" تحقيق حديث ابن عباس رضي الله عنهما في كتابة آيات معينة من القرآن ومحوها للمرأة المعسر "
قال الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف رحمه الله تعالى :
"إذا عسر على المرأة ولدها أخذ إناء نظيفاً(1) يكتب فيه : ( كأنهم يوم يرون ما يوعدون ) إلى آخر الآية ، و : ( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) و : ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ) إلى آخر الآية ، ثم يغسل ويسقي المرأة منه ، وينضح على بطنها وفرجها ".
ضعيف جداً أو موضوع .
رواه ابن السني في (( عمل اليوم والليلة )) (619) من طريق عبد الله بن محمد بن المغيرة حدثنا سفيان الثوري عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً به .
وابن المغيرة هذا واه ، أتهم .
قال العقيلي : (( وكان يخالف في بعض حديثه ، ويحدث بما لا أصل له )) .
وقال النسائي : (( روى عن الثوري ومالك بن مغول أحاديث كانا أتقى لله من أن يحدثا بها )) .
وأورد له الحافظ الذهبي رحمه الله في (( الميزان )) (2/487-488) أحاديث ،
وقال : (( قلت : وهذه موضوعات )) .
وابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن الكوفي القاضي ،
قال الحافظ (6081) : (( صدوق سيئ الحفظ جداً )) .
والحديث أورده الهندي رحمه الله في (( كنز العمال )) (10/64) من رواية ابن السني بلفظ : (( إذا عسر على المرأة ولادتها خذ إناء نظيفاً فاكتب عليه ... )) وفيه : (( ثم يغسل وتسقى المرأة منه وينضح على بطنها وفي وجهها )) .
ولا يبعد أن يكون هذا هو لفظه الصحيح قبل أن تتناول الكتاب أيدي التحريف وقلة الدقة في التحقيق ، ....
وقد ( روى ) هذا الحديث أيضاً موقوفاً على ابن عباس رضي الله عنهما من طريق أخرى عن الثوري ، وعن غيره عن ابن ليلى بنحوه ،
ففي (( مصنف ابن أبي شيبة )) (7/385) : (( حدثنا علي بن مسهر عن ابن أبي ليلى به ... )) فذكره .
ولفظة : إذا عسر على المرأة ولدها فليكتب هاتين الآيتين والكلمات في صحفة ثم تغسل فتسقى منه : بسم الله لا إله إلا هو الحليم الكريم . سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم : 0 كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) ، : ( كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار . بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون ) .
وقال حمزة بن يوسف السهمي رحمه الله في (( تاريخ جرجان )) (ص229) : (( قرأت في كتاب ( الطب ) لأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم البحري : أعطاني أبو عمران إبراهيم ابن هانئ كتاباً له ( في الأصل ـ محرفاً ـ كتاب الله ) عن شجاع بن صبيح عن مصعب بن ماهان عن الثوري عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس ... )) فذكره لأخصر مما قبله ،
وفيه : (( قال سفيان : يكتب بعسل أو زعفران أو نحوهما ثم يغسله فتشربها المرأة )) .
ومدار الطريقين على أن ابن أبي ليلى ، وقد تقدم ذكره .
وفي إسناد السهمي ـ سواه ـ : (( مصعب بن ماهان )) ، وهو مختلف فيه ،
وقال الحافظ (6694) : (( صدوق عابد كثير الخطأ )) .
والراوي عنه لم يذكر فيه السهمي (367) جرحاً ولا تعديلاً .
وكذلك أبو عمرن إبراهيم ابن هانئ (139) على جلالة ترجمته عنده .
فقوله في هذا الإسناد : (( عن الحكم عن مقسم )) بدلاً من : (( عن سعيد بن جبير )) إن لم يكن من سوء حفظ ابن أبي ليلى واضطرابه ، فهو من قبل أحد هؤلاء .
فالله أعلم .
__________
(1) في النسخة المتدوالة من (( ابن السني )) : (( أخذ إناء لطيفاً )) .
والظاهر أنه تحريف صوابه هذا ، أو : (( أخذ إناء نظيف )) .
فالله أعلم . "
( تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع للشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف رحمه الله تعالى - (ج 1 / ص 12 )
قلت : فيما يلي أقوال علماء الجرح والتعديل في ابن أبي ليلى محمد بن عبد الرحمن الكوفي القاضي :
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه : كان سيئ الحفظ ، مضطرب الحديث ، كان فقه ابن أبي ليلى أحب إلينا من حديثه ، في حديثه اضطراب .
يحيى بن معين : ليس بذاك .
النسائي : ليس بالقوي .
شعبة : ما رأيت أحدا أسوأ حفظا من ابن أبي ليلى .
زائدة : ترك حديثه .
ابن حجر : صدوق سيئ الحفظ جدا
المعيصفي .
6 شعبان 1436