تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    18

    افتراضي الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة

    الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة

    لشيخ الإسلام: محمد بن عبد الوهاب ( رحمه الله )

    بسم الله الرحمن الر حيم

    إلى الإخوان...

    سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    وبعد...

    ما ذكرتم من قول الشيخ: (كل من جحد كذا وكذا، وقامت عليه الحجة)، وأنكم شاكون في هؤلاء الطواغيت وأتباعهم، هل قامت عليهم الحجة؟
    فهذا من العجب! كيف تشكون في هذا وقد أوضحته لكم مرارا؟!

    فإن الذي لم تقم عليه الحجة؛


    هو الذي حديث عهد بالإسلام، والذي نشأ ببادية بعيدة.


    أو يكون ذلك في مسألة خفية، مثل الصرف والعطف.

    فلا يكفر حتى يعرف.

    وأما أصول الدين، التي أوضحها الله وأحكمها في كتابه؛ فإن حجة الله هو القرآن، فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة.

    ولكن أصل الإشكال؛ أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجة، وبين فهم الحجة.

    فإن أكثر الكفار والمنافقين من المسلمين؛ لم يفهموا حجة الله مع قيامها عليهم، كما قال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً}.

    وقيام الحجة نوع، وبلوغها نوع، وقد قامت عليهم، وفهمهم إياها نوع آخر; وكفرهم ببلوغها إياهم، وإن لم يفهموها.

    إن أشكل عليكم ذلك؛ فانظروا قوله صلى الله عليه وسلم في الخوارج: (أينما لقيتموهم فاقتلوهم)، وقوله: (شر قتلى تحت أديم السماء)، مع كونهم في عصر الصحابة، ويحقر الإنسان عمل الصحابة معهم، ومع إجماع الناس؛ أن الذي أخرجهم من الدين هو التشدد والغلو والاجتهاد؛ وهم يظنون أنهم يطيعون الله، وقد بلغتهم الحجة، ولكن لم يفهموها.

    وكذلك قتل علي رضي الله عنه الذين اعتقدوا فيه، وتحريقهم بالنار، مع كونهم تلاميذ الصحابة، ومع عبادتهم وصلاتهم وصيامهم، وهم يظنون أنهم على حق.

    وكذلك إجماع السلف؛ على تكفير غلاة القدرية وغيرهم، مع علمهم وشدة عبادتهم، وكونهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ولم يتوقف أحد من السلف في تكفيرهم لأجل كونهم لم يفهموا.

    فإن هؤلاء كلهم لم يفهموا.

    إذا علمتم ذلك؛ فإن هذا الذي أنتم فيه كفر، الناس يعبدون الطواغيت، ويعادون دين الإسلام، فيزعمون أنه ليس ردة، لعلهم ما فهموا الحجة، كل هذا بين.

    وأظهر مما تقدم؛ الذين حرقهم علي، فإنه يشابه هذا.

    وأما إرسال كلام الشافعية وغيرهم؛ فلا يتصور يأتيكم أكثر مما أتاكم، فإن كان معكم بعض الإشكال، فارغبوا إلى الله تعالى أن يزيله عنكم.

    والسلام.
    [الدرر السنية 10/94 - 95]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    18

