حجر لرواة وثقهم دحيم، وذكرهم ابن حبان في الثقات:
إبراهيم بن سليمان الأفطس، اختار ابن حجر في تقريب التهذيب ([38]) انه: ثقة ثبت، وقال في تهذيب التهذيب ([39]): قال دحيم: ثقة ثقة، ومرة: ثقة ثبت، وذكره ابن حبان في الثقات ([40]). واختار ابن حجر قول دحيم، وذكر في التهذيب قول أبي حاتم: بأنه لا بأس به.
عبيد الله بن زيادة البكري، قال ابن حجر في التقريب ([41]): ثقة. وقال في التهذيب ([42]): وقال دحيم: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات ([43]). قلت: وكذلك اختار ابن حجر قول دحيم.
محمد بن عبد الرحمن بن عِرْق اليحصبي، أبو الوليد الحمصي، قال ابن حجر في التقريب ([44]): صدوق. وقال في تهذيب التهذيب ([45]): قال عثمان الدارمي عن دحيم: ما اعلمه إلا ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات ([46]).
قلت: وقال ابن حبان ([47]): لا يعتد بحديثه ما كان من رواية إسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد، ويحيى بن سعيد العطار وذويهم، بل يعتبر من حديثه ما رواه الثقات عنه. قلت: واختار الحافظ ابن حجر التوسط في قوله بأنه صدوق.
يحيى بن أبي المطاع القرشي الأردني، ابن أخت بلال. قال ابن حجر في التقريب ([48]): صدوق. وقال في تهذيب التهذيب ([49]): وقال عثمان الدارمي عن دحيم: ثقة معروف، وذكره ابن حبان في الثقات ([50]). قلت: ونصر بن علقمة، كحال أولئك الرواة، لا ينزل عنهم من حيث التوثيق، مع وجود من وثقه من أهل الجرح والتعديل.
الأحاديث والآثار من نسخة نصر بن علقمة الحضرمي:
عن أبي أمامة الباهلي مرفوعا: أن رزق هذه الأمة عند أزجة أرحامها ما لم يزدرعوا ([51]) فإذا ازدرعوا كانوا كالناس. أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/381) حدثنا عمرو بن إسحاق حدثنا نصر بن خزيمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ قال: قال أبو أمامة مرفوعا. ([52]) وعمرو ابن إسحاق بن إبراهيم الحمصي، لم أقف على جرح أو تعديل له.
عن أبي أمامه الباهلي، مرفوعا: مثل الرجل الذي يكون على سنة من الإسلام، ثم يفارقه، ثم يندم فيتوب، كبعير كان يعقله أهله، فينفر منهم مرة، ثم عقلوه وأحسنوا إليه كما كانوا يفعلون به أول مرة. أخرجه أبو الشيخ في أمثال الحديث (ص 355 رقم 303) وقال: حدثنا عبد الرحمن بن داود حدثنا عمرو بن إسحاق حدثنا نصر بن خزيمة أخبرني أبي عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ قال أبو أمامه الباهلي، مرفوعا. قلت: عبد الرحمن بن داود بن منصور الفارسي ثقة. طبقات أصبهان (4/96)، تاريخ أصبهان (2/115)، تاريخ دمشق (34/339). وعمرو بن إسحاق لم أقف على جرح أو تعديل له، سبق ذكره عند حديث رقم (1).
عن أبي أمامه موقوفا: أنفقوا من هذه الألسنة إذا بخلتم بالأموال؛ فإنها خير ما أنفقتم التي ليس لها خازن، ولا تكتموا العلم فتكونوا ممن يلعنه الله. أخرجه الطبراني في الشاميين (3/383) حدثنا عمرو بن إسحاق حدثنا نصر بن خزيمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ، قال أبو أمامه وعمرو بن إسحاق سبق ذكره عند حديث رقم (1).
عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعا: ما على ظاهر الأرض من بنيان هو أنجى لأمرئ من عذاب الله من ذكر الله عز وجل. قال رجل: ولا الجهاد في سبيل الله. قال: ولا الجهاد في سبيل الله وإن ضربت بسيفك حتى ينقطع. أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/393) حدثنا عمرو ابن إسحاق حدثنا نصر حدثني أبي عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ عن أبي بشر عن أبي رهم عنه به مرفوعا. قلت: أبو بشر لم أقف عليه. وأبو رهم أحزاب بن أسيد – بضم الهمزة، وفتح السين المهملة، وقيل: بضم الهمزة – مخضرم ثقة. الإكمال (1/61)، الإصابة (1/187)، التقريب (ص 121 رقم 288). وعمرو بن إسحاق سبق ذكره عند حديث رقم (1).
عن أبي حميضة المزني قال: حضرنا طعاما مع النبي صلى الله عليه وسلم فشغل النبي صلى الله عليه وسلم بحديث رجل وامرأة، وجعلنا نأكل ونحن في ذلك نقصر في الأكل، فأقبل إلينا النبي صلى الله عليه وسلم فأكل معنا، ثم قال: كلوا كما يأكل المؤمنون. فقلنا: كيف يأكل المؤمنون؟ فأخذ لقمة عظيمة، فقال: هكذا لقمات خمسا، أو ستا، ثم قال: إن كان مع ذلك شيء، وإلا شرب وقام. أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/391)، ومن طريقه: أبو نعيم في معرفة الصحابة (5/2873 رقم 6757) وقال الطبراني: حدثنا عمرو بن إسحاق حدثنا نصر بن خزيمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ عن غضيف بن الحارث حدثني أبو حميضة المزني، مرفوعا. قلت: وعمرو بن إسحاق سبق ذكره عند حديث رقم (1). وغضيف بن الحارث مختلف في صحبته. التاريخ الصغير (1/220)، الاستيعاب (ص 595 رقم 2058)، الإصابة (5/323).
عن أبي الدرداء، مرفوعا: قال داود النبي صلى الله عليه وسلم: السيئات غضة شوكها وحسكها ([53]). أخرجه ابن حبان في الثقات (5/291) حدثنا العباس بن الخليل حدثنا نصر بن خزيمة حدثنا أبي عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ عن غضيف بن الحارث عن أبي الدرداء، مرفوعا. وقال أبو أحمد الحاكم: العباس بن خليل فيه نظر. المغني في الضعفاء (1/329 رقم 3074)، لسان الميزان (3/239). قلت: وغضيف بن الحارث مختلف في صحبته، مضى في حديث رقم (5).
عن أبي الدرداء، موقوفا: إن مع سبرة نورا من نور محمد صلى الله عليه وسلم. أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/385)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (20/131) وقال الطبراني: حدثنا عمرو بن إسحاق حدثنا نصر بن خزيمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ قال: مر سبرة بأبي الدرداء، الأثر. قلت: وعمرو بن إسحاق سبق ذكره عند حديث رقم (1). وسبرة بن فاتك بن الأخرم الأسدي صحابي. الإصابة (3/30).
عن أبي سعيد الخدري، مرفوعا: إن جبريل وميكائيل ليسا من الملائكة، ولكنهما من الروح. أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/386) حدثنا عمرو بن إسحاق حدثنا أبو علقمة عن نصر بن علقمة عن محفوظ قال: قال ابن عائذ: قال أبو سعيد الخير مرفوعا. قلت: وعمرو بن إسحاق سبق ذكره عند حديث رقم (1). وأبو سعيد الخير صحابي. الإصابة (7/171).
عن بسر بن أبي أرطاة مرفوعا: اللهم إنا نستعينك على أمرنا كله، بأحسن عونك، ونسألك خير المحيا والممات. أخرجه ابن حبان في الثقات (3/36) حدثنا العباس بن خليل حدثنا نصر بن خزيمة حدثنا أبي عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ حدثني أبو راشد الحبراني أن بسر بن أبي أرطاة كان يدعو: اللهم إنا نستعينك. فلما سئل عنه عزاه إلى صلى الله عليه وسلم.
قلت: والحبراني تابعي ثقة، وبسر بن أرطاة من صغار الصحابة. الثقات للعجلي (2/400 رقم 2141)، ثقات ابن حبان (5/583)، تقريب التهذيب (ص 1144 رقم 8148)، الإصابة (1/289، 429). وقال أبو أحمد الحاكم: العباس بن خليل فيه نظر. المغني في الضعفاء (1/329 رقم 3074)، لسان الميزان (3/239).
قلت: وتابعه عمرو بن إسحاق عن نصر بن خزيمة به، أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/390). وعمرو سبق بيانه في حديث رقم (1).
عن ثوبان مرفوعا: إن أمامكم فتنا ثلاثا دون الدجال: إحداهن: موتي، والأخرى: فتنة السراء، والأخرى العمياء الصماء المظلمة، تلج كل بيت من بيوت العرب، يبعثها رجل من بين الحجرين: مقام إبراهيم عليه السلام والحجر الأسود). أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/392) حدثنا عمرو بن إسحاق حدثنا نصر بن خزيمة أن أباه حدثه عن نصر عن محفوظ عن ابن عائذ حدثني مشرح أخبره ثوبان، مرفوعا. وعمرو بن إسحاق سبق ذكره عند حديث رقم (1).
عن ثوبان، مرفوعا: أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقدم له طعاما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: واكلي ضيفك، فإن الضيف يستحيي أن يأكل وحده. أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/384) حدثنا عمرو بن إسحاق حدثنا نصر بن خزيمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ عن ثوبان مرفوعا.
قلت: وعمرو بن إسحاق سبق ذكره عند رقم (1)، وتابعه العباس بن الخليل الحمصي عن نصر بن خزيمة به، أخرجه البيهقي في الشعب (12/ 145 رقم 9186) وقال: في إسناده نظر، المغني (1/329 رقم 3074)، اللسان (3/239).
عن ثوبان، مرفوعا: إنه سيخرج رجل من الحرم، فتخرج الحبشة على جزيرة العرب، فيمكثون بأرض حمير سنة يقتلون الرجال، وينكحون النساء، حتى يأتون البيت، فيأخذون ماله، ويقتسمون كنزه، ثم يبعث الله عز وجل عليهم جيشا من الشام، فيقتلونهم ويطردونهم، فيأخذون نحو تهامة، حتى يأتون عدن، فيباع الحبشي يومئذ بعباءة، فلا يكاد يخرجها حتى يتخذ الرجل ولد الحبشي من وليدته فيذر لها). أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/ 392) حدثنا عمرو بن إسحاق حدثنا أبو علقمة أن أباه حدثه عن نصر عن محفوظ عن ابن عائذ، حدثني مشرح أن ثوبان، مرفوعا. وعمرو بن إسحاق سبق ذكره عند حديث رقم (1).
عن جابر بن الأزرق قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلة ومتاع، فلم أزل أسايره إلى جانبه حتى بلغنا، فنزل إلى قبة من أدم فدخلها، فقام على بابه أكثر من ثلاثين رجلا معهم السياط، فدنوت فإذا رجل يدفعني، فقلت: لئن دفعتني لأدفعنك، ولئن ضربتني لأضربنك. فقال: يا شر الرجال. فقلت: أنت والله شر مني. قال: كيف؟ قال: قلت: جئت من أقطار اليمن لكيما أسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وأعي، ثم أرجع فأحدث من ورائي، ثم أنت تمنعني؟ قال: صدقت، نعم والله لأنا شر منك. ثم ركب النبي صلى الله عليه وسلم، فتعلقه الناس من عند العقبة من منى، حتى كثروا عليه يسألونه، ولا يكاد أحد يصل إليه من كثرتهم، فجاء رجل مقصر شعره فقال: صل علي يا رسول الله. فقال: (صلى الله على المحلقين). ثم قال: صل علي. فقال: (صلى الله على المحلقين). فقالهن ثلاث مرات، ثم انطلق فحلق رأسه، فلا أرى إلا رجلا محلوقا). أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/551 رقم 1536) من طريق محمد بن عمرو ابن إسحاق، حدثنا أبي، حدثنا نصر بن خزيمة أن أباه أخبره عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ قال: حدث أبو راشد الحبراني، حدثني جابر بن الأزرق مرفوعا.
قلت: وعمرو بن إسحاق سبق ذكره عند حديث رقم (1). والحبراني تابعي ثقة، مضى في حديث رقم (9).
وله شاهد من دون ذكر للقصة في صحيح البخاري، كتاب الحج (25)، باب الحلق والتقصير (127) (1/ 526 رقم 1728) عن أبي هريرة مرفوعا: اللهم اغفر للمحلقين. قالوا: وللمقصرين. قال: اللهم اغفر للمحلقين. قالوا: وللمقصرين. قالها ثلاثا. قال: وللمقصرين.
عن الحليس مرفوعا: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر نساءه إذا أرادت إحداهن أن تنام أن تحمد ثلاثا وثلاثين، وتكبر ثلاثا وثلاثين، وتسبح ثلاثا وثلاثين). أخرجه ابن منده في معرفة الصحابة في ترجمة الحليس (ص 448)، أخبرنا محمد ابن عمرو بن إسحاق، أخبرني أبي حدثنا نصر بن خزيمة أنا أباه حدثه عن نصر ابن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ، حدثني الحليس ([54]) مرفوعا. وهو في صحيح البخاري كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب علي بن أبي طالب (9) (3/ 23 رقم 3705)، وصحيح مسلم، كتاب الذكر (48) باب التسبيح أول النهار وعند النوم (19) (4/2091 رقم 2727)، ولفظ البخاري: إذا أخذتما مضاجعكما تكبران أربعا وثلاثين، وتسبحان ثلاثا وثلاثين، وتحمدان ثلاثا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم.
عن حنظلة بن الربيع، مرفوعا: (اسمعوا وأطيعوا، فإن رأس الإسلام الطاعة، والطاعة مفتاح الجنة، وخير أعمالكم الجهاد). أخرجه ابن حبان في الثقات (5/ 455) حدثنا العباس بن الخليل حدثنا نصر بن خزيمة، حدثنا أبي عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ قال: قال موهب أبو عمران، حدثنا حنظلة الكاتب، مرفوعا.
قلت، والعباس بن خليل فيه نظر، سبق ذكره عند حديث رقم (6)، وعمرو بن إسحاق بن إبراهيم لم أر فيه جرحا ولا تعديلا، سبق ذكره عند حديث رقم (1). وموهب أبو عمران الكلاعي ذكره ابن حبان في الثقات (5/ 455)، وحنظلة بن الربيع بن صيفي صحابي. الاستيعاب (ص 138 رقم 393)، الإصابة (2/134)، تقريب التهذيب (ص 279 رقم 1590).
عن حنظلة وقدامة الثقفين، مرفوعا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ارتفع النهار، وذهب كل أحد، وانقلب الناس، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، فركع ركعتين، أو أربعا، ينظر هل يرى أحدا، ثم ينصرف. أخرجه ابن منده في معرفة الصحابة (ص 383 ترجمة حنظلة الثقفي)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 860 رقم 2239)، (4/ 2349 رقم 5774) جميعهم من طريق محمد بن عمرو بن إسحاق حدثني أبي حدثنا نصر بن خزيمة حدثه أبوه عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ عن حديث غضيف بن الحارث عن قدامة وحنظلة الثقفيين مرفوعا. وقال ابن مندة: هذا حديث غريب، لا يعرف إلا بهذا الإسناد. ونقل ابن حجر عن ابن السكن قوله: سنده حمصي وهو غير مشهور. الإصابة (2/134).
قلت: وعمرو بن إسحاق سبق ذكره عند حديث رقم (1)، وغضيف بن الحارث مختلف في صحبته، مضي في حديث رقم (5)، وحنظلة بن أبي حنظلة الثقفي، وقدامة الثقفي صحابيان. الإصابة (2/134)، (5/ 427).
عن خارجة بن جزء موقوفا: أريت أني أتيت باب الجنة، فإذا أنا بمصراعين طويلين، وأنت معي، وإذا حائطها من شوك طويل، فذهبنا لنلج من بابها فمنعنا، فكأنه جعل لي جناحان، فطرت حتى دخلتها، فإذا أنا فيها ملقى منبطح، ثم رأيتك دخلت بعدي تمشي من بابها، قال حابس بن سعد: تلك الشهادة، قد كنت أرجو أن أقتل شهيدا، فأما أنت ستقتل شهيدا. قال: فغزا خارجة بن جزء في البحر، ثم خرق جلده حديدة سفينة)، أخرجه ابن مندة في معرفة الصحابة (ص 514)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (11/ 352)، وقال ابن مندة: أخبرنا محمد بن عمرو بن إسحاق، حدثني أبي أخبرنا نصر بن خزيمة أن أباه أخبره عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن ابن عائذ قال جبير بن نفير: أرى خارجة بن جزء العذري رؤيا، فأتى حابس بن سعد فحدثه بها.
قلت: عمرو بن إسحاق سبق ذكره عند حديث رقم (1)، وخارجة بن جزء صحابي. معرفة الصحابة لابن مندة (ص 514)، الإصابة (2/ 188).
عن خالد بن عبيد الله، مرفوعا: (اللهم إني أعوذ بك من أن أَظْلِمَ أو أُظْلَمَ، أو أجهل أو يجهل علي، أو اعتدي أو يعتدى علي، وأعوذ بك من الشيطان وشركه، وأعوذ بك من شر نفسي أو أجره إلى مسلم)، أخرجه ابن مندة في معرفة الصحابة (ص 480) أخبرنا محمد ابن عمرو بن إسحاق، حدثنا أبي حدثنا نصر بن خزيمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ، حدثني خالد بن عبيد الله، مرفوعا. قال ابن مندة: هذا حديث غريب، لا يعرف إلا بهذا الإسناد. وقال ابن الجزري: خالد بن عبيد الله السلمي، مختلف في صحبته. أسد الغابة (2/ 130).
