قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله: ((فإنه يجب أن يُفسَّر كلام المتكلِّم بعضه ببعض، ويُؤْخذ كلامه هاهنا وهاهنا، وتُعرف ما عادته يعنيه ويريده بذلك اللفظ إذا تكلّم به، وتُعرف المعاني التي عُرف أنه أرادها في موضع آخر،فإذاعُرف عُرفُه وعادتُه في معانيه وألفاظه؛ كان هذا مما يستعان به على معرفة مراده.وأما إذا استُعمل لفظه في معنى لم تجر عادته باستعماله فيه، وتُرِك استعماله في المعنى الذي جرت عادته باستعماله فيه، وحُمل كلامه على خلاف المعنى الذي قد عُرفأنه يريده بذلك اللفظ، بجعل كلامه متناقضًا، وترك حمله على ما يناسب سير كلامه؛ كانذلك تحريفًا لكلامه عن موضعه،وتبديلاً لمقاصده،وكذبًا عليه، فهذا أصل مَنْ ضلَّ فيتأويل كلام الأنبياء على غير مرادهم)).[الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح 4/44] ---------وقال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله:--((واللفظ الذي توهم فيه نفي الصلاحية غايته أن يكون محتملاً لذلك، ومعلوم أنَّ مفسَّر كلام المتكلم يقضي على مجمله، وصريحه يقدم على كنايته)). ---------------------وقال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله:-((فغير الرسول صلى الله وعليه وسلم إذا عبر بعبارة موهمة مقرونة بما يزيل الإيهام كان هذا سائغاً باتفاق أهل الإسلام، وأيضاً: فالوهم إذاكان لسوء فهم المستمع لا لتفريط المتكلمين لم يكن على المتكلم بذلك بأس، ولا يشترط في العلماء إذا تكلموا في العلم أن لا يتوهم متوهم من ألفاظهم خلاف مرادهم, بل مازال الناس يتوهمون من أقوال الناس خلاف مرادهم ولا يقدح ذلك في المتكلمين بالحق)). [الرد على البكري 2\705] -----------------وقال رحمه الله-((وأخذ مذاهب الفقهاء من الإطلاقات من غير مراجعة لما فسَّروا به كلامهم وما تقتضيه أصولهم يجر إلى مذاهب قبيحة)). [الصارم المسلول 1/287] ----------------------------وقال رحمه الله- ((ومن أعظم التقصير نسبةالغلط إلى متكلِّم مع إمكان تصحيح كلامه وجريانه على أحسن أساليب كلام الناس)).[مجموع الفتاوى 31/114] ------------------------------------وقال بن القيم رحمه الله :((وأنت تجد من له اعتناء شديد بمذهب رجل وأقواله؛ كيف يفهم مراده من تصرفه ومذاهبه،ويخبر عنه بأنه يفتي بكذا ويقوله، وأنه لا يقول بكذا ولا يذهب إليه؛ لما لا يوجد في كلامه صريحاً، وجميع أتباع الأئمة مع أئمتهم بهذه المثابة، وهذا أمر يعم أهل الحق والباطل لا يمكن دفعه، فاللفظ الخاص قد ينتقل إلى معنى العموم بالإرادة، والعام قد ينتقل إلى الخصوص بالإرادة)) [إعلام الموقعين 1/218] ---وقال رحمه الله-((والكلمة الواحدة يقولها اثنان، يريد بها أحدهما أعظم الباطل، ويريد بها الآخر محض الحق، والاعتبار: بطريقة القائل، وسيرته، ومذهبه، وما يدعو إليه، ويناظرعليه)).[مدارج السالكين 3/520-521]