المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هوازن العتيبيه
قصة زواج سودة..والأدب منها كاللمعة
كانت رضي الله عنها سيدة ً جليلة نبيلة ، تزوجت بدايةً من السكران بن عمرو ، أخي سهيل بن عمرو العامري ، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة فراراً بدينها ، ولها منه خمسة أولاد .
ولم يلبث أن شعر المهاجرون هناك بضرورة العودة إلى مكة ، فعادت هي وزوجها معهم ، وبينما هي كذلك إذ رأت في المنام أن قمراً انقض عليها من السماء وهي مضطجعة ، فأخبرت زوجها السكران فقال : والله لئن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيراً حتى أموت وتتزوجين من بعدي ، فاشتكى السكران من يومه ذلك وثقل عليه المرض ، حتى أدركته المنيّة .
وكان حال النبي صلى الله عليهِ وسلّم بعد وفاة زوجه الحنون خديجة في حزن شديد وكان الصحابة رضي الله عنهم جميعا يعرفون قدر محبة النبي لخديجة وقدر حزنه الشديد على موتها فلم يتجرأ أحد من الصحابة أن يتحدّث مع النبي صلى الله عليهِ وسلّم أمر زواجه .. قد كان عمر النبي صلى الله عليه وسلم خمسون سنة عندما تزوج بزوجته الثانية وهي سودة بنت زمعة رضي الله عنها بعد وفاة زوجها السكران بالحبشة عندما كان هناك في هجرة الحبشة الأولى.
وكان ذلك سنة عشر من النبوة بعد وفاة زوجته الأولى أم المؤمنين خديجة بنت خويلدرضي الله عنها التي توفيت في رمضان سنة عشر من النبوة، وكان زواجه صلى الله عليه وسلم سودة في شهر شوال ولذلك تكون الفترة بينهما حوالي شهر يزيد أو ينقص.(
1)
فأتت الصحابية الفاضلة خولة بنت حكيم.لتعرض هذا الأمر على النبي صلى الله عليهِ وسلّم.وتحكي لنا امّنا العفيفة عائشة هذا الموقف
عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما توفيت خديجة, قالت: خولة بنت حكيم بن الأوقص ,امرأة عثمان بن مظعون " وذلك بمكة .يا رسول الله ألا تزوج؟ قال: (من) قالت: إن شئتَ بكر وإن شئت ثيّبا قال: فمن البكر قالت: ابنة أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر قال: فمن الثيّب؟ قالت
سودة بنت زمعه آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه قال: اذهبي فاذكريهما علي ..
و
في رواية أحمد وكان فيها شيء من التصرف قالت:فذهبت إلى
سودة وأبيها زمعه –وكان شيخا كبيرا قد جلس على المواسم _فقلتُ: ماذا ادخل الله عليكم من الخير والبركة ؟
قالت:
سودة بنت ومعه.وما ذاكَ ياخولة؟
قلت:أرسلني رسول الله إليكِ لأخطبك عليه
غمر
سودة سرور عميق فأي فرحة كفرحة أن تكون زوجة لرسول الله وأن تصبح ام المؤمنين.وبعد لحظات من تأملها رضي الله عنها قالت: وددت ذلك ولكن ادخلي على أبي فاذكري له ذلك .
قالت: خولة:فدخلت على أبي
سودة وحييته بتحية أهل الجاهلية وقلت:أنعم صباحا
فقال: من أنتِ ياهذه؟
قالت: خولة بنت حكيم بن أميّة السلمي زوج عثمان بن مظعون الجمحي.
قالت:خولة فرحّب بي والد سودة وقال ما شاء الله أن يقول:فكان على علمِ أني خرجت عن آلهة قومي وآمنت وهاجرت إلى الحبشة ,ثمّ عدت إلى مكة .وسألني عن حاجتي وقال: ما شأنك؟
فقلت: إنّ محمّدا بن عبد الله بن عبد المطلب يذكر ابنتك سودة أم الأسود
قال:إنّ محمدا كفءٌ كريم ولكن ما تقول صاحبتك سودة
قلت: هي تحبّ ذلك
قال: إذن ادعيها إليْ
فذهبت ودعوتها وقال:
لسودة أي بنيّة إنّ خولة ابنة حكيم تزعم انّ محمدا ابن عبد الله قد أرسل يخطبكِ وهو كفءٌ كريم أتحبين أن أزوجكِ منه
فقالت:
سودة في صوتٍ يفصح عن رغبتها :نعم إن احببت
فالتفت زمعه إلى خولة وقال: لها.قولي لمحمّد فليأتنا
قالت: خولة فجاء محمد وعقد عليها وملكها فزوجه إيّاها بعد ان أصدقها أربعمائة درهم
وهاهي قصة زواج سودة التي بغمرها أدب الصحابة رضوان الله عليهم ..
ــــــــــــــ
http://www.islamweb.net/fatwa/index....twaId&Id=73028