    افتراضي رد: الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة

    س1/ يقول: ما الفرق بين قيام الحجة و بين فهم الحجة؟ وهل من لم يفهم الحجة يُعاقب على ما لم يفهمه؟ أفدني.
    ج/ ذكرنا الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة في أجوبة أسئلة وكذلك فصّلناه في كشف الشبهات، فأنا أريد الأخ السائل أنه يرجع إلى شرح كشف الشبهات ليستفيد أولاً ثمّ ينظر إلى هذا الموضوع.
    وخلاصة الكلام أن فهم الحجة ليس بشرط، وأما قيام الحجة فهو شرط في التكفير ووقوع العذاب.
    و فهم الحجة يُراد منها -يعني الذي ليس بشرط-، يراد منه أن يفهم أنّ هذه الحجة أرجح مما عنده من الحجج، المهم أن يفهم الحجة ودِلالة الحجة من كلام الله جلّ وعلا وكلام رسوله ( وأن تُزال أو يُبيَّن له بطلان الشبهة تلك التي عنده.
    وليس من شرط قيام الحجة أن يفهم الحجة كفهم أبي بكر وعمر والصحابة الذين نوّر الله قلوبهم، ولا من نوّر الله قلبه ممن تبعهم بإحسان؛ لأنه لو قيل بفهم الحجة هنا، صار لا يكفر إلا من عاند، يعلم أن هذه الحجة وعليه يفهم الحجة ويفهم أنها صحيحة ويفهم أنها راجحة ومع ذلك لا يستجيب فهذا يعني أنه معاند، والله جلّ وعلا بيّن في القرآن أن منهم من لم يفقه أصلا قوله كقوله جلّ وعلا ?وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ?(190)، يعني أن يفهموه فهم الحجة كما فهمها من أراد الله جلّ وعلا هدايته.
    وهناك قسم آخر من فهم الحجة، الذي هو فهم اللسان، فهم اللسان هذا لا بد منه ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ? [إبراهيم:4]، فلا بدّ أن يفهم وجه الحجة باللّسان الذي يتكلم به، لكن يفهم أن حجته هذه أرجح من الحجة التي عنده، أو أنها أقوى من الشبهة التي عنده ونحو ذلك فهذا ليس بلازم، المهم أن توضح بشروطها الكاملة.
    وهذه يقوم بها العلماء فتختلف مسألة قيام الحجة وفهم الحجة بحسب نوع الشبهة التي تَعرِض، فمثلا الإستغاثة بالله جلّ وعلا ليست في قيام الحجة كالإستغاثة بالله جلّ وعلا وحده وأن الإستغاثة بغيره شرك أكبر ليست في قيام الحجة وفي مسألة فهمها مثل مسألة طلب الشفاعة من النبي عليه الصلاة والسلام، فهذه مسألة ربما حصل فيها نوع اشتباه عند من لم يعلم، وتلك واضحة بيّنة.
    فإذن مسألة قيام الحجة تختلف بإختلاف نوع قيام الحجة وكيف تقام الحجة وبما تقام وتختلف بما يُبيّن المسألة إلى آخره.
    الشيخ صالح آل الشيخ - شرح الطحاوية-.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    18

