هذا تشريع وليس عتاب
****************************** ****************************** ***********************
.............................. .............................. ...........
يقول سبحانه وتعالى :
{ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ }
كانت غزوة بدر هى أولى الغزوات قضى الله فيها أن تكون راية الإسلام مرفوعة ومنصورة وراية أعداء الله منكوسة ومقهورة ومهزومة .
تحقق فيها الظفر والنصر للمسلمين .. ولم يتم الإثخان بالقتل فى الكفار والمشركين ..
أقبلوا على الأسرى لتكبيلهم وشد وَثاقهم وأخذ غنائمهم وأسلابهم ..

أخبر الله نبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم بما كان يجب من كسر شوكة الكفار وبترهم إذلالاً لسطوتهم وإعجازاً لعدم معاودتهم الكرة على المسلمين .
أخبره سبحانه وتعالى أن تلك هى سجية أى رسول أو نبى من الأنبياء { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ }
تلك السجية هى :
أنّ توثيق الأسرى والإقبال على الغنائم قبل الإثخان فيهم بالقتل إنما هو عرض وطلب للحياة الدنيا دون الآخرة
والله يريد رفع راية دينه لكى تكون كلمة الذين كفروا السفلى ويجعل كلمة الله هى العليا .
{ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ }

عفا الله عن أهل بدر فيما أقبلوا عليه وغفر لهم وأنزل شرعه وتشريعه فى الأسرى :
فأحلّ لهم ما أخذوه من غنائم وأنفال وجعلها الله لهم حلالاً طيبا بعد أن كاد يمسهم منها وبسببها وسبب إقبالهم عليها : عذاب عظيم . لطلبهم الدنيا دون الآخرة
{ لَّوْلَا كِتَـٰبٌ مِّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّبًا }

ونزل حكم الله فى الأسرى : إما بفدائهم . وإما بالمنّ عليهم دون فداء .
{ فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُم ْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا }
وبين الله لنبىه ورسوله بأن الأسرى لا يقتلون إلا إذا عاود أيهم القتال ضد المسلمين أو إن ظاهر أحد منهم أو عاون أو مالأ أعداء الدين .
كان من الأسرى مِن منّ عليهم نبى الله دون فداء : أبو عزة عمرو بن عبد الله الجمحى ( وقتل فى يوم أحد لمظاهرته ومساندته الكفار والمشركين وقتاله معهم ) .

وأخبر الله نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم بأن يبلغ أسراه :
أن التوبة والغفران واتباع دين الإسلام هو : خيرٌ مما يبذلونه من عِوض وأفضل مما يقدّمونه من أموال لكى يفتدوا به أنفسهم .
وأن تفضيلهم للفداء على الإيمان إنما هو : رضا منهم بالدنيّة .
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
.............................. ..........................
****************************** ****************************** *******************
سعيد شويل