لا تَـلْـبَـسْ ثَـوْبَـيِ الـزُّور !
خُـذْ هـذا الـمِـثَـالَ الـرَّاقِـي في نِـسْـبَـةِ الـفَـائِـدَةِ لأَهْـلِـهَـا , وَهُـوَ فِـعْـلُ الـشَّـيْـخِ مَـحْـمُـودِ شـاكِـرٍ مَـعَ مُـسْـتَـشْـرِق ٍ يَـهُـودِيٍّ صَـحَّـحَ لَـهُ خَـطَـأً وَقَـعَ فِـيـهِ , فَـقَـالَ : وَكُـنْـتُ أَخْـطَـأتُ في طـبـعـتـي الـسـالـفـةِ مـن " الـطَّـبـقـاتِ " فـجـاءتـنـي مـن الأرضِ الـمـقـدَّسـةِ الـتـي دنَّـسـهـا الـيَـهـودُ رسـالـةٌ رقِـيـقـةٌ مـن ( م . ي . قـسـطـر ) فـدَّلـنـي عـلـى الـصَّـواب الـذي ذَكـرتُـهُ آنِـفًـا , فـمِـنْ أمـانـةِ الـعِـلـمِ أنْ أَذْكُـرَهُ شَـاكِـرًا , كَـارِهًـا لِـهَـذا الـذِّكْـر ! . اهـ
يُـعَـلِّـقُ الـدكـتـور مـحـمـود الـطـنـاحـيُّ - رحـمـه الـلـه - عـلـى ذلـك بـقـولِـهِ : فـانـظـر وتـأمـل كـيـف اعـتـرف بـالـصـنـيـعـةِ وشَـكَـرَهَـا , ثُـمَّ لَـمْ يُـخْـفِ مَـا في نَـفْـسِـهِ (1)
إنَّ الـشَّـبَـكَـات ِ الالـكـتـرونِـي َّـة نـعـمـةٌ كـبـيـرةٌ خـصـوصـا في هـذهِ الـبُـلْـدَانِ الـعـربِـيَّـة , ولـكـنَّ كـثـيـرًا مـن الـنَّـاسِ عـنـدَهُـم مُـرَاهَـقَـةٌ فـكـريَّـةٌ فـلا يـحـسـنـونَ الـتـعـامُـلَ مَـعَـهَـا وَلا الاسـتـفـادَةَ مِـنْـهَـا , وَهَـذا لَـهُ صـوَرٌ كَـثِـيـرُةٌ مِـنْ أقْـبَـحِـهَـا سَـرِقَـةُ الأَفْـكَـارِ وَالـسَّـطْـوُ ( غَـيْـرُ الـمُـسَـلَّـحِ ) عـلـى جُـهُـودِ الآخَـرِيـنِ الـعِـلْـمِـيَّ ـةَ وَالـفِـكْـرِيّ َـةِ !
فَـنَـجِـدُ بَـعْـضَ الإخْـوَةِ يَـسْـرِقُـونَ أَفْـكَـارَ غَـيْـرِهِـم ثُـمَّ يَـنْـسِـبُـونَ ـهَـا لأَنْـفُـسِـهِـ م
وَ { يَـفْـرَحُـونَ بِـمَـا أَتَـواْ وَّيُـحِـبُّـون َ أَن يُـحْـمَـدُواْ بِـمَـا لَـمْ يَـفْـعَـلُـواْ } !
وَقَـدْ قَـالَ الـرَّسُـولُ - صَـلَّـى الـلَّـهُ عَـلَـيْـهِ وَسَـلَّـمَ - في مِـثْـلِ هَـذا الـمَـعْـنَـى : " الـمُـتَـشَـبِّ ـعُ بِـمَـا لَـمْ يُـعْـطَ كَـلابِـسِ ثَـوْبَـيْ زُورٍ " (2)
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
(1) انـظـر مـقـالًا بـعـنـوان " كـلـمـة في الـعـزو " لـكـاتـبـه أكـرم حـمـدان , نـشـرَهُ عـلـى " مـنـتـدى الـفـصـيـح "
(2) أخـرجـه الـبُـخـاري (5219) مـسـلـم (2129) مـن حـديـثِ عـائـشَـةَ - رَضِـيَ الـلَّـهُ عَـنْـهَـا - .
كتبه/ طارق عبد الرازق.