< مسألة للمناقشة في الذهاب لمصلى العيد يا أهل الحديث الكرام >
ذهب أكثر أهل العلم إلى استحباب الذهاب إلى صلاة العيد من طريق، والرجوع من طريق آخر سواء كان إماماً أو مأموماً لحديث جابر عند البخاري قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى العيد يرجع في غير الطريق الذي ذهب فيه.
ويجوز الرجوع في الطريق الذي ذهب فيه كما ثبت هذا من فعل بعض الصحابة رضوان الله عليهم، عند أبي داود وغيره.
والسؤال هو : هل الطريق في الذهاب لمصلى العيد أطول من طريق الرجوع ، وهل كان النبي عليه الصلاة والسلام يحافط على نفس الطريق كل سنة في الذهاب والرجوع أو كان يغاير ؟
قال في الفتح : وَقِيلَ لِإِظْهَارِ شِعَار الْإِسْلَام فِيهِمَا ، وَقِيلَ لِإِظْهَارِ ذِكْر اللَّه ، وَقِيلَ لِيَغِيظَ الْمُنَافِقِينَ أَوْ الْيَهُود ، وَقِيلَ لِيُرْهِبهُمْ بِكَثْرَةِ مَنْ مَعَهُ وَرَجَّحَهُ اِبْن بَطَّال ، وَقِيلَ حَذَرًا مِنْ كَيْد الطَّائِفَتَيْن ِ أَوْ إِحْدَاهُمَا ، وَفِيهِ نَظَر لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يُكَرِّرهُ قَالَهُ اِبْن التِّين ، وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ مُوَاظَبَته عَلَى مُخَالَفَة الطَّرِيق الْمُوَاظَبَة عَلَى طَرِيق مِنْهَا مُعَيَّن ، لَكِنْ فِي رِوَايَة الشَّافِعِيّ مِنْ طَرِيق الْمُطَّلِب بْن عَبْد اللَّه بْن حَنْطَب مُرْسَلًا أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَغْدُو يَوْم الْعِيد إِلَى الْمُصَلَّى مِنْ الطَّرِيق الْأَعْظَم وَيَرْجِع مِنْ الطَّرِيق الْأُخْرَى " وَهَذَا لَوْ ثَبَتَ لَقَوَّى بَحْث اِبْن التِّين اهـ .
الحديث الذي ذكره الحافظ في الفتح رواه الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه الأم مرسلا ، والحديث المرسل ضعيف عند جمهور المحدثين
وسند ومتن الحديث كالتالي :
أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا إبراهيم قال حدثنى خالد بن رباح عن المطلب بن عبد الله بن حنطب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغدو يوم العيد إلى المصلى من الطريق الاعظم فإذا رجع رجع من الطريق الاخرى على دار عمار ابن ياسر
وفي إسناده أيضا إبراهيم بن محمد وهو متروك
فالحديث إسناده ضعيف جدا
وقال الإمام الشافعي في الأم : وَبَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم كان يَغْدُو من طَرِيقٍ وَيَرْجِعُ من أُخْرَى فَأُحِبُّ ذلك للامام وَالْعَامَّةِ وَإِنْ غَدَوْا وَرَجَعُوا من طَرِيقٍ وَاحِدَةٍ فَلَا شَيْءَ عليهم إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .