لو كان الإسلام رجلا لبكى بكاءا شديدا

ـ إن مما يحزن القلب ويدميه أن يهتم إنسان بشيء معين لوقت معين وعندما يحدث له طاريء ينتهي هذا الاهتمام ويترك ذلك الشيء ، ولا يضع خطة للاهتمام بهذا الشيء والتفرغ له وإعطاء كل وقته له ، بل وحياته من أجل أنه يحب هذا الشيء ، فإذا عُرضت عليه كنوز الدنيا والمنصب والجاه والسفر لتحصيل المال بوظيفة مرموقة أو غير ذلك لم يعبأ بذلك كله ومضى نحو هدفه في الاهتمام بذلك الشيء وهذا هو فعل القادة المجددين الذين يحيون السنن والشعائر والواجبات المنسية عند الأمة ، ويحروا الضمائر ويقودوا الأمة إلى الذروة والقمة بل ويجعلون أنفسهم قادة لها فيخافون ويغارون عليها من الأعداء ومن مكرهم بها ..

ـ إن هذا الشيء هو الصدع بالحق والقبض على الجمر في زمن انشغال الكثيرين بدنياهم وعدم اهتمامهم بأحوال أمتهم ...

ـ إن الإسلام لو كان رجلا لبكى بكاءا شديدا من عدم اهتمام أنصاره به ، وعدم وضعه في أعلى مراتب الأولويات كما فعل الصحابة رضوان الله عليهم .. وما حال خديجة وعائشة وسمية ، وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد بن الوليد وغيرهم من الرجال والنساء عنا ببعيد ... ضحوا بحياتهم وجعلوها رخيصة .. قدموها للإسلام على طبق ، ولم يأخذوا مقابلا لهذا العمل وهذه التضحية ..

ـ أما آن لنا أمة الإسلام الأمة الوسط الأمة القائدة للعالم بأسره خير أمة أخرجت للناس أن تنتج أجيالا شبابا رجالا ونساءا يقدموا للإسلام أوقاتهم وحياتهم وجهودهم وخبراتهم على طبق بدون أجر ...
كما يجتهد أعداء الإسلام في محوه لا لأنهم يرون أن الإسلام على باطل ، بل لأن الظالمين بآيات الله يجحدون ويتضايقون ويحسدون ومن أجل الأموال يفعلون.