وقد نصَّ ابنُ الجزري مرَّةً على أنَّ المدَّ - أي الإشباع - في عارض الإدغام أرجح.
قال:
ويجوزُ فِيهِ ثَلاثَةُ أَوْجُهٍ وَهِي: المَدُّ والتوَسُّطُ وَالقَصْرُ، كجوازِها في الوَقْفِ؛ إِذْ كان حُكْمُ المُسَكَّنِ للإِدْغامِ كالمُسَكَّنِ لِلْوَقْفِ كَمَا تَقَدَّمَ، ومِمَّنْ نصَّ على ذلِكَ الحَافِظُ أَبُو العَلاءِ الهَمَذَانِيُّ فِيمَا نَقَلَهُ عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ الجَعْبَرِيُّ، وهُوَ ظَاهِرٌ لا نَعْلَمُ نَصًّا بِخِلافِه، وذلِكَ نَحْوُ: (الرَّحِيم ملِكِ) ، (قَال لهُم) ، (يَقُول ربَّنَا) ، وكذا لَوِ انْفتحَ ما قبلَ الواوِ والياءِ نَحْو : (قَوْم موسَى)، (كَيْفَ فَعَلَ) وَالمَدُّ أَرْجَحُ مِنَ القَصْرِ، وَنَصَّ عَلَيْهِ أَبُو القَاسِمِ الهُذَلِيِّ.
ولوْ قِيلَ باخْتيارِ المدِّ في حرفِ المَدِّ، والتَّوسُّطِ في حَرْفِ اللِّينِ، لَكان لهُ وجهٌ؛ لِما يأتي في باب المدِّ.