كنت أبحث في أوراقي القديمة المتناثرة لعلي أجد ما يسر النفس من ذلك العهد البائن ، والزمان الفائت ، فوجدت ذي القيثارة الحزينة التي أمامكم ..


قِيثارتي أمستْ بغير لُحُونِ *************** والشعرُ أبغيهِ ولا يبغيني

والحُزنُ في الأعماقِ صار سجيّة **** والدمعةُ الحمراءُ سَمْتُ عيوني

يا سائلا عني إليك حكايتي *************** كُتبتْ بماء مدامعي وشُجوني

هِنْدٌ تولّتْ يا لطول بعادها *************** مِن قبل كانت بهجتي وحنيني

كنّا كعصفورين فوق أراكة ************** لم يحفلا بالعالَمِ المفتونِ

والسَّعْدُ كل السّعد عند لقائها *********** يا سعد يوم لقائها الميمونِ

عهدي بها وقت الوصال صَبِيّة ******* لمّا تزلْ بدلالها المكنونِ

ماذا جنيتُ لأستبينَ فراقها ********* وأذوقَ مرَّ جفائها المسنونِ ؟!

عهدٌ تولّى يا رفاقُ قضيتُه ******** بالحبّ والإنشادِ والتلحينِ

حتى إذا سلّ النوى صَمْصَامَه ****** فُزّعْتُ من حُلمي لذاتِ طنينِ

وعواذلي في الحب ليس بمنقضٍ *** تجريحهم ، حتّامَ لا يعنيني؟!

جاروا عليّ ولم يبالوا بالذي ****** يدعو إلى التكدير والتهوينِ

أقسمتُ أنّي لا أزالُ أحبكم ******** يا هِنْدُ لو جارتْ عليَّ سنيني

عُلِّقْتُكم والقلبُ خالٍ فاكتوى ****** من حبّكم ، والحُبُّ جدُّ مُهينِ

أمشي الضراء فيا لطول مسافتي !** سُبُلُ الهوى صارت بلا تبيينِ

يا هندُ رفقا بالذي هو منكمو ****** لا تلعبي بشبابه الميمونِ

ما حيلتي يا هندُ طال تتيّمي **** والصبرُ ليس بمنصفي ومُعيني !

أنتِ النعيمُ إذا وَصَلْتِ حُشاشتي ** أنتِ الشقاءُ لوحدتي وشُجوني