الحسين عليه السلام في ذكرى استشهاده - الحسين في ذكرى استشهادهبسم الله الرحمن الرحيمالحسين عليه السلام في ذكرى استشهاده
حمداً لله، وصلاة وسلاماً على رسوله وآله وصحبه:
نتحدث عن سيدنا الحسين عليه السلام حياةً واستشهاداً وحباً من خلال الأمور الثمانية التالية:
أولاً: الحسين عند أهل السنة:
فهو في سويداء قلوبهم، ممزوج حبُّه بدمائهم؛ لأنه في سويداء قلب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .
آ ـ فقد روى الإمام أحمد عن يعلى العامري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" حسين سبط من الأسباط، من أحبني فليحب حسيناً" وفي لفظ:" أحبَّ الله من أحبَّ حسيناً".
ب ـ وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنه قال ـ وقد دخل الحسين المسجد ـ :" من أحبَّ أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة، فلينظر إلى هذا". سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعَن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال:" دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحسن والحسين يلعبان على صدره، فقلت: يا رسول الله أتحبُّهما؟ قال:" كيف لا أحبُّهما وهما رَيْحَنَتَاي من الدنيا".
ثانياً: إعلام النبي صلى الله عليه وسلم باستشهاده:
آ ـ فعن علي رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان، فقال:" قام من عندي جبريل فحدثني أن الحسين يقتل، وقال: هل أشمُّك من تربته؟ قلت: نعم.قال: فمدَّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني". سير أعلام النبلاء 2/288، وقال الهيثمي : رجاله ثقات.
ب ـ عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تُبلوا هذا ـ يعني حُسيناً ـ فكان يوم أم سلمة : فنزل جبريل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تَدَعي أحداً يدخل، فجاء حسين فبكى، فجعلته يدخل، فدخل حتى جلس في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جبريل: إن أمتك ستقتله. قال : يقتلونه وهم مؤمنون؟ قال: نعم. وأراه تربته". السير، 2/298. وقال الذهبي: إسناده حسن.
( ثالثاً: موقف الحسين رضوان الله عليه من البيعة ليزيد:
يلخص الإمام الذهبي هذا الموقف بقوله:" بلغنا أنَّ الحسين لم يُعجبه ما عمل أخوه من تسليم الخلافة إلى معاوية، بل كان رأيه القتال، ولكنه كظم وأطاع أخاه وبايع، وكان يقبل جوائز معاوية، ومعاوية يرى له ويجلُّه ويحترمه، فلما أن فعل معاوية ما فعل بعد وفاة السيد الحسن من العهد بالخلافة إلى ولده يزيد، تألم الحسين، وحُقَّ له، وامتنع هو وابن أبي بكر وابن الزبير عن المبايعة، حتى قهرهم معاوية، وأخذ بيعتهم مُكرهين، وغلبوا وعجزوا عن سلطان الوقت، فلما مات معاوية تسلم الخلافة يزيد، وبايعه أكثر الناس، ولم يبايع له ابن الزبير ولا الحسين، وأنِفُْوا من ذلك، ورام كلُّ واحد منهما لنفسه، وسارا مع الليل إلى المدينة." السير للذهبي 3/293.
والثابت عندنا أهل السنة: أن لا بيعة لمكره.فهو رضي الله عنه لم ينكث بيعة كانت في عنقه، ومثله مثل طلحة وابن الزبير يوم خرجا وكانا بايعا مكرهين.
رابعاً: خروج الحسين رضي الله عنه على يزيد:
يقول ابن عباس رضي الله عنهما: استشارني الحسين في الخروج. فقلت: لولا أن يُزْرى بي وبك لنشبتُ يدي برأسك، فقال: لأن أقتل في مكان كذا وكذا أحب إليَّ من أن أستحل حُرمتها ـ أي مكة ـ وكان ذلك الذي سلا نفسي عنه". السير3/292. رجاله ثقات ومن رجال الصحيح.
وكان رأي معظم الصحابة عدم خروجه خوفاًُ عليه من القتل.
ويروى أنه أجاب عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما حين نهاه عن الخروج بقوله: إني رأيت رؤيا؛ رأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرني بأمر أنا ماضٍ له.
خامساً: تخريج رواية استشهاد الحسين:
وقد أخترنا أصح رواية في الباب من بين ركام من الروايات معظمها فيه ضعف أو نكارة أو انقطاع.
وجلالة هذا الحديث أنه مرويٌّ عن الإمام العظيم أبي جعفر الصادق، محمد الباقر بن علي زين العابدين عليهم السلام.
ورجال هذا النص ثلاثة هم:
أحمد بن جناب المصيصي، عن خالد بن يزيد القسري، عن عمار الدهني.
