قال ابن القيم رحمه الله تعالى:الجاهل يشكو الله إلى الناس وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه!
فانه لو عرف ربه لما شكاه ولو عرف الناس لما شكا إليهم .
ورأى بعض السلف رجلا يشكو إلي رجل فاقته وضرورته فقال: يا هذا والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لايرحمك!!!
وفي ذلك قيل

اذا شكوت الي ابن آدم انما ... تشكو الرحيم الى الذي لا يرحم
والعارف إنما يشكو إلى الله وحده وأعرف العارفين من جعل شكواه إلي الله من نفسه لا من الناس فهو يشكو من موجبات تسليط الناس عليه فهو ناظر إلى قوله تعالى : (وما أصابكم من مصيبة فما كسبت أيديكم) وقوله : ( وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) وقوله : ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أني هذا قل هو من عند أنفسكم)
فالمراتب ثلاثة:
1_ أخسها أن تشكو الله إلى خلقه .
2_وأعلاها أن تشكو نفسك إليه .
3 _وأوسطها أن تشكو خلقه إليه .
(فوائد الفوائد ص331) .