في موضوعي السابق استدركت على الحافظ ابن حجر رحمه الله مسألتين هما :
(1) المسألةالأولى : تتعلق بتحديد جبل ثبير الذي جاورت( اعتكفت ) عنده أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقد قال الحافظ ابن حجر- رحمه الله- أن هذا الجبل هو جبل المزدلفة أي (ثبيرالنصع ) وقد استدركت عليه هذا القول وقلت أنه( ثبيرغيناء) الذي يشرف على منى من جهة الشمال ويقابل جبل حراء من جهة الجنوب وأثبت ذلك بدليلين نقلي وعقلي .
(2)المسألة الثانية :تتعلق بالسبب الذي اعتكفت لأجله أم المؤمنين رضي الله عنها فقد قال
وكأنها لم يتيسر لها مكان في المسجد الحرام تعتكف فيه فاتخذت ذلك.
و قد استدركت عليه هذا القول وأثبت بالأدلةالصحيحة أن سبب الإعتكاف هو أنها نذرت أن تعتكف شهرا عند جبل ثبير لحاجة في نفسهارضي الله عنها كما جاء في الرواية الصحيحة .
و الحمدلله أن هذه الاستدراكات قد اعتمدت فيها على أحاديث و آثار صحيحة .
**و قد أثبت بالأدلة الصحيحة أن الجهة من ثبير التي جاورت عندها أم المؤمنين هي الجهة الشمالية التي عند بئر ميمون وهي الجهة المشرفة على منى .
**و لكني عثرت مؤخرا على روايتين لابن أبي مليكة تحدد جهة اعتكاف أم المؤمنين بالجهة الجنوبية من جبل ثبير والتي هي تقابل جبل حراء . و هذا تأكيد عل صحة استدلالي و استدراكي لأن ثبير الذي يقابل حراء هوثبير غيناء و ليس هو ثبير النصع الذي حدده ابن حجر.
و مع ذلك فإن هذا يعني أن هناك إشكال ظاهري بين روايات عطاءبن أبي رباح و بين روايات ابن أبي مليكة . و الأمانةالعلمية تقتضي مني أن لا أكتم هذه الروايات مع ما فيها من تعارض ظاهري .
فروايات عطاء تحدد الجهةالشمالية من ثبير وهي جهة منى وبئر ميمون .
و روايات ابن أبي مليكة تحدد الجهة الجنوبية من ثبير وهي جهة جبل حراء.
وهذا تعارض و تناقض واضح .
و لا بد من ايجاد حل للتوفيق بين هذه الروايات بما يزيل الاشكال الظاهري بينها لأنها كلها روايات صحيحة .
سأذكر روايات عطاء بن أبي رباح ثم سأذكر روايات ابن أبي مليكة لنرى ماهو التعارض بينها .
يتبع