* أحمد بن جناب المصيصي: صدوق
* خالد بن يزيد القسري: قال فيه ابن عدي: أحاديثه لا يتابع عليها كلها، لم أر للمتقدمين الذين يتكلمون بالرجال فيه قولاً، وهو مع ضعفه يكتب حديثه.
قال فيه الذهبي: وكان صاحب حديث ومعرفة.
* عمار الدهني : ثقة.
* محمد بن علي: ثقة إمام.
وحين نظفر برواية تاريخية بهذا المستوى لا نطمح بأعلى من هذا سنداً.
سادساً: أهم معالم الرواية:
1 ـ وحيث لا يتسع المقال لسردها كاملة. ومن أراد أن يطَّلع عليها، فليرجع إلى الطبري، وسير أعلام النبلاء، وسيجد أنها الرواية الذهبية بين ركام الروايات.
2 ـ لقد خطط الحسين رضوان الله عليه للخروج بكل ما تقتضيه الأسباب، حيث بعث ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب إلى الكوفة ليلتقي بزعمائها الذين دعوه للبيعة وأهم ما في هذه الفقرة .
آ ـ "وبلغ مسلماً الخبر فنادى بشعاره. فاجتمع إليه أربعون ألفاً فعبَّأهم، وقصد القصر فبعث عبيد الله إلى وجوه أهل الكوفة فجمعهم عنده، وأمرهم فأشرفوا من القصر على عشائرهم. فجعلوا يكلمونهم، فجعلوا يتسللون حتى بقي مسلم في خمسمائة. وقد كان كتب إلى الحسين ليسرع، فلما دخل عليه الليل ذهب أولئك حتى بقي مسلم وحده يتردَّد في الطريق..."
ب ـ " فبعث عبيد الله الشُّرَط إلى مسلم. فخرج وسلَّ سيفه وقاتل، وأعطاه ابن الأشعث أماناً، فسلَّم نفسه، فجاء به إلى عبيد الله فضرب عنقه، وألقاه إلى الناس، وقتل هانئاً فقال الشاعر:
فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري إلى هانئ في السوق وابن عقيل
إلى بـطـل قـد هشم الـمـوت وجْـهَـه وآخر يرمى من طـمـار قـتـيـل
أصابـهـمـا أمـر الأمـيـر فـأصـبـحـا أحاديث من يسعى بـكـل سبـيل"
ج ـ " وأقبل الحسين على كتاب مسلم، حتى إذا كان على ساعة من القادسية، لقيه رجل فقال للحسين: ارجع لم أدع لك ورائي خيراً، فهمَّ أن يرجع، فقال إخوة مسلم: والله لا نرجع حتى نأخذ بالثأر أو نقتل. فقال: لا خير في الحياة بعدكم. وسار، فلقيته خيل عبيد الله فَعَدل إلى كربلاء، وأسند ظهره إلى قصميا حتى لا يقاتل إلا من وجه واحد، وكان معه خمسة وأربعون فارساً ونحوٌ من مائة راجل".
لقد كان بإمكانه النجاة من الموت، والعودة سالماً إلى المدينة، لكن شهامته ونُبله أَبَيَا عليه أن يَدَعَ إخوة مسلم يمضون للشهادة والقتل، ويعود معافى إلى بلده. وهو سببُ مقتل مسلم. لقد كانت المبادئ والقيم هي التي تحركه في كل خطوة من خطواته عليه السلام.
د ـ الخيارات الثلاثة:
" وجاء عمر بن سعد بن أبي وقاص ـ وقد ولاه عبيد الله بن زياد على العسكر ـ وطلب من عبيد الله أن يعفيه من ذلك. فأبى فقال الحسين: اختاروا واحدة من ثلاث. إما أن تدعوني، فألحق بالثغور، وإما أن أذهب إلى يزيد، أوأردَّ إلى المدينة. فقبل عمر ذلك، وكتب به إلى عبيد الله .."
لقد حاول أن يتجنَّب المأساة في خيارات كريمة لا تمس شخصه، وكان من هذه الخيارات أن يمضي إلى يزيد.
هـ ـ رفضه خيار الذل:
" فكتب إليه ـ أي عبيد الله بن زياد لعمر بن سعد ـ : لا ولا كرامة حتى يضع يده في يدي. فقال الحسين: لا والله. وقاتل، فقتل أصحابه منهم بضعة عشر شاباً من أهل بيته. قال : ويجيء سهم فيقع بابن صغير له...".
هـ ـ الحسين عليه السلام يُحدّد قتلته:
"... فيقع ـ أي السهم ـ بابن صغير له، فجعل يمسح الدم عنه، ويقول: اللهمَّ احكم بيننا وبين قومنا، دعَوْنا لينصرونا، ثم يقتلوننا. ثم قاتل حتى قتل، قتله رجل مذحجي، وحزَّ رأسه".
