تأليف القلوب واجتماع الكلمة من أعظم واجبات الدين:

بسم الله الرحمن الرحيم إن من علامات أهل السنة هو الألفة والجماعة، ومن علامات أهل الزيغ والضلال هو الفرقة والخصومة بالأهواء، ذلك أن تأليف القلوب واجتماع الكلمة وصلاح ذات البين من المهمات في الدين التي أمر الله بها؛ قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}، وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا}، ونهى عن ضدها من الفرقة والاختلاف فقال: {وَلَا تَفَرَّقُوا}، وقال: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا}، ونحو هذه الأوامر والنواهي في دين الرسول صلى الله عليه وسلم كثير، وقال ابن مسعود: "عليكم بالجماعة فإنها حبل الله الذي أمر به وإن ما تكرهون في الجماعة والطاعة خير مما تحبون في الفرقة"، وقال شيخ الإسلام في المجموع: " وأهل هذا الأصل هم أهل الجماعة؛ كما أن الخارجين عنه هم أهل الفرقة ".وإذ كانت الجماعة واجبة كان لزاما وجود الجامع لأهلها، بحيث لو اختلف أفرادها -وهو واقع لا محال- وجب عليهم رد ما تنازعوا فيه إليه ليحكم بينهم، وهذا الذي يرد إليه لابد أن يكون منزها عن الغلط، ولا وجود لهذا إلا كتاب الله وسنة رسوله، فهما العاصم من الزيغ والضلال، وموارد النزاع لا تفصل بين المؤمنين إلا بهما، وإن كان أحد المتنازعين يعرف ما يقوله بعقله، وذلك أن قوى العقول متفاوتة، وكثيرا ما يشتبه عليها، فلا يمكن أن يفصل بين المتنازعين قول شخص معين ولا معقوله ممن يجوز عليه الخطأ والنسيان والغفلة والجهل واتباع الهوى، ونحو هذا، وإنما يفصل بينهم الكتاب المنزل من السماء والرسول المبعوث المعصوم فيما بلغه عن الله تعالى.قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} وقال: {وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}، والاعتصام وهو تمسك العبد بما يعصمه ويمنعه من المحذور والمخوف، ومدار السعادة الدنيوية والأخروية على الاعتصام بالله فإنه يعصم من الهلكة؛ والاعتصام بحبله فإنه يعصم من الضلالة ، والاعتصام بحيله هو الاعتصام بكتابه وسنة نبيه، ولا نجاة إلا لمن تمسك بهاتين العصمتين.ومن استقرأ أخبار الأمم بمللهم ونحلهم وطوائفهم؛ تبين له أنه لم يكن قط طائفة أعظم اتفاقا على الهدى والرشد وأبعد عن الفتنة والتفرق والاختلاف والزيغ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين هم خير الخلق بشهادة الله لهم بذلك إذ يقول تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}، وكذلك من اقتفى آثارهم وسار على منهاجهم واعتقد معتقدهم من أهل السنة والجماعة بالنسبة إلى سائر الطوائف والفرق من أمة الإسلام ، كما لم يكن في الأمم أعظم اجتماعا على الهدى وأبعد عن التفرق والاختلاف من هذه الأمة، لأنهم أكمل اعتصاما بحبل الله الذي هو كتابه المنزل وما جاء به من عنده نبيه المرسل، وكل من كان أقرب إلى الاعتصام بالكتاب والسنة كان أولى بالهدى والاجتماع والرشد والصلاح وأبعد عن الضلال والافتراق والفتنة والأهواء.وإذا تبين هذا الأصل الأصيل؛ فإن الخلاف أمر لازم للخلقة البشرية، وقد وقع في المسائل العلمية والعملية حتى بين الصحابة والتابعين من سلف الأمة، إلا أنهم اعتصموا بهذا الأصل وبقيت بينهم الأخوة والألفة، معتقدين جزما بأن الحل والعصمة في رد النزاع إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بتوحيد الطلب والمطلوب وابتغاء الحق وحده، غير مائلين عنه لقول قائل غير الرسول كائنا من كان، بل كانوا يتأولون لمن أخطأ منهم، فليس كل من أخطأ يبدع ويهجر، بل لا يبدع إلا في الأصول المهمة بعد قيام حجة الله التي توجب تبديعه، وقد لا يهجر من يبدع لعدم إمكان ذلك، ثم إنه ما كان من عقوبة الهجر وغيره هو من حقوق الأخوة في الدين للمهجور ولمن خيف عليه منه من سائر الناس، فالهجر لا يعني البغضاء والعداوة التي نهى عنها الله ورسوله.وفي بيان هذا الأمر قال شيخ الإسلام في المجموع: "وقد كان العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إذا تنازعوا في الأمر اتبعوا أمر الله تعالى في قوله: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا}، وكانوا يتناظرون في المسألة مناظرة مشاورة ومناصحة، وربما اختلف قولهم في المسألة العلمية والعملية مع بقاء الألفة والعصمة وأخوة الدين، نعم من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلافا لا يعذر فيه فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع".ثم ذكر رحمه الله تعالى أمثلة من واقع الصحابة في اختلافهم، وصدور بعض الكلمات الغليظة من بعضهم في بعض، مع بقاء التآلف والأخوة في الدين؛ فقال: "فعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قد خالفت ابن عباس وغيره من الصحابة في أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه وقالت: "من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله تعالى الفرية"، وجمهور الأمة على قول ابن عباس مع أنهم لا يبدعون المانعين الذين وافقوا أم المؤمنين رضي الله عنها، وكذلك أنكرت أن يكون الأموات يسمعون دعاء الحي لما قيل لها: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أنتم بأسمع لما أقول منهم" فقالت: إنما قال: إنهم ليعلمون الآن أن ما قلت لهم حق، ومع هذا فلا ريب أن الموتى يسمعون خفق النعال كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام"، صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى غير ذلك من الأحاديث، وأم المؤمنين تأولت والله يرضى عنها، وكذلك معاوية نقل عنه في أمر المعراج أنه قال: إنما كان بروحه، والناس على خلاف معاوية رضي الله عنه ومثل هذا كثير.وأما الاختلاف في الأحكام فأكثر من أن ينضبط، ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة، ولقد كان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما سيدا المسلمين يتنازعان في أشياء لا يقصدان إلا الخير، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوم بني قريظة: "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة" فأدركتهم العصر في الطريق فقال قوم: لا نصلي إلا في بني قريظة وفاتتهم العصر، وقال قوم: لم يرد منا تأخير الصلاة فصلوا في الطريق، فلم يعب واحدا من الطائفتين، أخرجاه في الصحيحين من حديث ابن عمر، وهذا وإن كان في الأحكام فما لم يكن من الأصول المهمة فهو ملحق بالأحكام"(انتهى كلام شيخ الإسلام).وأقول: كثيرا ما يختلف الناس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولا يكون ذلك من أجل دين الله تعالى ولا من أجل الحق المحض، بل من أجل نفوسهم لما نراه من البغي والعدوان بينهم، فتجد الواحد يوالي هذا ويعادي الآخر، وتجد الطائفة توالي هذه وتعادي تلك، ويتسلط بعضهم على بعض بألسنة حداد وأقلام كالسيوف، وما ذلك إلا بالظن والهوى بلا برهان من الله تعالى، وتجد جل أحكامهم دليلها تزكية نالها شيخهم في وقت ما، وهي في حقيقة الأمر فارغة من محتواها، إن أحسنا الظن بالمزكي والمزكى قلنا إنها كانت صالحة في وقت مضى، والآن انتهت صلاحيتها، كذاك الحامل لواء جيش المسلمين، وقد انفض الجيش من حوله، وقولنا عنها أنها صالحة بمعنى أنها وصف حق اتصف به صاحبها في وقت ما، لا أنها تقوم مقام الدليل، فمن نال من التعديل والمدح أبلغ العبارات وإن كانت منطبقة عليه انطباقا تاما، فإنه باتفاق المسلمين لا يدخل في ثلاثية الدليل من الكتاب والسنة والإجماع، ومن أدخله دخل في الرفض بقدر جرمه؛ {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.ثم إن هذه التزكية التي جعلها صحابها أو بطانة السوء التي ابتلاه الله بها دليلا من دون الكتاب والسنة والإجماع؛ يحكمون به الدين والعباد، ومن خرج عن حكمهم قوبل بالتجريح والتبديع والتحذير والهجر؛ وكأنما خرج من دين الإسلام، وما هذا إلا علامة البدعة؛ ودليل على أن أصحابها هم أهل الأهواء الذين ذمهم السلف، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ}، بل هذا فعل الخوارج الذين فارقوا جماعة المسلمين، واستحلوا دماء من خالفهم، بل فعل الرافضة الذين كذبوا على الله ورسوله وعلى المؤمنين.وأقل ما في ذلك من الباطل أن يفضل الواحد من هؤلاء من يوافقه على هواه، وإن كان غيره أعلم بالله وبكتابه وأتقى لله منه، وإنما الواجب أن يقدم من قدمه الله ورسوله، ويؤخر من أخره الله ورسوله، وأن يحمد من حمده الله ورسوله، ويذم من ذمه الله ورسوله، وأن يحب ما أحبه الله ورسوله، ويبغض ما أبغضه الله ورسوله، وأن يؤمر بما أمر الله به ورسوله، وينهى عما نهى عنه الله ورسوله، وأن يرضى بما رضي به الله ورسوله، وأن يكون المسلمون يدا واحدة على من سواهم.وأيضا من الباطل الذي وقع فيه هؤلاء أن وصل بهم الأمر إلى أن يضللوا غيرهم فيبدعوه وقد يكفروه، وكثرا ما وجدنا الصواب الموافق للكتاب والسنة مع غيرهم دونهم، بل تلك التزكية التي يتشبتون بها وجدنا أن غيرهم ممن خالفهم بالعلم والعدل أحق بها منهم، واللبيب بالإشارة يفهم.وما دمنا نعدهم إخواننا مع بغيهم وظلمهم، فإنا نقول لهم كلمة نبتغي بها وجه الله تعالى ونعاملهم بها إن شاء الله تعالى؛ وهي أن يعلموا أن من خالفهم هم إخوانهم لا تحل دماءهم وأموالهم وأعراضهم، ولو أخطأ أخوك المسلم في شيء من أمور الدين فليس لك إلا أن تنصحه، فتعضه وتذكره بالله إن كان غلطه لشهوة وهوى، وإن كان غلطه من جهة العلم والفهم تبين له خطأه وتزيل من رأسه الشبهة التي أوجبت له الغلط؛ بالدليل من الكتاب والسنة والإجماع لا بالتزكية وأقوال الثناء والمدح؛ فإنها سلعة بائرة عند المسددين من أهل العلم والعدل؛ نافقة عند المخذولين من أهل الجهل والظلم، وعليهم أن يعلموا أيضا أنه ليس كل من أخطأ في الدين يكون كافرا أو فاسقا أو مبتدعا، بل قد عفى الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان، وقد قال الله تعالى في دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا): "قد فعلت"، كما هو ثابت في الصحيح، والله أعلم.واعلموا أن الناس رجلان: مؤمن تقي وفاجر شقي، مؤمن نتولاه من أي طائفة كان وفاجر نتبرأ منه من أي طائفة كان، فإنه لا يتنافى اجتماع الخير والشر ولا السنة والبدعة ولا الطاعة والمعصية في الشخص الواحد، فهو بهذه الحال يستحق الموالاة والإكرام على ما فيه من خير، ويستحق المعاداة والعقاب على ما فيه من شر، وهذا هو الوسط المأمور به، قال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}، قال شيخ الإسلام في المجموع: "فأما الحمد والذم والحب والبعض والموالاة والمعاداة فإنما تكون بالأشياء التي أنزل الله بها سلطانه، وسلطانه كتابه، فمن كان مؤمنا وجبت موالاته من أي صنف كان، ومن كان كافرا وجبت معاداته من أي صنف كان، ...، ومن كان فيه إيمان وفيه فجور أعطي من الموالاة بحسب إيمانه ومن البغض بحسب فجوره، ولا يخرج من الإيمان بالكلية بمجرد الذنوب والمعاصي كما يقوله الخوارج والمعتزلة، ولا يجعل الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون بمنزلة الفساق في الإيمان والدين والحب والبغض والموالاة والمعاداة".وأما من كان صاحب بدع غليظة كالحلول والاتحاد أو التجهم؛ فإنه يتبرأ منه، ويناظر وتبين له حجة الله التي توجب له العقوبة إن أصر، وكذلك من يعاونهم وينصرهم على أهل الإيمان المنكرين عليهم، وهو شر ممن ينصر النصارى والمشركين على المسلمين، ذلك أن أهل الحلول والاتحاد والتجهم هم شر من النصارى والمشركين، بخلاف أهل الصلاح والتقوى ممن يقع في بدعة عن تأويل وليست غليظة، فإنه يجب موالاتهم ومحبتهم، ويبين غلطهم ولا يقتدى بهم فيه، مع أنه مغمور في بحر حسناتهم، وهو من قبيل الزلة التي لا يخلو منها بشر، بل هم معذورون لأنهم مجتهدون ولم يقصدوا فعل الحرام ولا مخالفة الرسول، وخذ تراجم الصالحين من الأمة فلا تجد من ليس له غلط ولا زلة، مثل أكابر السلف المقتتلين في الفتنة، والسلف المستحلين للأشربة المسكرة، والمستحلين لربا الفضل والمتعة، قال عبد الله بن المبارك: "رب رجل في الإسلام له قدم حسن وآثار صالحة كانت منه الهفوة والزلة لا يقتدى به في هفوته وزلته"، قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في الاستقامة: "ولكن وقوع مثل هذا التأويل من الأئمة المتبوعين أهل العلم والإيمان صار من أسباب المحن والفتنة، فإن الذين يعظمونهم قد يقتدون بهم في ذلك، وقد لا يقفون عند الحد الذي انتهى إليه أولئك، بل يتعدون ذلك ويزيدون زيادات لم تصدر من أولئك الأئمة السادة، والذين يعلمون تحريم جنس ذلك الفعل قد يعتدون على المتأولين بنوع من الذم فيما هو مغفور لهم، ويتبعهم آخرون فيزيدون في الذم ما يستحلون به من أعراض إخوانهم وغير أعراضهم ما حرمه الله ورسوله، فهذا واقع كثير في موارد النزاع الذي وقع فيه خطأ من بعض الكبار"، فيا سبحان الله ما أشبه اليوم بالبارحة، وحسبنا الله ونعم الوكيل.{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}، والحمد لله رب العالمين، ذي الإفضال والإنعام، وصل اللهم وسلم على نبي الأمة محمد الأمين، وعلى آله وصحبه والأئمة الأعلام، وعلى التابعين بإحسان إلى يوم الدين.