إلا رسول الله
كلمة لا تدل على معنى إلا بقرينة القصد ، فهي لم تأت بجملة تامة ، ومما يستنكر فيها الحصر وكأن المسموح أن يسب كل أحد إلا رسول الله ، ونحن كما نعلم أن جريمة سب رسول الله جريمة عظمى إلا أن ساب الصحابة وإن كانت أقل منها جرماً لكنها ليست بالسهل وكذلك أزواج رسول الله ، ومن عجب أنها تُصحب برفع السبابة وكأنها استعلان بكلمة التوحيد ، ومعلوم أن شرف نسبة الرسول في كلمة التوحيد بشرف المرسِل والرسالة ، فنخشى مع مر السنين أن يشرك رسول الله مع الله ، ومعلوم أن الشريعة حرمت الشرك وسدت ذرائعه ، ثم إن هذه الكلمة لا تفيد معنى وهي كقول الصوفية : ألله ألله ، أو هو هو ، فالصوفية لم توحد ولم تنفي ولم تثبت ، فالواجب التقيد في مجال الذكر بجمل تامة تفيد معنىً كاملاً ، وكذا إن ذكر رسول الله يُذكر بجملة تبين معنىً تاماً بحيث لا يحتاج السامع أو القارئ لمعرفة القصد . والله من وراء القصد .