قلت: ورد شطره الأول في أذكار الخروج من المنزل، ولفظه: اللهم إني أعوذ بك من أن أَظْلِم أو أُظْلَم، أو أجهل أو يجهل علي، من حديث أم سلمة، أخرجه أحمد في المسند (44/ 230 رقم 26616)، وأبو داود في السنن كتاب الأدب (35) باب ما يقول إذا خرج (112) (5/ 205 رقم 5094)، والترمذي في السنن كتاب الدعوات (49) باب (35) (5/ 457 رقم 3427) وقال: حسن صحيح. والنسائي في السنن الكبرى (7/ 221 رقم 7868)، وابن ماجه في السنن كتاب الدعاء (34) باب ما يدعو إذا خرج من بيته (18) (2/ 1278 رقم 3884)، والحاكم في المستدرك (1/ 700 رقم 1907) وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
عن خباب بن الأرت موقوفا: (لقد خفت أن آكل طيباتي في الدنيا)، أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/ 382)، حدثنا عمرو بن إسحاق، حدثنا نصر بن خزيمة أن أباه حدثه عن نصر ابن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ، حدثنا أبو أمامه الباهلي أن خباب دخل داره بالعراق، فإذا فيها دواب ورقيق، موقوفا عليه. قلت: وعمرو بن إسحاق سبق ذكره عند حديث رقم (1).
عن سحيم بن خفاف قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرب الساعة والدجال، حتى قمت إلى غنمي خمس مائة شاة، مرقد كل شاة منها مرقد ناقة، فبعتها من ثلاثة أو أربعة، وبعت أخفاف الإبل مما ظننت أن الساعة حاضرة). أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/ 385)، حدثنا عمرو بن إسحاق، حدثنا أبو علقمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ قال سحيم بن خفاف، مرفوعا. قلت: وعمرو بن إسحاق سبق ذكره عند رقم (1).
عن سعد بن المدحاس، مرفوعا: (من علم شيئا فلا يكتمه، ومن دمعت عيناه من خشية الله لم يحل له أن يلج النار أبدا، إلا تحله الرحمن، ومن كذب علي فليتبوأ بيتا في جهنم)، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 56 رقم 5502)، وطرق حديث من كذب علي متعمدا (ص 165 رقم 170) مختصرا، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 1288 رقم 3237) جميعهم من طريق سليمان بن عبد الحميد البهراني، حدثنا نصر بن خزيمة عن أبيه عن نصر عن أخيه محفوظ عن ابن عائذ قال سعد بن المدحاس ([55])، مرفوعا. وشطره الأول النهي عن كتمان العلم شاهده أخرجه أحمد في المسند (13/ 17 رقم 7571)، وأبو داود في السنن كتاب العلم باب كراهية منع العلم (4/ 45 رقم 3658)، والترمذي في السنن كتاب العلم ما جاء في كتمان العلم (5/29 رقم 2649) وقال الترمذي: حسن. عن أبي هريرة مرفوعا: من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار يوم القيامة. وإسناده صحيح.
والشطر الثاني: شاهده أخرجه الترمذي في السنن كتاب فضائل الجهاد (23) باب ما جاء في فضل الحرس في سبيل الله (12) (4/150 رقم 1639) عن ابن عباس مرفوعا: (عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله). وقال الترمذي: حسن.
والشطر الأخير: شاهده في صحيح البخاري كتاب العلم (3)، باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم (38) (1/55 رقم 110)، ومقدمة صحيح مسلم، باب تغليظ الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم (2) (1/10 رقم 3) عن أبي هريرة، مرفوعا: ومن كذب علي معتمدا فليتبوأ مقعده من النار.
عن سعد بن المدحاس، مرفوعا: لما غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم توفي رجل من الأنصار ورجل من الأعراب، فعزلوا الأعرابي وقدموا الأنصاري إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فقال: ما شأنكم عزلتم هذا؟ قالوا: إنه أعرابي نبادر به فنصلي عليه. فقال صلى الله عليه وسلم: ألم يسلم الأعرابي؟ قالوا: بلى. قال: ألم يخرج لنصر الله ورسوله؟ قالوا: بلى. قال: فإني أقسم ليستغنين الآن من الجبة ([56]). أخرجه ابن حبان في الثقات (3/154) وقال: حدثنا العباس بن خليل حدثنا نصر بن خزيمة حدثنا أبي عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ عن سعد مرفوعا.
قلت: العباس بن خليل فيه نظر سبق عند رقم (6)، وسعد بن المدحاس صحابي، مضى في حديث رقم (21).
عن سعد بن المدحاس، موقوفا: أريت في المنام أني وردت عينا، فإذا الناس من جاء منهم بسقاء ملأه صغيرا كان، أو كبيرا، فقلت: ما هذا؟ فقيل لي: هذا القرآن، والوعاء الكبير من قرأ السور العظام، والقرب صغار المفصل. فحلف سعد بن المدحاس حينئذ ليقرأن البقرة وآل عمران. أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/382) وقال: حدثنا عمرو بن إسحاق حدثنا نصر بن خزيمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ قال: قال أبو أمامه: عن سعد بن المدحاس، موقوفا. قلت: عمرو بن إسحاق سبق ذكره عند حديث رقم (1)، وسعد بن المدحاس صحابي، مضى في حديث رقم (21).
عن سلمة التراغمي، مرفوعا: صدقت يوشك أحدكم أن يحدثه فخذه وعصاه، بما فعل أهله بعده، فهي العجائب بين يدي الساعة. أخرجه أبو سعيد النقاش في فنون العجائب (ص 52 رقم 33) من طريق عمرو بن إسحاق بن إبراهيم حدثني أبو علقمة اخبرني أبي عن نصر ابن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ حدثني سلمة بن نفيل التراغمي: أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حين جاءه رجل، فقال: يا رسول الله، والله لقد رأيت عجبا ما رآه رجل قبلي، إني غدوت من أهلي اليوم أضحى غنيمة لي، فعدا الذئب فأخذ منها حملا، فاتبعته أطلبه أريد أن استنقذ منه حملي إن استطعت، فلما أدركته وضع الحمل، وأقبل يكلمني، فقال: أيها الرجل ارجع فوالله لا تستنقذه اليوم، فقلت: والله ما رأيت في العجب كاليوم قط إن الذئب يتكلم! فقال: بل أنبئك بأعجب منه، رسول الله صلى الله عليه وسلم وراءك بالنخلات، يحدثكم بالوحي من السماء، فذاك أعجب من ذئب رزقه الله حملا، فقال: والذي أنزل عليك الكتاب ما جلست منذ تكلم الذئب.
قلت عمرو بن إسحاق سبق ذكره عند حديث رقم (1). وسلمة التراغمي – بفتح التاء والراء، والغين المعجمة المكسورة، وفي آخرها الميم – صحابي. الأنساب (3/ 37)، الإصابة (3/155).
عن عبد الله الحضرمي: (كان صلى الله عليه وسلم إذا قام من المجلس استغفر عشرين مرة فأعلن). أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة باب كم يستغفر إذا قام من المجلس (ص 401 رقم 453) وقال: أخبرني أبو أيوب الخزاعي، حدثنا نصر ابن خزيمة، أخبرني أبي عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ قال: قال ابن ناسخ ([57]) عبد الله الحضرمي مرفوعا. قلت: أبو أيوب هو سليمان بن محمد الخزاعي، قال عنه النسائي: صالح. وقال ابن حجر: مقبول. المعجم المشتمل (رقم 403)، التقريب (ص 412 رقم 2620).
وورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يستغفر في المجلس مائة مرة، أخرجه البخاري في الأدب المفرد باب سيد الاستغفار (277) (ص 212 رقم 618)، والترمذي في السنن كتاب الدعوات (49) باب ما يقول إذا قام من المجلس (39) (5/ 461 رقم 3434) وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.
عن عبد الله بن حوالة، مرفوعا: لتكونن أجناد ثلاثة: جند بالشام، وجند بالعراق، وجند باليمن، فعليكم بالشام فإنها صفوة الله من بلاده، وإليها يجتبي صفوته من عباده، فمن أبى فليستق بغدر اليمن، فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله. أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 80) من طريق عبد الله بن عبيد بن يحيى، أنبأنا نصر بن خزيمة، أخبرني أبي عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ وجبير بن نفير والحارث بن الحارث وكثير بن مرة أن ابن حوالة، مرفوعا. وله متابعة أخرجها ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 274 رقم 2295)، والطحاوي في مشكل الآثار (3/ 147 رقم 1114)، والفسوي في المعرفة (2/ 166)، والطبراني في مسند الشاميين (3/ 395)، وأبو عمرو الداني في الفتن (4/ 944 رقم 500)، والبيهقي في الكبرى كتاب السير باب إظهار دين النبي صلى الله عليه وسلم (9/ 179)، والدلائل (6/327)، وابن عساكر في تاريخه دمشق (1/73) من طرق عن يحيى بن حمزة حدثني نصر بن علقمة يرد الحديث إلى جبير بن نفير قال: قال عبد الله بن حوالة، مرفوعا مطولا. ورجالهم ثقات، غير أن الحديث فيه انقطاع بين نصر بن علقمة وبين جبير، وهما ثقتان، وقال نصر في آخر حديثه: سمعت عبد الرحمن بن جبير. قلت: فهو الواسطة بينه وبين أبيه، وهو ثقة. وقال أبو حاتم: نصر لم يدرك جبير بن نفير. وقال أيضا: مرسل. المراسيل (ص 226 رقم 850).
وله متابعة أخرى، أخرجها أبو داود في السنن، كتاب الجهاد، باب سكنى الشام (3/10 رقم 2483)، وأحمد في المسند (28/215 رقم 17005) من طريق بقية حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي قتيلة مرثد الحميري عن ابن حوالة مرفوعا مختصرا، وبقية بن الوليد مدلس من الرابعة كما في طبقات المدلسين (ص 48 رقم 117)، وقد صرح بالتحديث، وأبو قتيلة ذكره ابن حبان في الثقات (3/400). وله متابعة أخرى عند ابن عساكر في تاريخه (1/ 69) من طريق زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله عن ابن حوالة مرفوعا مختصرا. ورجاله ثقات.
عن عبد الله بن زغب، مرفوعا: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. أخرجه الطبراني في حديث من كذب علي (ص 165 رقم 170)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة من طريقه (3/ 1664 رقم 4169) جميعهم عن سليمان بن عبد الحميد البهراني حدثنا نصر بن خزيمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ عن عبد الله بن زغب، مرفوعا.
قلت: وعبد الله بن زغب مختلف في صحبته. المؤتلف للدار قطني (2/8)، الاستيعاب (ص 405 رقم 1382)، الإصابة (4/95). وشاهده في الصحيحين سبق تخريجه في رقم (21).
عن عبد الله بن زغب: وكان شهاب أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كله، وكان عامة الناس بحمص يقترئون منه. أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/1477 رقم 3744) من طريق عمرو بن إسحاق، حدثنا نصر بن خزيمة حدثنا أبي عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن ابن عائذ قال: قال عبد الله بن زغب: وكان شهاب أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كله.
قلت: عمرو بن إسحاق سبق ذكره عند رقم (1)، وعبد الله بن زغب مختلف في صحبته، مضى في رقم (27).
عن عبد الله بن عمر قال: (رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً قد تورمت قدماه، فلما قضى الصلاة قال: إن الله ميسر، فخذوا من العمل ما لا يكره إليكم دينكم، فإن الرجل يتحمل! ما لم يتحمل حتى يكون أشد ما قابله دينه، وحتى يبغض دينه، ومن أبغض دينه فقد أبغض ربه عز وجل، ومن يغالب على الله عز وجل يغلبه، ومن يهجر الله عز وجل يسؤه، ولا تكونوا كعيل ولا مساحق). قلنا: وما هذان؟ قال: (إنهما كانا لا يقومان إلى الصلاة حتى يرش نساؤهما على وجوههما الماء). أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/383) قال: حدثنا عمرو بن إسحاق، حدثنا نصر ابن خزيمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ قال: قال ابن عمر، مرفوعا. قلت: عمرو بن إسحاق سبق ذكره عند حديث رقم (1)، والحديث ورد بعضه عن عائشة في صحيح البخاري، كتاب الإيمان (2) باب أحب الدين إلى الله أدومه (32) (1/30 رقم 43)، وصحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب فضيلة العمل الدائم (30) (1/ 540 رقم 782) ولفظ البخاري: مه، عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا، وكان أحب الدين إليه ما دام عليه صاحبه. وفي صحيح البخاري كتاب الإيمان باب الدين يسر (1/29 رقم 39) ولفظه: إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا.
عن عبد الله بن عمر، موقوفا: (دخل عبيدة المليكي إلى عبد الله بن عمر فحدثه وجالسه، فقال ابن عمر: ما رأيت في هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أعلى من عبيدة، قال: وضرب عبيدة مثل الدنيا والآخرة، مثل الأمة وسيدتها، فمن نكح الأمة لم يملك سيدتها، ومن نكح السيدة ملك الأمة والسيدة، فمن ابتغى الآخرة أعطى الدنيا والآخرة). أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/ 383) حدثنا عمرو بن إسحاق حدثنا نصر بن خزيمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ عن ابن عمر.
قلت: عمرو بن إسحاق سبق ذكره عند حديث رقم (1)، وعبيدة بفتح العين، المليكي بضم الميم، وفتح اللام نسبة إلى مليكة، يقال له صحبة. التاريخ الكبير (6/83)، الأنساب (11/476)، تبصير المنتبه (3/ 913)، الإصابة (4/428).
عن عبد الله بن عمرو، مرفوعا: جاء رجل أشعث طوال ([58]) النبي صلى الله عليه وسلم، فناداه يا نبي صلى الله عليه وسلم إنا أهل عش ووش ([59])، فحدثنا بكلمة نستعملها في ليلنا ونهارنا، قال: يقول أحدكم اللهم أنت ربي، وأنا عبدك، ظلمت نفسي فاغفر لي ذنبي، اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من الشيطان وشركه، وأعوذ بك أن اقترف سوءا أو أجره على مسلم. أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/ 393) وقال: حدثنا عمرو بن إسحاق حدثني أبو علقمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ حدثني أسامة العوفي أبو قيس لنا عبد الله بن عمرو، مرفوعا.
قلت: عمرو بن إسحاق سبق ذكره عند حديث رقم (1)، ولم أقف على ترجمة أبي قيس.
وأخرجه أحمد في المسند (11/437 رقم 6851)، والبخاري في الأدب المفرد (442 رقم 1204)، والترمذي في السنن، كتاب الدعوات (49)، باب (95) (5/ 506 رقم 3529) وقال: حسن غريب. والطبراني في مسند الشاميين (2/22 رقم 849)، وابن عساكر في المعجم (2/92 رقم 1246) وقال ابن عساكر: هذا متن صحيح، وإسناده غريب، جميعهم من طرق عن إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي راشد الحبراني قال: أتيت عبد الله بن عمرو، مرفوعا ولفظ أحمد: (اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت، رب كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا، أو أجره إلى مسلم). ورجالهم ثقات، ورواية ابن عياش عن الشاميين مقبولة وهذه منها. تقريب التهذيب (ص 142 رقم 477).
وله شاهد من حديث أبي هريرة، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف كتاب الدعاء باب ما يستحب أن يدعو به إذا أصبح (10/ 237)، والبخاري في خلق أفعال العباد (2/ 76 رقم 146)، وأبو داود في السنن كتاب الأدب (35) باب ما يقول إذا أصبح (110) (5/195 رقم 5067)، والترمذي في السنن كتاب الدعوات (49) باب (14) (5/ 435 رقم 3392) وقال: حسن صحيح. والنسائي في عمل اليوم والليلة (139 رقم 11)، وابن حبان في الصحيح باب الأدعية (9) (3/ 242 رقم 962)، وابن مندة في التوحيد (64 رقم 200) من طرق عن يعلى بن عطاء سمعت عمرو بن عاصم أنه سمع أبا هريرة، مرفوعا بنحوه، وفيه: إذا أمسيت وإذا أصبحت، وإذا أخذت مضجعك. ورجالهم ثقات.
عن عبد الله بن عمرو، مرفوعا: (إن الله لا ينظر إلى الكافر، ولا ينظر إلى المزهي([60]) ولقد حملت سليمان بن داود الريح، وهو متكئ، فأعجب واختال في نفسه، فطرح على الأرض). أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/ 384)، وابن عساكر في تاريخ دمشق من طريقه (22/ 270) وقال الطبراني: حدثنا عمرو بن إسحاق حدثنا أبو علقمة أن أباه حدثه عن نصر ابن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ عن عبد الله بن عمرو مرفوعا.
قلت: عمرو بن إسحاق لم أر فيه جرحا ولا تعديلا، وسبق ذكره عند حديث رقم (1).
عن عتبة بن عبد، مرفوعا: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: ألم يقسم الله الخلق، فقال: (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) (الشورى 7). ففيم العمل؟ فقال: (إن أهل الجنة يعملون كما كتب لهم، وإن أهل النار يعملون كما كتب لهم). أخرجه ابن حبان في الثقات (3/297) عن العباس بن الخليل، حدثنا نصر بن خزيمة، حدثنا أبي عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ ([61]) عن عتية ابن عبد مرفوعا.
