اسمحوا لى أن أعرض شيئا كتبته لأمى بعنوان"مابعدك الحب الصافى"فمنذ ان فارقتنى والحزن بقلبى لم يفارقه منذ طفولتى وحتى كبرت وهجرنى ولدى ككثير من شباب هذه الأيام ، فلربما يتدارك احدهم ويبر أمه قبل فوات الأوان وتصبح أمه تحت الثرى..فإليك امى حبيبتى دارى وعينى وكل المعانى أقول:
لم تزل حبات قلبى تنفرط من بعد رحيلك أمى حبيبتى أحلامى
لم تزل مقلات عينى ترتجف من طول بكاء الليالى الشائج بدون انقطاع
فيالطول وحدتى غربتى وعذابى وأنين جراحى الدامى من بعد الافتراق
قد كانت ليالينا دفئا ونورا،صارت ظلاما قاسى الأركان خاليا من الظلال
مابعد الحبيبة حضن ولاأمان مابعدك أمى يكون الحنان مابعدك الحب الصافى
صارت حياتى خواء ملأ ناظرى،وقلبى بردا كحد السيف فى الشتاء القارس الخالى
متى يحين اللقاء فيهدأ القلب بين الضلوع ويسرى الدفء فى الأوصال بعدما طال الارتجاف
ترى ستجمع الشتيتان كما قيل بعدما ظنا كل الظن آلاتلاقيا بعد زمان الاغتراب
أم ستظل روحى هائمة فى الاجواء تختلس الحنان من صدور الغرباء فما خلان
سأظل أتلمس ملامحك فى الوجوه وأقبلك فى يقظة الأحلام والهمس الدافى
فقد تركتنى جريحا كنت أهوى خطى الأقدام أحتضن الملامح متفرسا بامعان الرمش الحانى
أموت بذكراك ،تقطعنى الدقائق ويشق موج البحر صدرى المختلج على الشطئان
واويح نفسى من أنفاسى التى تحرق حتى الدمع فى الأصفاد وتغرس النرد فى الأعماق
فبحق حبك الذى أنار مبتدى أيامى وصبايا،وبحق جرحك الذى مازال يجرف عمرى المتهالك
سأظل أذكرك كلما طلعت الشمس من مكمنها الأبدى،وسأظل أبكيك مازال الليل الطويل يسكن دارى
فوداعا ياكل المنى والأمانى يارفيقا كنت أرتجيه فى رحلتى وأيامى فوداعا أمى وأقدارى.....