تعليق على عزو ابن القيم لبعض الأحاديث
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــــ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد:
أولا : قال ابن القيم فى "الداء والدواء "(35/1):وفي جامع الترمذي عنه - صلى الله عليه وسلم: «إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب»أ.هـ
قلت (رفعت):
الحديث بهذا اللفظ لم أجده عند الترمذى ، وانما رواه الحاكم فى "المستدرك(88/1) ، ورواه البيهقى فى "القضاء والقدر (264/1) ،ورواه ابن ابى شيبة فى مصنفه موقوفا على ابن مسعود(105/7) .
ثانيا : قال ابن القيم فى "زاد المعاد "(37/1):"لما روى أبو داود والحاكم في المستدرك عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( «من تشبه بقوم فهو منهم» أ.هـ
قلت (رفعت):
الحديث بهذا اللفظ لم أجده فى "مستدرك الحاكم" ،وانما رواه أبو داود فى سننه مرفوعا عن ابن عمر(44/4) ،وروى موقوفا على عمر فى "جامع معمر بن راشد (453/11) ، ورواه أبو نعيم مرفوعا فى "تاريخ أصبهان(165/1) عن انس ،ورواه البيهقى مرفوعا فى "شعب الايمان " (417/2)عن ابن عمر ،ورواه عبد بن حميد مرفوعا فى "المنتخب"(276/1) عن ابن عمر ، ورواه الطبرانى مرفوعا فى "المعجم الأوسط (179/8) عن حذيفة ،ورواه البزار مرفوعا فى "مسنده (451/1)عن حذيفة ،ورواه الهروى مرفوعا فى "ذم الكلام (388/2)عن أنس ،ورواه ابن أبى شيبة مرفوعا فى مصنفه (471/6) عن ابن عمر ، ورواه الخطيب البغدادى مرفوعا فى "الفقيه والمتفقه(142/2) عن ابن عمر.
ثالثا: قال ابن القيم فى "اعلام الموقعين "(177/4):"وفي صحيح مسلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ملعون من ضار مسلما أو مكر به»أ.هـ
قلت (رفعت):
هذا الحديث بهذا اللفظ لم أجده فى "صحيح مسلم " ، وانما أخرجه "ابو نعيم " فى "حلية الأولياء"(49/3) بلفظ :"«ملعون من ضار مسلما أو ماكره».
رابعا :قال ابن القيم فى "اغاثة اللهفان"(150/1):"ومن ذلك: أن النبى عليه الصلاة والسلام سئل عن المذى، فأمر بالوضوء منه، فقال:"كيف ترى بما أصاب ثوبى منه؟ قال: تأخذ كفا من ماء فتنضح به حيث ترى أنه أصابه". رواه أحمد والترمذى والنسائى."أ.هـ
قلت (رفعت):
هذا الحديث لم أجده عند النسائى ! ، والحديث أخرجه أحمد فى مسنده (325/40) وأبو داود فى سننه (54/1) والترمذى فى سننه (176/1) وابن حبان فى "صحيحه (388/3) والبيهقى فى "السنن الكبرى "(575/2) والطبرانى فى "الكبير (87/6) وابن خزيمة فى "صحيحه (147/1)كلها بألفاظ متقاربة .
على أية حال هذا لا يقلل من قدر ابن القيم ..وقد صدق الترمذى حين قال كما فى "العلل الصغير"(746/1) :" مع أنه لم يسلم من الخطأ والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم" أ.هـ
هذا وبالله التوفيق ،وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.