قلت العباس بن خليل فيه نظر، سبق عند حديث رقم (6). وعتبة بن عبد صحابي. الإصابة (4/436).
وله شاهد عن عبد الله بن عمرو، أخرجه ابن وهب في القدر (ص 83 رقم 13)، واحمد في المسند (11/ 121 رقم 6563)، والترمذي في السنن كتاب القدر باب ما جاء أن الله كتب كتابا (4/ 391 رقم 2141)، وقال الترمذي: حسن غريب صحيح. والدارمي في الرد على الجهمية (ص 148 رقم 263)، وابن أبي عاصم في السنة (ص 154 رقم 348)، والفريابي في القدر (ص 56 رقم 45، 46)، والنسائي في الكبرى كتاب التفسير سورة الشورى (10/248 رقم 11409) والآجري في الشريعة (ص 163) (ص 164)، والطبري في التفسير (25/ 14)، والطبراني في المعجم الكبير (14/ 18 رقم 14601)، وابن بطة في الإبانة (3/ 305 رقم 1327)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 152 رقم 1883)، والبيهقي في القضاء والقدر (ص 134 رقم 120، 57) جميعهم من طريق أبي قبيل حيي بن هانئ المعافري عن شفي بن ماتع الأصبحي عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان، فقال: (أتدرون ما هذان الكتابان؟) قال: قلنا: لا، إلا أن تخبرنا يا رسول الله. قال للذي في يده اليمنى: (هذا كتاب من رب العالمين تبارك وتعالى بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم اجمل على آخرهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا). ثم قال للذي في يساره: (هذا كتاب أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا). فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلأي شيء إذن نعمل إن كان هذا أمرا قد فرغ منه؟ قال صلى الله عليه وسلم: (سددوا وقاربوا، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة، وإن عمل أي عمل، وإن صاحب النار ليختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل. ثم قال: بيده فقبضها، ثم قال: (فرغ ربكم عز وجل من العباد)، ثم قال باليمنى: فنبذ بها فقال: (فريق في الجنة ونبذ باليسرى) فقال: (فريق في السعير). واللفظ لأحمد، ورجالهم ثقات غير أبي قبيل – بفتح القاف وكسر الموحدة وبعدها تحتانية ساكنة – حيي بن هانئ وثقه ابن معين وأحمد وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. الجرح والتعديل (3/ 275)، وذكره ابن حبان في الثقات (4/ 178) وقال: وكان يخطئ. وقال ابن حجر: صدوق يهم. التقريب (ص 282 رقم 1616). وشفي – بالفاء مصغرا – بن ماتع مصري ثقة. الثقات للعجلي (1/ 459 رقم 736)، التقريب (ص 439 رقم 2829).
عن عتبة بن عبد، مرفوعا: نهاهن عن النوح الأكبر، والخمش وقد ([62]) الثوب، والرنة ([63])، ولكن العين تدمع والنفس تحزن. أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (29/ 365) من طريق عبد الله بن عبيد بن يحيى حدثنا نصر بن خزيمة أخبرني أبي عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ كناز عن عتبة بن عبد مرفوعا. قال ابن عساكر: لست أعلم صحة ذلك، والمحفوظ أن اسم ابن عائذ عبد الرحمن، والله أعلم. وقال أيضا: ويقال كناز بن عائذ. تاريخ دمشق (29/ 365)، (65/ 218).
عن عثامة بن قيس، مرفوعا: (نحن أحق بالشك من إبراهيم، ويغفر الله للوط، لقد كان يأوي إلى ركن شديد). أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/ 390)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة من طريق الطبراني (4/ 2661 رقم 5613)، وابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق الطبراني (50/ 312)، وقال الطبراني: حدثنا عمرو بن إسحاق حدثنا أبو علقمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ، أخبرني بلال بن أبي بلال أن عثامة بن قيس البجلي، مرفوعا.
قلت: عمرو بن إسحاق لم أر فيه جرحا ولا تعديلا، وسبق ذكره عند حديث رقم (1)، وقال البخاري: عثامة بن قيس له صحبة. التاريخ الكبير (7/ 86)، الجرح والتعديل (7/ 39)، الثقات لابن حبان (3/ 321). وقال ابن عبد البر: مذكور في الصحابة، وفي صحبته عندي نظر؛ لأني لم أجد شيئا يدل عليها. الاستيعاب (ص 593 رقم 2051)، تلقيح فهوم أهل الأثر (ص 172)، الإصابة (4/ 447).
والحديث في صحيح البخاري كتاب أحاديث الأنبياء باب (11) (2/ 467 رقم 3372)، وصحيح مسلم كتاب الإيمان باب زيادة طمأنينة القلب (1/ 133 رقم 151) عن أبي هريرة مرفوعا، ولفظه: (نحن أحق بالشك من إبراهيم، إذ قال: رب أرني كيف تحيي الموتى. قال: أولم تؤمن. قال: بلى، ولكن ليطمئن قلبي، ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي)
عن العرباض بن سارية، مرفوعا: كان يقرأ المسبحات ([64]) قبل أن يرقد، وقال: (إن فيهن آية أفضل من ألف آية). أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/391) وقال حدثنا عمرو بن إسحاق حدثنا نصر بن خزيمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن ابن عائذ قال: قال بلال بن أبي بلال: إن العرباض بن سارية حدثهم مرفوعا.
قلت: عمرو بن إسحاق لم أر فيه جرحا ولا تعديلا، وسبق ذكره عند حديث رقم (1).
وأخرجه أحمد في المسند (28/ 392 رقم 17160)، وأبو داود في السنن كتاب الأدب (35) باب ما يقول عند النوم (107) (5/ 191 رقم 5057)، والترمذي في السنن كتاب فضائل القرآن (46) باب (21) (5/166 رقم 2921) وقال الترمذي: حسن غريب، والنسائي في السنن الكبرى كتاب فضائل القرآن (47) باب المسبحات (21) (7/ 261 رقم 7972)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 347)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 43 رقم 1335)، والطبراني في المعجم الكبير (18/ 249 رقم 625)، وابن السني في عمل اليوم (ص 631 رقم 682)، والبيهقي في شعب الإيمان (4/ 121) من طريق بقية بن الوليد حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن أبي بلال عن العرباض مرفوعا، بمثله. وفيه تصريح بقية بالتحديث عند أحمد والفسوي والبيهقي، وعنعن في سائر الأسانيد. طبقات المدلسين (ص 48 رقم 117)، وعبد الله ابن أبي بلال مجهول، لم يرو عنه غير خالد بن معدان. التاريخ الكبير (5/ 55)، الجرح والتعديل (5/ 19)، تقريب التهذيب (ص 495 رقم 3257)، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان في الثقات (5/ 49). وقد ورد الحديث مرسلا، أخرجه النسائي في السنن الكبرى كتاب عمل اليوم والليلة (53) باب الفضل في قراءة تبارك (205) (9/ 264 رقم 10483) من طريق معاوية ابن صالح عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان، مرفوعا مرسلا. ورجاله ثقات.
عن عمر بن معاوية الغاضري: جاء رجل فقال: يا نبي الله، كيف ترى في رجل ليس له مال يتصدق به ولا قوة فيجاهد بها، يرى الناس يصلون ويجاهدون ويتصدقون فلا يستطيع شيئا من ذلك؟ قال: يقول الخير ويدع الشر، يدخله الله الجنة معهم. قال: وإن لم يجد مالا؟ قال: وإن وجد مالا وحسبي به. أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (4/ 1945 رقم 4899) من طريق عمرو بن إسحاق بن إبراهيم حدثني أبي حدثنا نصر بن خزيمة أن أباه حدثه عن نصر ابن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ قال قال عمر بن معاوية، مرفوعا ([65]). قلت: عمرو بن إسحاق سبق ذكره عند حديث رقم (1). وعمر بن معاوية الغاضري – بفتح الغين وبالضاد المعجمة – نسبة إلى غاضرة بن مالك، صحابي. اللباب (2/ 372)، الإصابة (4/ 595).
قال عمير بن سعد: في أنزلت هذه الآية (وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ) (التوبة: 61). وذلك أن عمير بن سعد كان يسمع أحاديث أهل المدينة، فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيساره، حتى كانوا يتأذون بعمير بن سعد، وكرهوا مجالسته، وقالوا: هو أذن، فأنزلت في). أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/ 386)، وابن عساكر في تاريخ دمشق من طريقه (46/ 480) وقال الطبراني: حدثنا عمرو بن إسحاق حدثنا أبو علقمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ قال: قال كثير بن مرة: عن عمير بن سعد. وعند الطبري أنها نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وساق الأسانيد في ذلك. جامع البيان (10/ 190). وقال ابن حجر: عمير بن سعد هو من رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم كلام الجلاس بن سويد. ونزلت فيه (وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْر) إلى قوله: (فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ) التوبة: 74. أنظر الاستيعاب (ص 486 رقم 1718)، الإصابة (4/ 718).
قلت: وعمرو بن إسحاق بن إبراهيم سبق ذكره عند حديث رقم (1).
عن عوف بن مالك مرفوعا: (إن الأنبياء يتكاثرون بأمتهم، ولقد كثرتهم غير موسى، وإني لأرجو أن أكثره، ولقد أوتي موسى خصلات لم يعطهن نبي، إنه مكث يناجي ربه أربعين يوما، ولا ينبغي للمتحابين أن يناجيا أطول من نجواهما، وإن ربك عز وجل توحد بدفنه، وقبره لم يطلع عليه أحد، وهو يوم يصعق الناس قائم عند العرش لا يصعق معهم). أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/ 389) وقال: حدثنا عمرو بن إسحاق، حدثنا نصر بن خزيمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ، حدثني جبير بن نفير قال عوف بن مالك، مرفوعا.
قلت: عمرو بن إسحاق لم أر فيه جرحا ولا تعديلا، وسبق ذكره عند حديث رقم (1)، وعوف بن مالك أبو حماد الأشجعي صحابي. تاريخ دمشق (47/ 36)، تقريب التهذيب ( ص 758 رقم 5252). وتابعه عبد الله بن عبيد بن يحيى عند ابن عساكر في تاريخ دمشق (61/ 108)، والعباس بن خليل عند الذهبي في سير أعلام النبلاء (17/581) جميعهم عن نصر بن علقمة عن محفوظ به. والعباس بن خليل فيه نظر، سبق ذكره عند حديث رقم (6).
عن عوف بن مالك، مرفوعا: (الفقر تخافون، أو العوز ([66])، أو تهمكم الدنيا، إن الله عز وجل فاتح لكم أرض فارس والروم، وتصب عليكم الدنيا صبا، حتى لا تزيغكم إلا هي). أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/ 389)، وابن عساكر في تاريخ دمشق من طريقه (1/ 394) وقال الطبراني: حدثنا عمرو بن إسحاق حدثنا نصر بن خزيمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن محفوظ عن ابن عائذ قال جبير بن نفير عن عوف بن مالك، مرفوعا.
قلت: عمرو بن إسحاق لم أر فيه جرحا ولا تعديلا، وسبق ذكره عند حديث رقم (1)، وعوف صحابي مضى في (39).
وأخرجه البزار في المسند (7/ 189 رقم 2758) من طريق بقية بن الوليد عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عوف به مرفوعا بنحوه، وبقية مدلس ويسوي الإسناد، لم يصرح بالتحديث في سائر الإسناد. طبقات المدلسين (ص 48 رقم 117). وقد بين بقية الواسطة، وهو جبير بن نفير بين خالد بن معدان، وبين عوف بن مالك أخرجه أحمد في المسند (39/ 407 رقم 23982)، والطبراني في المعجم الكبير (18/52 رقم 93)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 395) من طريق بقية حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن عوف، مرفوعا.
يتبع