العرضة للرجال


السؤال


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ انتشر الأن بين أوساط طلاب العلم خاصة، والشباب عامة، من يذهبون إلى أماكن الأفراح التي تقام فيها العرضة، وكذلك في الأعياد والمناسبات، وإذا نصحناهم قالوا: المسألة فيها اختلاف، ولا مانع من الذهاب، فإذا كانت جائزة، ماالدليل؟ وإذا كانت حرام فمادليل التحريم؟






أجاب عنها: أ.د. خالد المشيقح

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: كثير من المسائل الشرعية فيها خلاف، لكن الإنسان المسلم متعبد بما قال الله _عز وجل_، وبما قال رسوله _صلى الله عليه وسلم_، وليس للمسلم أن يتبع هواه، بل عليه أن يتحرى الدليل الصحيح وأن يأخذ به؛ لأن الله _عز وجل_، قال: "وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ" (القصص:65)، وقال _سبحانه_: "أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ" (الشورى: من الآية21)، وغير ذلك. وعلى هذا إذا دل الدليل على حكم في أي مسألة شرعية، فإن الواجب علي المسلم أن يأخذ بما دل عليه الدليل الشرعي ويلتزم به. وأما يتعلق بالعرضة فحكمها مختلف من حالة وأخرى، فإذا كان يستعمل فيها الطبول ونحو ذلك فإن هذا محرم؛ لأن هذه الطبول من آلات اللهو الموسيقية، وقد ثبت عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال:" ليكونن في أمتي أقوم يستحلون الحِر والحرير والخمر والمعازف"، أخرجه البخاري في صحيحه معلقاً بصيغة الجزم، ووصله الحافظ أبو داود السجستاني في سننه بسند صحيح من حديث أبي مالك الأشعري _رضي الله عنه_، والحِر هو: الفرج الحرام، والمعازف هي: جميع آلات اللهو الموسيقية، ولفظة "يستحلون" تعني أن هذه الأشياء التي جاءت في الحديث محرَّمَة، وسيأتي أقوام يستحلُّونها، و كذلك اقتران المعازف بكبائر الذنوب كالخمر والزنا يشعر بشدة تحريم سماع أو استعمال هذه الآلات الموسيقية. أما إذا لم يكن في هذه العرضة آلات موسيقية، وإنما هي مجرد لعب بالسلاح ونحو ذلك فإن هذا جائز ولا بأس به، بشرط ألا يُكثر منه، والله تعالى أعلم .