و ـ قاتل الحسين باع دينه كله بعرض من الدنيا قليل:
"... وحزَّ رأسه. ومضى به إلى عبيد الله، فقال:
أوْقِر ركابي فضَّةً وذهبا فقد قتلت الملكَ المُحَجَّبا
فقاتل الحسين ـ لعنه الله تعالى ـ يعرف أنه قتل خَيْرَ من في الأرض من أجل أن يملأ ركابه ذهباً وفضة.قتلتُ خيرَ الناس أماً وأبا.
ز ـ رأس الحسين عليه السلام عند يزيد:
" فوفده ـ أي أُوفد القاتل ـ إلى يزيد ومعه الرأس، فَوُضعَ بين يديه، وعنده أبو بَرْزَة الأسلمي. فجعل يزيد ينكث بالقضيب على فيه، ويقول:
نفلق هاماً من رجال أعزَّة علينا وهم كانوا أعق وأظلما([1])
قال: فقال أبو برزة: ارفع قضيبك، لقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاه على فيه".
ح ـ محمد بن علي رضي الله عنهما يوضِّح موقف يزيد:
" قال: وسرَّح عمر بن سعد بحريمه وعياله إلى عبيد الله، ولم يكن بقي منهم إلا غلام([2]) كان مريضاً مع النساء، فأمر به عبيد الله ليقتل. فطرحت عمته زينب نفسها عليه. وقالت: لا يقتل حتى تقتلوني، فَرَقَّ لها، وجهّزهم إلى الشام. فلما قدموا على يزيد، جمع مَنْ كان بحضرته، وهنَّؤوه. فقال رجل أحمر أزرق ـ ونظر إلى صبية منهم ـ فقال: هَبْها لي يا أمير المؤمنين. فقالت زينب: لا ولا كرامة إلا أن تخرج من دين الله. فقال له يزيد: كف.
ثم أدخلهم إلى عياله. فجهَّزهم. وحملهم إلى المدينة)([3])
إلى هنا عن أحمد بن جناب.
ط ـ وفي رواية عن الليث بن سعد قال:
" أبى الحسين أن يستأسر، فقاتلوه فقتلوه، وقتلوا بنيه وأصحابه الذين قاتلوا معه بمكان يقال له: (الطف). وانطلق بعليِّ بن الحسين، وفاطمة بنت حسين، وسكينة بن حسين، إلى عبيد الله بن زياد. وعليٌّ يؤمئذ غلام قد بلغ، فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية. فأمر بسكينة فجعلها خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها وذوي قرابتها، وعلي بن الحسين في غُلِّ فوضع رأسه، فضرب على ثنيتي الحسين فقال:
نفلق هاماً من رجالٍ أحبةٍ إلينا وهم كانو أعقَّ وأظلما
فقال علي بن حسين:{ وما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير}. فثقل على يزيد أن يتمثل ببيت شعر، وتلا علي بن الحسين آية من كتاب الله عز وجل. فقال يزيد: بل { بما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}.
فقال علي: أما والله لو رآنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مغلولين لأحبَّ أن يخلينا من الغُل. قال : صدقت. فحلوهم من الغل.
فقال: ولو وقفنا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على بُعْد لأحبَّ أن يُقَرِّبنا. قال: صدقت، فقرَّبوهم.
فجعلت سكينة وفاطمة يتطاولان لتريا رأس أبيهما، وجعل يزيد يتطاول في مجلسه ليستر رأسه. ثم أمر بهم فجُهِّزوا وأصلح إليه وأخرجوا إلى المدينة) مجمع الزوائد للهيثمي3/195. وقال : رواه الطبراني ورجاله ثقات.
سابعاً: موقف يزيد على لسانه:
محمد بن جرير قال: حدثت عن أبي عبيدة ، حدثنا يونس بـن حـبـيـب، قال: " لما قَتَلَ عبيد الله بن زياد الحسينَ وأهله، بعث برؤوسهم إلى يزيد. فسُرَّ بقتلهم أولاً، ثم إنه لم يلبث حتى ندم على قتلهم، فكان يقول: وماذا عليَّ لو احتملت الأذى، وأنزلت الحسين معي، وحكَّمته فيما يريد، وإن كان عليَّ في ذلك وهْن، حفظاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ورعاية لحقه، لعن الله ابن مرجانة ـ يعني عبيد الله بن زياد ـ فإنه أحرجه وأضطره، وقد كان سأل أن تخلى سبيله أن يرجع من حيث أقبل، أو يأتيني فيضع يده في يدي، أو يلحق بثغر من الثغور، فأبى ذلك عليه وقتله، فأبغضني بقلته المسلمون، وزَرَع لي في قلوبهم العداوة" سير أعلام النبلاء 3/317.
