دور الضابطين :المعنوي واللفظي في صرف الممنوع من الصرف
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في تحكم الضابطين :المعنوي واللفظي في صرف الممنوع من الصرف ،وذلك كما يلي :
أولا:الضابط المعنوي :
تتحكم منزلة المعنى في صرف الممنوع من الصرف ،كما في المثال التالي :نقول:مررت بعمرانَ وعمرانٍ آخر ،عمران الأول معرفة ممنوع من الصرف ،وعمران الآخر نكرة ومصروف ،فالأول معروف والثاني غير معروف .
ثانيا :الضابط اللفظي
كما تتحكم منزلة اللفظ في صرف الممنوع من الصرف ،من أجل التناسب الصوتي كما هو الحال في قراءة نافع والكسائي "سلاسلاً" و"قواريراً" والأصل "سلاسلَ "و"قواريرَ" وكقراءة الأعمش "لا تَذَرُنَّ ودّاً ولا سُواعاً ولا يَغوثاً ويَعوقاً ونسرًا "،والأصل "ولا يغوثَ ويعوقَ " أومن أجل الوزن كقول امرئ القيس :ويوم دخلت الخدر خدر عنيزةٍ//فقالت لك الويلات إنك مُرجِلي
والأصل "عنيزةَ" ،ومستوى هذا الكلام أقل فصاحة أو قبيح ،لأنهم لم يستخدموا علامات المنزلة والمكانة على الوجه الفصيح ، إلا أن المعنى واحد ، فـ"يغوثَ" هو يغوثا " وسلاسلاً" هي "سلاسلَ" .........إلخ ، والكلام مفهوم ، وقد قيل:إنه في لغة من لغات العرب يجوز تجاهل المنع من الصرف وتنوين ما لا ينصرف ، مما يدل على أنه يكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى وإعراب و نظم التراكيب ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .