الصبر والاستمرار في تربية الأبناء ومتابعتهم
د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري





كل وقت وجلسة مع أبنائك ينبغي أن تكون تربيةً لهم، وأن تكون متابعتك لهم مستمرة وليست مؤقتة ببعض الأحداث المزعجة.


وتدرجك في التربية يحتاج إلى خطط زمنية طويلة المدى، وأنت في ذلك صابر، متمثلٌ للأجر العظيم لك في ذلك، ومتمثل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته"، متفق عليه، وقوله صلى الله عليه وسلم: " ما من عبد يسترعيه الله عز وجل رعية يموت يوم يموت وهو غاش رعيته إلا حرم الله تعالى عليه الجنة"، وفي رواية: " فلم يحطها بنصحه لم يرح رائحة الجنة"، رواه البخاري ومسلم.


والحذر من تقلب المزاج أثناء تربية الطفل، أو اختلاف الاجتهادات في تربيته، أو الملل السريع من بطء تعلمه أو كثرة أخطائه ومخالفاته، فأنت تربي، وهم أبناؤك، وهذا واجبك.


واعلم أن التربية الحقَّة ليست ردودَ أفعال، أو تأثيرات مؤقتة لما نسمعهُ أو نراه أو نقرؤه، بل جهد متواصل إلى الممَات:
يقول الله تعالى: ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ.