في رثاء شاعر حي
شعر/ أحمد الهلالي
شاعر صَديق، وأخ حبيب.. طلب مني أن أرثيه، وهو ما يزال على قيد الحياة، فنظمتُ هذه الأبيات:
1 - قَضى وَهْو حيٌّ.. والقَضا لَيس نائِيَا = وَغابَ.. ولكِنْ جِسْمُه ليس خافِيَا
2 - أَميرُ القَوافِي وَهْو يُدْعَى أَسِيرَها = رَقِيقٌ.. وَيُبْدِي أَنَّه كانَ جافِيَا
3 - وَيَختالُ كالطَّاوسِ لَكِنْ تَواضُعًا = ويَضْحكُ مِلْءَ العَيْنِ إن كان باكِيَا
4 - ويَنْثرُ أَصْنافَ اللآلِي بشِعْرِه = ويَرْكبُ أَهْوالَ القَوافِي لَيالِيَا
5 - فَقيرٌ عَزيزُ النَّفْسِ حُرٌّ مُمَلَّكٌ = ضَعيفٌ قَوِيُّ العَزْمِ.. كَانَ مُحامِيَا
6 - شُجاعٌ جَبانٌ ثائِرٌ خائِر.. فَلا = يَرى أَنْ يَرى الأَشْياءَ إِلاَّ كَما هِيَا
7 - خَجولٌ جَريءٌ فَاسِدٌ عَابِدٌ.. فَلا = تَراه يُصلِّي النَّفْلَ إِلاَّ مُرائِيَا
8 - ويَصْفو عَلى الأَكْدارِ دُونَ شِكَايةٍ = ويَفْتَعِل الأَكْدارَ إِنْ كانَ صَافِيَا
9 - ويَرْجُو جَمَالَ الرُّوحِ فِي حُسْنِ صُورةٍ = ويَخْتارُ مِن غَيْر الَّذي كان راجِيَا
10 - ويَرْضَى ولا يَشْكُو.. ويَشْكو تسَخُّطًا = ويَجْحدُ إِنْ جاءَ القَضاء مُواتِيَا
*** = ***
11 - فيا صاحبِي هل أعجبَتْكَ قَصِيدتِي = لِتَزهدَ فِي شِعْر الرِّثاءِ كحَالِيَا
12 - طلَبْتَ رِثاءً مِن ضَعيفٍ كَحالَتِي = وأَنْتَ حَقِيقٌ أنْ تَصُوغَ رِثَائِيَا
13 - فإِنْ متَّ قَبْلي فالرِّثاء كتَبْتُه = وإنْ متُّ - لا تتعَبْ - فهَذا الرِّثا لِيَا
14 - وخُذْ نِصْف أوصافِي.. ودَعْ لي إِساءَتِي = فلَمْ تَعْرفِ الدُّنيا مُسيئًا مِثالِيَا
أحمد عبدالله الهلالي
في جوف السحر من ليلة السبت غرة جمادى الأولى 1433 هـ = 24 من مارس 2012 م