المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم ياسين
في هذا الرابط :
https://majles.alukah.net/t183910/
أفادني الأخ عبد الرحمن هاشم بيومي وبيّن لي أن رواية أبي الشيخ الأصبهاني متابعة لرواية الإمام البوصيري ..
وعلى هذا يرتقي الحديث من الحسن لذاته إلى الصحيح لغيره.
***********
ولكن رغم ذلك .. يظل هذا الحديث ظني الثبوت .. فهل تخصص به عموم الآيات قطعية الثبوت؟!
هذا محل نظر وبحث جديد .. وإن كنت لازلت أميل إلى القول بـــ "لا" - عذراً هذا ما في ضميري - ولا أجد في ذلك حرجاً ..
فعن تخصيص قوله تعالى : (فاقرؤا ماتيسر من القرءان)[المزمل20]، بحديث: « لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب » [متفق عليه]
عند الحنفية لا يخصص عموم الآية بالحديث فلا يجعل خصوص الفاتحة هو ركن الصلاة، بل ركنها قراءة القرآن،
وعند الجمهور يخصص عموم القرآن بالحديث فيكون المراد بما تيسر الفاتحة فتكون هي الركن..
وهذا لأن بعض علماء الحنفية قد ذهبوا إلى عدم جواز تخصيص القرآن بأخبار الآحاد إلا إذا سبق تخصيصه بقطعي.
ولاحظوا أن الحديث هنا متفق عليه!!
***********
ولكن ماذا لو قلنا "نعم"؟! ماذا لو كانت المرأة فعلاً لن تتزوج سوى آخر أزواجها في الجنة؟!
هل يلزم من هذا أن يكون اختصاص الرجال بحور العين دون النساء ظلم لهن؟!
الجواب : لا ، قطعاً .. فالله عز وجل قد حرّم الظلم على نفسه ..
وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ..
أبعد هذا البيان بيان؟!
فإن قيل : ليس من العدل في شيء أن يجتهد شخصان بنفس القدر، فتتم مكافأة أحدهما أكثر من الآخر !!
قلنا: وما يدرينا؟! لعل الله يختص النساء بنعيم ما دون الرجال ..
ولعل هذا النعيم .. يمنحهن أضعاف ما تمنحه إياهن لذة الاختيار وشهوة الاستئثار ..
فلا تعلم نفس ما أخفي لها من قرة أعين ..
كما أنه لا مانع من أن يكون التفكه الذي تلقاه المؤمنة مع زوجها مماثلاً لما يلقاه الرجل مع زوجاته جميعاً ..
بل ويضاعف الله لمن يشاء ..
ألا ترى الرجلان يجتمعان إلى مائدة واحدة فيجد أحدهما من لذة الطعام ذاته أضعاف ما يجد صاحبه؟!
فكل ذلك خاضع لمشيئة الله سبحانه وتعالى الذي لا يعجزه شيء وإنما يقول له كن .. فيكون.
فهلا توكلنا على الله عز وجل؟! وهلا قدرنا الله حق قدره؟!
ربما يعيننا في ذلك أن نسأل أنفسنا : يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ؟!
************
وبهذا يرتفع الإشكال وينتهي الجدال ولله الحمد والمنة.