جزاك الله خيرا على هذه الفوائد القيمة والتيهي غيض من فيض من دقائق ولطائف وفوائد الكتاب الكريم ,
و هنا لطائف ايضا ذكرها الحافظ بن كثير في تفسير سورة الذاريات في قوله سبحانه وتعالى{هَلْ أَتَـﯩـٰكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَٰهِيمَ ٱلْمُكْرَمِين َ} [الذاريات:24] فقد قال ابن كثير :وهذهالآية انتظمت آداب الضيافة و هي 1-رد التحية بأحسن منها {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَـٰمًاۖ قَالَ سَلَـٰمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ} قالوا سلاما بالنصب و رد عليهم سلام بالضم الرفع أقوى وأثبت من النصب، فرده أفضل من ا لتسليم ولهذا قال تعالى: {وَإِذَاحُيِّيت م بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَآۗ} فالخليل اختار الأفضل،2-السرعة في تقديم القرى للضيف في قوله سبحانه {فَرَاغَ إِلَىٰۤ أَهْلِهِۦ} أي انسل خفية في سرعة 3- تقديم أفضل ما في منزلك من طعام للضيف مع خدمة الضيف بنفسك و يؤخذ ذلك من قوله سبحانه {فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ} أي من خيار ماله، وفي الآية الأخرى: {فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} أي مشوي على الرضف4 تقريب الطعام للضيف لقوله سبحانه فَقَرَّبَهُۥۤ إِلَيْهِمْ}-5 التلطف في العبارة عند تقديم القرى (الطعام للضيف) و يؤخذ ذلك من قوله سبحانهقال: {أَلا تَأْكُلُونَ} على سبيل العرض والتلطف،كما يقول القائل اليوم إن رأيت أن تتفضل وتحسن وتتصدق فافعل بمعنى انه عليه السلام لم يلزمهم بأن يأكلوا بل عرض عليهم الطعام وقربه منهم وهنا لطيفة يجب الانتباه لهاو هي انه لا ينبغي أن تلح على الضيف بأن يأكل الطعام الذي تقدمه اليه لأنه ربمايكون هذا الطعام من النوع الذي لا يحبه أو قد يكون مثلا ممنوعا عنه طبيا أو لابرغب في أكله لأي سبب من الاسباب لذلك يتم تقديمه بصيغة (ألا تأكلون ) و الخلا صة كما لخصها ابن كثير بقولهوقوله عز وجل: {فَرَاغَ إِلَىٰۤ أهْلِهِۦ} أي انسل خفية في سرعة {فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ} أي من خيار ماله، وفيالآية الأخرى: {فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} أي مشوي على الرضف {فَقَرَّبَهُۥۤإِ َيْهِمْ} أي أدناه منهم فَقَرَّبَهُۥۤ إِلَيْهِمْ} أي بسرعة، ولم يمتن عليهم أولاًفقال: نأتيكم بطعام بل جاء به بسرعة وخفاء، وأتى بأفضل ما وجد من ماله، وهو عجل فتيسمين مشوي، فقربه إليهم لم يضعه وقال اقتربوا، بل وضعه بين أيديهم ولم يأمرهم أمراًيشق على سامعه بصيغة الجزم بل قال: {أَلا تَأْكُلُونَ} على سبيل العرض والتلطف .هذا و الله أعلم ..