وصدق يزيد. فقد أبْغَضْاَه، وَزُرِعَت في قلوبنا العداوة له. خصوصاً أنه لم ينل عبيد الله بسوء، وأبقاه والياً عنده حتى ليقول عنه المحدثون:" ليس بأهل أن يروى عنه" لما فعل بالحسين وأهل المدينة.
ثامناً: عقابُ القَتَلَة، وانتهاء القصَّة:
نعم لقد أجمع المؤرِّخون الثقات والمعتمدون عند أهل السنة أنه ما من أحد شارك في قتل الحسين إلا مات ميتة سوء.
آ ـ قرة بن خالد قال: سمعت رجاء العطاردي قال : كان لنا رجل من بلجهيم قدم الكوفة فقال:ما ترون هذا الفاسق بن الفاسق قتله الله ـ يعني الحسين بن علي عليهما السلام ـ فرماه الله بكوكبين من السماء، فطمس بصره" الطبراني 283، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
ب ـ قال عطاء بن مسلم الحلبي قال السدي: أتيت كربلاء تاجراً، فعمل لنا شيخ من طيئ طعاماً فتعشينا عنده. فذكرنا قتل الحسين، فقلت: ما شارك أحد في قتله إلا مات ميتةَ سوء. فقال: ما أكذبكم. أنا ممَّن شارك في ذلك. فلم نبرح حتى دنا من السراج وهو يتقد بنفط، فذهب يخرج الفتيلة بأصبعه، فأخذت النار فيها، فذهب يطفئها بريقه، فعلقت النار في لحيته، فعدا فألقى نفسه في الماء، فرأيته كأنه حممة". سير أعلام النبلاء للذهبي3/315.
ج ـ قتل عبيد الله بن زياد يوم عاشوراء سنة سبع وستين:
قال يزيد بن أبي زياد، عن أبي الطفيل: عزلنا سبعة رؤوس، وغطَّينا منها رأس حصين بن نمير وعبيد الله بن زياد، فجئت فكشفتها. فإذا حية في رأس عبيد الله تأكل.
وصحَّ من حديث عُمَارة بن عُميرة قال:" فجئت برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه فأتيناهم وهم يقولون: قد جاءت قد جاءت. فإذا حية تخلل الرؤوس، حتى دخلت في منخر عبيد الله. فمكثت هنيهة، ثم خرجت وغابت، ثم قالوا: قد جاءت قد جاءت، ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثاً". الترمذي(387)، وقال: حديث حسن صحيح.
لقد انتهى الأمر عند أهل السنة جريمة نكراء سوداء بشعة في تاريخ الإسلام مضافة إلى جرائم قتل الخلفاء العظام ، عمر، وعثمان، وعلي، سادة هذه الأمة وقادتها.
ورأي أهل السنة أنَّ القتلة عاقبهم الله جميعاً، وانتهى الأمر.
ونتوجه بسؤالين إلى أبناء هذه الأمة من الشيعة:
* كيف يستقيم في المنهج عندكم أن يتوج أبو لؤلؤة المجوسي الفارسي، قاتل عمر رضي الله عنه في أبشع جرائم التاريخ، ويكون له المقام والتعظيم عندكم، ويطوف الناس حوله؟
* وكيف يستقيم شرخ الأمة من أجل قتل الحسين وتحميل وِزْرِ قتله إلى الأمة كلها إلى قيام الساعة؟!!
هلمُّوا إلى الحق. وأنيبوا إليه، ولا تجعلوا مقتل الحسين، ديناً تتقرَّبون فيه إلى الله ببغض الأمة كلها وتحميلها وزْر قتله. واقتدوا بالحسين عليه السلام القائل:" اللهم احكم بيننا وبين قومنا بالحق، دعونا لينصرونا ثم يقتلوننا".
وأخيراً نضع كلام الذهبي الذي يمثل رأي أهل السنة كما قال :" الشيعي لا يطيب عيشه حتى يلعن هذا ودونه، ونحن نبغضهم بالله، ونبرأ منهم ولا نلعنهم، وأمرهم إلى الله" سير أعلام النبلاء 3/546.
{ تلك أمة قد خلت لها ما كسبت، ولكم ما كسبتم، ولا تسألون عما كانوا يعملون}.
* * *
[1])) يقول الذهبي رحمه الله: والمحفوظ عندنا أن ذلك عن عبيد الله. ويقول المحقق: انظر: الطبراني 2846،والمجمع 9/193.
([2]) هذا الغلام هو علي بن الحسين زين العابدين ،وهو والد محمد رضي الله عنه راوي الحديث. ومنه كان نسل أهل البيت من الحسين عليهم السلام.
[3])) سير أعلام النبلاء للذهبي 2/306ـ309.
منقول