خطة مقترحة لدراسة علم مصطلح الحديث
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
أما بعد ,,,
فيقول السيوطي في ألفيته :
علم الحديث ذو قوانين تُحَدْ .:. يدرى بها أحوال متن وسَنَدْ
فذانك الموضوع والمقصودُ .:. أن يعرف المقبول والمردودُ
إن الغرض و الهدف الأساسي من تعلم علم مصطلح الحديث هو التمكن من الحكم على الحديث سواء بالصحة أو الضعف بحسب قواعد المحدثين ، و معرفة مدى ثبوت أو عدم ثبوت هذه الرواية أو تلك عن النبي صلى الله عليه و سلم و معرفة المقبول و المردود منها ، و للوصول إلى هذا الهدف أضع بين يدي القارئ الكريم هذه الخطة المقترحة .
يمكننا أن نقسم الخطة إلى خمسة مراحل :
المرحلة الأولى : [ دراسة متون مصطلح الحديث المختصرة ]
- دراسة متن البيقونية ( مع حفظه إن تيسر ذلك ) و بدأنا بالبيقونية و إن كانت مختصرة اختصارا كبيرا لكونها منظومة شعرية مما يسهل حفظها ، و لأنها مختصرة جدا فتصلح لأن تكون مدخلا لمن لم يسبق له دراسة هذا العلم للتعرف على أشهر مصطلحات علم الحديث .
- متن نخبة الفكر للإمام ابن حجر العسقلاني الذي يحتوي أكثر من المصطلحات التي احتوتها البيقونية ، و إن كان مع شرح ابن حجر للنخبة المسمى بنزهة النظر فهو جيد ( مع حفظ متن نخبة الفكر إن تيسر ذلك ).
- متن اختصار علوم الحديث للإمام ابن كثير و قد شرحه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في كتابه الشهير الباعث الحثيث
- متن الموقظة للإمام الذهبي
ملاحظات /
- لا يشترط دراستها جميعها بل يكفي أغلبها مع الإتقان و الضبط للشرح من أحد المتقنين لهذا العلم ، و إن كان دراستها جميعها هو الأفضل
- أثناء الاستماع إلى الدروس قد يلاحظ طالب العلم وجود بعض الاختلاف في آراء العلماء و الشيوخ الذين يقومون بتدريس هذه المتون حول بعض المسائل العلمية المتعلقة بعلم الحديث ، فلا يشغل نفسه بها في بداية تعلم هذا العلم ، ثم إذا تعلم أكثر فأكثر ، و درس العديد من المتون و تمكن أكثر في هذا الفن و صار لديه شيء من التمكن فيه فلا مانع من الاطلاع و النظر و البحث أكثر في هذه المسائل .
المرحلة الثانية :
في هذه المرحلة يقوم طالب العلم بدراسة الكتب المطولة التي احتوت مسائل أكثر من مسائل المتون المختصرة ، و أرى شخصيا أن دراسة المطولات و إن كان شيئا جيدا لطالب العلم و مفيدا جدا ، إلا أنه ليس بتلك الأهمية الكبيرة إن كان طالب العلم قد أتقن تماما المتون التي في المرحلة الأولى
مثال على المتون المطولة :
- ألفية العراقي أو ألفية السيوطي
المرحلة الثالثة : الكتب و الدروس المتخصصة في مبحث معين
و هذه المرحلة هي كالمرحلة الثانية من حيث أهميتها ، و فيها يقوم بدراسة كتب أو سماع دروس متعلقة بمبحث واحد من مباحث علم الحديث المهمة جدا مثل العلل أو الجرح و التعديل و نحوها
المرحلة الرابعة : التدريب على التخريج و دراسة الأسانيد
و هذه هي أهم مرحلة في طلب علم الحديث الشريف فهي الأهم لنيل الثمرة المرجوة من تعلم هذا العلم ، و يمكن أن يتدرب من خلال الاتصال و الحضور لدى أحد المشايخ أو طلبة العلم المتمكنين الذين لديهم إمكانية لتعليم طلبة العلم ، ثم إذا تعلم دراسة الأسانيد و تدرب على كيفية الحكم عليها و أراد أن يتخصص في هذا العلم و أن يعيش معه فعليه أن يدمن من ذلك التدريب .
في أثناء التطبيقات أو التدريب قد تشكل على طالب العلم بعض المسائل ، فهنا أنصح بأمرين :
أولا/ تدوين هذه السؤالات و عرضها على الشيوخ أو طلبة العلم المتمكنين أو المتخصصين في هذا الفن ، و إن لم يتيسر الذهاب لأحد أهل العلم فيمكن عرضها لطلبة العلم في المنتديات المتخصصة في العلوم الشرعية لعله يجد فيها ما يفيده .
ثانيا/ النظر في الكتب المتخصصة في فن معين مثال ذلك أن من أشكل عليه مسألة في الإرسال فإنه يراجع الكتب المتخصصة في دراسة هذا المبحث
المرحلة الخامسة : الاشتغال بالكتابة في هذا العلم إذا تخصص فيه و تمكن من المراحل السابقة :
قال ابن الصلاح :
(( وليشتغل بالتخريج ، والتأليف ، والتصنيف إذا استعد لذلك ، وتأهل له ، فإنه - كما قال الخطيب الحافظ - يثبت الحفظ ، ويذكي القلب ، ويشحذ الطبع ، ويجيد البيان ، ويكشف الملتبس ، ويكسب جميل الذكر ، ويخلده إلى آخر الدهر ، وقل ما يمهر في علم الحديث ، ويقف على غوامضه ، ويستبين الخفي من فوائده إلا من فعل ذلك . ))
قلت : و مثل الكتابة في هذا العلم أن يقوم بتدريسه و تعليمه و تدريب طلبة العلم عليه و المذاكرة بمسائله ، إلا أن الكتاب يفضل على ما سبق كونه مما يرجى بقائه مهما مضى الزمن .
أنصح بقراءة هذه المقالة ( منهجية التعامل مع المنهجيات في طلب العلم )
و من أراد معرفة الشروح المسموعة للمتون المذكورة في هذه المقالة فعليه بموقعين :
موقع اسلام واي
و موقع لايف إسلام
و لعلي أجمع في مقالة واحدة أبرز الشروح الحديثية مرتبة وفقا للطريقة المنهجية المقترحة مجموعة في موضع واحد إن شاء الله تعالى
عبد العزيز بن أحمد العباد
الكويت
7 شوال 1431 - 16 / 9 / 2010