ما صحة حديث : ((خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم))
ما صحة حديث : ((خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم))
خرجه مسلم في wحيحه [2998]، من طريق: عَبْدِ الرَّزَّاقِ، قال:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ ". اهـ.
ورواه علي ابن المديني كما في الخامس من العلل [24]، فقال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
ولكن خرج ابن عساكر في معجمه (1/309)، من طريق: حمدان السلمي، قال عبد الرزاق: "أنا أفدت ابن المبارك هذا الحديث عن معمر". اهـ.
وخرج أبو الشيخ الأصبهاني في العظمة [306] من طريق: الْفِرْيَابِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكره.
وخرجه ابن منده في التوحيد [460]، من طريق أَبي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، فقال:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، قَال: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهَ عَنْهَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكر نحوه.
ثم خرج من طريقه أيضا [461]، أنه قال:
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِمَّا قَدْ وَصَفَ لَكُمْ "، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ. اهـ.
وخرج أحمد في السنة [1079]، فقال: نا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " الْمَلائِكَةُ مِنْ نُورِ الذِّرَاعَيْنِ وَالصَّدْرِ ". اهـ.
وخرج أيضا [1078]، فقال: حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:
" لَيْسَ شَيْءٌ أَكْثَرَ مِنَ الْمَلائِكَةِ، إِنَّ اللَّهَ عز وجل خَلَقَ الْمَلائِكَةَ مِنْ نُورٍ "، فَذَكَرَهُ وَأَشَارَ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ، قَالَ: وَأَشَارَ أَبُو خَالِدٍ إِلَى صَدْرِهِ، فَيَقُولُ: " كُنْ أَلْفَ أَلْفٍ أَلْفَيْنِ فَيَكُونُونَ". اهـ.
وخرج أبو الشيخ في العظمة [316]، من طريق: سَعِيدِ بْنِ بَزِيعٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:
" خَلَقَ اللَّهُ عز وجل الْمَلائِكَةَ مِنْ نُورٍ، وَيَنْفُخُ فِي ذَلِكَ، ثُمَّ يَقُولُ: لِيَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ، أَلْفَانِ، فَإِنَّ مِنَ الْمَلائِكَةِ خَلْقًا أَصْغَرُ مِنَ الذُّبَابِ ". اهـ.
وخرج البيهقي في الأسماء والصفات [744]، من طريق: يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ حَدَّثَهُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَيُّ الْخَلْقِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: الْمَلائِكَةُ. قَالَ: مِنْ مَاذَا خُلِقَتْ؟ قَالَ: مِنْ نُورِ الذِّرَاعَيْنِ وَالصَّدْرِ. قَالَ فَبَسَطَ ذِرَاعَيْنِ، فَقَالَ: كُونُوا أَلْفَيْ أَلْفَيْنِ.
قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ: فَقُلْتُ لابْنِ جُرَيْجٍ: مَا أَلْفَا أَلْفَيْنِ؟ قَالَ: مَا لا تُحْصَى كَثْرَتُهُ". اهـ.
ثم قال البيهقي: َذَا مَوْقُوفٌ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَرَاوِيهِ رَجُلٌ غَيْرُ مُسَمًّى، فَهُوَ مُنْقَطِعٌ.
وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ رَوَاهُ، عَنُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
فَإِنْ صَحَّ ذَلِكَ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وَقَدْ كَانَ يَنْظُرُ فِي كُتُبِ الأَوَائِلِ، فَمَا لا يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِمَّا رَآهُ فِيمَا وَقَعَ بِيَدِهِ مِنْ تِلْكَ الْكُتُبِ.
ثُمَّ لا يُنْكَرُ أَنْ يَكُونَ الصَّدْرُ وَالذِّرَاعَانِ مِنْ أَسْمَاءِ بَعْضِ الْمَخْلُوقَاتِ ، وَقَدْ وُجِدَ فِي النُّجُومِ مَا سُمِّيَ ذِرَاعَيْنِ.
وَفِي الْحَدِيثِ الثَّابِتِ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " خُلِقَتِ الْمَلائِكَةُ مِنْ نُورٍ ". هَكَذَا مُطْلَقًا". اهـ.
وخرج الطبري في تفسيره [1 : 535]، فقال: حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
" كَانَ إِبْلِيسُ مِنْ حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْمَلائِكَةِ، يُقَالُ لَهُمُ: الْحِنُّ، خُلِقُوا مِنْ نَارِ السَّمُومِ مِنْ بَيْنِ الْمَلائِكَةِ، قَالَ: وَكَانَ اسْمُهُ الْحَارِثَ، قَالَ: وَكَانَ خَازِنًا مِنْ خُزَّانِ الْجَنَّةِ،
قَالَ: وَخُلِقَتِ الْمَلائِكَةُ مِنْ نُورٍ غَيْرِ هَذَا الْحَيِّ، قَالَ: وَخُلِقَتِ الْجِنُّ الَّذِينَ ذُكِرُوا فِي الْقُرْآنِ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ؛ وَهُوَ لِسَانُ النَّارِ الَّذِي يَكُونُ فِي طَرَفِهَا إِذَا الْتَهَبَتْ ". اهـ.
هذا إسناد ضعيف، فيه انقطاع بين الضحاك وابن عباس رضي الله عنهما وبشر بن عمارة الخثعمي "ضعيف"، كذا قال ابن حجر في التقريب.
وخرج إسحاق بن راهويه في مسنده [788]، بإسناد مقطوع رجاله ثقات، فقال:
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ مَوْلَى آلِ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: " خُلِقَتِ الْمَلائِكَةُ مِنْ نُورِ الْعِزَّةِ، وَخُلِقَ إِبْلِيسُ مِنْ نَارِ الْعِزَّةِ ". اهـ.
وخرج أبو الشيخ في العظمة [86]، فقال: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ ضِرَارٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
أَتَتْ يَهُودُ خَيْبَرَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله علي وسلم فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ خَلَقَ اللَّهُ عز وجل الْمَلائِكَةَ مِنْ نُورِ الْحِجَابِ، وَآدَمَ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ، وَإِبْلِيسَ مِنْ لَهَبِ النَّارِ، وَالسَّمَاءَ مِنْ دُخَانٍ، وَالأَرْضَ مِنْ زَبَدِ الْمَاءِ ... إلخ". اهـ، وذكر حديثا طويلا.
وخرجه المستغفري في فضائل القرآن [1078]، من طريق: عبد الواسع العجال الخوارزمي، قال: حدثنا محمد بن النضرة، حدثنا يحيى بن عبد الله الحراني، عن ضرار، عن أبان، عن أنس، قال: فذكر نحوه.
قلتُ: إسناده تالف، فيه أبان وهو ابن أبي عياش متروك الحديث، وضرار بن عمرو الملطي منكر الحديث، ويحيى بن عبد الله البابلتي ضعيف.
والله أعلم.
جزاكم الله خيراً.