    افتراضي رد: الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة

    وهذا مبحث بحثه علماء الدعوة والعلماء قبلهم هل فهم الحجة شرط أم ليس بشرط والله جل وعلا قال في كتابه ?وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ?(63) يعني جعلنا على قلوبهم أكنة أغطية وحجب أن يفهموا هذا البلاغ وهذا الإنذار (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ) فدل على أن المشرك لم يفقه الكتاب ولم يفقه السنة يعني لم يفهم.
    وتحقيق المقام هنا لأن بعض الناس قال كيف لا تشترطون فعهم الحجة وكيف تقام الحجة إلى فهم، وتفصيل الكلام هنا أن فهم الحجة نوعان:
    النوع الأول فهم لسان.
    والنوع الثاني فهم احتجاج.
    أما فهم اللسان فهذا ليس الكلام فيه فإنه شرط في بلوغ الحجة لأن الله جل وعلا قال ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ?[إبراهيم:4]، والله جل وعلا جعل هذا القرآن عربيا لتقوم الحجة به على من يفقه اللسان العربي.
    وإذا كان كذلك فإن فهم اللسان هذا لابد منه؛ يعني إذا أتاك رجل يتكلم بغير العربية فأتيت بالحجة الرسالية باللغة العربية، وذاك لا يفهم منها كلمة، فهذا لا تكون الحجة قد قامت عليه بلسان لا يفهمه، حتى يَْبُلَغُه بما يفهمه لسانه.
    والنوع الثاني من فهم الحجة هو فهم احتجاج يفهم أن تكون هذه الحجة التي في الكتاب والسنة حجة التوحيد أو في غيره أرجح وأقوى واظهر وأبين أو هي الحجة الداحضة لحجج الآخرين، وهذا النوع لا يشترط؛ لأنه جل وعلا بين لنا وأخبر أن المشركين لم يفقهوا الحجة فقال جل وعلا (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ) وقال سبحانه ?وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا?[الكهف:101]، ?أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ?[الفرقان:44]، فهم لا يسمعون سمع فائدة، وإن سمعوا سمع أُذُن ولا يستطيعون أن يسمعوا سمع الفائدة وإن كانوا يسمعون سمع الأذن، وقد قال جل وعلا ?وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ?[الأنفال:23]، وقال سبحانه ?مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن [رَّبِّهِم] (64) مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ?[الأنبياء:2]، (إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ) حتى وصفهم بأنهم يستمعون وليس فقط يسمعون بل يستمعون يعني ينصتون ومع ذلك نفى عنهم السمع بقوله (وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا) وبقوله ?أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ?[الفرقان:44]، وقوله جل وعلا في سورة تبارك ?وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ?[الملك:10].
    فإذن هم سمعوا سمع لسان لكن لم يسمعوا الحجة سمع قلب وسمع فهم للحجة يعني أنها راجحة فلم يفهموا الحجة ولكنهم فهموها فهم لسان فهموها لأنها أقيمت عليهم بلسانهم الذي يعلمون معه معاني الكلام ولكن لم يفهموها بمعنى أن الحجة هذه راجحة على غيرها، ولهذا قال تعالى (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ).
    الوجه الثاني أن الكفر والكفار أنواع:
    منهم من كفره كفر عناد.
    ومنهم من كفره كفر تقليد.
    ?إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ?[الزخرف:22]، ?وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ?[الزخرف:23].
    ومن الكفار من كفره كفر إعراض معرض عن الحق ?بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ?[الأنبياء:24].
    وإذا أشترط فهم الاحتجاج للحجة، فمعنى ذلك المصير إلى مخالفة الاجماع بالقول بأنه لا يكفر إلا المعاند، إذا قيل إنه يشترط فهم الاجتجاج يعني أن يفهم من أقيمت عليه الحجة أن هذه الحجة أقوى وتَدحض حجة الخصوم، فمعنى ذلك أن يصير القول إلى أنه لا يكفر إلا من كان معاندا فقط.
    ومعلوم أن الكفار ليسوا كلهم معاندين؛ بل منهم المعاند، ومنهم غير المعاند، فمنهم من جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم، ومنهم المقلد ومنهم المعرض إلى غير ذلك.
    فإذن فهم الحجة ليس شرط في إقامتها ونعني بفهم الحجة فهم الحجة من حيث كونها داحضة بحجج الخصوم ومن حيث كونها أوضح من حجج الخصوم، فلو قال بعد إقامة الحجة عليه وبيان الأدلة من الكتاب والسنة وبيان معنى العبادة ويقيم الحجة عالم يعلم كيف يقيم الحجة ويزيل الشبهة، لهذا يقول العلماء الحجة الرسالية، كما يقول شيخ الإسلام في مواضع كثيرة: ويكفر من قامت به الحجة الرسالية. الحجة الرسالية يعني التي يقيمها الرسل أو ورثة الرسل ممن يحسن إقامة الحجة سمع بالحجة وأنصت لها ثم لم يقتنع، وقال أنا لم أقتنع، عدم الاقتناع هو عدم الفهم ليس بشرط في سماع إقامة الحجة، لهذا الشيخ رحمه الله نبه على ذلك بقوله (ولم يفهموا) وكونهم لم يفهموا بما أشربت قلوبهم من حب الشرك وحب البدع ومخالفة السنة.
    الشيخ صالح آل الشيخ من " شرح كشف الشبهات".

  4. #4
    مع الحق Guest

    افتراضي رد: الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة

    شكرا لك ... بارك الله فيك ...

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    26

    افتراضي رد: الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة

    موضوع رائع ..
    ولكني قرأت موضوع مشابهه وأكثر تفصيلا في هذه المسألة في المنتدى
    يشمل عدة رسائل قيمة
    اسمه (في الفرق بين قيام الجحة وفهم الحجة) .
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15738

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    141

    افتراضي رد: الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة

    مناقشة بديعة للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله - مع شخص يفرق بين المسائل الظاهرة والخفية في مسألة إقامة الحجة وبيان أنه أمر نسبي
    أفرض أنه عاش في بلاد بعيدة ليس بالمملكة في بلاد يذبحون لغير الله ، ويذبحون للقبور ، ويذبحون للأولياء ، وليس عندهم في هذا بأس ، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام : فهذا يُعذر بالجهل.

    لو فرضنا أنه يقول : أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء ، ولا أعلم أن هذا حرام , فهمت ؟
    هذه تكون خفية ؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي
    قد يكون هذا الشيء عندي ظاهر ، ما فيه إشكال وعند الآخر خفي ،
    حتى في الإستدلال بالأدلة بعض العلماء يرى أن هذا الدليل واضح في الحكم والآخر يخفى عليه
    وردت شبهة وهي أنه يقال : إن فعله شرك وهو ليس بمشرك ! فكيف نرد ؟ .
    الشيخ :هذا صحيح ، ليس بمشرك إذا لم تقم عليه الحجة.
    إذا بلغته الحجة ، لا يُعَّرَف ، بلغته الحجة القران والرسول صلى الله عليه وسلم ؟.
    الشيخ : ما يكفي ، ما يكفي .
    الشيخ : بلغته ، وصل ، سمع ، لكن لا بد أن يفهم المعنى.
    بسم الله الرحمن الرحيم

    السائل : فضيلة الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله .

    الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله .

    السائل : ما رأي فضيلتكم بمن يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ثم يرتكب منكراً وهو الذبح لغير الله ، فهل يكون هذا مسلم ؟ مع العلم أنه نشأ في بلاد الإسلام ؟ .

    الشيخ : يذبح لغير الله ( واشلون [كيف ]) يذبح لغير الله ؟

    السائل : يذبح لغير الله ، يقول أنا إن ترك هذا الأمر فسوف يضرني أو يضر أهلي .

    الشيخ : لا ، أنا أقول (واشلون ) يذبح لغير الله ، كيف ؟

    السائل : يذبح لغير الله .

    الشيخ : يعني، يتقرب إلى هذا الغير بالذبح له ؟

    السائل : اي ، نعم .

    الشيخ : هذا الذي يتقرب إلى غير الله بالذبح له أي لهذا الغير ) مشرك شركاً أكبر، ولا ينفعه قول " لا إله إلا الله " ، ولا صلاة ، ولا غيرها ، اللهم إلا إذا كان ناشئاً في بلاد بعيدة ، لا يدرون عن هذا الحكم ، فهذا معذور بالجهل ، لكن يعلَّم .
    السائل : كيف يكون في بلاد بعيدة؟
    الشيخ : يعني ، مثلاً ، أفرض أنه عاش في بلاد بعيدة ليس بالمملكة[ السعودية] في بلاد يذبحون لغير الله ، ويذبحون للقبور ، ويذبحون للأولياء ، وليس عندهم في هذا بأس ، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام : فهذا يُعذر بالجهل ، أما إنسان يقال له : هذا كفر ، فيقول : لا ، ما يمكن أترك الذبح للولي : فهذا قامت عليه الحجة ، فيكون كافراً .

    السائل : فإذا نُصح وقيل له : إن هذا شرك ، فهل أُطلق عليه إنه " مشرك " " كافر " ؟ .

    الشيخ : نعم ، مشرك ، كافر ، مرتد ، يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل .

    السائل : وهل هناك فرق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية ؟ .
    الشيخ : الخفية تُبيَّن .

    السائل : مثل ايش ؟
    الشيخ : مثل هذه المسألة ، لو فرضنا أنه يقول : أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء ، ولا أعلم أن هذا حرام , فهمت ؟
    هذه تكون خفية ؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي ، قد يكون ظاهراً عندي ما هو خفيٌ عليك ، وظاهرٌ عندك ما هو خفيٌّ عليَّ .

    السائل : وكيف أقيم الحجة عليه ؟ وما هي الحجة التي أقيمها عليه ؟ .

    الشيخ : الحجة عليه ، أن الله تعالى قال: ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ ) ،وقال تعالى : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ . فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) ، فهذا دليل على أن النحر للتقرب والتعظيم عبادة ، ومن صرف عبادة لغير الله : فهو مشرك .

    السائل : زين , بالنسبة لمن فرق ، فقال لا يعذر بالجهل لانها من المسائل الظاهرة وأما المسائل الخفية مما تنازع فيه الناس ؟

    الشيخ : أنا قلت لك الآن وأنت تعرف الظهور والخفاء ،
    هل يستوي الناس فيه ؟

    هل يستوي الناس فيه أو لا ؟
    السائل : لا ، ما يستون .
    الشيخ : ما يستون ،قد يكون هذا الشيء عندي ظاهر
    ، ما فيه إشكال وعند الآخر خفي ،
    حتى في الإستدلال بالأدلة بعض العلماء يرى أن هذا الدليل واضح في الحكم والآخر يخفى عليه .

    الكلام بس على بلوغه للإنسان .

    السائل : بلوغ الحجة .

    الشيخ : الحجة .

    السائل : يعني أن القران وصل؟

    الشيخ : فإذا بلغته الحجة وقيل له : هذا الفعل الذي تفعله شرك ، فَفَعَلَه : ما بقي عذر .

    السائل :يعني يعرَّف ؟ .

    الشيخ :اي، لازم ، لازم أن يُعرَّف .

    الشيخ : نعم

    السائل : هذه مسألة ، وهناك وردت شبهة وهي أنه يقال : إن فعله شرك وهو ليس بمشرك ! فكيف نرد؟ .

    الشيخ :هذا صحيح ، ليس بمشرك إذا لم تقم عليه الحجة .

    السائل : ألم تقم عليه الحجة ؟ يعني بلغه القران .

    الشيخ : أليس الذي قال : ( اللهم أنت عبدي وأنا ربك ) ، مو قال بالكفر ؟

    السائل : نعم .

    الشيخ : ولم يكفر ؛ لأنه أخطأ من شدة الفرح ، وأليس المُكره يُكره على الكفر فيكفر ظاهراً لكن قلبه مطمئن بالإيمان؟

    والعلماء الذين يقولون : " كلمة كفر دون صاحبها " ، هذا إذا لم تقم عليه الحجة ، ولم نعلم عن حاله ، أما إذا علمنا عن حاله : وش يبقى ؟! نقول : ما يكفر! معناه : ما أحد كافر! ، ما يبقى أحد يكفر ! ، حتى المصلي الذي ما يصلي نقول : ما يمكن أن يكفر ؟

    السائل : لا ، شيخ بالنسبة لكلام ابن تيمية ؟

    الشيخ : حتى ابن تيمية ، حتى ابن تيمية يقول : إذا بلغته الحجة : قامت عليه الحجة .

    السائل : إذا بلغته الحجة ، لا يُعَّرَف ، بلغته الحجة القران والرسول صلى الله عليه وسلم؟.

    الشيخ : ما يكفي ، ما يكفي .

    السائل : كيف يعني؟

    الشيخ : أفرض أنه أعجمي ، ما يفهم القران أيش معناه ؟

    السائل : يعني ما بلغته؟

    الشيخ : لا بلغته ، وصل ، سمع ، لكن لا بد أن يفهم المعنى .

    السائل : كيف شيخ؟

    الشيخ : يعني أقول لا بد أن يفهم المعنى ، بارك الله فيك .

    السائل : يقول لا يُعَّرف كافر [ يقصد السائل ابن تيمية -رحمه الله - ].

    الشيخ : لا ، ما قال هذا .

    السائل : في رسالة للشيخ اسحاق بن عبد الرحمن .

    الشيخ : المهم ، شيخ الإسلام كتبه معروفة وهو من أبعد الناس عن التكفير .

    السائل: لا ، ما هو تكفير ، نقول هذه المسألة يعني ما يحتاج إقامة الحجة ، ولكن لا يلزم أن يُعَّرَف ؟

    الشيخ : لازم يُعَّرَف؟

    السائل : لانها مسائل ظاهرة .

    الشيخ : ما هي بظاهرة .

    السائل : الذي يَصِلُ الأعجميّ ، أنا قلت لك مثل الأعجميّ يمكن العربي إذا تلوْت هذا القران عَرَف .

    السائل : ممكن يا شيخ؟.

    الشيخ : لا ، اصبر ، المسألة ما هي مناظرة في هذا المكان ، هذا المكان سؤال جواب ، والمناظرة بيني وبينك .
    إنما الآن الفائدة للجميع .

    إنه لا يكفي بمجرد البلوغ حتى يفهمها .
    لأنه لو فرضنا أنه إنسان أعجميّ ونقرأ عليه القرآن صباحا ومساء لكن لا يدري ايش معناها : هل قامت عليه الحجة ؟

    " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ" .. انتهى كلام الشيخ رحمه الله
    " لقاء الباب المفتوح شريط رقم 48 الوجه ب "

    وقد بسطت القول في المسألة هنا :
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=85049
    راجعه يوضح لك إن شاء الله

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    في مكان ما
    المشاركات
    74

    افتراضي رد: الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة

    مبحث مهم جدا بارك الله فيك

  8. #8

    افتراضي رد: الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة

    شكرا للمشايخ
    لكن هل يفرق في هذا بين المسلم والكافر بحيث يعذر المسلم إذا جهل الحكم كما يعذر من أخطأ في التأويل ولو في المحرمات المتواترة ، ولا يعذر الكافر بجهل كما لا يعذر بتأويل ؟

  9. افتراضي رد: الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة

    جزاك الله خيراً.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    48

    افتراضي رد: الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة

    الكفر منه ما يخفى فيعذر فيه الرجل لجهل او تأول ... لكن الشرك عبادة غير الله مع الله فهذه محل نظر ..

  11. #11

    افتراضي رد: الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •