الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وسلم
وبعد
المناجاة : هي الحبل الذي يصلك بالله تعالى ، فامسك بأول الحبل وهو المناجاة ، ولكن بشرط وهو الذل والخضوع والافتقار إلى الملك الوهاب ، فتعتصم به ،وعندما تمسك به فستجد نفسك تعيش لذة ، ولن تشعر بهذه اللذة إلا إذا ذقت حلاوة المناجاة .
" يا من عاش وما عاش أجمل ما في الدنيا ألا وهي لذة المناجاة "
وحلاوة المناجاة لن تذوقها إلا بكثرة المناجاة " فمن أدمن طرق الباب يوشك أن يفتح له " وإن كان الباب لم يغلق كما قالت رابعة رحمها الله تعالى -
فهذه اللذة هي جنة الدنيا ،قال شيخ الإسلام : إن في الدنيا جنة منلم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ألا وهي ذكر الله تعالى .
ولذكر الله أكبر لن يتحقق إلا بكثرة الذكر في حياتك ، فتقوم بالذكر وتجلس بالذكر وتنام على الذكر وتصحو على الذكر وتأكل وتشرب ....الخ فهو أكبر في حياتك .
فشرط اللذة منعقد على الكثرة ، ففرق بين المؤمن والمنافق أن المؤمن يذكر الله كثيرا ؛ لأن المنافق يذكر ويصلي ولكن يذكر الله قليلا ويصلي ولكن رياء وقيامه لها كسولا .
فإذا كنت من الذاكرين كثيرا فلك المغفرة والأجر العظيم والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما
فإذا تحصل عندك أنك صرت من الذاكرين الله تعالى كثيرا عندها يطمئن قلبك ألا بذكر الله تطمئن القلوب
والذكر حيب قلب رسول الله .
والذكر كالنار إذا دخل القلب بصدق أحرق جميع العلائق والعوائق الموجودة به ، فيشعر بالاطمئنان ألا بذكر الله تطمئن القلوب
فارفع يديك ، واخفض رأسك ، وأدمع عينيك ، فأنت تناجي الملك العظيم الذي إذا أسررت علم سرك ،وإذا أذنبت في الخلوات أفاض عليك بستره ، وإذا خفت آمن روعتك ، فهو العليم يعلم السر وأخفى ،والسميع يسمع كلامنا ، والبصير يرى مكاننا ، فقم في دجى الليل وافرش سجادتك ومرغ وجهك في التر اب ، وادعه متضرعا متذللا خاشعا عارفا بقدره ، عندها تصل إلى مكان قربه فتكون ربانيا ، قال بعض العلماء : ” صلاح القلب بخمسة أشياء : قراءة القرآن بتدبر ، وخلاء البطــن ، وقيام الليــل ، والتضرع بالسحــر ، ومجالســة الصالحين ، وأكــل الحــلال “ .
اللهم قربنا إليك استعملنا ولا تستبدلنا ، ربنا زدنا علما، علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا . وصل اللهم على محمد وآله وسلم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

عادل الغرياني