تأملتُ حال الناس اليوم في تسابقهم إلى مضاعفة الطاعة في ليلة السابع والعشرين فألفيت أكثرهم لا يدوم على العبادة بعد الليلة المرجوة، ويبادر أغلبهم إلى معاودة الحال التي كانوا عليها قبل رمضان إذا خرج الشهر الفضيل.
وإذا كان شائعا وهو لا يصح أن الجن يفك أسرهم في ليلة السابع والعشرين من رمضان فإن الذي يصح بالتجربة أن شياطين الإنس هم الذين يفك أسرهم بعد السابع والعشرين...
وفي الحق فإن ليلة السابع والعشرين من رمضان ليس في نصوص الشريعة ما يصرح بأنها الليلة الشريفة التي هي خير من ألف شهر.
كيف ولم ينقل في ذلك حرفٌ واحدٌ صريح صحيح عمن يعتد به؟؟
فمِن ْأين لعبَّاد المناسبات من أنها الليلة التي هي خير ٌمن ألف شهر ؟!!
ولقد جهِد العارفون بالله أن يقفوا عليها فلم يظفروا بذلك تعيينا وتصريحا، ووقفوا على ما يشير إلى معنى ذلك تلميحا وتقريبا.
ولذلك كان من الخطأ البيِّن اعتقادُ انصرام رمضان وفضل القيام فيه بمجرد مُضي ليلة السابع والعشرين من الشهر الفضيل؟!!!
فأين ليلة التاسع والعشرين منه وهي ليلة وترية مرجوة؟؟!!وهي من الليالي التي يَغفل عنها كثير من الخلق ومنهم الرمضانيون من العصاة المذنبين.
وإذا كان رمضان قد آذن برحيل، فإن ربَّ رمضان حي لا يموت ولا يفنى ...
وأفضلُ ما أرشد إليه النبيُّ في هذه الليالي الشريفة من دعاء: اللهم إنَّك عفوٌّ تحبُّ العفو فاعف عنا..
[ودعاؤكم لصاحب التأملات فلقد اشتد عليه المرض]