قد عهدنا الشيوخَ أوفى ذمامًا
للحيارى الجياعِ قوتَ سبيلٍ
ما عهدنا الشيوخَ طلابَ دنيا
ما عهدنا الشيوخَ من أجلِ مالٍ
يلبسونَ الإفتاءَ ثوبًا مُعارًا
حيَّروا الناسَ فالفتاوى ضلالٌ
وعميدُ الإفتاءِ يُفتي بحرقٍ
وبأنَّ الرسولَ أحرقَ قبلًا
كذبٌ محضٌ وافتراءٌ مبيرٌ
يشترونَ الدُّنا بعرضٍ رخيصٍ
ما عهدنا الشيوخَ سيفَ طغاةٍ
ما عهدنا الشيوخَ إلا شموسًا
ما عهدنا الشيوخَ إلَّا أُسودًا
قدْ عهدناهمُ أُباةً لضيمٍ
ما عهدنا الشيوخَ إلا ورودًا
ما عهدناهمُ لجسمٍ سقامًا
همْ لمرضى الأجسادِ بلسمُ جرحٍ
لمعالي الغاياتِ أنضوا ركابًا
ذلَّةَ العيشِ يرفضونَ بخفضٍ
عزَّةَ الدينِ في الوجوهِ تراها
قدْ عهدناهُمُ مصابيحَ هدْيٍ
لا يخافونَ لومةً في إلهٍ
لِأُهَيْلِ الإيمانِ أَبْدوا ولاءً
لسجلِّ التاريخِ كانوا مدادًا
من ثناياهُ أشرقوا كبدورٍ
|
|
أصدقَ الناسِ للعهودِ وفاءَ
لِلعطاشِ الظماءِ نبعًا رواءَ
بل لأخراهمُ أعدُّوا اللقاءَ
يجعلون الإفتاءَ بيعًا شِراءَ
ولدنيا الظُّلَّامِ كانوا رِعاءَ
فعتلٌّ يصاحبُ الأنبياءَ
كذبًا يدَّعي ومينًا عماءَ
أَنقيسُ الكفّارَ والأولياءَ ؟
فعلى الله يكذبونَ افتراءَ
خابَ مَنْ كانَ منهمُ بل ساءَ
ولسانًا لهمْ يفوحُ رياءَ
في سماءِ العُلا تُشعُّ ضياءَ
يَرِدُونَ الوغى أشدَّ مضاءَ
وجنودًا للحقِّ أضحتْ فداءَ
في رياضِ الهدى تفوحُ شذاءَ
بل عهدناهمُ لداءٍ دواءَ
ولمرضى الأرواحِ كانوا شفاءَ
فتخطُّوا إلى العلا الجوزاءَ
عزَّةُ النَّفسِ ترفضُ الإنحناءَ
وسماتُ الإيمان تبدو تراءى
قدْ أضاؤوا الدُّنا سناءً ضياءَ
من مُليمٍ وإنْ تعدَّى أَساءَ
ولإسلامهم أشدُّ ولاءَ
ولدوحاتهِ جذوعًا لحاءَ
وبأعلاهُ سُطِّروا طَغْراءَ |